الخميس، 22 أكتوبر 2009

هل هو مولد وصاحبه غايب ؟؟؟؟؟؟؟



يشغلني منذ فتره طويله الصخب والضجيج المجتمعي المستمر المستعر المتصاعد ، الذي ينفجر بين حين واخر حول قضيه ما او موضوع ما ، خبر صحفي ينشر في احد الجرائد ، فقره تذاع في احد البرامج في احد الفضائيات ، تصريح يقوله هذا او ذاك ، فاذا بالصخب والضجيج المجتمعي ينفجر بشكل رهيب ، كل الصحفيين او معظمهم يتكلموا في ذات الموضوع ، بعضهم ينفي وبعضهم يؤكد ، بعضهم يدعم وبعضهم يعارض ، ويفتح سوق عكاظ وحديقه " الهايدبارك " الكل يتحدث ويتحدث ، كلام متناقض متضاد ، وفي النهايه لايستفيد المجتمع اي فائده من ذلك الصخب ولا تعرف الحقيقه ولا يعرف الصواب ولا نعرف " مين صح ومين غلط " وكان الهدف الحقيقي من تلك الضجه والصخب والضجيج هو الهاء الناس عن اي شيء جاد او حقيقي او له معني او له قيمه ، كآن الهدف الحقيقي من تلك الضجه هو اشاعه الفوضي في المجتمع فيكفر الناس بكل شيء ويكرهوا كل شيء ويفقدوا انتماءهم لكل شيء وليذهب الوطن للجحيم ولتحيا الفوضي !!!!!

اي صحفي في اي جريده يملك اليوم لو اراد ان يقلب المجتمع راسا علي عقب ، يملك ان يقول اي شيء صحيح او كاذب ، وهنا تبدآ المعارك المتتاليه ، الصحفي ينشر خبر ، يقول البعض هذا كاذب ، يقول المعنيين بالخبر انهم تضرروا منه لانه يسيء اليهم ، ينخرط المجتمع في مناقشات سفسطائيه حول هل حق الصحفي النشر هل من حق المشار اليه في الخبر التضرر ، ماهي العلاقه بين حريه الصحافه وحقوق المواطنين ، ثم يثار بالتبعيه مسآله حبس الصحفيين ، ولا ننسي في الزحمه ان نتكلم عن الاعتداء علي حريه الصحافه - فاي صحفي من حقه ان يقول ما بدا له - واذا تضررنا من قوله فلنشكو لله وهو المنتقم الجبار ، و اذا لجآنا للقضاء اذن نحن معاديين للحريات ولحقوق الانسان ولحق الصحفي في النشر ونجد الف صحفي يهاجم سلوك المجني عليه ونجد الف محامي متطوع للمرافعه والاحاديث التلفزيونيه يدافع عن حريه الصحافه وعن حق الصحفي في النشر وينسي ويتناسي القانون وجرائم السب والقذف وحق المجني عليه في التعويض والقصاص ولا تقف المعركه المجتمعيه عند هذا الحد بل تتسع لتشمل الحكم القضائي فاذا جاء الحكم مؤيدا حق الصحفي في النشر اذن " عاش القضاء الشريف " و" يحيا القضاء الشرفاء " وليموت المجني عليه بغيظه و" ان شالله يولع " !!! واذا ادان الحكم الصحفي عما نشره باعتباره سبا وقذفا ، اتسعت المعركه لمهاجمه القوانين سيئه السمعه المقيده للحريات وكان الحريات تفترض حق استباحه الاخرين ، بل وتمتد لمهاجمه القضاء الذي يضم من بين رجاله هؤلاء القضاه الذين اصدروا الحكم باعتبار ان " السلطه التنفيذيه تتدخل في استقلال القضاء " هكذا يقودنا الخبر الصحفي للحديث عن حريه الصحافه وايضا استقلال القضاء وتتسع المعركه ليدخل فيها بعض رجال القضاء الجالسين فوق المنصه يناقشون الحكم ويهاجموه ويعتبروه حاله نموذجيه تثبت انتقاداتهم لما يحدث في القضاء من تدخلات من قبل السلطه التنفيذيه المعاديه للحريات فاذا قيل لهم لا تتكلموا في السياسه قالوا هذه ليست سياسه هذا شآن عام واذا قالوا لهم لا تنتقدوا الاحكام القضائيه التي صدرت والتي نظم القانون طرق الطعن فيها وانتقادها قالوا نحن نناقش المبادىء العامه ولا نتطرق لتفاصيل الحكم ،ويدخل المحامين في المعركه وتفتح محاكم خاصه علي صفحات الجرائد وفي البرامج التلفزيونيه والفضائيات هذا الحكم صحيح هذا الحكم خاطيء ويقدم كل طرف اسانيده القانونيه وينقسم الجمهور المتعطش للتسليه بين الفريقين بعضهم يؤمن باسانيد الطرف الاول وبعضهم يرفض حجج الطرف الثاني ويزداد الصخب والضجيج والهوس وللاسف تفقد جميع القضايا والموضوعات معناها وقيمتها ، فالجمهور قد تسلي قبل النوم ولم يخرج في النهايه بنتيجه واضحه او راي محدد ، كله كلام في كلام وفوضي في فوضي وضجيج في ضجيج وتتوه الحدود بين الحريه والفوضي وبين مصلحه المجتمع في معرفه الحقيقه وحقوق الافراد في عدم التشهير بهم وبين انشغال القضاه بالسياسه وبين ابداء الراي كمواطن في الشآن العام وبين استقلال القضاء وبين استغلاله لمصلحه هذا التيار السياسي او ذاك و....... " اهو مولد وصاحبه غايب " !!!!!


واقف هنا امام خلال الاونه الاخيره في عده وقائع استوقفتني بشده باعتبارها حالات نموذجيه لما يثيرني ويثير مخاوفي علي الوطن ومواطنيه !!!!

الواقعه الاولي - استقاله السيد المستشار محمود الخضيري من منصبه بالقضاء قبل عده شهور تقريبا من احالته للمعاش !!! هذا في ذاته خبر عادي !!! احد المستشارين الاجلاء بالهيئه القضائيه استقال من عمله ، خبر لايقف امامه احد ، ربما استقال لاسباب صحيه ، ربما استقال لنيته الترشيح لمجلس الشعب بما يستوجبه ذلك من ضروره الاستقاله من عمله الذي يشترط انقطاع صله رجاله بالسياسه ، ربما زهد من عمله او رغب في الراحه ، ربما ربما .. الف ربما .. جميعها تصلح لتفسير سلوك سيادته باعتباره سلوكا شخصيا خاصا لايهم اي منا !!!! لكن السيد المستشار محمود الخضيري وقد اوشك علي اكمال السبعين عاما وبعد ان اقترب من الاحاله للمعاش اي قضي مايقرب من خمسه واربعين عاما اويزيد اويقل قليلا معتليا منصه القضاء لم يكتفي بالاستقاله باعتبارها شآن شخصي بل صرح للصحف بتصريحات تفسر استقالته باعتبارها احتجاجا علي تغول السلطه التنفيذيه في شآن القضاء وكانه يقول للاخرين ، انه اضطر للاستقاله احتجاجا علي ذلك رغم انه لم يضمن خطاب استقالته اي عبارات بخلاف الاستقاله في ذاتها ، هنا ينفجر الصخب والضجيج المجتمعي الرهيب حول تلك الاستقاله ، فريق يعتبره يقول الحقيقه المطلقه ويؤيده ويدافع عن موقفه المبدئي الهمام ويردد اقواله بشان احباطاته القضائيه باعتباره كان من ابطال وقاده فريق الاستقلال القضائي ، وفريق اخر اعتبره بموجب هذه الاستقاله انما يعد نفسه لنزول المعترك السياسي بالترشيح في الانتخابات البرلمانيه ويفسر كل الاسباب التي اوردها السيد المستشار في استقالته باعتبارها نوعا من مباشره الخصومه السياسيه المبكره مع الحكومه اعدادا لمعركه الانتخابات ، فريق ثالث اعتبر ان السيد المستشار " السابق " انما استقال من عمله راغبا في ممارسه المحاماه وانه وقبيل التوقيع علي الاستقاله كان قد اعد مكتبا فاخرا لممارسه المحاماه بالاسكندريه وفسر ذلك الفريق الثالث الصخب الذي اثاره السيد المستشار حول استقالته باعتباره نوعا من الترويج والتسويق والدعايه لعمله المهني الجديد ، في نفس الوقت اعتبر الكثيرين من رجال القضاء ما قاله المستشار السابق مساس بهيبه القضاء وطالبوه بالكف عن مثل تلك الاقوال التي تعد من وجه نظرهم اساءه للقضاء وعاش المجتمع صخب وضجه وحوارات ومعارضين ومؤيدين ولقاءات تلفزيونيه ومحاورات تلفزيوينه ووجدت بعض الصحف ضالتها في ذلك الخبر كمدخلا تاره لمهاجمه القضاء التابع حسب ادعاءاتهم وتاره لمهاجمه الاخوان المسلمين المحظوره وتاره ثالثه لمهاجمه الحكومه المستبده وتوريث الحكم بالمره بل وعقب احد الاساتذه القانونين معتبرا ان معركه حقيقه ستتفجر اذا مااتهم المستشار السابق باهانه القضاء لما في ذلك من مساس بحقه في التعبير عن رايه بحريه كآن من حق السيد المستشار ان يقول ما بدا له بحريه وان اعتبر غيره من المستشارين اقواله مساسا بهم وبالقضاء الذين يشرفون بالانتماء اليه وطالبوه بالصمت او طالبوا مؤاخذته بالقانون الذي شرف بتطبيقه خمسه واربعين عاما عدوا معتدين علي حقه في التعبير عن رايه بحريه !!!!!!! صخب صخب !! كآن هذا المجتمع وصفوته ومثقفيه وسياسيه لايجدون قضيه يتحدثوا فيها او يتحدثوا عنها وحين استقال السيد المستشار وجدوها فرصه سانحه ليقول كل وجه نظرهم في اي شيء وكل شيء !!! ويكفر الناس بالقضاء الذي يهاجمه شيخ سابق من شيوخه ويكفر الناس بالحريات التي تبيح لمن يرغب ان يقول اي شيء ان يقوله واذا اعترض البعض اعتبروا اعداء للحريات اعداء للديمقراطيه ، ويكفر الناس بالصحافه التي وجدت ضالتها "جنازه وتشبع فيها لطم " ويزداد الصخب والضجه ولتحيا الفوضي !!!!!

الواقعه الثانيه - حين نشرت احدي الصحف خبرا عن ضبط شبكه للشذوذ الجنسي واشارت لاسماء بعض الفنانين باعتبارهم من ضمن تلك الشبكه ، وحين قامت الدنيا ولم " تقعد " بسبب ذلك الخبر ولجوء ضحاياه للسيد النائب ضد الجريده واصحابها والصحفي باعتبارهم نشروا كبرا كاذبا عاريا من دليله اساء اليهم ، قامت الدنيا مره ثانيه و" لم تقعد " حديثا صاخبا عن حريه الصحافه وحق الصحفي في النشر وتذكر الصاخبين بمناسبه ذلك الامر غضبهم الدائم من " حبس الصحفيين " فعادوا وكرروا احتجاجاتهم علي امكانيه " حبس الصحفيين " والقوانين سيئه السمعه المقيده للحريات و" غني كل علي ليلاه " فبعضهم هاجم الشرطه وادعي دفع مبالغ رشوه رهيبه لاخفاء المحضر الذي ضبطت فيه شبكه الشذوذ فكانت فرصه ايضا لمهاجمه الشرطه التي تتستر بالرشوه علي الشواذ ، وبدلا من ان يكون خبرا واحد كاذب مفبرك بشآن شبكه الشذوذ يدعم بخبر ثاني كاذب بشآن فساد الشرطه وتواطئها مع تلك الشبكه ، وحين يحيل السيد النائب العام الجريده والصحفي للمحاكمه بعد التيقين من الجهات المعنيه بعدم صحه الواقعه التي تشكل الاتهامات الاخلاقيه فيها حكما مدنيا بالاعدام علي اصحاب الشآن يسيء لسمعتهم ولاسرهم ويضيرهم ، يزداد الصخب المجتمعي والبرامج التلفزيوينه وينقسم الجميع فرقاء متقاتلين حول صحه الخبر وحول تستر الشرطه وحول حريه الصحافه وحول ادانه حبس الصحفيين ولايخمد الحريق ، بل يزداد اشتعالا ، فقبل الجلسه الاولي للمحاكمه الجنائيه تنشر تصريحات ناريه من المتهمين وعلي لسانهم تفيد وجود سي دي يثبت الواقعه ويتحدث المجتمع عن السي دي وهل مفبركه مصطنعه وينفي اصحاب الشآن صحتها ويتمسك المتهمين بها بل وتضيف بعض الصحف ان دفاع المتهمين سيطالب باحاله المتهمين للكشف الطبي عليهم اثباتا للاتهامات التي نسبتها الجريده اليهم ، وينفعل البعض ويقول ان هذا تصرف غير لائق وتعسف غير مقبول فالمحاكمه الجنائيه تدور حول خبر نشر بالصحيفه عاريا من دليله ومناط الادانه من عدمه اثبات او عدم اثبات صحه الخبر المزعوم وان احاله المجني عليهم للكشف الطبي يشكل مزيد من التعسف ضدهم والتشهير بهم ، وينفعل فريق اخر ويقرر ان الدفاع عن المتهمين يبيح لهم كافه الاجراءات التي تثبت خبرهم المزعوم ولو تطلب ذلك اجبار المجني عليهم واحالتهم للكشف الطبي وتزداد المشاحنات والصراعات والصخب والضجيج وتنعقد المحاكمات التلفزيوينه قبل المحاكمه القانونيه بعضهم يبرآ المتهمين وبعضهم يدينهم وينسي الجميع اصل الموضوع ..... خبر صحفي عاري من دليله يسيء للمعني بالامر ويمس شرفه وشرفه اسرته وسمعتهم جميعا ، لكن المجتمع المتشوق للصخب والضجه وخلط الاوراق واشاعه الفوضي لايقف عند حدود الامر بل يتجاوزه ويناقش كل القضايا الكونيه التي كان " يتلكك " من اجل مناقشتها ويكبر الموضوع ويكبر وتنحدر كره الثلج وتكبر وتكبر ويزداد الصخب والضجيج ويكفر الناس بالصحف وماينشر فيها ويكفروا بحريه الصحافه التي تسيء للناس ويكفروا بالشرطه التي تتواطيء مع المتهمين بالرشوه ويكفروا بالقانون الذي لن يمنحهم مهما منحهم مايكفي لمحو الضرر الذي اصابهم وهم يعيشون وسط مجتمع للاسف يؤمن بآن " مافيش دخان من غير نار" والخبر الصحفي اطلق الدخان الكاذب فاشتعلت النار في المجتمع كله !!! ولتحيا الفوضي !!!!!!


الواقعه الثالثه - حين نشرت احد الصحف في صفحتها الاولي خبرا عن السيد شيخ الازهر الذي كان يتفقد مدرسه من المدارس الازهريه للاطمئنان علي الاجراءات الصحيه بمناسبه الانفلونزا الوبائيه ، وهي الزياره التي اجبر فيها شيخ الازهر احدي التلميذات الصغيرات علي خلع النقاب حسبما نشر بالجريده مصحوبا بادعاء نسب للسيد شيخ الازهر باعتباره سخر من الفتاه مرتديه النقاب وقال لها " امال لو كنت حلوه " !!! وهنا اشتعلت اصغر الحرائق من اصغر الشرر ، انا شخصيا حين قرآت الخبر ، تعجبت من حاله التربص الصحفي من الجريده بشيخ الازهر والتي نقلت علي لسان الشيخ حوارا مزعوما دار بينه وبين الصغيره ، فضلا عن اني لم اتيقن من صحه المنشور لاني لم اعرف اذا كان الصحفي ناشر الخبر كان حاضرا وقت الزياره التفقديه وسمع بنفسه الحديث الذي دار بين شيخ الازهر وتلك الفتاه وقت دار بينهما ذلك الحوار ان صح او انه نقل اليه وعما كان ذلك النقل دقيق من عدمه !! فضلا عن هذا فقد نفي السيد شيخ الازهر في اكثر من مقام انه عنف الصغيره او سخر منها ، لكن الخبر الذي نشر تضمن تربصا بالشيخ الجليل حين وصف مسلكه مع الصغيره باعتباره اجبار ، وحين نسب اليه وهو الشيخ الجليل انه سخر من صغيره في مقام حفيدته ، وهذا التربص اثمر صخبا اجتماعيا كبيرا تجاوز الواقعه محل النشر لمهاجمه السيد شيخ الازهر شخصيا باعتباره يتلقي تعليمات من الدوله وباعتبار ان الدوله تهاجم النقاب ودخلت جماعه الاخوان المحظوره في الحلبه وهاجمت الشيخ وطالبته بالاستقاله باعتبار ان النقاب " فضيله " وان شيخ الازهر يمنع الفضيله ، واتسعت الدائره للحديث عن مهاجمه المنقبات باعتباره هجوما علي الحريه الشخصيه لهن واولي مهاجمه المتبرجات و" اللي قالعين " وسخر البعض من مفهوم الحريه الشخصيه الذي يسمح " بالقلع " ولايسمح " باللبس " وكاننا في مباره مصارعه بين المنقبات و" اللي قالعين " فنحرض المجتمع علي مهاجمه " اللي قالعين " والدفاع عن " اللي لابسين " !!! وتجاوز المجتمع بصخبه المدوي عن حجج السيد الشيخ واعتباره ارتداء صغيره للنقاب وهي لم تتجاوز العاشره فتنه بين زميلاتها الصغيرات اللاتي قد يفهمن من سلوكها انها افضل منهن تدينا او انهن اقل منها دينا ، تجاوزوا ذلك لاعتبار الواقعه فرصه لمهاجمه الازهر وشيخه ومهاجمه الدوله التي تملي - حسب سيفونيات الصخب الفارغ - علي الازهر وشيخه مايخالف الاسلام ويناهض الفضيله بل واعتبرت الواقعه فرصه ايضا لمهاجمه النساء " المتبرجات القالعين " التي تناصرهن الدوله علي حساب " المنقبات الفضليات " وباسم الحريه الشخصيه والدفاع عنها هوجم الشيخ الجليل الذي اعتبر المتربصين به ان " اجباره " للفتاه اعتداء علي حريتها ، متناسين ان تلك الصغيره ارتدت النقاب تحت تاثير اسرتها التي اقنعتها - خطآ - ان ذلك النقاب فرضا دينيا عليها ولم ترتديه من منطق اقتناعها بها وممارسه منها لحريتها الشخصيه !!! لكن الصخب المجتمعي انفجر والاحاديث التفلزيونيه والمناظرات ومنتديات الانترنت جميعهم دخلوا المعركه التي جاءت " علي الطبطاب " لمن يبحثوا عن اي فرصه للهجوم علي الدوله ومؤسساتها وللهجوم علي الازهر الشريف ورجاله واظهر البعض الامر وكآنه معركه ضد الفضيله فانبري الناس الطيبين بالدفاع عن الفضيله واعتبر البعض ان الازهر وشيخه يهاجم المسلمات فانبروا يدافعوا عن المسلمات و" ردح " البعض للمتبرجات اللاتي " قالعين " في الشوارع واستعدوا الناس عليهم من منطق العين بالعين و" هتهاجموا النقاب هنهاجم المتبرجات " وتسقط الحريه الشخصيه الا للمنقبات وتسقط حجج الشيخ الجليل والاسانيد الشرعيه التي يقول بها !!! تشكك بعض الناس في الازهر ورجاله وكره البعض المتبرجات اللاتي يعمل شيخ الازهر لصالحهن علي حساب المنقبات الفضليات وهاجم البعض الدوله التي تسيطر علي كل شيء حتي الازهر وشيخه و...... صخب صخب صخب وليكفر الناس بكل شيء واي شيء ولتحيا الفوضي !!!!!

هل مايحدث في هذا المجتمع يعتبره اصحابه معارضه سياسيه لصالح الشعب ؟؟؟؟ لااظن ذلك ابدا !!!! فرغم اني اعتبر نفسي من دعاه الحريات والمؤمنين بحقوق الانسان والمعارضين للحكومه في كثير بل اغلب سياساتها الاقتصاديه والاجتماعيه واعتبر نفسي صاحبه وجهه نظر فيما يحدث حولي في الحياه ولست مجرد مواطنه " اكل واشرب وانام " لكني في اشد الانزعاج من كل مايحدث في المجتمع ، فالحقيقه اني لا اري الا فوضي عارمه تدب في المجتمع بشكل عمدي ، فوضي يتم فيها تحطيم قيمه كل الاشياء وكل المعاني ، فوضي يتم فيها مهاجمه اي شيء وكل شيء ، كآن الفوضي في ذاتها اصبحت هي الهدف النهائي المطلوب تحقيقه والوصول اليه ، باستخدام جميع الادوات والاليات الممكنه ، نعم في المجتمع مشاكل رهيبه نعم يعاني الناس معاناه كبيره في كل اوجه الحياه اليوميه نعم عندنا فقراء ومهمشين ومناطق عشوائيه واناس يعيشون تحت خط الفقر ، نعم عندنا فساد وانحراف وتسيب ، نعم عندنا ضمائر خربه ونفوس مريضه ، نعم عندنا غلاء وصعوبه في العيش ، نعم عندنا وساطه ومحسوبيه ، نعم عندنا حكومه منحازه - من وجه نظري - للاغنياء علي حساب متوسطي الحال والفقراء ، لكن من قال ان حل تلك المشاكل والازمات المستعصيه يكون باثاره الفوضي المجتمعيه واستثاره غضب الناس ودفعهم ودفع المجتمع للهاويه والحريق الاكبر ، من قال ان حل تلك المشاكل والازمات المستعصيه يكون عن طريق الانتقادات الدائمه والهجوم المستمر علي اي شيء وعلي كل شيءوالتشكيك في كل شيء وكل شخص وكل مؤسسه فتفقد جميع الاشياء معناها وجميع الموضوعات قيمتها ومعناها فيسود العبث والاكتئاب والمراره والحنق وانعدام الانتماء في المجتمع فيكره الناس حياتهم يوما بعد يوما اكثر واكثر من قال ان مايحدث هو في مصلحه الوطن والحقيقه اني كثيرا مااسال نفسي وهل يعني الوطن الذي احبه هؤلاء مثيري الضجه مستهدفي الفوضي وهل تعني حاله الناس التي حوصرت مابين مطرقه الغلاء وصعوبه الحياه ومابين سندان المعارضه والفوضي واشاعه اليآس هل تعني حالتهم هولاء اصحاب الصوت العالي والضجيج والصخب ممن يملكون بخبر في جريده او فقره في برنامج تلفزيوني ان يدفعوا المجتمع للاسف للهاويه ويدفعوا بمواطنيه للجحيم الابدي !!!

الفقره الاخيره - في معظم الاوقات لايناقش المجتمع اي قضيه جاده تؤثر في حياتنا ومستقبلنا لانه يهتم بها يرغب في مناقشتنا بل في معظم الاحيان يتصرف المجتمع كرد فعل لحدث ما يعتبره المجتمع فرصه ومبرر للخوض في قضايا كثيره وهامه لكن بطريقه الفعل ورد الفعل وبشكل عشوائي وعن طريق توجيه الانتقادات المستمره وليس مناقشه الامر ودراسته وتقديم البدائل للمشاكل القائمه رغبه في حلها ، لا لم يعد المجتمع يكترث الا بالصخب الاعلامي والصحفي والانتقادات والصراخ والاحتدام والفرقعات المدويه التي تحدث اكبر ضجه بلا مضمون وبلا نتيجه حقيقيه علي طريقه ان الخبر الصحفي هو " انسان عض اسد " وليس " اسد عض انسان " وليحيا الصخب والدوشه والفوضي العظيمه !!!!


الجمله الاخيره - الا يوجد في هذا البلد اي شيء جميل يستحق الذكر او التحيه او الاشاده به وباصحابه ؟؟؟ سوال اسآله لنفسي كل يوم صباحا حين اتصفح مانشيتات الصحف ثم اسآله لنفسي ثانية ليلا حين اتابع البرامج الحواريه التي يسهر الشعب امامها قبل النوم ؟؟؟؟ الا يوجد شيء جميل في هذا البلد يمكن الاشاره اليه لبعث الامل في نفوس الناس ودعم انتماءهم له وفتح طرق المستقبل التي تغلق يوميا في وجوههم باليآس والهم والفوضي !!!!! سؤال اعرف اجابته لذا اتعجب كثيرا مما ينشر ويذاع واؤمن ان كل مايحدث ليس الا حلقات في مخطط منظم لاشاعه الفوضي العارمه في المجتمع !!!! وربنا يستر !!!


نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه ٢٢ اكتوبر ٢٠٠٩
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=24801

ليست هناك تعليقات: