الاثنين، 11 أبريل 2011

مشاهد من مصر مابعد ثورة 25 يناير ....





مشاهد مختلفه من مصر الجديدة

مصر مابعد ثورة 25 يناير


انها مصر الجديدة ، مصر مابعد ثورة 25 يناير ... هذه هي صورتها حسبما اراها .. صوره مليئه بالتفاصيل ، قضايا جوهرية وخطوط عريضه وتشابكات وتناقضات ، قضايا كثيرة مؤجلة طويلا وملفات ساخنه لم تعد تتحمل التأجيل او هكذا يظن الناس .. مشاهد كثيرة ، متوازية متقاطعه متناقضه متوارية احيانا وفي صداره الصورة احيانا اخري ..

انها مصر الجديدة ، ليست مجرد بلد في ثوب الثورة بل شعب في حاله ثورة يحلم بتحقيق كل احلامه ومطالبه الان حالا فورا يخاف - بمنتهي الحب للوطن والمستقبل – ان يهديء يصمت ينتظر فتسرق الثورة واللحظة والاحلام والمستقبل ... يخاف علي انجازه العظيم من الاعيب ومكائد الثوره المضاده وجحافل المنتفعين بالنظام السابق فلابد من مواصله النضال والتمسك بالمطالب والضغط الدائم لمزيد من المطالب ومزيد من الحقوق ومزيد من الانتصارات!!!

مصر الجديدة بعد 25 يناير ، شعب يطرح بصوت عالي واصرار كل مطالبه السياسيه والاقتصاديه والاجتماعية ويتمسك بها ويدافع عنها .. شعب في ثورة وثورته مستمرة !!!

( 1 )

المظاهرات الغاضبة و الثورة

شباب غاضب له مطالب سياسية واضحه يخرج يوم 25 يناير بمظاهرات عاصفه تنادي بالحريه والعداله الاجتماعيه وتدين التعذيب وسرعان مايرفع سقف مطالبه بعدما ينضم له الشعب فرادي وجماعات واحزاب سياسيه وجماعات التغيير ومنظمات المجتمع مدني والمنظمات حقوقيه وشخصيات عامه ويفصح بصوت عالي يوم جمعة الغضب 28 يناير عن مطلبه الوحيد " الشعب يريد اسقاط النظام " ، وتتحول المظاهرات لمليونيات كبيرة تمتد من التحرير وتتسع لمعظم مدن الوطن ثورة تزداد حشدا وقوة مابين جمعة الغضب وجمعه الرحيل وجمعه الحسم وجمعه التنحي والانتصار ، اعتصام وغناء وشعر ورسم وكاريكاتير وصلاه وقداس وبكاء وفرحه وعدوان معركه الجمل وسعاده الانتصار واحتفالات التحرر في التحرير وكل شوارع العاصمه والوطن ، مظاهرات ورصاص مطاطي وحي وقنابل مسيله للدموع وشهداء في جنة الخلد من شباب وشابات كتبوا لهذه الوطن حريته ومستقبله بدمائهم وبتضحياتهم ، وتستمر الثورة وتتزايد قوتها وتشبثها العنيد الواضح بمطلبها " الشعب يريد اسقاط النظام " ..

ثوره لايرضيها تغيير الوزاره واستبعاد رجال الاعمال من الحكم والحزب ولا تكتفي بتعيين نائب رئيس جمهورية ولا تقبل باصلاحات جزئيه ولا تحقيق جزئي لمطالبها " الشعب يريد اسقاط النظام " ولا تسمع لحكمه الحكماء وتزداد يوما بعد يوم وساعه بعد ساعه قوة واندفاعا وبأسا بعدما التحم بالتحرير وثورته مظاهرات النقابات المهنيه والجامعات و المظاهرات العماليه والنقابيه وبعدما قرر الثوار الاعتصام عند القصر الجمهوري مصممين علي رحيل الرئيس و"اسقاط النظام" ، انها قوة الثورة وحماسها ويقينها بالنصر شباب وناضجين وكهول ، فتيات ونساء ، مثقفين ومتعلمين وجهلاء اميين ، ابناء الطبقة المتوسطه والطبقات الفقيرة وبعض ابناء الطبقات العليا المؤمنين بالديمقراطيه والحرية ، جميعهم صامدين في التحرير رمز لثورتهم يطالبون بصوت يسمعه العالم كله "الشعب يريد اسقاط النظام " ...

واجتمع المجلس الاعلي للقوات المسلحه واعلن انه في حاله انعقاد دائم وسيتخذ من التدابير والاجراءات مايحافظ علي سلامه الوطن والمواطن و" الجيش والشعب ايد واحدة " والثورة تتصاعد وتقوي ، ثوره ضد الفساد والفقر تطالب بالعداله الاجتماعيه والديمقراطيه وتستعد للانتصار وتستشعر الجيش يساندها ويساند مطالبها المشروعه ، لايرضيها في اللحظات الاخيره قبل الانتصار تفويض نائب الرئيس ببعض الصلاحيات ولا تعديل بعض مواد الدستور وتصمم علي رحيل الرئيس و"اسقاط النظام " انها ثورة وليست مظاهرات غاضبه ولا احتجاجات ولن تقبل بالحلول الجزئيه ولا بالاصلاحات و " اعتصام اعتصام حتي يسقط النظام" ويقرروا حصار القصر الجمهوري و... تطير الطائرات من القصر تنقل قاطنيه بعيدا عن مظاهرات الثورة وتعلو الهتافات " الشعب يريد اسقاط النظام " ويزداد الحماس والمجلس الاعلي للقوات المسلحه مازال منعقدا و....... وتنتصر الثورة وينهزم النظام ويرحل رئيسه متنحيا عن الحكم متخليا عنه للقوات المسلحه علي لسان نائبه السيد عمر سليمان الذي عاش ولمده 24 ساعه فقط نائبا مفوضا بحكم البلاد لكنه يرحل مع رحيل الرئيس وينتهي دوره قبلما يبدأ !!..

ويتولي اداره البلاد مجلس اعلي للقوات المسلحه بعد التنحي يبقي علي وزاره الدكتور شفيق كوزاره تسيير اعمال ويحل مجلسي الشعب والشوري ويعطل الدستور ويحدد المجلس العسكري سته شهور كفتره انتقاليه يشكل في بدايتها لجنه لاتمام تعديلات دستورية لازمه لاجراء الانتخابات الرئاسيه والتشريعيه بديمقراطيه حقيقه تقبل التعدد السياسي والوجود السياسي لكافه الوان الطيف في المجتمع المصري ..

وتمر الاحداث سريعه الثورة مستمره تتمسك بقائمه مطالبها التي لم يتحقق واقعيا الا اولها " رحيل الرئيس " ومجلس عسكري يحكم البلاد ويسعي لانهاء مشرف لفتره انتقاليه تساعد علي الانتقال السلمي للسلطه بديمقراطيه تتيح للشعب كله اختيار رئيسه وحكومته ويعلن المجلس العسكري عن جدول زمني لاتمام مهام الفتره الانتقالية فتره انتقاليه سته شهور وانتخابات برلمانيه مزمع اجراءها في يونيو وانتخابات رئاسيه مزمع اجراءها في اغسطس وقبلهما استفتاء علي مواد الدستور في مارس القادم وسرعان ماتستقيل وزراه تسيير الاعمال – التي غيرت بعض وزرائها - تحت الضغط الشعبي الذي لايسكن ولا يقبل تلك التغييرات مع بقاء بعض وزراء النظام السابق ، ويختير المهندس عصام شرف لتشيكل الوزاره الجديده ، وزاره الثورة ، والذي يذهب للتحرير ليؤكد علي المتظاهرين انه يستمد شرعيه وجوده وحكمه منهم من التحرير وثورته ..... والاعتصامات مستمرة والتظاهرات مستمرة والثوره مستمره للضغط والمطالبه بتحقيق مطالب اخري من قائمه طويله لم تتحقق بعد !!! ....

هذا جزء من المشهد الذي يعبر عن مصر الجديدة التي نعيشها بعد 25 يناير ، هو الجزء الاكبر والاهم لكنه مجرد جزء من صورة اكبر !!!

هامش 1 - السخريه والتنكيت والضحك ، انه شعب غريب هذا الشعب المصري ، وسط كل الجديه التي ينتفض بها غاضبا لاسقاط النظام السابق وكل رموزه ، وسط المظاهرات والتحدي والاصرار علي تحقيق المطالب السياسيه ، وسط الدموع علي الشهداء والاصرار علي الثأر لهم من النظام السابق الذي قتلهم برصاص قناصته وباحجار انصاره وبضربات عصي رجاله ، وسط هذا تصور " كليبات " ضاحكه فنري " القذافي في شبرا" ونري المظاهرات التي خرجت في التحرير لان " راجل ومراته متخانقين والصلح خير " وتنتشر النكات ساخره من النظام ورجاله ومن حتي شباب الثورة والرموز السياسيه و" الحشيش اللي اتمنع ففاقت الناس وعملت ثورة " ومن الرئيس " اللي قفش لما قلناه امشي فمشي " ونسمع نداءات " ارجع ياريس كنا بنهزر معاك ، الكاميرا الخفية " ومع النكات انتشر الضحك من " الراجل اللي ورا عمر سليمان " ومن " بلوفر شفيق " ومن " الست اللي ورا القذافي " ونري الاطفال فوق الدبابات تلهو مع الضباط وتاخذ الصور التذكارية ونري الاحبة يلتقون في ميدان التحرير باعلام مصر مرسومه فوق وجوههم ياكلوا البطاطا والفشار السخن !!!

( 2 )

الفترة الانتقالية

الفتره الانتقالية .. مالذي سيجري الان ومالذي سيحدث غدا ، من لحظة التنحي وحتي لحظه انتخاب الرئيس الجديد - القول من البعض بسقوط الشرعيه الدستوريه ونشوء شرعيه ثوريه جديده ، وتمسك البعض الاخر بالشرعيه الدستوريه باعتبارها اساس الحكم حسبما تعهد المجلس الاعلي للقوات المسلحه بحمايته لها – حتي في تلك الفتره الانتقاليه – ومضيه قدما في طريق انجاز المهام الانتقاليه التي تعهد للشعب بتنفيذها خلال سته شهور او حتي انتخاب الرئيس وما يصاحب ذلك من جدل قانوني ودستوري وفقهي وحوار مجتمعي عاصف حول تغييرات وتعديلات دستوريه لبعض مواد الدستور المعطل سيتم الاستفتاء عليها قبل نهايه هذا الشهر – وهي تعديلات مرفوضه من كثير من النخب والشخصيات السياسيه الذي يطالبون بدستور جديد بديلا للترقيع حتي لو استوجب الامر مد مهله الفتره الانقتاليه – البعض يطالب بدستور مؤقت للفتره الانتقاليه ينص فيه علي ضروره الدعوه لجمعيه تأسيسيه من كافه الاحزاب والشخصيات المعبره عن المجتمع طبقاته واحزابه وافكاره لاصدار دستور جديد للبلاد يقلص من صلاحيات رئيس الجمهوريه وسلطاته ويوكد علي اهميه المؤسسات المختلفه واستقلالها بما ينقل الوطن لمصاف الدول المتقدمه التي تحترم القانون والمواطن وتلحق بركب المستقبل ، انتخابات برلمانيه يدور جدل مجتمعي حولها وعما اذا كانت مصلحه المجتمع تأجيلها لما بعد انتخابات الرئاسه بما يتيح للاحزاب الموجوده والاحزاب الجديده - التي سيعلن عن تشكيلها بعد تعديل قانون الاحزاب السياسيه – الوقت الذي يسمح بترتيب الصفوف وتنظيم الكوادر والاستعداد لخوض تلك المعركه ، او اذا كانت مصلحه المجتمع اجراءها وبسرعه حرصا علي استقرار المؤسسات ليلحق بها الانتخابات الرئاسيه كمشهد الختام للمرحله الانتقاليه التي سيعود بها الجيش لثكناته بعدما يكون قد عبر بالوطن المرحله الانتقاليه وسلم الوطن والسلطه للرئيس المنتخب وللمجالس النيابه المنتخبه ، الاصرار علي اجراء الانتخابات ببطاقه الرقم القومي بعد تنقيه جداول الناخبين من الموتي والرضع بما يحول بين التزوير وانتحال الشخصيه والانتخاب اكثر من مره مع رقابه واشراف قضائي كامل علي الانتخابات من اعداد الجداول الانتخابيه وحتي اعلان النتيجه ومطالبه المصريين بالخارج بقانون يمنحهم الحق في المشاركه في الانتخابات وصناعه مستقبل وطنهم ، تاكيد علي التمسك بالدوله المدنيه وقيم المواطنه وعدم التمييز بين المواطنين مع همس مسموع يطالب بالغاء الماده الثانيه من الدستور تاكييدا لمدنية الدولة ورفض جازم من قطاعات كبيره لذلك الالغاء باعتبارها لا تتناقض مع مدنيه الدولة المطالب بها مع مطالبه البعض علي استحياء باسلمه الدوله بديل عن مدنيتها ورفض واضح لذلك المطلب مع اصرار جميع الاطراف علي عدم المواجهه والاكتفاء بجس النبض للافكار والشعارات المختلفه التي لم يحن بعد وقت التصارع بينها والي حين البدء في صياغه واعداد الدستور الجديد .....

المخاوف من الثورة المضاده هذا العمل المنظم الممنهج كما قال السيد نائب رئيس الوزراء الدكتور يحيي الجمل ومايصاحبها من محاولات لاشاعه الفوضي وتفجير الفتن الطائفيه ونشر العنف في مجتمع ثائر غاضب هائج يعاني الاحتدام الطائفي والحقد الطبقي وانعدام ثقافه الديمقراطيه وتقبل الاخر ... انه مجتمع يصلح للانفجار العنيف اذا مافقد المواطنين عقلهم وانساقوا خلف الشائعات الكاذبه التي تستعدي ابناءه بعضهم علي بعض لاسباب مختلفه طائفيه او اجتماعيه ... المخاوف من الثورة المضاده يدفع بعض الثوار للاستبداد الديمقراطي وعدم تقبل الانتقاد والاراء المخالفه ، يدفعهم لممارسه العسف مع المختلفين معهم في اي راي فمن ليس منا ومعنا فهو علينا وبزياده المخاوف المشروعه تتسع دوائر الشكوك وتمتد للتخوين وتبادل الاتهامات لاي سبب ولاصغر خلاف ..

هذا جزء اخر من المشهد الذي تعيشه مصر الجديده بعد 25 يناير ... جزء يشغل النخب السياسيه والمجلس العسكري ولا يكترث الكثير من العامه به المنشغلين فرحا وتشفيا بملفات الفساد واسترداد الاموال المنهوبه وانتظار المستقبل الجميل الذي ستكون الشوارع فيه نظيفه والعلاج مجاني والعداله الاجتماعيه متحققه ، هو جزء مؤثر في صياغه المستقبل لكنه متواري في خلفيه الصورة حيث يقبع الفقهاء والقانونيين والدستوريين ورجال المجلس العسكري !!!!

هامش 2 - حقوق الانسان

وسط كل مايحدث ، ينادي البعض باصدار قانون لعزل بقايا الحزب الوطني وكل اعضاءه ومنعهم من ممارسه السياسه ، ويقرر احدهم تحويل هدم مقرات الحزب الوطني المملوكه للدوله وتحويلها لحدائق عامه ويطالب البعض باعدام الخصوم السياسين والفاسدين في ميدان عام دون محاكمة فكل جرائمهم ثابته ، ويوافق البعض علي عزل الرؤساء والمديرين والعمداء من وظائفهم بل والاعتداء عليهم بالضرب والسب من الجماهير الغاضبه التي تحملتهم طويلا ويصدر بعض المتحمسين قوائم عار وقوائم سوداء لكل من كانوا يؤيدوا النظام السابق من مذيعين وصحفيين وسياسين وفنانين ويطالبوا بتنحيتهم جانبا لايسمح لهم بالكتابه ولا التمثيل ولا التعبير عن رايهم المعادي للثورة !!!

( 3 )

ملفات الفساد

فتح ملفات الفساد وبلاغات متلاحقه للنائب العام وجهاز الكسب غير المشروع والرقابه الاداريه ضد رجال اعمال ونواب في البرلمان وقيادات في الحزب الوطني وشخصيات عامه والرئيس وعائلته واصهاره والوزراء السابقين والحاليين ، المنع من السفر وتجميد الاموال والحبس الاحتياطي والاحاله للمحاكمه ، مليارات المليارات التي تم الاستيلاء عليها بالمجامله والمحسوبيه والفساد الاداري والسياسي وتزواج رأس المال بالسلطه واندماج رجال الاعمال في السلطه التنفيذيه والتشريعيه واستغلالهم لمناصبهم وعلاقاتهم واستئثارهم بثروات مصر ومواردها دون بقيه طبقات الشعب وبكل الطرق غير المشروع المخالفه للقانون وجرائم تربح والاستيلاء علي المال العام وغيرها واخبار متلاحقه عن مليارات ومليارات الجنيهات والدولارات ومئات الالوف من الامتار والافدنه من الاراضي المخصصه للاستصلاح والزراعه والبناء التي تم الاستيلاء عليها و..... مازالت النيابه بكل رجالها تحقق في البلاغات وتسمع اقوال المتهمين والشهود وتراجع الادله والقرائن يتابعها المصريين بكل شغف واهتمام ورغبه في الثأر والانتقام واسترداد الاموال المنهوبه وعقاب الفاسدين المفسدين .... وتتسع دائرة مطارده الفساد وملاحقه الفاسدين من رجال الاعمال لرجال الحكم ، وتتسع الدائره فاذا باسم محمد حسني مبارك وزوجته وابناءه وزوجاتهما يدرجا في رول محكمه الجنايات وقت النظر في تاييد امر السيد النائب العام للتحفظ علي اموال المتهمين المذكورين ومنعهم من التصرف كاجراء احترازي بسبب البلاغات التي تحققها النيابه ، لم يصدق الشعب عينيه واذنه وقتما عرف ان النيابه بصدد استدعاء الرئيس واسرته للتحقيق معهم في البلاغات المقدمه ضدهم .... ملفات الفساد وملاحقه الفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة ومحاكمه هرم الفاسدين حتي راسه وراس النظام والقصاص القانوني العادل بكل ما يعينه ذلك مشهد صاخب يعيشه المصريين بعد 25 يناير ...

ويعيش المصريين اياما لم يتصوروها ، حين يشاهدوا وزير الداخليه خلف القضبان امام محكمه الجنايات يحاكم بتهمه غسيل الاموال ، ويروا احمد عز وجرانه والمغربي بملابس السجن البيضاء كمحبوسين احتياطيا ، يروهم في القفص ينتظروا قرار المحكمه بتجديد حبسهم ، فيتظاهر الالاف حول سيارات الترحيلات التي تقلهم ، يهتفوا ويسبوا يعبروا عن غضبهم من كل الفساد الذي ارتكبه هؤلاء واخرين ، يتظاهر الالاف ويكاد يفتكوا بهم لدرجه ارعابهم فيخطروا اداره السجن برغبتهم في عدم نزول المحاكم الا في الجلسات الضروريه ، انهم يخافوا من الشعب الذي طالما تصوروا انه لن يحاسبهم !!!

ومع ملفات الفساد ، لجان تقصي الحقائق ، لجنه تقصي حقائق من اجل احداث موقعة الجمل ، لجنه تقصي حقائق عن الغياب الامني ، لجنه تقصي حقائق عن الفتنه الطائفيه واحداث اطفيح .... لجان تستمع للشهود والمجني عليه والاطراف المختلفه ، تسمع وتدون وتجمع الادله ولم تقل كلمتها بعد في قضايا هامه تشغل الثوار والنخب السياسية بالاساس ....

هذا جزء اخر من المشهد الذي تعيشه مصر الجديده بعد 25 يناير ... جزء كبير وهام لكنه ليس الجزء الاهم !!!!

هامش 3 - نصيبي كام ؟؟؟

ينشغل معظم المصريين في احتساب قيمه المليارات المنهوبه من مالهم العام وكيف كانت ستؤثر في حياتهم لو انفقت عليهم ولم يستاثر بها المفسدون وكيف ستؤثر في حياتهم وقت تعود للخزانه العامه بعد استردادها من المتهمين ، ويتمادي البعض ويتصور جهلا ان المليارات المنهوبه ستعود للشعب شخصيا " نفر نفر " ويضيعوا وقتا طويلا من حياتهم يحسبون نصيبهم ونصيب اطفالهم وقت تعود تلك المليارات المنهوبه لجيوبهم هم !!!

( 4 )

المظاهرات المطلبية والفئوية

مظاهرات واحتجاجات فئويه ومطلبيه تصاعدت منذ الخميس السابق لجمعة التنحي ومازالت تتصاعد اكثر واكثر ، كثير من الموظفين والعمال يتوقفوا عن العمل ويطالبوا بحقوقهم العماليه والمهنيه الضائعه ، يعطلوا العمل ويضغطوا علي اصحاب الاعمال بصوت عالي وقوي ، عليهم الاستفاده من الثوره وتحقيق اكبر مكاسب يمكن تحقيقها ، الان سيحصلوا علي حقوقهم والا لن يحصلوا عليها ابدا ، لايكترثوا بما يقوله الاخرين حول تعطيل الانتاج واثره علي الاقتصاد القومي وحاله البلاد ، الان سنحصل علي حقوقنا والا سنضيع في "الرجلين" ، الان وقت الضغط ، ومظاهره هنا واحتجاج هناك وبسرعه انتشرت المظاهرات الفئويه المطلبيه مصانع شركات مؤسسات قطاع حكومي عام خاص ، لايهم ، المهم رفع المطالب الخاصه والاصرار علي تحقيقها ، وبسرعه لحق بها مظاهرات الغاضبين ممن اسموهم اتباع النظام والتابعين له لتغيير الرؤساء في العمل والنقباء والمديرين ورؤساء مجالس الاداره ، مظاهرات عاصفه ومطارده للمديرين وانتقام منهم عن كل الماضي الذي صمت فيه الموظفين والعمال قهرا ، مظاهرات عاصفه وهتافات مليئه بالشتائم وغضب واعتداء بدني ان لزم الامر بالايدي او بالاحذيه واقتحام غرف المكاتب وشائعات عن حرق مستندات وتهريب اوراق وصار كل مسئول امام تابعيه متهما حتي تثبت برائته واصر الكثيرين علي خلع رؤسائهم ومديريهم اما بالذوق او بالشتائم او بالضرب ان لزم الامر ، مظاهرات واحتجاجات فئويه ومطلبيه عماليه ومهنيه ونقابيه وتوالت الاستقالات من النقباء والمديرين وتوالت حوادث الطرد والمحاصره والسباب والشتم ، لايكترثوا بنصائح المجلس العسكري ولا المطالبه بعودتهم للعمل ولا التحذيرات لهم ولا الانهيار الاقتصادي الذي قد يلحق بالوطن وحاله ، لايسمعوا الا صوت غضبهم ولا يكترثوا الا بتحقيق مطالبهم ، من يطالب بانتخاب رئيسه ومن يطالب بعزل النقيب المنتخب ومن لايعجبه مديره المعين اما لانه ظالم او لانه له توجهات سياسيه لاتعجبه ومن يطالب باصلاح جهه عمله التي يراها فاسده ومن يطالب باستقلالها عن الدوله ومن يطالب برفع يد الدوله عنها ومن يطالب بحمايه الدوله له وحقوقه ، وعلاج كل هذا من وجه نظر اصحابه ، هو الغضب والمظاهرات الصاخبه والتوقف عن العمل والمطالبه بالرحيل والا ......... مظاهرات فئويه يعتبر البعض ان لاصحابها حقوق ومن حقهم المطالبه بها والدفاع عنها ولو تاثر الاقتصاد وانهار ، ويدينها البعض ويري انه ليس من حق هؤلاء الضغط علي الثورة بمطالبهم الفئويه التي صمتوا عنها طويلا ، لكن الغاضبين المتمسكين بمطالبهم الفئويه لايسمعوا الا اصواتهم ولا يروا الا مطالبهم ، فاذا كان الوطن كله سيتغير والحقوق الضائعه كلها ستعود فلماذا لانعبر عن انفسنا ونطالب بحقوقنا !!!

هذا جزء اخر من المشهد في مصر الجديدة بعد 25 يناير ، البعض يراه ليس من ضمن مشاهد الثوره وتوابعها ، البعض يراه مشهد دخيل علي الثوره ولايليق بها ، البعض يراه مشهد اصيل من مشاهد الثوره التي لاتقف عن المطالب السياسيه العامه وانما تتسع لتشمل مطالب الشعب باختلاف طبقاته واعماله ، مشهد يفرض نفسه علي الوطن بقوه لاثاره الاقتصاديه الموجعه ، لكن اصحابه يروه مشهد اصيل من الثوره التي يلزم تحمل الجميع لكل نتائجها الموجعه والمفرحه ومن ضمنها المطالبه بحقوقنا الضائعه فلا قيمه لوطن ديمقراطي بلا حقوق لابناءه المظلومي!!!!

( 5 )

الغياب الامني والبلطجية !!!

غياب امني واضح مساء الجمعه 28 يناير مع انفلات امني من اللصوص والبلطجيه وحرق اقسام الشرطه وفتح السجون وفرار المساجين ( نتيجه للانفلات الامني كما يري البعض وبايدي النظام ورجاله كما يري البعض الاخر ) الغياب الامني ومالحقه من انفلات اجرامي كارثه علي الوطن ، البعض يراه مؤامرة من العادلي وزير الداخليه لحمايه النظام الذي يعمل فيه ولصالحه بتعمد اثاره الفوضي والفزع ، والبعض يراه انسحاب عشوائي من الشرطه التي اختار رجالها خلع ملابسهم الميري والاختفاء امام غضب عاصف من الشعب الذي عاني الامرين من انحرافات الشرطه وبعض رجالها فما كان منه وقت المظاهرات الا القصاص من الشرطه والاعتداء علي رجالها ، غياب امني وانفلات اجرامي تمثل في خروج عصابات ومجرمين مسلحين بالاسلحه البيضاء والنارية سرقت ليلة 28 مساءا وحتي صباح السبت 29 الكثير من المحلات والمتاجر والمولات بكل بضائعها الاستهلاكيه الراقية الغاليه مع احراقها – بكل الغل الطبقي كما فسر البعض - بعد السطو عليها ، صاحبه استغاثات في التلفزيون المصري ورعب في البيوت وخوف من السطو الاجرامي ، وصاحبه تشكيل لجان شعبيه من الابناء والازواج ورجال الحي تتسلح في البدايه بالعصي والسكاكين المنزليه وتتفق علي اشارات صوتيه معينه للتجمع والحمايه ومحاربه الخطر ويتطور تسليحها مع الايام للسنج وقنابل المولوتوف والاسلحه النارية ، تتولي حمايه الاحياء والمنازل وتفتيش السيارات والغرباء ثم تقفل الشوارع والمتاريس وتمنع المرور ، لجان شعبيه تؤدي دورا عظيما في حمايه البيوت والاعراض والممتلكات في ظل غياب الشرطه من الشارع وكأنها تبخرت ، الاف المساجين الذي اخرجوا من السجون او فروا منها ، يثيرون رعب الناس في البيوت والشوارع ونداءات لهم بتسليم انفسهم ومطاردتهم من القوات المسلحه وافراد اللجان الشعبيه ، بعضهم قليل الحيله لايتمني الا ماوي واكل وبعضهم مجرم عتيد الاجرام يغير علي المناطق السكنيه مليء بالرغبه في الانتقام من المجتمع الذي عاقبه علي جرائمه بالسجن ، فيسرق ويهدد ويروع وربما يغتصب ويقتل !!!

غياب امني واضح اعلن عن " موت القانون وردعه وسطوته وعقابه " ولو مؤقتا افرز عصابات اجرامية من البلطجيه المسلحه بالاسلحه البيضاء والاسلحه الناريه التي سرقت من اقسام الشرطه ، تتشاجر مع بعضها البعض وتغير علي احياء سكنيه وبالذات الاحياء الفقيره المتطرفه تفرض عليها سطوتها وهيمنتها واصبح شائعا رؤيه السلاح الابيض في ايدي الكثيرين وقت اصغر مشاجره ، مشاجره بين السائقين بالاسلحه البيضاء ، مشاجره بين ابناء الاحياء الفقيره بالاسلحه البيضاء يحاول من الفريقين اثبات انه اكثر قوة واجرام ..

هذا الغياب الامني وماصاحبه من انفلات اجرامي وماافرزه من رعب في البيوت ومااتاحه من سطوه اجرامية للخارجين علي القانون ، مشهد من مشاهد مصر بعد 25 يناير ، مشهد سخيف لم يتصور الكثيرين انه سيعيشوه بكل اثاره ووطأته النفسيه والواقعيه علي حياتهم ، غياب امني افرز انفلات اجرامي صاحبه مطالبات كثيره بعوده الشرطه للشارع للحمايه والامن وصاحبه ايضا في ذات الوقت مزيد من الحنق والغضب من الشرطه التي كانت تقهرهم بوجودها الكثيف حمايه للنظام السابق وعادت تقهرهم بغيابها وتعريض امنهم للخطر بعد الثورة ، حنق وغضب تفجر في وجه رجال الشرطه فاذا بالبعض يعتدي عليهم ( شخصيا ) ويعتبر ملابسهم الرسميه رمزا من رموز النظام السابق الذي قهره بعصاه الشرطيه ، ويتجرأ البعض عليهم من الخارجين علي القانون مطمئنين ان القانون لن يطالهم في وقت تلك الفوضي وانه حان وقت تصفيه الحسابات الشخصيه مع الشرطه ، ويطلب الكثيرين المصالحه بين الشرطه والشعب علي اسس جديده اهمها احترام الشرطه للقانون والمواطن واحترام المواطن للشرطه والقانون و..........مازال الغياب الامني ملف مفتوح يحقق فيه قانونيا بمعرفه النيابه العامه مع وزير الداخليه الاسبق باعتباره – من وجه نظر المواطنين جميعا – المسئول الاوحد والاساسي عن غياب الشرطه والانفلات الاجرامي وكل الترويع الذي عاشوه مفسدا جزء من فرحتهم بالثورة وانتصارها !!!

مشهد سخيف من مشاهد مصر بعد ثوره 25 يناير ، تحقق فيه النيابه العامه من ناحيه ، ويعاقب القضاء العسكري من يقبض عليه من البلطجيه والخارجين علي القانون عقوبات رادعه من ناحيه ، وتدين فيه النخب السياسيه الوزير وكبار المسئولين في وزارته عنه من ناحيه ثالثه ، ويعاني المواطنين من اثاره من ناحيه رابعه ، فالاطفال لايذهبون المدارس بالانتظام المطلوب والناس تهجر الشوارع ليلا والاشاعات تملاء سماء المدينه عن اشكال اجرام مختلفه يقوم بها الخارجين علي القانون بافتراء وجبروت مطمئنين لغياب القانون الذي يستحيل تفعيله ونصوصه وعقوباته بشكل حقيقي الا بوجود الشرطه التي ستحرر المحاضر وتقبض علي اللصوص وتحمي المنازل وتردع المجرمين !!!

مشهد سخيف من مشاهد مصر مابعد 25 يناير ، لم يكن في الحسبان ولم يستعد الشعب المصري له وقتما خرج عن بكره ابيه يطالب باسقاط النظام والحرية ....

هامش 4 – امن الدوله ..

يطالب البعض بحل جهاز امن الدوله وتصفيته ، ويطالب البعض بمحاكمه اعضاءه عن جرائمهم التي ارتكبوها بانتهاك الحريات العامه والتعذيب ومخالفه القانون ، ويطالب البعض باعاده تاهيل اعضاءه وادماجهم في جسد الشرطه المعنيه بالامن العام ، لكن البعض قرر يقتحم المقرات بعدما اشيع عن حرق الضباط للملفات والوثائق اخفاءا للجرائم التي ارتكبوها وفعلا اقتحمت بعض المقرات وخرجت منها وثائق – صحيحه او مزيفه – تداولت بين الايدي وعلي الفضائيات وفي الانترنت تحوي معلومات لانعرف صحتها من عدمه لكنها تنشر الفتنه وتستعدي الناس علي بعضهم وتفتح علي الوطن ابواب جهنم وفي النهايه وضعت القوات المسلحه يدها علي كافه مقرات جهاز مباحث امن الدوله وحبست النيابه العامه عدد من الضباط وامناء الشرطه باعتبارهم اتلفوا وثائق الجهاز واخفوا الجرائم التي ارتكبها ومازالت تحقق في الجرائم التي ارتكبها الضباط والجرائم التي ارتكبت لاخفاء تلك الجرائم ومرتكبيها !!!

( 6 )

التصويت الطائفي والاستفتاء

مابين كتابه المقاله وماقبل نشرها ، قال المصريين كلمتهم بشأن التعديلات الدستورية ، خرج المصريين من الصمت والسلبيه مايتجاوز الثمانيه عشر مليون ناخب ،ليس فقط ليقولوا كلمتهم ورايهم في التعديلات الدستورية للموافقه عليها من عدمه ، بل خرجوا في تصويت طائفي عنيف ، تيار الاسلام السياسي اوصي ناخبيه ومريديه بقولة نعم واقنعهم بان التصويت بنعم سيقيهم شر الدوله المدنيه الكافرة وسيبقي نص الماده الثانيه في الدستور والكنيسه اخرجت ناخبيها للتصويت دفاعا عن مدنيه مصر ووجودهم ولمنح القوي السياسيه الاخري فرصه الاستعداد للانتخابات التشريعيه حتي لا يستولي الحزب الوطني وتيار الاسلام السياسي علي المجالس المنتخبه وعلي البلد ، ومابين التصويت الطائفي وحدة الدعايه الطائفيه واصدار الفتاوي الشرعية انقسم الوطن لفريقين نسوا الثورة والدستور والوطن ، تحول الاستفتاء لحرب طائفيه اعد كل فريق فيها العدة للفريق الاخر وصار التصويت غيرة علي الدين ودفاعا عن الوجود واعتبر كل فريق نتيجه التصويت نصرا له وهزيمه للاخر ، وافاق المصريين يوم الاستفتاء علي ملايين المصريين في طوابير الاستفتاء معظمهم للاسف لايعي معني التعديلات الدستورية ولا يفهم نصوصها ، لكنه خرج للطابور استجابه لدعوة الشيخ والقسيس !!! وحين ظهرت النتيجه فرح من اكتسح وقهر من هزم ودقت طبول الطائفية في المجتمع دقا عنيفا هذه المره ، لم تحرق كنيسه ولم يتظاهر سلفيين ، لكن طبول الطائفيه دقت اصمت الاذان بصوتها المرعب وقتما انقسم المصريين فريقين وانتصر احدهم في " غزوة الصناديق " وهزم الاخر ، لم تعد القصه " نعم " او " لا " بل كان استعراض قوة وحمية دينية ودعايه مضللة ولعب علي المشاعر الدينيه واستغلالها و" يروح الدستور في ستين داهيه " كما قال احد الشيوخ الذي هدي الضالين ليصوتوا بنعم مع فريق الدين ضد الفريق الاخر !!! كان الاستفتاء علي التعديلات الدستوريه معركه طائفيه تحمل رساله واستعراض قوة و " عايزين ديمقراطيه ادي الديمقراطيه " قال احدهم وهو يعاير الاخرين بالنصر المبين وتجرأ الاخر وتصور مصر تخصه وحده فدعا معارضيه " اللي مش عاجبه عندهم تاشيرات كندا وامريكا " ... التصويت الطائفي ودق طبول الحرب واستعراض القوة وانكار الاخر واقصاءه ، نتائج للثورة ومشهد من مشاهدها التي يعيشه المصريين ، النخب السياسيه فزعت من ذلك التصويت واحس الثوار بالفجوة الواسعه بينهم وبين الشعب الذي يؤثر في رايه وقراراته الشيوخ والائمه والقساوسه والجامع والكنيسه !!! قرر الشباب يزيدوا من حملات التوعيه السياسيه للشعب المصري لرد الامور لنصابها الصحيح الدين لله والدستور والوطن للجميع وقرروا ان الهزيمه لحقتهم في معركه واحده لم يستعدوا لها لكن الحرب طويله بين الطائفيه وبين وحدة الوطن ، بين الدوله الدينيه والدوله المدنيه ، بين وطن يتشرذم وينفجر بالصراعات الدينيه وبين وطن واحد يشكل ابناءه من كل دين ومله نسيج واحد لمصر الجديدة مصر المستقبل والثقافه والحضاره والمدنيه والتطور والتقدم !!!!

في مصر الجديدة بعد 25 يناير ....

خطب الشيخ القرضاوي في ميدان التحرير يوم جمعه الانتصار والاحتفال!! افرج عن خيرت الشاطر نائب المرشد العام للاخوان المسلمين وحسن مالك القيادي بالجماعه من السجن ويستعدا عبود وطارق الزمر للافراج عنهما !!! هدمت كنيسه اطفيح واعتصم الاقباط امام ماسيبرو يطالبون باعاده بناء الكنيسه في مكانها وحمايتهم وقطعت مظاهراتهم الغاضبه طريق المحور والطريق الدائري ورشقوا السيارات بالحجاره غضبا !!! هتفت المظاهرات السلفيه في وجه الناشطات النسويات حين وقفن يحتلفن بيوم المرأه العالمي في ميدان التحرير ويطالبن بالمساواه القانونيه " الشعب يريد اسقاط النسوان " !!! انفجر العنف الطائفي في المقطم والسيده عائشه وسقط قتلي مسيحين ومسلمين وتبادل الطرفين اطلاق النيران وحرقت المنازل وورش العمل والسيارات !!!! وتراشق المؤيدين للاعتصام في ميدان التحرير والرافضين لبقاءهم الشعب يريد اخلاء الميدان " تراشقوا بالحجاره وتضاربوا بالعصي والشوم فاخلي الجيش الميدان من الجميع !!! اعتدي بعض السلفيين علي فريق فني كان يصور مشهد من فيلم في جامع عمر مكرم وكسروا الكاميرات باعتبار ان الفن حرام ولايجوز التصوير في الجامع !!! اصدر بعض الشيوخ فتوي شرعيه بان التصويت بنعم في الاستفتاء واجب شرعي !!!! حشدت الكنيسه ابناءها وجهزت لهم اتوبيسات لنقلهم لامكان التصويت !!! بعد نتيجه الاستفتاء اتفق المرشد العام للاخوان المسلمين علي مقابله البابا شنودة ووضع الكثيرين ايديهم علي قلوبهم فكأن رجال الدوله الدينيه سيعقدا اتفاقاتها الخاصه ولاعزاء للدوله المدنية !!! البورصه مازالت مغلقه والمصانع لاتعمل بكافه طاقتها والجامعه مغلقه والمدارس تعاني من غياب الاطفال الذي لايرسلهم ذويهم للدراسه خوفا عليهم !!! تكالب المواطنين علي شراء الاسلحه وتركيب الابواب الحديد علي منازلهم واماكن عملهم ومحلاتهم التجارية !!! اصدر مجلس الوزراء بعد اجتماع رئيسه وبعض وزراءه والمجلس العسكري بيانا حذروا فيه من الثورة المضاده والفوضي والفتنه الطائفيه واهابوا بالمواطنين التعاون مع الشرطه التي ستنزل الشارع بكامل قواها ومساندتها في اداء واجبها لاشاعه الامن والامان والاستقرار !!!!

كل هذا ولم يمر الا شهرين واقل منذ يوم 25 يناير وحتي الان ... مشاهد مختلفه واحداث متسارعه ومشاعر متناقضه وهموم ثقيله ومازالت الثورة في بدايه طريقها الطويل ....

وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟

وافق الشعب علي التعديلات الدستورية وفي انتظار الاعلان الدستوري وخارطه الطريق للفتره القادمه ومواعيد الانتخابات التشريعيه والرئاسية ؟؟؟ هل فعلا سيهتم الشعب بالسياسه وشئونه العامه ويبحث عن احزاب ينخرط فيها ويؤمن ببرامجها ومرشحيها ، ام سيبحث عن حاكم عادل من وجه نظره يحقق احلامه التي لايعرف شكلها بالضبط دون ان يتعب نفسه ويبقي مكانه علي القهوه وامام التلفزيون يشكر الحاكم العادل علي كل مافعله من اجله ؟؟؟؟ من سيختار الشعب في ظل حياه حزبية هزيله قديمة قبل اسقاط النظام دفعته وقتها لعدم المشاركة ، هل ستتقاسم جماعه الاخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني المجلس التشريعي القادم ؟؟ هل ستتكون احزاب جديدة ( التحالف الشعبي ، الحزب الليبرالي المصري ، حزب 25 يناير ، حزب الديمقراطي الاجتماعي ، حزب العداله والحرية ) وغيرها وتنجح تلك الاحزاب مع الاحزاب القديمه التجمع الوفد الناصري الكرامه الجبهه وغيرها في حشد الاصوات الانتخابيه لصالحها فيأتي المجلس التشريعي القادم معبرا عن الشعب بكل اطيافه ؟؟؟ هل ستكون الانتخابات القادمه طائفيه يصوت فيها الناخبون لصالح الدين علي حساب الوطن ولصالح الشيوخ والقساوسه علي حساب القاده والزعماء السياسين ولحساب الفتاوي الدينيه علي حساب وجهات النظر السياسيه والبرامج !!! هل سيصوت الناخبون للدين كما قال لي احدهم مبررا ال " نعم " التي قالها يوم الاستفتاء " قلت نعم غيرة علي ديني ، هو ربنا لماحيحاسبنا حيحاسبنا علي ايه علي الحريه والديمقراطيه ولا علي الدين ، خلاص نصوت لصالح الدين واللي يقوله الدين " ونسي يقول لي ماعلاقه الدين بالتعديلات الدستورية !!! !!! مازلنا نتابع الاحداث ونتامل الصورة وتفاصيلها ونفكر في الاسئله الكثيرة واجاباتها المختلفة المتنوعه الواجبات كثيره وثقيله علي جميع الافراد والاطراف لكن اي منا لن يكون مفعولا به مره اخري فقد انتصرت الثورة و" الشعب اسقط النظام " !!!!

--------------------------------------

مقاله كتبت قبل اتمام الاستفتاء وادخل عليها تعديلات بعد اعلان نتيجه الاستفتاء في اواخر مارس 2011 ولم تنشر بمجله روز اليوسف لطولها الشديد ( عدد كلماتها يتجاوز اربعه الاف كلمه ) ورفضي اختصارها او نشرها علي مرتين ...

ليست هناك تعليقات: