الصورة المنشورة من المدونة
ولاعلاقه لها بموقع صدي البلد
علي قناة التحرير، وفي صالون انيق مهيب، دعي "الأستاذ" ليتحدث مع محاوريه والمصريين عن مستقبل مصر، فقال ان الوطن كما يراه الآن "سيارة كبيرة جدا كانت تتجه إلى المستقبل وعند لحظة معينة سارت السيارة في الصحراء لفترة طويلة وتاهت وبدأت تتلف الإطارات منها، عند اغتيال الرئيس السادات بدأت في التلف وفقدت أحد إطاراتها، وجاء بعده الرئيس مبارك وتصوّر بخبرته كطيار أن السيارة الكبيرة «طائرة»، فبدأ إصلاحها على أنها كذلك، لكنه لم ينجح لأنه كان يفعل شيئا ضد طبيعة السيارة ولأنها ليست طائرة، وظلت السيارة في طريقها معطلة، والطريق إلى المستقبل معطلا
مع تراكم المشاكل وتزايد مشكلات الأعطال، حتى جاء المجلس العسكري بعد 25 يناير 2011 ووقف أمام السيارة ولم يعرف كيفية إصلاحها، ثم جاء الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي فرأى السيارة تعاني من عدة أعطال فاعتبرها «توك توك» وبدأ يقودها على أنها كذلك، وصعد معه في السيارة الأهل والعشيرة وأقفاص الدجاج لكنها لم تمض بهم أيضا على الطريق، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الراهنة التي يقف فيها كل أصحاب السيارة وهي سيارة الوطن أمام أعطالها نصف الاطارات معطله ويقودها بشكل خاطيء وهي تسير بطريقة خاطئة، فتجد «العواجيز اللي زيي» يقولون: يا جماعة ليس بهذه الطريقة، في حين يواصل الشباب الدفع بالسيارة من الخلف في مشهد غريب جدا، وأظن أن أول خطوة لابد أن نفعلها هي محاولة إيجاد طريقة للوقوف على طريق المستقبل، وقبل أن تقف على طريق المستقبل، يجب ألا نتحدث أو نسأل عن اتجاه المسيرة"".
والحق ان التشبيهات الدرامية في حديث "الأستاذ" عن الوطن جاءت مؤثرة جدا وقد تربك المتلقي وتزيد قلقه علي الوطن وربما تفسد مزاجه وربما تدفعه لإغلاق التليفزيون رفضا لصورة الوطن كما يراها "الاستاذ" ، الوطن الذي كان سيارة معطلة ثم طيارة خربة ثم توكتوك باقفاص الفراخ ليعود سيارة عاجزة عن الحركة يقف الجميع حولها عاجزين عن اصلاحها ، التشبيهات الدرامية مؤثرة جدا لكنها تغلق امام المصريين طرق الحلم والامل "بالضبة والمفتاح " وتراكم فوق رؤوسهم مشكلات عويصة ولاتمنحهم حلولا وتزيد التيه توهه وتفقدهم "الامل" في المستقبل.
والحق ان التشبيهات الدرامية لاتجدي نفعا في مثل هذا الوقت ونحن نتحدث عن وطن في مفترق الطرق ارهق مواطنيه من كل ماعاشوه ويعيشوه ، سواء بدأ الارهاق كما تري القلة منذ يوليو 1952 ويري البعض بدايته منذ عصر السادات الذي انحرف بعيدا عن المشروع القومي لعبد الناصر ، او بدأ الارهاق منذ بدايه عصر مبارك الذي جثم فوق صدر الوطن ثلاثين عاما او بدأ من يناير 2011 ومابعدها ، متي بدأ الارهاق ، يختلف المصريين حول التاريخ ، لكن الجميع يجزم ويؤكد ويقسم برأس موتاه واحياءه ان الارهاق استبد بهم وانهم يتمنون بل وينتظرون ربانا لسفينتهم يقودهم صوب المستقبل ، فاذا ب"الاستاذ" يطعنهم في قلبهم بسكين اليأس ويؤكد لهم لا مستقبل بغير طريق وانتم لم تحددوا الطريق وكأنه يحكم عليه بالتيه والارهاق اكثر واكثر .
التشبيهات الدرامية لاتجدي وقت الحديث عن حال وطن يتوق مواطنيه لحياه افضل ، وكما قال الاستاذ ياسر رزق في محاورته ل"لاستاذ" من اين نبدأ ؟؟ نعم هذا هو السؤال الصحيح ، من اين نبدأ ؟؟ المشكلات كثيرة نعم والملفات ملتهبه نعم ولكن افدنا يا "استاذ " من اي نبدأ ؟؟ سؤال واقعي يحتاج لاجابات آنية وعاجلة ينتظرها شعب يأكل ويشرب وينجب ويبحث عن شقه ليتزوج ووظيفه لابنه وسترة لبناته وطريق امن يخرج فيه سعيا وبحثا عن لقمه العيش ، من اين نبدأ ؟؟ لانحتاج تنتظير وافكار مجردة وتشبيهات درامية ، نحتاج اجابه لسؤال مصيري هام ، من اين نبدأ ؟؟ لكن الاستاذ لايمنحنا الاجابه ويكتفي بحديثه المؤثر عن السيارة الخربة التي تفتقد لطريق المستقبل ولاتقف حتي علي بدايته.
اين هي سكة السلامة ؟؟ كما قال الأستاذ يوسف القعيد ، ومن اين نبدأ كما قال الأستاذ ياسر رزق ، اسئله لم يرد عليها "الاستاذ" وكرر وكرر " لابد ان تجد طريقا " ، " عليك ان تبحث بكل وسيله كيف يمكن ان تضع نفسك علي بدايه طريق المستقبل "" وهي اسئله لاتقدم اجابات،
وحاولت الأستاذة فريدة الشوباشي والأستاذ عماد جاد يفتحا طاقه الأمل أمام الشعب الذي ثار في 30 يونيو لكن الأستاذ لم يوافقهما في الأمل، وظل يردد ويردد " لا تحدثني عن المستقبل قبلما تجد الطريق " وكيف نجد الطريق يااستاذ ؟ علي المصريين يجدوه ، فعدنا من حيث بدأنا وفسرنا الماء بالماء وازداد التية والحيرة .
يا"استاذ" ولتسمح لي من مقعد المتفرج وموقعي كواحدة من جمهورالمصريين المنشغلين بحال وطنهم ومهمومين بهمه ، اسمح لي اعاتبك ، فالمصريين وانا منهم لم ينتظروا منك ولا يحتاجوا لتشبيهات بلاغية ولا احاديث نظرية ولا افكار مجردة ولا دوامات من التحليلات المعقده التي لاتأخذ بيدهم ولا تساعدهم ولا تدفعهم للامام ، المصريين كانوا ينتظروا منك تساعد مصر بخبراتك وقربك الدائم من صناع القرار في مصر عبر عقود كثيرة ودرايتك بمشاكلها واطلاعك علي التقارير الاجنبية للبنك الدولي والمخابرات الامريكية وغيرهم ، كانوا ينتظروا منك تعاونهم لعبور جديد صوب المستقبل بتحديد مشاكلهم وطرح حلول لها ، لو كنت تملكها ، اما وتكتفي بطرح سؤال واحد وتكرره مرة تلو الاخري وتحيل اجابته للمصريين الحائرين فتزيد الحيرة وتغلق ابواب الامل وتطلق طاقه سلبيه تخيم فوق رؤوسهم علي سماء الوطن فهذا ماكان المصريين ينتظروه منك ابدا بالذات في هذا الوقت الحرج من تاريخ الوطن.
اعرف طبعا انه من حق "الاستاذ" ان يقول مايريد قوله ومن حقه ان يقول "لاتحدثني عن المستقبل قبلما تضعني علي طريق المستقبل" ومن حقه ان يقول "ان امام المصريين ملفات ثلاث لاامل بغير حلها" ومن حقه الا يطرح حلولا لتلك الملفات او غيرها و من حقه ان يجيب علي محاوره وقتما يسأله ومن عليه يحدد طريق المستقبل ؟؟ فيقول "المصريين" فتزداد الحيرة وتتفاقم ، لان محاوره كان ينتظر منه يخبره ماهو الطريق الذي يري علي المصريين اتباعه صوب المستقبل فاذا به يعيد له وللمصريين عبء تحديد الطريق الضائع الذي بغير الوصول اليه لا مستقبل كما يري "الاستاذ" !!!.
كنت اتمني ان يفصح "الاستاذ" عن تصوراته عن طريق المستقبل كما يراه ، وكيف نصل اليه ،ان يحدث المصريين عن الحلول التي يراها للملفات الملتهبة وغيرها ، يقدم النصح لصناع القرار او المشورة ، يطرح افكاره متكامله ، هذا هو الهدف ، وهذا هو الطريق ، وهذه هي الكيفيه التي سنصل بها للهدف عبر ذلك الطريق فيمنح المصريين طاقه ايجابية تساعدهم علي تجاوز التحديات والصعاب وتحمل قسوتها.
قد نتفق معه او نختلف وقتها لكننا نقدر جهده الذي بذله مع مصر والمصريين للتحرك صوب المستقبل لكنه لم يفعل ولم يمنحهم بعض "الامل" الذي قرر انه المصريين ينتظروه !!
اوافقك يااستاذ المصريين ينتظروا " املا " ولا ينتظروا " بطلا " لان اغلبيتهم عثروا علي " بطلهم " فعلا والذي انحاز لهم دون تردد في لحظه الحسم والذي بعث في نفوسهم "الامل" بعدما وعدهم بان يصحبهم للمستقبل لتصبح مصر " قد الدنيا " هذا البطل هو الذي سيبحث معنا عن الطريق الذي سيأخذنا للمستقبل وعن حلول للملفات الصعبه والمشاكل المستعصيه وسيسير بمصر ومع شعبها لسكه السلامه وسنعرف من اين نبدأ ، نحن وكل المخلصين للوطن ممن سيضعون خلاصه عقولهم وخبراتهم في خدمه الوطن وقضاياه متشبثين بالامل ، وحين نصل للطريق الذي سيقودنا للمستقبل سنخبر وقتها " الاستاذ " ونفرحه بأن المصريين عثروا علي "الامل" بعدما عثر فعلا علي "البطل" وساروا بخطوات واثقه ثابته في سكة السلامة .. ادعي لمصر يااستاذ .. -
نشرت علي موقع صدي البلد بتاريخ 16 فبراير 2014
http://www.el-balad.com/817746