السبت، 8 فبراير 2014

من مقالاتي علي موقع صدي البلد ..... مبادرة " انقاذ الاخوان " ...





الشعب يريد اعدام الاخوان 
" الصورة من المدونة ولاعلاقه لها بموقع صدي البلد " 


لسنا طرفين يا "دكتور" بل شعب كبير عظيم وعصابة إرهابية.. ولن نخضع للتهديد بالإرهاب بل سنقاومه وسننتصر عليه.. ولن نتصالح على دماء الشهداء ولن نهدر تضحياتهم ولن نصافح ولا نصالح قاتليهم ولن ننسى ولن نغفر وبيننا وبينهم القانون وعدالة السماء.


أوجه حديثي للدكتور حسن نافعة رفضا لمبادرته "خارطة إنقاذ" والتي يزعم فيها أنه يسعى لإنقاذ الوطن، وهو في حقيقة الأمر يسعى لـ"إنقاذ" الجماعة الإرهابية من الرفض الشعبي والعقاب القانوني والحظر السياسي.

ففي مقابل "خارطة المستقبل" التي تبناها المصريون عقب ثورة 30 يونيو، تأتي مبادرة الدكتور "خارطة إنقاذ" الوطن من محنته، والمتمثلة في "إصرار السلطة الحالية على استئصال الطرف الآخر اعتمادا على الوسائل الأمنية وحدها"، باعتبار أن ذلك الطرف "الآخر"، حسب تقدير الدكتور، قادرا على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد قد تنجح في إفشال خارطة الطريق.

فالصراع في الوطن كما يصفه الدكتور، صراع بين "طرفين"، الشعب المصري ومؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء وإعلام وأزهر وكنيسة، جميعهم "طرف" أسماه "السلطة الحالية"، في مقابل جماعة الإخوان المسلمين وقوتها الذاتية في الداخل والخارج والتي أسماها الدكتور "طرف آخر"!!! 

ولأنهما مجرد "طرف" و"طرف آخر"، فقد ساوى بينهما الدكتور في حياد مزيف وسرد في مبادرته ما يتصوره رأى كل من "الطرفين" في الأزمة التي يعيشها الوطن، والحقيقة أنه لم ينطلق إلا بلسان الإخوان محاولا إنقاذهم بزعم إنقاذ الوطن.

وهذه الرؤية "المنبعجة" للصراع السياسي الحالي في مصر قادت "الدكتور" في مبادرته لتقديم حل مستحيل ومرفوض من الشعب المصري الذي "يريد إعدام الإخوان" عقابا لهم على جرائمهم من قتل وترويع وتفجير واغتيال المصريين، فالحل عنده "على السلطة القائمة أن تبادر باتخاذ الخطوة الأولى في اتجاه المصالحة والعمل على بناء ما يكفي من جسور الثقة لإقناع هذا الطرف بأنها لا تنوي استئصاله وأنه شريك مرحب به في بناء مستقبل الوطن".

لماذا؟؟؟ لأن هذا الطرف "قادر على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد قد تنجح في إفشال خارطة الطريق"، وهى الحرب التي ستؤدي بالضرورة لـ"تفسخ الدولة المصرية وانهيارها فوق رؤوس الجميع". 

إذن الحل العظيم الذي يراه الدكتور للـ"أزمة" أن تنصاع وتخضع الدولة المصرية بكل مؤسساتها لتهديدات الإخوان "الوهمية" بحرب استنزاف طويلة، فتأخذ الخطوة الأولى للمصالحة وتمد جسر الثقة معهم حسب ما كتب في "خارطة الإنقاذ"!!!!

ولأن الدكتور يعيش في برجه العاجي منعزلا عن المصريين الحقيقيين، فقد أسقطهم وأسقط إرادتهم من مبادرته، فهو لا يرى في كل ما يحدث إلا صراعا بين طرفين، "طرف" يفرط في العنف و"طرف آخر" يهدد بحرب استنزاف طويلة تقوض الدولة لتنهار فوق رؤوس الجميع، فالمصريون في نظره مجرد صفر كبير على الشمال لا إرادة لهم في المشهد السياسي ولا في حل الأزمة، فإذا ما استجابت "السلطة الحالية" لنصائحه لإنقاذ الإخوان، انصاع الشعب مجبرا صاغرا وكأنهم لم يخرجوا في ثورة عظيمة ليخلعوا الرئيس الفاشي وجماعته الإرهابية من حكم مصر. 

ولأن الدكتور لا يعترف بالشعب وينكر عليه ثورته ويصفها بـ"خروج جماهير غفيرة إلى الشوارع للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس"، وهو ليس مجرد خطأ في قراءة ثورة 30 يونيو وأحداثها بل إنكار لمعناها ودلالتها، فالملايين التي خرجت في ثورة شعبية عظيمة بحشد عددي غير مسبوق في تاريخ الكرة الأرضية وفرضت إرادتها وخلعت الرئيس الفاشي وانحازت لها القوات المسلحة وجاءت خارطة المستقبل معبرة عن إرادتها، لأنه ينكر عليهم ثورتهم العظيمة، فهو لا يوجه لهم حديثا ولا ينتظر منهم رأيا في "خارطة إنقاذ" الإخوان التي يقترحها؟؟

أين الشعب المصري يا دكتور وأين إرادته فيما تطرحه؟ فإذا كان الشعب قام بثورة عظيمة لخلع رئيس فاشي فهل يقبل الانصياع لتهديدات الجماعة الإرهابية للتصالح معها قبلما "ينهار الوطن على رؤوس الجميع" كما تتصور وأنت تقترح حلا يهدر ثورة المصريين العظيمة وتضحياتهم الأعظم ودماء أبطاله التي سالت وتسيل كل يوم نتيجة الجرائم الإرهابية، هل تتصور أن المصريين سيقبلون الخضوع لتهديدات جماعة إرهابية طالبوا ويطالبون بإعدامها عقابا على جرائمها التي ارتكبتها في حقه وحق وطنه، هل تتصورهم سيخافون من تهديدات الجماعة الإرهابية فيمدوا لها يد المصالحة ويبنوا معها جسور الثقة بدلا من عقابها وعقاب أفرادها على جرائمهم في حق المصريين وحق مصر؟

وهل يتصور الدكتور أن الشعب الذي خلع رئيسا حكم وطنه بانتخابات مزورة بعد سنة سوداء قضاها في حكم الوطن، سينصاع طوعا أو جبرا ليد المصالحة وبناء جسور الثقة مع جماعة ارتكبت جرائم إرهابية عمدية كل يوم من قتل وتفجيرات واغتيالات وحرق ممتلكات عامة وخاصة؟؟ هل سيقبل الشعب فرض الوصاية على إرادته من مجلس حكماء أغلبيته من الإخوان والـ"مش إخوان بس بيحترموهم" ليتصرفوا في شأن وطنهم بدلا من القيادات التي وثق فيها وفوضها لمواجهة الإرهاب المحتمل وليس مد يد التصالح مع "الطرف الآخر"؟؟ 

وهل يتصور الدكتور أن "السلطة الحالية" كما يقول الدكتور - ستقبل رغما عن إرادة الشعب - أن تنصاع الدولة المصرية بكل مؤسساتها لتهديدات "حرب الاستنزاف طويلة الأمد" التي يلوح بها الدكتور لتخويفها من تلك الجماعة الإرهابية فتتصالح على دماء شهدائها وأجمل أبنائها وترحب بمشاركة القتلة الإرهابيين في مستقبل الوطن بدلا من عقابهم وردع بقيتهم وتطبيق صحيح القانون توفيرا لأمان المصريين وأمن الوطن؟؟؟ 

هل ستقبل زوجة المقدم محمد المبروك وأولاده، وأم النقيب محمد أبو شقرة، وزوجة وابن النقيب شادي مجدي، شهيد فض رابعة، وزوجة وأبناء ووالد سائق تاكسي المنصورة الذي ذبح في الشارع، وأسر ضباط كرداسة الذين ذبحوا في القسم ومثل بجثثهم، وأسر وأهالي شهداء المنيل، وأسرة الشهيدة مريم ضحية الجريمة الإرهابية في كنيسة الوراق، وزوجة وأبناء اللواء نبيل فراج، وأسر وأهالي ضباط الطائرة التي أسقطت في سيناء، وأسر جنود مذبحة رفح الأولى والثانية، وأسر جنود الأتوبيس المحترق في سيناء، وأسرة مدير المكتب الفني لوزير الداخلية اللواء محمد السعيد وغيرهم وغيرهم، هل سيقبلون بناء جسور الثقة ومد يد التصالح مع الإخوان المسلمين بناء على مبادرة إنقاذ الدكتور؟؟ اسألهم يا دكتور اليسوا مصريين ولهم رأي في الوطن وكيفية الخروج من أزمته!!!!

يؤسفني أن أقول للدكتور إن مبادرتك لـ"إنقاذ الإخوان" وليست لإنقاذ الوطن، لذا نرفضها نحن المصريين كما رفضنا قبلها كل المبادرات التي تروج للتصالح مع المجرمين الإرهابيين القتلة، وتطالب الوطن العظيم بالخضوع لإرهاب الجماعة التي طالما هددتنا بحرق الوطن وحرقنا فلم نخضع لها في البداية ولن نخضع لها أبدا. 

مبادرتك يادكتور لـ"إنقاذ الإخوان"، وعلى رأي الفلاح المصري الجميل في فيلم ساندرا نشأت "العبيط فتح"، العبيط فتح يادكتور..


نشرت علي موقع صدي البلد ، بتاريخ 8 فبراير 2014 
http://www.el-balad.com/809367

ليست هناك تعليقات: