الخميس، 21 يناير 2010

اسئله مشروعه هل يعرف احد اجابتها ؟؟؟




بمناسبة الحديث الصاخب وبمناسبة الترشيحات التي نسمع عنها والأسماء التي يتداولها البعض بشأن الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في منتصف العام القادم 2011 يهمني الادلاء بدلوي في تلك البئر وقول رأيي فيها باعتباري مواطنة مصرية صالحة يهمني حال الوطن ومستقبله ومصلحة شعبه وأحمل بطاقة انتخابية منذ مايزيد علي ثلاثين عاما قادتني طوال تلك السنوات لصناديق الانتخاب للتعبير عن رأيي وممارسة واجبي وحقي الوطني في جميع المعارك الانتخابية من استفتاءات رئاسية وانتخابات برلمانية بنظام المقعد الفردي والقوائم النسبية ومقاعد الكوتة وغيره مؤمنة أن صوتي سيغير الدنيا أو سيساعد في تغييرها.

فلست ممن يتكلمون يتكلمون ثم وقت "الجد" ينامون غاضبين لانهم نسوا في غمرة الكلام والانفعال والمعارضة الكلامية المحتدمة استخراج بطاقة انتخابية تتيح لهم إبداء رأيهم في صندوق الانتخاب.

ولست أيضًا ممن ينتقدون ينتقدون ويعارضون يعارضون ثم ينامون يوم الانتخابات ولا يشاركون فيها لان نتيجتها معروفة و"حتتزور حتتزور".

العوالم الافتراضية

ولست ممن يهتمون بالسياسة من خلال برامج التليفزيون والمناظرات الفضائية وشبكة الانترنت والعوالم الافتراضية يمارسون دورهم السياسي العظيم من أمام الكاميرات وخلف الميكروفونات ومن "تحت اللحاف" وفوق أصابع وازرار الكي بورد".

ولست ممن يتنفسون الغضب والمرارة ولا يرون إلا السلبيات ويضخمونها ويعيشون فيها فقط فيهاجمون كل شيء وأي شيء ويكسرون بمعاول الاكتئاب كل شيء إيجابي مهما كان صغيرًا وينفسون نيران غضبهم في وجوه بعضهم البعض ووجوه الآخرين ثم يغرقون في السلبية واليأس لأن "مافيش فايدة" حسبما قال الزعيم سعد زغلول، فأنا من مدرسة "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" حسبما قال الزعيم مصطفي كامل وأنا أحب هذا الوطن واهتم بحاله ويعنيني مستقبله وأحلم به أعظم الأوطان!

لذا أسال نفسي وأسألكم بمناسبة الانتخابات الرئاسية القادمة في منتصف عام 2011 بضعة اسئلة مشروعة!

في منتصف عام 2011 المقبل ستجري الانتخابات الرئاسية، سيتنافس مجموعة من المرشحين فيما بينهم علي ذلك المنصب الخطير وفي النهاية ستنحاز الصناديق الانتخابية وأصواتها لأحدهم، فيفوز بالمقعد واعبائه لمدة ست سنوات قادمة، هكذا الأمر ببساطة وبشكل نظري!

ولأن المعركة الانتخابية الرئاسية لم تبدأ بعد، فالجميع وأعني الجميع لا يعلم من سيترشح لها ولا من سيتنافس علي مقعدها ولا من سينجح ويفوز بمقعدها؟ لا أحد في الحقيقة يعرف ماذا سيحدث مهما تصوروا أو ادعوا العلم!

لكن هذا لا يمنع أن يفكر الكثيرون وأنا منهم فيما سيحدث في تلك المعركة وكيف ستتم وما الذي ستسفر عنه، فهي معركة شديدة الاهمية ستؤثر في حياة وطننا وحياتنا السنوات القادمة!

في البداية اتصور، وأنا لست حزبية أو منضمة لأي حزب معارض لكنني اصنف نفسي ومنذ سنوات بعيدة في خانة المعارضين للحكومة الحالية وحزبها الحاكم اعتراضا علي سياساتها الاقتصادية الاجتماعية المنحازة للاثرياء والأغنياء علي حساب الطبقة المتوسطة وعموم طبقات الشعب بكل مايترتب علي تلك السياسات من واقع يومي وحياة صعبة بغيضة - اتصور أن تكون الأحزاب السياسية كلها بما فيها الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة قد أوشكت علي الانتهاء من استعداداتها لخوض تلك المعركة المهمة سيما أن ميعادها معروف ومحدد منذ خمس سنوات ويزيد.

والاستعدادات التي أعنيها تحديدا أن يكون كل حزب من الأحزاب السياسية التي يسمح لها الدستور - علي وضعه الحالي - بالمشاركة في تلك العملية الانتخابية قد أعد شخصية قيادية بارزة تعبر عن خطته وبرنامجه السياسي وتصلح للمنافسة علي ذلك المقعد! بمعني نظري آخر يفترض أن تكون كل تلك الأحزاب قد عرفت واختارت وحددت فعلا مرشحها القادم في تلك المعركة الذي تراه صالحا لقيادة الوطن لسنوات ست مقبلة وتكون قد قدمته - أو ستقدمه فورا - لجمهور الناخبين وروجت له وعرفتهم بمميزاته الشخصية وسماته القيادية وصلاحيته لتولي ذلك المنصب الخطير!

إذ لا اتصور ان تصمت الاحزاب السياسية عن تعريف الناخبين والاصوات الانتخابية بمرشحيها لرئاسة الجمهورية حتي لحظة فتح باب الترشيح قبل الانتخابات بشهر أو شهرين، لان المرشح لذلك المقعد الرئاسي ليس مجرد مرشح عادي في دائرة انتخابية أو مجلس محلي أو مكتب تنفيذي بنقابة مهنية او عمالية أو اتحاد كرة، بل هو سيكون مرشحا لمنصب شديد الخطورة بالغ التأثير في حياتنا لسنوات ست فلا يمكن ان يطرح هذا الاسم أو ذاك قبل شهر أو شهرين قبل الانتخابات الفعلية هذا من ناحية.

ومن ناحية أخري لا اتصور ان يقاطع اي من تلك الاحزاب السياسية الانتخابات الرئاسية القادمة أو لا يشارك فيها بزعم أن القيود الدستورية تحول بينهم وبين معركة انتخابية حقيقية، لان تلك القيود الدستورية - حسبما يرون - موجودة منذ عام 2005 وقت ادخال التعديلات علي بعض نصوص الدستور، ولأن الأحزاب السياسية لم تنجح لأسباب كثيرة - لا مجال لذكرها - في الغاء تلك القيود او تعديل موادها لما تراه - من وجهة نظرها - يحقق مناخا ديمقراطيا مناسبا للانتخابات.. فاذا كانت الأحزاب لم تقو علي إحداث التغييرات الدستورية التي تنادي بها طيلة خمس سنوات ويزيد، والانتخابات الرئاسية قادمة في ميعادها عام 2011 تحت مظلة القيود الدستورية الحالية، فإنه لا يكون أمام تلك الأحزاب حرصا علي مصداقيتها ووجودها في الشارع السياسي ومستقبلها إلا خوض تلك المعركة بمنطق "البحر من خلفكم ومعركة الانتخابات الرئاسية من أمامكم" ربما نجاح أحد مرشحيها في تلك الانتخابات يمكنها من إجراء التعديلات الدستورية التي تطالب بها! إلا إذا كانوا سيقنعون بالصراخ والمطالبة ثم المقاطعة والاحتجاب سبيلاً وحيداً قدريا لمشاركتهم السياسية في حال الوطن!

فليس منطقيا وبمناسبة "مولد الانتخابات" أن "تتمترس" تلك الأحزاب السياسية خلف تلك القيود والضوابط الدستورية المعروفة سلفا لتبرر عدم مشاركتها في المعركة الانتخابية الأهم بالنسبة للوطن - سيما أن الفرصة الواقعية - بصرف النظر عن إمكانية اقتناصها من عدمه - لتجاوز تلك القيود الدستورية الواردة في المادة 76 من الدستور ممكنة في الانتخابات البرلمانية القادمة عام 2010 فالمجالس البرلمانية - مجلس شعب وشوري - التي سيتم انتخابها خلال هذا العام 2010 هي التي ستزكي وتؤيد وتدعم مرشح الرئاسة القادم ولأن النسب التصويتية التي سيحصل عليها كل حزب وعدد أعضائه في مجلس الشعب ستحدد قدرته في التقدم بمرشح من هيئته العليا المنتخبة للمقعد الرئاسي من عدمه، إذن علي الأحزاب السياسية أن تسعي لتحقيق انتصارات - ولو جزئية وبسيطة - في الانتخابات البرلمانيه القادمة والحصول علي نسبة الـ5٪ من الأصوات التي تتيح لها التقدم بمرشح من هيئتها العليا للانتخابات الرئاسية.

واتصور أن الأحزاب السياسية تعرف هذا الامر - ومفترض أن تكون قد استعدت له جيدا خلال الخمس سنوات الماضية - فالانتخابات البرلمانية القادمة لاتستمد اهميتها فقط من انها اختيار للمؤسسات التشريعية والنيابية بما لذلك من اثر علي السياسات والقرارات وتشكيل الحكومة بل تستمد اهميتها القصوي من انها "درجة السلم الأولي" اللازم اجتيازها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية ذاتها.

إذ ليس منطقيا ان تخرج علينا الاحزاب بمفاجأة عدم الاستعداد لتلك المعركة الانتخابية الرئاسية وعدم اعداد مرشحيها لخوضها بزعم انه يستحيل عليها المنافسة الشريفة - من وجهة نظرها - علي المقعد الرئاسي لان القيود الدستورية تمنع ذلك وتحول بينها وبينه سيما ان المعركة الانتخابية البرلمانية ستسبق الانتخابات الرئاسية وهي التي ستتيح نتائجها للمنتصرين المشاركة والتنافس علي المقعد الرئاسي.

درجة السلم الأولي

اذ ليس معقولا ولا مقبولا من الاحزاب السياسية التي تهتم بشأن الوطن وحاله وتري له مستقبلا ذا شكل محدد - يختلف بالطبع مع ما يراه الحزب الحاكم - حسب برامجها وخططها الاستراتيجية ان تمتنع عن تقديم مرشح للمقعد الرئاسي علي اهميته القصوي تحت اي حجج او مبررات، لان النتيجة الوحيدة لذلك السلوك هو ترك ساحة المنافسة الانتخابية فارغة ثم العودة وبعد اعلان النتائج أيًا ما كانت العودة للانتقاد والمعارضة حتي الموت!

فعدم المشاركة الحقيقية والمنافسة القوية في تلك المعركة الانتخابية - الانتخابات الرئاسية - من قبل الاحزاب والقوي السياسية الحالية في حقيقته يعني ان تلك الاحزاب والقوي قنعت بدورها علي المسرح السياسي باعتبارها مجرد كيانات معارضة خلقت وستعيش وتموت لتعارض وتنتقد وفقط لكنها اعجز - بصرف النظر عن الاسباب الحقيقية - من التأثير الحقيقي في الواقع وتغيير حاله فلا يبقي لها الا من ممارسة سياسية وحزبية الا "الكلام" و"الكلام وبس" سواء في صحفها او علي لسان اعضائها في برامج "التوك شو" وهذا امر لايغير واقعًا ولا يصنع مستقبلاً ولا يكسب الانتخابات ولا يحقق انتصارات بل انه مسلك واقعي يكرس وجود وبقاء كل من تنتقدهم تلك الاحزاب، لانهم واقصد هنا الحكومة وحزبها الحاكم واغلبيته في المجالس النيابية - لانهم سيملأون الدنيا صياحا وضجة انهم الوحيدون القادرون بصرف النظر عن الاسباب الحقيقية لهذا - علي الممارسة السياسية الواقعية و"بطلوا دوشه بقي! "بل ولان قنوع المعارضة بدورها" كا كـ"كومبارس" ومجرد سنيد لاكتمال شكل اللعبة علي المسرح السياسي" سيترتب عليه ايضا بقاؤهم - اقصد الحكومة وحزبها الحاكم - علي مقاعدهم للابد بوقود انتشار اليأس في نفوس الناخبين من امكانية التغيير واستحالته الواقعية، وهو امر - وقت اللوم - لا يتحمل الحزب الحاكم مسئوليته عنه وحده بل تشاركه في ذلك الاحزاب والقوي والمجموعات السياسية القانعة واقعيا بلعب دور المعارضة ليس الا!

ماذا فعلت الاحزاب السياسية استعدادا لتلك المعركة الانتخابات الرئاسية 2011! فاذا كان معظم المصريين قد غضبوا في انتخابات 2005 من معظم المرشحين للانتخابات الرئاسية - مع احترامنا لشخوص الجميع - واعتبروا ترشيحهم في ذاته وليس نجاحهم في الانتخابات امرا لايليق بحجم الوطن وتاريخه ودوره الاقليمي ولابحجم مشاكله ولا مسئولياته ولا هموم الشعب واحلامهم، فها هي اعوام خمسة مرت منذ الانتخابات الاولي واوشكت معركة الانتخابات الثانية علي الاقتراب والبداية، فما الذي حدث في تلك الاعوام استعدادا لتلك المعركة والانتخابات؟ ما الذي جهزته الاحزاب والقوي السياسية المصرية لمعركة الانتخابات الرئاسية القادمة 2011؟

من هي الشخصيات والرموز المرموقة التي اعدتها الاحزاب السياسية لخوض معركة الرئاسة القادمة وهي الشخصيات التي قد تنجح في الانتخابات وتتولي حكم مصر لسنوات ست قادمة! ماهو تاريخهم السياسي وحجم عطائهم العام الذي يدعم ترشيحهم ويرجح مصداقيتهم فيما سيقولونه للشعب والمواطنين وجمهور الناخبين من برامج وخطط واهداف كوعود انتخابية يسعون لتحقيقها في حالة نجاحهم؟ من هو ذلك القائد الذي سيقدمه كل حزب او تيار سياسي ليقود الوطن لسنوات ست مستقبلية؟ مارصيد ذلك المرشح في حزبه وامام جماهير الناخبين وجماهير الشعب عموما الذي يؤهله لشغل ذلك المنصب ويؤكد كفاءته وصلاحيته لتوليه ومباشرة مهامه الخطيرة، ما هو تاريخه وحجم ونوعية خبراته الإنسانية والسياسية التي تؤهله لتولي ذلك المنصب الخطير في حياة الوطن.. نحن لا نتكلم عن مقعد نقابي ولا حتي عن مقعد برلماني علي أهمية تلك المقاعد، بل نتحدث عن المقعد الرئاسي الذي سيحكم حياتنا ووطننا سنوات مستقبلية قادمة!!!

من نصدق ونثق فيه

من هم هؤلاء الذين ستتقدم الأحزاب والتيارات السياسية بأوراق ترشيحهم لحظة بداية المعركة الانتخابية علي المقعد الرئاسي اتصور في البداية وبشكل بديهي ومنطقي، أن أي مرشح من هؤلاء الذين يعدون العدة وتعدهم أحزابهم للترشح للانتخابات الرئاسية، سيكون معروفاً كشخصية عامة لدي معظم المواطنين المصريين بصرف النظر عن تأييدهم له من عدمه، فلو رشح أحد الأحزاب للمقعد الرئاسي شخصية - حتي لو كانت من ضمن قياداته الحزبية الرفيعة - لا يعرف معظم المواطنين اسمها وتاريخها لتحول الأمر لنكتة "بايخة" وافصح عن عدم جدية من ذلك الحزب واقتصار الأمر علي مجرد مشاركة صورية من أجل صفحات كتب "التاريخ" ليس إلا!!! من هم هؤلاء الذين ستتقدم بأسمائهم وشخوصهم وتاريخهم أحزاب المعركة للتنافس علي المقعد الرئاسي في انتخابات 2011 ما الذي نعرفه عنهم وما الذي يعرفونه عن الوطن ما هي الدلائل التي ستقدمها لنا الأحزاب السياسية لنثق في هؤلاء ونصدقهم ونمنحهم أصواتنا ونحملهم لكرسي الرئاسة وقيادة الوطن لمدة سنوات ست قادمة؟

هل ستري الأحزاب - من وجهة نظرها - أن ترشيح أحد قادتها أو أعضائها البارزين للمقعد الرئاسي أنه - ويكفيه فخراً - من ضمن قادتها ليس إلا حتي لو كان بلا تاريخ أو لا يعرفه الناس؟ هل تعتبر الأحزاب أن قيادة أو عضوية أو مشاركة أي شخص مهما كان مرموقاً ومع احترامنا للجميع في نشاطها الحزبي يكفي لترشيحه لخوض معركة انتخابات الرئاسة، وبمعني آخر هل تعتبر الأحزاب السياسية المعارضة أن أي مرشح ستتقدم به لجمهور الناخبين يكفيه للترشح وخوض مثل تلك المعركة الخطيرة أنه فقط يعارض الحكومة ويقود أو يشارك في قيادة الحزب السياسي المعارض باعتبارها مسوغات الترشيح من وجهة نظر الأحزاب أي أنه مجرد كون ذلك المرشح الحزبي معارضًا للحكومة فهذا يكفي في حد ذاته للتقدم للمقعد الرئاسي!!!

لا أظن هذا.. فالوطن وأحزابه السياسية المعارضة وصحفه اليومية وقنواته المحلية والفضائية وبرامجه الإذاعية والتليفزيونية يمتلئ بالمعارضين ويموج بالغاضبين، ممن ينتقدون يومياً كل شيء وأي شيء، ابتداء من معارضة توريث الحكم انتهاء بمعارضة طريقة كلام مذيعة في أحد برامج التوك شوي مروراً برغيف الخبز وفساد رجال الإدارة المحلية وانتقاد رجال الأعمال والنظام التعليمي وقانون المرور وغلاء البنزين وقانون الطوارئ وسلوك مدرس في مدرسة ابتدائية مروراً بالأحكام القضائية لكن كل هذا لا يكفي لمنح أي شخص من هؤلاء مع احترامنا للجميع الثقة والمصداقية اللازمة لحمله لمقعد الرئاسة وقيادة الوطن سنوات ست قادمة!!!

فليس مهماً أنك تعارض وتعارض وتعارض وتنتقد وتغضب وتغضب، فالقدرة علي معارضة الحكومة - ولو بنجاح منقطع النظير - ليس في ذاته صفة تمنح صاحبها المصداقية والثقة!! المهم ماذا بعد الانتقاد والمعارضة؟؟ ماذا تطرح وبما تؤمن ولأي شيء تسعي؟ تنتقد قانون المرور ماذا تقترح؟؟ تنتقد الأحكام القضائية ماذا تقترح؟؟ تنتقد اهدار كرامة المواطنين المصريين في بلدان الخليج ماذا تقترح؟؟ تنتقد رجال الأعمال وسطوتهم ونفوذهم المالي والسياسي ماذا تقترح؟؟ تنتقد الغلاء ورفع الأسعار ماذا تقترح؟ تنتقد قانون الطوارئ وقوانين مكافحة الإرهاب ماذا تقترح؟؟ تنتقد الدستور المصري الحالي أو بعض نصوصه ماذا تقترح؟؟ تنتقد اتفاقية كامب ديفيد ماذا تقترح؟؟ ليس فقط ماذا تقترح، بل وإلي أين ستقود الوطن باقتراحاتك وسياستك التي تسعي لتحقيقها؟؟ إذا كنت ضد اتفاقية كامب ديفيد مثلاً، ماذا تتصور، نلغيها، ماذا يعني هذا وماهي اثاره الواقعية، الاستعداد للحرب ضد إسرائيل؟؟ ماذا تقترح لهذا الاستعداد؟؟.. إلي آخره!!! ليس مهمًا أن تنتقد، أو تقترح اقتراحات مرسلة، بل المهم جداً - ليس لي بل لكل الناخبين - ممن سيحملون في اعناقهم عبء ومسئولية انتخاب هذا الشخص أو ذاك لمقعد الرئاسة، مهم أن يفهم الجميع ماهي الآثار الواقعية الحقيقية التي ستترتب علي أي اقتراح أو شعار أو قرار يرفعه المرشحون للانتخابات الرئاسية وكيف سيؤثر في حال الوطن وحياة المواطنين، مهم جداً أن نفهم من كل المرشحين ماالذي يسعون إليه من سياسات وماهي النتائج الواقعية التي ستنعكس علي حياتنا من تلك السياسات، حتي لا يأتي يوماً نلومهم أو ننتقدهم أو نكذبهم أو نكره حياتنا - أكثر وأكثر - بسبب نتائج سياساتهم وشعاراتهم التي طرحوها أثناء المنافسة علي المقعد الرئاسي!!!

لذا أعود واكرر وأسأل الأحزاب والقوي السياسية التي تسعي لخوض معركة الانتخابات الرئاسية ولديها مرشحوها الصالحون - من وجهة نظرها - لخوض تلك المعركة والانتصار فيها والجلوس علي مقعدها، أسألهم ماهي برامجهم الواقعية التي يسعون لتحقيقها خلال السنوات الست التي يطمحون لحكم هذا البلد الكبير العظيم "مصر" بمواطنيها الثمانين مليونًا؟ وعندما أقول برامج واقعية أعني بدقة ما أقوله، لأني لا أنتظر ولن أقبل أن يخرج علينا المرشحون لذلك المقعد الخطير بشعارات مطلقة وأقوال مرسلة وأوهام وبرامج عامة لاغرائنا واغوائنا نحن جمهور الناخبين لتأييدهم، فالشعارات الكبيرة والبرامج العامة دائماً مغرية وجذابة وخادعة وكاذبة وفي نفس الوقت تقي صاحبها من إمكانية المحاسبة علي صدقه وجديته!! لن أقبل لا أنا ولا غيري من المصريين حملة البطاقات الانتخابية المعنيين بالأمر أن يخرج علينا أي حزب أو تيار سياسي أو مرشح بقوله مثلاً أنا ضد الفساد!!! أنا مع الديمقراطية وحقوق الإنسان!! أنا مع العودة للاخلاق وأسعي لنشر الدين!!! سأسعي من أجل مستقبل جميل ومواطنين سعداء!!! هذا كلام عام مرسل و"طق احناك" و"مايأكلش عيش" كما يقول الناس في الشارع، ماالذي تهدفون بشكل واقعي وحقيقي لتحقيقه - في إطار معرفتكم الدقيقة بالواقع المصري وأحواله وسلبياته وعيوبه وأحلامه وأمنياته - إذا ما انحازت الصناديق الانتخابية واصواتها لصالحكم؟؟

مستقبل الوطن وحلمه

ما هي وجهة نظرهم في مستقبل الوطن الذي يطمحون في حكمه لسنوات ست قادمة؟؟، ماهو حلمهم للوطن، ما رأيهم في دوره الإقليمي في مكانته العربية علاقته بالعالم الأول والعام الثالث، ما رأيهم في قضية تداول السلطة ومقاعد الحكم شكل الديمقراطية التي يبغون لتطبيقها في المجتمع، ما هو موقفهم من الدستور الحالي، وهل يرغبون في تغييره أو بعض نصوصه وما هي التعديلات التي يطمحون فيها ولماذا، ماهو موقفهم من الحياة السياسية وتعدد الأحزاب، مارأيهم في قضية الأحزاب السياسية الدينية مسلمة كانت أو مسيحية أو أي شيء آخر؟، ماهي سياساتهم وبرامجهم التفصيلية الاقتصادية الاجتماعية المستهدف تحقيقها أو جزء منها خلال السنوات الست القادمة؟ ماهي انحيازاتهم الطبقية والسياسية والفكرية؟ ماهو موقفهم من إسرائيل والتطبيع والقضية الفلسطينية واتفاقية كامب ديفيد؟ ماهو موقفهم من الطبقات الفقيرة والعدالة الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص من حرية السوق الاقتصادي وكرابيجه، ماهو موقفهم من الحريات العامة واستقلال القضاء وقانون الطواريء وقوانين مكافحة الإرهاب، ماهو موقفهم من الفساد واستغلال النفوذ والمحسوبية والوساطة؟ وماهو موقفهم من الدولة المدنية وهل يؤمنون بها وماموقفهم من الأزهر والكنيسة وسلطاتهم الدينية التي يسعون لدعمها وتكريسها علي المواطنين في جميع جوانب الحياة، ما رايهم في حرية العقيدة وحقوق المواطنة وحقوق الأقباط وحقوق النساء واستقلال القضاء والنقابات العمالية وخصخصة القطاع العام، مارأيهم في الغلاء وارتفاع الأسعار وماهي تصوراتهم لمعالجة ذلك الامر أن كانوا يرونه مشكلة، مارأيهم في العلاج المجاني والعلاج الاستثماري والمستشفيات الخاصة؟ ما رأيهم في مشكلة المرور وكيف يروم حلها، مارايهم في مشكلة "سنة سادسة ابتدائي" و"عام الفراغ التعليمي" مارايهم في التعليم الخاص والاجنبي سواء في المدارس أو الجامعات، مارأيهم في السياسة الضريبية الحالية وإذا كان يسعون لتغييرها في أي اتجاه ولماذا؟ ما رأيهم في الحرية البحث العلمي وحرية الإبداع والفن، ماهي وسيلتهم لجعل حياة المواطنين أسعد وأبهج وأكثر فرحة وراحة وأكثر قيمة وأكثر فائدة وأكثر إنتاجية وأكثر استقلالا واكثر كرامة واحتراما؟ واتمني ألا يخرج أحد يقول، هذا كلام تفصيلي يخرج عن نطاق المعركة الرئاسية التي تهتم أساسا بالخطط والشعارات العامة، اتمني ألا يخرج أحد يقول هذا، لأني سأعرف فورا أنه يسعي لخديعة الناخبين وأنا منهم، يسعي للحصول علي تأييدنا علي "بياض" عن طريق "زغللة عيننا" بشعارات كبيرة براقة تروي عطشا داخل نفوس المواطنين لتغيير حياتهم للأفضل، فمن لايملك برامج تفصيلية لكل شيء في حياتنا يستطيع إقناعنا بأنها ستحقق مصلحتنا وتجعل حياتنا أجمل فهو في الحقيقة لايقوي علي قيادتها مهما قال وصال وجال وعارض وانفعل! الانتخابات الرئاسية في عام 2011 من استعد لها وكيف استعد؟

الفقرة الأخيرة - بمناسبة الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2011 ولأني أملك بطاقة انتخابية أحس مسئولية جسيمة تجاه الوطن فصوتي من ضمن ملايين الأصوات التي ستصنع مستقبل هذا الوطن.. ربما أحلم بالتغيير ولا أملك تحقيقه، لكني قطعا لن أشارك باي شكل كان في إشاعة اجواء الفوضي وتدمير الوطن التي تستغل أحلام المواطنين في تغيير حياتهم للأفضل فتروج بينهم للتغيير العشوائي العبثي باعتبار (مش حنخسر حاجة!)، هذا الكلام ليس صحيحًا، لدينا ألف مليون حاجة ممكن نخسرها لو سادت روح التغيير العشوائي العبثي ودمرت الوطن ومستقبله، أحلم بالتغيير للأفضل وليس التغيير فقط!

الجملة الأخيرة - أن يتصور البعض أن أحلام المواطنين في تغيير حياتهم للأفضل ستدفعهم دفعا لمنح أصواتهم "علي بياض" لأي شخص يتقدم لهذه الانتخابات من باب "أهو تغيير والسلام" إنما هو تصور واهم فالشعب المصري أذكي وأعقل كثيرا من الوقوع في ذلك الشرك، نحن لدينا أحلام فمن يقوي علي تحقيقها ويستطيع تحمل مسئوليتها هو الجدير بأصواتنا، أو سننتظره حتي يأتي، هكذا الأمر بوضوح!

السطر الأخير - أنا منحازة للشعب وللوطن لذا أنا اقف في خندق المعارضة، لكني لا أعارض من اجل المعارضة، بوصلتي هي مصلحة الوطن ومصلحة أبنائه حسبما أراها، اقول هذا لمن فقد بوصلته وصار يعتقد أن المعارضة في ذاتها عمل عظيم حتي لو "احترقت البلد"، فمثل هؤلاء يخيفونني جدًا وطبعا لن أثق فيهم ولن أصدق شعاراتهم مهما كانت براقة ولن امنحهم صوتي بل سأقاومهم أقاوم أفكارهم المدمرة قدر ما أستطيع!

الكلمة الاخيرة - أحب هذا الوطن جدًا!

نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه عدد الخميس 21 يناير 2010

ليست هناك تعليقات: