
يتصور معظم الناس ان اغلب المشاكل الاجتماعيه التي يعيشوها سببها الرئيسي غياب القانون او انعدام قوته الرادعه !! ولتسمحوا لي اختلف معهم فالقانون مهما كانت سطوته او قوته الرادعه لا ولن يجدي ولن يصلح شآن المجتمع ولن يحل مشاكله الكثيره فالسياج القانوني الذي ينظم امور هذا المجتمع واي مجتمع ليس بديلا ولم يكن في يوما من الايام بديلا لاطر اخري تنظم حياه الناس وتؤثر فيها كالاخلاق والصفات الحميده والقيم الانسانيه النبيله والمفاهيم الدينيه والتقوي واحترام الذات ، فاذا قرر اي شخص لاي سبب من الاسباب ان يعطي ظهره لجميع تلك الاطر ويضرب بها وبقواعدها عرض الحائط وينكرها ويخالفها فالقانون - وبشكل يقيني - لن يقوي علي شره ولن يقوي علي اثره السلبي سواء بالنسبه لنفسه او بالنسبه للمجتمع ذاته !!!!!! اذا تحلل الناس الخاضعين لذلك القانون من روادعهم الاخلاقيه والدينيه التي تنظم علاقات الناس مع الاخرين ومع انفسهم لعمت الفوضي وانتشر الفساد وساد الخلل كافه اوجه الحياه فهناك من المشاكل والظواهر السلبيه الخطيره التي لم يتصور صناع القانون في اي وقت ان يعاني منها المجتمع - اي مجتمع - لان الباعث عليها وسببها الرئيسي والوحيد هو الوضاعه والانحلال المشين والتحلل من القيم الانسانيه الساميه ومن القيود الاخلاقيه الايجابيه ومن الانسانيه ذاتها ، في ذلك الوقت يعجز القانون ويرفع راياته البيضاء امام السلوكيات البشريه المشينه التي لا نراها او نسمع عنها الا لان ابطالها الحقراء قد تخففوا من وطآه الالتزام الاخلاقي وخالفوا النسق القيميه المحترمه التي تواتر الاخرين علي اتباعها وتنصلوا من فهم فحوي الدين ودلاله نصوصه واحكامه ونواهيه وقت انكروا معني العيب الاجتماعي ومحاذيره ومعني الحرام الديني ومعني المقبول الاخلاقي وتنكروا لاحترامهم لانفسهم ولم يكترثوا بنظره وتقدير وتقييم الاخرين لهم و خالفوا عامدين متعمدين كافه النسق القيميه والاخلاقيه وقتها لا يقوي القانون علي محاربه شرورهم ولا يقوي علي تقويمهم ولا يقوي علي درآ خطرهم حتي بالنسبه لانفسهم لذا فانا اري بوضوح وبجلاء ان بعض المشاكل او الظواهر الاجتماعيه التي نراها او نسمع عنها او تحدث في مجتمعنا في الاونه الاخيره تحتاج لجهد جماعي رهيب لفهم مالذي حدث في اخلاق بعض المصريين ومالذي اصابهم ومالذي الم بهم ومالذي اخرجهم عن الاسس الاجتماعيه الاخلاقيه الدينيه المقبوله المتعارف عليها ودفعهم لقبول وممارسه سلوكيات شاذه منحطه !!! وقد اثبتت الايام ان القوانين الرادعه في بعض الاحوال لا تجدي وليس لها اي نفع رغم جسامه عقوباتها فالشخص الذي يرتضي ان يكون خسيسا كاذبا مع الاخرين يستغل عواطفهم ومشاعرهم ويبتزهم وينكر فضلهم ويؤذيهم معنويا ويجرحهم نفسيا ماذا سيفعل له القانون وكيف سيقي الاخرين من شروره ؟؟؟ والشخص الذي يرتضي ان يكون حقيرا مدعيا مزيفا ينطق كفرا ويدعي تقوي ويغتاب الناس وينافقهم ويداهنهم ثم يدعي عليهم بما ليس فيهم وينسب اليهم افتراءا مايشينهم ماذا سيفعل له وفيه القانون ؟؟ ماذا يفعل القانون امام انهيار الاخلاق والكذب المستمر والخسه والدنائه والغدر والانحطاط السلوكي ، الزوج الحقير الوضيع الذي يصور زوجته في اكثر لحظاتهما حميمه وخصوصيه ثم يذيع تلك الصور علي اصدقاء السوء وينتهك سترها ويفضح امرها في لحظه لم تحتاط منها ولم تعمل حسابها ماذا سيفعل فيه القانون هل سيعاقبه بالحبس وماذا عن الفضائح التي تسبب فيها للسيده التي وثقت فيه وامنت له ثم فضحها كيف سيعالجها القانون بحبسه او حتي قتله ؟؟؟؟ هذا الرجل الذي باع رجولته في سوق النخاسه وقبل ان يتبادل زوجته مع رجال اخرين قبلوا ه

الفقره الاخيره - اذا لم نفهم ماذا يحدث الان فلن نفهم ماذا سيحدث في المستقبل ؟؟ واذا لم نفهم ماذا سيحدث في المستقبل كيف سنعيش ولماذا سنعيش ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجمله الاخيره - ليت كل المشاكل تحل بالقوانين كنا اصدرنا مليون قانون جديد فعشنا سعداء في المدينه الفاضله !!!!!!!!!
نشرت هذه المقاله بتاريخ اليوم ١٢ نوفمبر ٢٠٠٨ بجريده روز اليوسف اليوميه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق