سؤال بسيط جداً ... هي الناس في مصر بتطلع رخص لقيادة السيارات علي أساس إيه ، هل علي أساس أنها تعرف تقود السيارة فتضع المفتاح في الكونتاكت وتحرك السيارة فوق عجلاتها الأربع وفقط؟ أم علي أساس إيه بالضبط! هل إجادة القيادة أحد الشروط الضرورية لاستخراج رخصة لقيادة السيارة؟ وهل معرفة قواعد المرور يعتبر أحد الأسس التي يمنح او يمنع علي أساسها ترخيص القيادة !!! سؤال بسيط جدا سألته لنفسي!
وسؤالي البسيط قفز لذهني، بعدما لاحظت أن أبسط القواعد المرورية التي تعلمناها منذ عشرات السنوات لا يعرفها معظم السائقين الآن ممن يقودون سياراتهم علي الطرق السريعة وطرق السفر وفي الشوارع، وأنت تقود سيارتك تلاحظ أن كثيرا من السائقين حولك لا يعرفون من القيادة إلا تحريك السيارة وبعدها يتركون "السيارة تقودهم" ولا يقودونها ولا يقوون عليها، وشمال في يمين، يمين في شمال، ومافيش إشارات ويقف فجأة علي اليمين، علي الشمال برضه مش مهم، وكلاكسات كلاكسات، ويفرملون فجأة وينطلقون بالسيارة فجأة، قيادة تذكرني بمصارعة الثيران، ثور هائج يروضه من لايفهم في ترويضه و............ تهدر الدماء علي الأسفلت وتزهق الأرواح ونحقق وفقا للمعدلات العالمية نسبا عالية في حوادث الطرق ونزيف الدم، ألا يستدعي كل ما يحدث من المسئولين عن استصدار تراخيص القيادة التفكير في الأسس التي تمنح علي أساسها التراخيص وتغييرها باشتراط المعرفة الحقيقية بالقيادة وقواعد المرور مع إجراء اختبارات واقعية في شوارعنا المزدحمة وليس في ساحات إدارات المرور والشوارع الخالية، اختبارات واقعية تفصح عن معرفة الشخص بالقيادة الآمنة التي لن تؤذيه ولن تؤذي غيره من السائقين! ألا تسترعي حوادث السيارات الكثيرة انتباه المسئولين عن إصدار تراخيص القيادة بضرورة إغلاق كل الأبواب الخلفية التي تتيح لمن لا يعرف القيادة الحصول علي رخصة سارية لمدة عشر سنوات! أم أن الحوادث الكثيرة سببها دائما أي شيء عدا أن السائق لا يعرف القيادة لكنه يحمل ترخيصا بالقيادة والقتل!
وبمناسبة الحديث عن المرور وحوادث المرور، يستوقفني اثناء السير فوق الكثير من الطرق والشوارع أنها تخلو من تلك الإشارات البيضاء المرسومة علي الأرض والتي كان يطلق عليها في الأزمنة البعيدة "حارات مرورية" بعض الشوارع والطرق الداخلية والطرق السريعة أيضا بها خطوط بيضاء وبعضها بلا أي خطوط بيضاء وبعضها مزركش بشكل عشوائي بالخطوط البيضاء. جزء من الطريق مرسوم عليه حارات وجزء آخر لا ثم جزء ثالث نعم وهكذا! وهو ما شحذ عقلي للبحث عن إجابة سؤال بسيط ثان، مين المسئول عن رسم وتخطيط الحارات المرورية فوق الشوارع والطرق؟
هل المسئول إدارات المرور، الأحياء والمحليات، شركات المقاولات التي تنفذ رصف الطرق، رئيس الوزراء شخصيا؟ مين المسئول؟
والحقيقة، أنا أبحث عن المسئول لأسأله، يا سيدي المسئول، لماذا تخلو معظم شوارعنا من ذلك التخطيط البسيط بتقسيم الشارع أو الطريق لحارات مرورية متوازية تسير فيها السيارات ولأسأله أيضا هي " موضة " الحارات دي لسه موجودة ولا اتلغت وأصبح الأمر "سداحا مداحا" وكل واحد يمشي علي الجنب اللي بيريحه!
ليه باسال، لأن معظم السائقين لا يعرفون أيضا معني تلك الحارات المرورية وقيمتها وأثرها علي السيولة المرورية وتقليل الزحام واختصار الوقت، لا يعرفون معني ودلالات تلك الحارات وقت القيادة، والحقيقة هم معذورون، ليه، لأنه إذا كان المسئول عن رسم الحارات المرورية " كبر دماغه " وتوقف عن رسمها، فكيف نطلب من السائقين الالتزام بما هو ليس موجودا تحت عجلاتهم ولماذا نلومهم إذا ساروا فوق الطرق كالثعابين يتلوون من اليمين لليسار واليسار لليمن بلا أي ضوابط ولا قواعد! أسأل أيضا بعدما لاحظت أن بعض السائقين ينتابهم الجنون وقت القيادة، فالطرق مزدحمة والجو خانق ويسير بجوارهم علي الطرق اناس لا يعرفون القيادة لكنهم يركبون سيارات سريعة مخيفة تتحول في ثوان إذا لم تنتبه أنت وليس هو، تتحول لأداة قتل للآخرين ومحدش بيموت ناقص عمر! وكأن كل هذا لا يكفي، بل يزيد السائقين جنونا، سائق يسير أمامهم يغلق الحارة اليسري وهو يقود سيارته بمنتهي البطء و"اللي مش عاجبه يشرب من البحر" ، ولا يحرك سيارته قيد انملة عن مسارها رغم الأضواء التي تلاحقه من الخلف ليلا ورغم الكلاكسات التي تحاصره نهارا، والأرجح أنه لا يفهم " ليه الناس مجانين وعمالين يزمروا ويقلبوا النور " الأرجح أنه لا يعرف أنه يغلق الحارة اليسري التي يفترض السير فيها بسرعة وأنه مادام يرغب في السير ببطء عليه الانتقال للحارة اليمني! لكن الطريق الذي يسير عليه بلا حارات لايسري ولا يمني و"كله عند العرب صابون"! يسير ببطء في الحارة اليسري ويغلق الطريق خلفه ويترك أمامه مساحات شاسعة من الطريق ويعطل غيره من السائقين ويحرق الوقت والدم والأعصاب، ولأن هذا المواطن "قافل الشمال" بمنتهي البطء، فليس أمامك وأنت مواطن صالح وتسير علي الطريق في حدود السرعة القانونية المسموح بها، ليس أمامك إلا القيادة المسرعة "نسبيا" في الناحية اليمني! ولأنك تسير في الناحية اليمني فستجد بالطبع سيارات أمامك تسير في الجهة اليمني بمنتهي البطء، فلا يكون أمامك إلا الانتقال بين الحارات المختلفة للطريق، تارة تسير علي اليمين بسرعة وتارة تحتجز خلف سيارة بطيئة علي اليسار وتارة تقفز في الحارة الوسطي استعدادا للانتقال لليمين أو الشمال ويتحول الطريق لسيرك، سيارات بطيئة في الشمال وسيارات سريعة في اليمين وسيارات تقفز من اليمين لليسار ومن اليسار لليمين و.......... الأخطر عندما يصادفك طريقك أو شارع واضحة حاراته المرورية، لا تجد أحدا يلتزم بها، فالانتقال من اليمين لليسار ومن اليسار لليمين والخروج من الحارة والعودة إليها، كل هذا يتم بمنتهي "راحة الضمير" بل أكم من سيارات تراها تسير فوق الخطوط المرسومة وبين الحارات فتجد نصف سيارته في الحارة اليسري ونصفها الثاني في الحارة الوسطي، فيعطل الحارتين ويغلق الطريق والسائقون خلفه يصرخون ويسبون ويلعنون بفتح الطريق لكن لا حياة لمن تنادي وأيضا اللي مش عاجبه يشرب من البحر! ومين قال إن حكاية الحارات المرورية دي ليها أي لازمة؟! واللي يعيش يعيش واللي يموت يموت واللي يتعصب يتعصب واللي يتخنق يتخنق وتاني وعاشر كل واحد ينام علي الجنب اللي يريحه ويسوق في الشارع بالطريقة اللي تريحه و" تقرف اللي جنبه" والشكوي لغير الله مذلة!
أيها المسئول عن استصدار تراخيص القيادة، يتعين عليك مراجعة كل ما يحدث علي الطرق من حوادث وفهم دلالاتها ومعناها الواضح، معناها أن الناس بتطلع رخص للقيادة و" هي ما بتعرفش تسوق " ولا إيه؟! أيها المسئول عن رسم الحارات المرورية، يتعين عليك مراجعة الطرق والشوارع ورسمها جميعها والتشدد مع السائقين للالتزام بالحارات المرورية فهذا سيقلل الزحام ويفتح الطرق المغلقة عبثا ويوفر الوقت ويحافظ علي أعصاب جميع السائقين وهو شيء مهم يتعين علي الجميع الحفاظ عليه وكفانا الحوادث والقتلي والجرحي وسكب الدماء علي الأسفلت !
من المسئول، أتمني أعرفه لأناشده أن يخفف علي الناس الكثير من الضغوط التي يعيشون فيها و"يعملوا اللي عليهم"!
مقاله منشوره بجريده روز اليوسف الاسبوعية الاثنين 9 اغسطس 2010
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=76947
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق