الخميس، 14 يناير 2010

جرائم ضد مصر




أنا غاضبة جدا ..... مما حدث في وطننا في الاسبوع الاول من هذا العام .. غاضبة مما حدث علي حدودنا ، غاضبة مما حدث في نجع حمادي ، غاضبة جدا جدا !!!

أنا غاضبة مما يحدث علي حدودنا مع غزة، شباب فلسطيني يرشق حدودنا بالحجارة، يتجمعون امام حدودنا ويلقون حجارتهم علي حدودنا وجنودنا ، كأن اسرائيل محيت من الوجود ولم يعد لهم عدو الا المصريين وحدودهم !!! ولا يحاول احد خداعي باعتبار أن رشق حدودنا عمل صبياني أو انفعالي أو غير منظم من مجموعة صبية صغار ، فهؤلاء الصبية هم ابطال انتفاضة الحجارة التي تغنينا بها وكتبنا الشعر فيها ، فمالهم غيروا وجهتهم بدل صدور الجنود الإسرائيليين ودبابات جيشهم لحدودنا الوطنية، فالذي حشد هؤلاء الشباب وافهمهم - كذبا وزورا وبهتانا - ان مصر هي السبب في حصار غزة هو الذي حرض ودفع هؤلاء الشباب لرشق حدودنا بالحجارة وحرضهم علي التطاول علي سيادتنا الوطنية باعمال صبيانية تافهة لن تنال من حدودنا طبعا لكنها مثل اللعب بالنار لايحرق الا العابثين به! حرس الحدود

والامر لم يقف عند رشق الحدود بالحجارة، بل تمادت حماس فضرب احد قناصيها المحترفين جنديا مصريا من جنود حرس الحدود فوق برجه وأرداه قتيلا !!! والامر برمته منحط جدا ، سواء رشق حدودنا بالحجارة أو اطلاق النار علي جنودنا ، الامر برمته منحط ويفصح عن قرار سياسي وليس عملاً عشوائيا أو عبثيا، حماس قررت - واقول حماس لانها السلطة القابضة علي زمام الامور في قطاع غزة لدرجة اعتقال الفلسطينيين ابناء الفصائل الاخري ومعارضيها في سجون وغرف احتجاز لاتقل شراسة عن السجون الاسرائيلية لكن ناشطي حقوق الانسان يغضون البصر ويفقأون اعينهم عما يحدث لانه في النهاية يضعف القضية الفلسطينية حسب تبريراتهم - تكثيف الضغوط علي مصر وحكومتها لفك الحصار عن غزة كأن مصر هي التي حاصرت غزة وليست اسرائيل ، حماس لاتضغط علي اسرائيل ولايتظاهر الاردنيون امام سفارة اسرائيل غضبا من حصار غزة بل يتظاهرون ضد السفارة المصرية وامامها ، حماس قررت ان الهجوم علي مصر عمل جهادي مقدس اما الهجوم علي اسرائيل فامر لانسمع عنه فلم نر قناصيها يضربون الجنود الاسرائيليين ولم نر مظاهرات ضد سفارات اسرائيل في اي بقعة في العالم ، ما يحدث يوضح ان رشق الحجارة وضرب الرصاص واصابة الجنود والضباط المصريين وتكرار هذا وكسر الحدود قبل ذلك ليس الا عملاً منظمًا قررت حماس به خوض معركة ضد مصر !!!!

لا أقبله ولن أقبله

لا افهم ، لماذا قررت حماس تحويل جهادها لمصر ، لا في الحقيقة افهم كل شيء لكن لايعجبني ولا اقبله ولن اقبله ابدا، لماذا اعتبرت حماس ان الاعتداء علي الحدود المصرية واقتحامها ورشقها بالحجارة ورصاص القناصة عمل وطني جهادي حماسي فلسطيني عظيم ، كان حربهم مع اسرائيل انتهت ومشاكلهم مع السلطة الفلسطينية حلت ولم يبق لهم الا مصر، يرشقون حدودها بالحجارة ويطلق قناصوها الرصاص علي حدودنا وجنودنا، فنفقد وسط هذا الجنون شابا جنديا مصريا في مقتبل العمر يموت بالنيران الفلسطينية العربية، احمد الشهيد المصري الذي اغتيل برصاص حماس دمه في رقبة حماس ليوم الدين ولن يغفر لهم المصريون ابدا انهم حرضوا قناصيهم علي ضرب حدودنا بالرصاص بدلا من صدور الجنود الاسرائيليين ، أنا غاضبة جدا من اي مصري يبرر ذلك الاغتيال باي حجة، فالتضامن مع غزة أو فك الحصار عنها أو دخول قافلة شريان الحياة أو منعها أو اقامة أو هدم الحاجز العازل علي الحدود المصرية والغضب من هذا أو تفهمه وفهم مبرراته ودوافعه ، كل هذا لا يبرر جريمة حماس ضد مصر واطلاق الرصاص علي حدودنا ، نعم سنتمتع بضبط النفس نعم لن نرد الرصاص برصاص نعم لن نضرب اشقاءنا العرب المسلمين علي الحدود المصرية لكن في القلب جرحًا عميقًا لن يشفيه اي مبررات أو مزاعم أو حجج !!!

إسرائيل أولي برصاصكم

ليس لحماس ان تضرب رصاصها علي حدودنا المصرية فاسرائيل التي تحتل اراضيهم اولي بكفاحهم ونضالهم ورصاصهم ، ومصر - اذا كانوا ينسون أو يخلطون الامور عمدا - ليست اسرائيل التي تحتل بلادهم ، مصر ليست اسرائيل التي تحاصرهم ، نعم بين مصر واسرائيل اتفاقيات سلام أنا شخصيا كنت اتمناها لاتوقع ومازلت اتمني الغاءها ، نعم بين مصر واسرائيل تطبيع كريه للعلاقات أنا شخصيا اتمناه ينتهي ، لكن هذا لايعني ان مصر هي عدو فلسطين ولا عدو حماس ، في نفس الوقت ليس من حق حماس ولا اي قوي فلسطينية ايا ماكانت ان تتصور انها تملك الحق ان تتدخل في الشأن المصري الداخلي وامور السيادة الوطنية بهدف تغيير السياسة المصرية لصالح اهدافها الخاصة مهما كانت نبيلة أو عظيمة !!! مايحدث مستفز للغاية !!!! أنا اختلف كثيرا مع السياسة المصرية والحكومة المصرية في الكثير من قراراتها سواء الخارجية أو المحلية الداخلية،

لكني اقرر بوضوح لمن لايفهمون ان السياسة المصرية والاتفاقيات المصرية شأن مصري داخلي لايحق لاحد مهما كان ان يتدخل فيه الا المصريون وفقط ونحن أولي بقضايانا وهم أولي بقضاياهم وغير هذا يصبح ابتزازًا وعبثًا وتدخلاً مرفوضًا في الشأن المصري وكاننا عدنا قصر نحتاج لوصاية وتوجيه وضربات العصي أو رصاص القناصة لسمع الكلام وتنفيذ مايمليه علينا الاخرون! ان دم احمد الفلاح المصري الشاب بسنوات عمره الاثنين وعشرين ابن بني سويف المجند الواقف علي حدودنا في رقبة كل من يبرر ذلك التصرف أو يغض الطرف عنه ، وبصرف النظر عن السياسة والاعيبها وعلاقة ايران بحماس بقطر وبصرف النظر عن تعمد الهجوم علي مصر والهاء الفلسطينيين في غزة بالصراع الوهمي مع مصر تبريرا لصمت حماس عن اسرائيل واحتلالها ، بصرف النظر عن كل هذا ، دم احمد في رقاب القتلة ممن حرضوا علي قتله أو صمتوا عن قتله ، دم احمد في رقبتهم دم احمد في رقبتهم!!! ويتعين علي الحكومة المصرية ان تبذل كل المساعي والضغوط لمنع تكرار مثل تلك الجريمة، نعم اتفهم ضبط النفس لكني واثقة ان الدولة المصرية والسلطات المصرية تملك من الادوات والضغوط والاساليب المختلفة والدبلوماسية القوية ما يمنع تكرار تلك الجريمة منعا باتا !!! ليس مقبولا للمصريين ان يموت ابناؤهم برصاص حماس !! ليس مقبولا ابدا !!! فماارتكبته حماس ليس الا جريمة ضد مصر كلها !!!

بيادق الشطرنج

ايضا أنا غاضبة مماحدث في نجع حمادي ليلة السابع من يناير ، حين اطلق بعض الارهابيين أو المجرمين المأجورين الرصاص علي الاقباط وهم خارجون من الكنيسة ليلة العيد فسقط بعضهم قتيلا وبعضهم جريحا !!! فما حدث بالتاكيد جريمة طائفية عنيفة قصد منها استفزاز الاقباط ليس في نجع حمادي فقط بل في مصر كلها ، فليلة العيد وبعد صيام طويل وبدلا من الاحتفال بالعيد واجوائه الآمنة، تقع مذبحة فجة فظة يضيع ضحيتها شباب في سن الزهور ومقتبل العمر ماتوا وهم يرتدون يرتدي ملابس العيد الذي لم يكونوا قد احتفلوا به بعد! وبدلا من الاحتفال بالعيد يعلن الكثير من الاقباط الحداد ويرفضون التهاني وهم محقون، فكيف نحتفل بالعيد وشبابنا الصغير مات علي باب الكنيسة ، ويطالبون البابا بالصوم الاحتجاجي والاعتكاف في الدير ويبكي القساوسة والآباء في كل الكنائس المزينة جدرانها بصور القتلي الصغار بلاذنب أو جريرة! ماحدث قصد به استفزاز الاقباط ودفعهم دفعا للمواجهات العنيفة مع المسلمين جيرانهم وزملائهم في الحي والعمل ،

ومن تعمد استفزاز الاقباط يعلم جيدا وهو يحرك بيادق الشطرنج ان المسلمين لن يصمتوا علي الاعتداء عليهم والاستفزاز والعنف والاهانة ولو كانت هي ليست الا ردا من الاقباط علي العدوان عليهم ، من حرك بيادق الشطرنج يعلم جيدا انه يدفع الوطن لكارثة تخربه وتمزق اوصاله وتنشر النيران الطائفية المرعبة في ربوعه! ماحدث في نجع حمادي جريمة طائفية بشعة تمس امن الدولة العليا ، فإذا كانت النيابة العامة وسلطات الدولة تعتبر ان توزيع منشور تافه أو تظاهرة من خمسة اشخاص بمطلب ساذج أو اجتماع لمجموعة ناشطين سياسيين علي قهوة هي اعمال تمس امن الدولة، واذا كانت النيابة العامة وسلطات الدولة تعتبر ان قنبلة بدائية هنا أو هناك من مأجورين أو عملاء أو جواسيس امرا يمس أمن الدولة العليا ويلزم مواجهته بكل حسم ، فمابال من يمزق جسد الوطن بنصل بارد ويشعل الحرائق في امن مواطنيه ويروع ابناءه واطفاله ويهددهم جميعهم بالخراب والدمار ، اليس هذا جريمة امن دولة عليا يلزم التعامل معها بمنتهي الحزم واليقظة والقوة، فأمن المصريين ليس عبثا لقاتل مأجور أو مسجل خطر أو مختل عقليا ، امن المصريين اهم شيء في هذا الوطن ، ومن يهدد امن المصريين ووطنهم ويروعهم يلزم مواجهة بكل حسم وقوة وعقابه عقابا رادعا يوضح للكل اننا لن نصمت أو نتجاهل أو نتسامح في هذه الجريمة تحديدا !!! فماحدث في نجح حمادي جريمة ضد مصر كلها !!!!

ما حدث في نجع حمادي ليلة السابع من يناير جريمة طائفية بشعة لها اهداف مقصودة ونتائج بشعة يسعي المحرضون علي ارتكابها والمنفذون لها لتحقيقها ، فاشتعال حرائق الفتنة الطائفية هذا الامر ليس ككل مرة، ليس مشاجرة بين اثنين مصريين يتصادف ان احدهما مسلم والاخر مسيحي فتشتعل الدنيا بسبب المشاجرة بنيران الكراهية الطائفية ويتبادل الطرفان العنف والتكسير والحرق وسب الاخرين ، ليس فتاة فرت من اسرتها لاسباب غرامية لكن تصادف وهي مسلمة ان الحبيب مسيحي أو تصادف وهي مسيحية ان الحبيب مسلم بما يترتب علي ذلك القرار من غضب عائلي وفضيحة اجتماعية يصاحبها مزاعم واقاويل واكاذيب طائفية حول التنصير وحول الاسلمة فينفجر العنف ومعني المواطنة كما يقولون دائما باستبعادهم من بعض الوظائف أو اقصائهم من المواقع المنتخبة، الامر هذه المرة ليس حديثا نظريا عن الخط الهمايوني وحق الاقباط في بناء الكنائس ، الامر هذه المرة ليس صراخا من اقباط المهجر أو مظاهرات امام البيت الابيض نتجاهلها ونقول انهم ينفذون اجندة خارجية واقباط الوطن والوطن بخير، ماحدث هذه المرة جريمة طائفية واضحة المعالم ، مورست باستهتار مرعب واجرام منظم حقير ، ولا اظن ان احدا في هذا الوطن يعيش فيه ويعرف أحواله وظروفه لايعرف أو لا يتوقع طبيعة رد الفعل وحجم الغضب الذي سيصيب الاقباط اساسا والمصريين كلهم من جراء مثل ذلك الاعتداء الاجرامي !!!


لااظن احدًا في هذا الوطن لا يقدر الاثار السلبية المفزعة لمثل هذه الجريمة، لذا حين اقول نحن امام جريمة طائفية منظمة وعمل تخريبي بشع يمس امن الدولة العليا لاابالغ ابدا ، وهو عمل تخريبي ارهابي لم يقصد به الاقباط فقط انما قصد به امان الوطن واستقراره ، فدفع المسلمين والاقباط لمواجهات عنيفة ضد بعضهما البعض عن طريق الاستفزاز العمدي للطرفين سيحرق الوطن كله وسيدفع ثمنه المصريون جميعا ولايصب إلا في مصلحة اسرائيل التي لاتفكر في اي شيء الا تقويض امن ذلك الوطن واضعافه فهي الفائزة الوحيدة من خرابه املا في تحقيق حلمها في دولتها العبرية من النيل للفرات !!! نعم ماحدث في صعيد مصر من اعتداء اجرامي علي الاقباط ليلة عيدهم عمل قصد منه امن مصر بزرع الفتنة بين اهلها ودفعهم دفعا للمواجهة العنيفة والقتال المروع !!! فاستثارة غضب الاقباط واستفزازهم وقتل اولادهم وقرة اعينهم شباب جميل زي الورد ليلة العيد خارجين من الكنيسة ليس عملا موجها ضد الاقباط ، بل جريمة ضد مصر، والا قولوا لي بالله عليكم من يستفيد حين يغضب الاقباط ويندفع بعض متطرفيهم للاعتداء علي المسلمين الجيران واهل البلدة فيستفز المسلمين ويندفع بعض متطرفين لرد الاعتداء بالاعتداء علي المسيحيين والاقباط الجيران واهل البلدة، من يستفيد حين يحمل شباب الاقباط وشباب المسلمين في الصعيد القبلي المتعصب العصي والسكاكين في مواجهة بعضهم البعض ، من يستفيد حين تحرق الصيدليات بعضها يملكه مسيحيون وبعضه يملكه مسلمون ،


حين تحرق السيارات بعضها يملكها مسيحيون وبعضها يملكه مسلمون، من يستفيد حين تتحين المحطات الفضائية والقنوات المتطرفة مسلمة ومسيحية - كما تصف نفسها للاسف - ذلك الحدث لسكب الزيت علي النار المشتعلة وتنقل صور الاعتداءات وصور الجثث في المستشفي والمشرحة وفي التوابيت وقت الجنازة وبكاء الامهات الحزينة والرجال المقهورين وصرخات الثأر والانتقام وحين تنقل صور مظاهرات الانتقام والغضب الاسلامي المسيحي ويتحين الفرص في ذات الوقت بعض الناس فيهاجمون الحكومة التي تحاول فرض سيطرتها الامنية فتمنع الغاضبين المتعصبين المتطرفين مسلمين ومسيحيين من الاعتداء علي الممتلكات العامة والشوارع وملكيات الآخرين فلا يستجيبون لتعليمات الامن ولا يلزمهم انضباط أو هدوء ويشتبكون مع رجال الشرطة فيصرخ البعض "الحق الحكومة كمان بتضرب الناس " كان المطلوب ان تترك الحكومة الغاضبين يشعلون البلد وتتفرج عليهم وتتركهم ينتقمون ويثأرون، ولا يقف الامر عند حد الثار والانتقام وتبادل العنف والغضب وترويع الامنين من المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين ،

بل يسكب البعض الزيت المشتعل فوق النيران املا في انفجار مدو مريع، فيتطاول بعض الصبية الحمقي علي الدين الاسلامي ذاته ويتطاول بعض الصبية الحمقي علي الدين المسيحي ذاته ويتنابذون بجهلهم وحمقهم واستهتارهم، ما الذي ننتظره اذا خرج شاب احمق في منتديات الانترنت أو الفيس بوك أو الفضائيات يهاجم الاسلام واوامره ويسخر من تعاليمه ويعتبرها سبب تلك الجريمة الطائفية الشنعاء وما الذي ننتظره اذا خرج شاب احمق في منتديات الانترنت أو الفيس بوك أو الفضائيات يهاجم المسيحية واوامرها ويسخر من تعاليمها ويعتبر مسلك الاقباط وعقائدهم هي السبب في تلك الجريمة الطائفية الشنعاء، ما الذي ننتظره حين يرفع البعض صور الحملات الصليبية ردا علي ماحدث في اقباط نجع حمادي فيرد عليه البعض بشعارات الجهاد !! مالذي ننتظره حين يتمادي البعض في حمقهم ويطالبون بالاستقواء بالغرب الصليبي لياتي بجيوشه ليعاقب المسلمين ردا علي اعتدائهم علي الاقباط والمسيحيين فيرد عليه الاخرون دفاعا عن انفسهم وعقائدهم بصرخات " واإسلاماه " !! ما الذي تنتظره مصر وقت ذاك ؟؟ وما الذي سيحدث فيها؟ وما الذي سيصيب مواطنيها الامنين !!!

أمن الدولة وأمن المواطنين

اكرر بمنتهي الحزن والاسي ان ماحدث في نجع حمادي ليس الا جريمة طائفية بشعة تمس امن الدولة العليا ، لان المقصود بها تقويض امن الوطن وسلامة المواطنين، فجميعنا يعلم لالف مليون سبب ان الدولة المدنية المصرية في خطر ، وان المواطنة في خطر وان الحقوق المتساوية وفقا لاحكام الدستور والقانون في خطر وان الحمم الطائفية الملتهبة تتكون تحت جلدنا والارض التي نسير عليها - بسبب شيوخ الفضائيات وشرائط الكاسيت التي تملأ الميكروباصات ومواقع الانترنت ومنظمات اقباط المهجر جميعهم يثيرون الكراهية بين المسلمين والاقباط ويفرقون بينهم ويستعدونهم علي بعضهم البعض بل علي الدولة ايضا جميعهم يستهدفون شبابنا المسلم بدفعة للتطرف ويستهدفون شبابنا المسيحي بدفعه للتطرف والهجرة - جميعنا نعلم ان شعار الدين لله والوطن للجميع الذي عاش المصريون تحت ظله طويلا بات مهددا بالانقسام والطائفية والمواجهات الدينية البشعة ، جميعنا يعلم ان النتيجة الوحيدة التي سنجنيها من تلك الطائفية البغيضة ليس الا التشرذم والتقاتل واحتراق الوطن وانهيار دولته المدنية ونظامها الحديث ، نعم مصر ليست لبنان وليست العراق ، لكن اعداء الوطن ونحن نعرفهم بالطبع يستهدفون تمزيقها لدويلات وكانتونات طائفية متناحرة ، متصورين ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لكسر قامة تلك الدولة وهزيمتها وتحقيق مكسب عظيم لاسرائيل !! نعم فقط لاسرائيل التي تسعي لرسم خريطة الدم رسما جديدا للمنطقة فتتحول لدويلات طائفية من الاكراد والمارون والاقباط والشيعة والسنة والصهاينة واسرائيلستان !!!

ماحدث في نجع حمادي سواء الجريمة الاصلية البشعة أو ردود الافعال والتداعيات المتوقعة من انفجار الغضب المسيحي ورد الفعل الغاضب المسلم وانتشار الحرائق في المدينة والقري المجاورة ، مثير للغضب نعم ، مثير للخوف نعم ، لكنه الاهم من الغضب والخوف الانتباه والادراك لمعني ماحدث ودلالاته ، ويخطئ الاقباط المصريون ان تصوروا انهم المقصودون من تلك الجريمة وانهم ضحاياها الوحيدون، يخطئ الاقباط المصريون ان تصوروا ان تلك الجريمة اعتداء عليهم يلزم رده باعنف منه ، ايضا يخطئ المسلمون المصريون ان تصوروا ان ماحدث لايخصهم وليس لهم فيه شان ، افيقوا ياسادة، افيقوا ، ماحدث جريمة طائفية وكمين واضح الاشراك ندفع اليه جميعنا دفعا للهاوية !!!

كفانا دفناً للرءوس

افيقوا ياسادة ، افيقوا ماحدث عمل اجرامي منظم مخطط ضد مصر وامنها وامان مواطنيها جميعا وليس ضد الاقباط فقط لكن الصراع الطائفي والانقسام والاحتدام الديني هي ادوات ذلك المخطط ووسائل تحقيقه ووقود حرائقه ، نعم المقصود وقوع مصر وطنا وشعبا في ذلك الكمين ، فننتفض نقتل بعضنا البعض ونحرق ابناءنا وبناتنا وثرواتنا القومية ودولتنا ونخسر جميعا خسائر مروعة لايمكن تداركها ولا تصور حجمها !! ما أسهل ان يضرب الجميع في الجميع ويحرق الجميع ملكيات وممتلكات الجميع ، مااسهل ان نتشاتم ونتشاجر ونتخاصم ونرفع كتبنا المقدسة فوق اسنة الرماح ونرتدي الدروع استعدادا للمعارك المقدسة دفاعنا عن عقائدنا الدينية ونهتف باسم ربنا - سواء مسلمين أو مسيحيين - ليهلك الاعداء المجرمون اعداء الدين ابناء وطننا الواحد ، ما أسهل هذا من الحمقي والمجانين والموتورين وضحايا غسيل المخ ، لكن ذلك لن يزيد مكانتنا عند ربنا ولن يزود حسناتنا ولن يدخل قتلي تلك المعارك المنحطة للجنة باعتبارهم شهداء كما يروج البعض بل سيكونون - جميعهم مسلمين ومسيحيين - في الدرك الاسفل من النار لانهم روعوا الامنين ونشروا الفساد في الارض واحرقوا الوطن ....

كفانا دفنا لرءوسنا في الرمال ، كفانا تجاهلا للمشكلة الطائفية الدفينة كاللغم نروح ونجيء فوقها ببلادة لاندرك قدر قوتها التدميرية الساحقة، كفانا صورا ومؤتمرات وتصريحات كاذبة ومجالس عرفية وتصالحات وهمية، كفانا شحنا وتحريضا للمسلمين والاقباط علي بعضهم البعض، كفانا صراخا وعويلا وحزنا وحدادا، كفانا تشكيل لجان واصدار بيانات، علينا جميعا ان نتكاتف ونتضامن وننتبه الا نقع في الكمين والا تضرب الفتنة في بلادنا تمزقها وتمزقنا ، فليس مهما من السبب فيما يحدث !!!!

فوقت الكارثة لايجدي التحليل البارد لمن بدأ ومن رد عليه، وقت الكارثة لايجدي السجال بين الفرق المتشاحنة لتسجيل انتصارات وهمية علي جثث ابناء الوطن ، نحن جميعا مصريون وهذا هو الشيء المهم ، نحن جميعنا ابناء وطن واحد وعشنا تحت رايته مئات السنين ، نحن جميعا مصريون ومصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا، هذه هي وطنيتنا، اما ديننا فـلله صاحب الامر والنهي وله الامر من قبل ومن بعد ، يحاسبنا جميعنا يوم المشهد العظيم علي خطايانا وذنوبنا ويعطي وهو العادل القدير لكل حقه وماله وماعليه ، ليس مهما كيف نهشت الطائفية في لحم وطننا، المهم كيف سنعالج تلك الكارثة قبل انفجارها، كيف سنعالج تلك الكارثة قبل اشتعال النار في ثوب الوطن وبدننا ولحم اطفالنا وعظام قبورنا وكتب تاريخنا !!! كيف سنعالج تلك الكارثة !!!

الفقرة الأخيرة - ان العقاب القانوني الرادع لمرتبكي جريمة نجع حمادي سواء المنفذين لها أو المحرضين عليها من شأنه تهدئة النفوس وتضميد جراح اهل الضحايا ومواساتهم ونشر الطمأنينة في حياتنا ، فلو لم يأخذ القانون مجراه ويضرب سيفه البتار العابثين بامن الوطن وسلامتنا ستتحول - شئنا ام ابينا - حياتنا لغابة يكون فيها البقاء للاقوي وياويلنا جميعا مسلمين واقباطًا مصريين من شريعة الغاب وفوضاها العارمة وخرابها العارم !!!

الجملة الأخيرة - انتبهوا وافيقوا كل مايحدث كمين وفتنة مقصودة لاتستهدف إلا الوطن ، افيقوا وانتبهوا قبل ان نعض جميعا اصابع الندم !!!!

السطر الاخير - تعازي القلبية ومواساتي لأسرة أحمد شهيد رصاص حماس، وتعازي القلبية ومواساتي لاسر
الشباب ضحايا جريمة نجع حمادي الطائفية المنحطة .. وربنا يحفظ مصر وأهل مصر وأبناء مصر من كل شر ..
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ 14 يناير 2010

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=39040


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نسايم نوبة الحلوه تهدينا وترسينا
نقابل فيها ناس طيبين فراقهم كان ببكينا
يا قطار الشوق متين توصل حبيبنا هناك راجينا
متين نحضن عويناتو متين يسرع يحينا
بلدنا بتنادينا وشوقنا ليها يشجينا
قلبى الحزين بروح لى منو انتى اللينا دايما امنا
وباقية حتى فى اسمنا
بنطير سنين وبالحنين نعود لحضنك عشنا
ونلاقى روحنا محتاجين لزولا يمسح دمعنا

عازين سلام لكل العرب بدون كلام