حرصت طوال الأزمة ألا أكتب إلا قليلاً فقط دون إفراط إذ تهيأ لي أن الوقت مازال مبكراً للكتابة..
لكن الآن وصلنا لمفترق الطرف و بتنا على مجرى نهر لا ينفع معه السكوت أو الانتظار فإما أحدد موقفي أو أصمت للأبد ، و لأنه في البدء كانت الكلمة فقد قررت كتابة كلمتي و إجابة سؤال هام هو لماذا أؤيد (كمصري) سوريا الأسد ، هذا مقال لن أشارك في التعليق عليه و اكتفي بما أكتب معبراً عن وجه نظر خاص هدفها المصلحة المصرية وحدها و معبرة أيضاً عن مصلحة سورية في النهاية.
قبل أن نتحدث عن الآني من الأحداث علينا أن نقوم بإطلالة على الماضي حتى يستقيم مجرى النهر و لا يكون تحليلنا السياسي مبنياً على فرع الشجرة لا جذعها حيث تضرب جذورها في الأرض ، إطلالتنا لحدثين هما نسخة كربونية من أحداث اليوم بسوريا الفارق الوحيد أنها اليوم في ظرف دولي خاص مختلف عن الحدثين السابقين و لهذا إمتدت النيران كثيرا و لم تنطفئ سريعاً..
*احداث 1964:
بالعام 1964 بدأت سلسلة من الأحداث العدائية للدولة البعثية عبر مساجد المدن الرئيسية بتنظيم من الإخوان المسلمين ضد السلطة البعثية و اعتبارها سلطة لا دينية ملحدة وجبت إزالتها و لعبت السفارتين العراقية -!!- و المصرية دور أساسي في دعم الاضطرابات و معهم مد سعودي ندر ان يلتقي بالمد المصري في تلك الحقبة ، كانت حماة معقل الإخوان المسلمين مركز الإضطرابات و منها خرج السلاح لإزالة حزب البعث متحالفين مع ملاك الأراضي الكبيرة بحمص و حماة و أصحاب روس الأموال ، مع ابريل 1964 إنفجرت الحرب المسلحة بين الاخوان و حلفائهم و الدولة السورية و لعب الشيخ محمود الحامد و مروان حديد دوراً أساسياً في التحريض على المواجهات بأُسس دينية شملت قتل البعثيين و تمزيق الجثث و الهجوم على محلات الخمور و تدميرها ، انتهت الاحداث حين تدخل آمر الحرس القومي حمد عبيد بالدبابات و قصف الاحياء السكنية حيث يتحصن المسلحون و تم تدمير مسجد كبير يخزنون فيه السلاح و الأفراد لتنتهي الأحداث مؤقتاً الى مرحلة قادمة.
*أحداث 1982:
بدء من يونيو 1979 قامت ميليشيا اسلامية متعددة تتصدرها ميليشيا الاخوان بعمليات ضد الكليات العسكرية و مخافر الشرطة و نقاط الجيش و مسئولي حزب البعث في اغتيالات و تفجيرات و خطف و قتل مستمرين و مارست الميليشيا أعمالها كالمعتاد من بين الاحياء الصغيرة المكتظة بالسكان بل و امتد الامر لقتل الشيوخ المعارضين لعملياتهم مثل الشيخ محمد الشامي المذبوح في المسجد امام الكل -!- و استمر الصدام مع النظام على هيئة ضربة ضد ضربة الا أن الأمر انفجر بالعام 1980 حين تولى رفعت الأسد قيادة عمليات تصفية الإرهاب و قد قدم رأيه (و كان على حق) أن الصمت و تبادل الضربات لن يصلح شئ فالقضاء على الخصم هو الحل ، عبر عامي 1980 و 1981 قامت القوات البرية و المحمولة جواً حتى وصل الأمر لقيام زوج إبنة رفعت الاسد بالانتقام لموت مجموعة من الطلاب العسكريين بقتل 500 سجين من الاوان في زنانزينهم -!!!- و مع العام 1982 كانت التفجيرات المفخة بالشوارع تحصد العسكريين و المدنيين في عمليات استهدفت كل ما يمت للدولة بصلة لكن القوات العسكرية كانت قد قلصت وجود الميليشيا حتى باتت محاصرة بحماة معقل الاخوان المسلمين ، في فبراير 1982 تم قتل 20 جنديا بحماة فكان الحادث دافعا لرفعت الاسد (مع حوادث اخرى) لإنها الازمة تماماً و القضاء على المسلحين المحتشدين بالاحياء السكنية تماماً و بأي ثمن ، قامت قوات رفعت الاسد بالهجوم الشامل على المدينة حتى أجبرت بقايا المسلحين على الهرب لأحياء الكيلاني و البارودي و هناك تمت عملية تدمير الاحياء و تم القضاء على ميليشيا الاسلاميين بعد خسائر بلغت عشرات الالاف من المدنيين و العسكريين و كانت الاتهامات تتجه للأردن و السعودية و المخابرات الامريكية بتدبير الاحداث و أقر الملك الحسين بعد سنوات بأن الاردن كانت على خطأ لإشتراكها في صناعة الأحداث.
هنا نجد أن الماضي قد شارك الحاضر في عدة نقاط:
-1- المسلحون يحتشدون بالضواحي و الأحياء الصغيرة حتى يضطر الجيش لعدم ضربهم و الا قتل مدنيين و في حالة ضربهم يتم تصوير المدنيون باعتبارهم ضحايا للجيش بغض النظر عن المسئول أصلا عن موتهم حين عرضهم للخطر و احتشد وسطهم.
-2- الاردن و السعودية لعبا دور رئيسي في صناعة أزمتي 1964 و 1982 و اليوم تتكرر المواقف بالاضافة لدور تركي و لهذا قصة أخرى في هذا المقال.
-3- الجيش دوما يواجه بموقف ديني عقائدي تكفيري و الميليشيا سنية بقيادة أغلبها إخوانية مسلحة تكفر الحكم و الدولة لكن (و الى اليوم) يتعامل الخارج معها بإعتبارها حركات مدنية تسعى لدولة حديثة.
فماذا عن اليوم؟
في التالي أسئلة أجيب عنها و فيها وجهة نظري الكاملة:
لماذا أرفض تأييد المعارضة؟
-1- المعارضة المسلحة عبارة عن ميليشيا متعددة سلفية متطرفة في أغلبها من عدة جنسيات و لا يمكن قبول أن يحلوا محل النظام و الا دمرت سوريا بحكم قيادة الميليشيا كما رأينا في الاسلوب الميليشياوي بالصومال و أفغانستان فهم أهل حرب عصابات لا حكم و إدارة.
-2- الميليشيا مدعومة من الخارج مما يجعل المصلحة السورية مخترقة بمصالح اجنبية من دول ذات أطماع في سوريا (تركيا تحديدا كعدو تاريخي لسوريا و هنا التاريخ يتحدث و علينا الصمت) مما يجعل وصول الميليشيا للحكم خطر على الوطن السوري.
-3- المعارضة السياسية ممزقة تماماً و مختلفة لدرجة الشجار و التطاحن و تكرر هذا مرتين بإستانبول و مرة في القاهرة فالمعارضة لا يمكن أن تكون مؤهلة لامساك زمام الأمور و ستسقط البلاد في فوضى مدمرة.
-4- الميليشيا المعارضة طائفية و هي صاحبة النفوذ على المعارضة السياسية الممزقة سلفاً أحاديثهم تدور على غرار دولة السنة إزالة الحكم النصيري الدولة السورية الاسلامية بل إن كتائبهم يتم إعلانها بأسماء القعقاع و حذيفة و أم المؤمنين الخ الخ و هذا في بلد كسوريا معناه حرب أهلية طائفية على غرار الحرب اللبنانية 1975-1990.
ما هي مصلحة مصر (من وجهة نظري الخاصة) في بقاء الاسد؟
-1- ليست من مصلحة مصر الاستراتيجية أن تنفرد الولايات المتحدة بالنفوذ في الشرق الاوسط فلا بد من توازن و لو بسيط بين النفوذ الامريكي و محور سوريا إيران و الاختلال لصالح النفوذ الامريكي بإزالة نظام الاسد سيضر مصر بشدة بحكم أنه سيزيد موقف إسرائيل قوة بالمنطقة.
-2- سوريا هي الداعم الوحيد للمقاومة بالمنطقة و مصدر تسليحها من ايران و لو زال الاسد سيزول حزب الله بمرور الوقت و يدخل لبنان حرب داخلية ي سبيل هذا و النظام البديل بحكم داعمميه و ممولية و اتجاهاتهم و طائفيتهم لن يساعدوا المقاومة.
-3- سوريا دولة متعددة الطوائف و الحكم العلماني السكري نجح في حفظ توازنها لكن لو إنتهى لصالح المعارضة الهشة سياسياً المحكومة بميليشيا مرتزقة و طائفية فسنرى إنفجار طائفي سيمتد الينا سريعاً و العراق نموذج.
-4- سوريا تساعد على الضغط السياسي ضد إسرائيل بدعم المقاومة فهي تعجز عن شن حرب ضد إسرائيل لأن العرب قبل الغرب لن يساعدوها بل سيقفوا متفرجين و ربما مؤيدي لاسرائيل (حرب لبنان 2006 نموذجاً) فليس من صالح مصر إزالة الضغط بالمنطقة و إقامة نظام يتضح الان من تحالفاته و مموليه و خلفياتهم انهم سيتخلوا عن دعم المقاومة.
-5- النظام البعثي الاشتراكي السوري مثل لمصر فرصة للتصدير المستمر الذي تجاوز المليار دولار ، النظام البديل سيطيح بالمنهج الاشتراكي و يفتح السوق السوري للبضائع الاوروبية مما سيدمر قدرات التصدير المصرية كما حدث مع العراق بعد الاحتلال الامريكي.
ماذا تريد تركيا من سوريا؟
-1- الحلم الاتاتوركي القديم بمد الحدود التركية لتشمل حلب-الموصل و يبدوا أن هذا الحلم العبثي مؤثر بشدة لدي الحكومة التركية.
-2- تركيا تريد فرض النظام في المناطق السورية الكردية بالقتل كما يحدث لكرد العراق أو بالاحتلال كما هو متوقع فمع انهيار الادراة المركزية و تولي ميليشيا متعددة الحكم بإدارة سياسية مهلهلة سيكون الحل التدخل الاجني و الذي سيصير غالبا قوات عربية مشتركية و تدخل تركي على الحدود السورية.
-3- لتركيا مصالح اقتصادية كبرى مع سوريا و هي بدأت العداء مع النظام السوري الحالي فهي تريد نظام بديل للأسد يصادقها و يساعدها فش ضمان التدفق الاقتصادي.
-4- تهدف تركيا لتحويل سوريل لسوق للمنتجات التركية فالمنهجية الاشتراكية و أفكار الصناعة الوطنية و الاكتفاء الذاتي ليست مناسبة تماما للمصالح التركية و سوق حر مفتوح أفضل و هذا لن يتم إلا بإزالة نظام الاسد.
ماذا تريد الولايات المتحدة من سوريا؟
-1- تفكيك الجيش العربي السوري بإعتباره الجيش الوحيد الذي مازال يعلن العداء لإسرائيل و يمثل خطر مستقبلي عليها.
-2- إزالة النظام السوري المتعاون مع إيران و إحلال نظام عبر الميليشيا المدعومة منها و من شريكتها الاطلسية تركيا يحل الولايات المتحدة محل ايران و روسيا عسكرياً.
-3- إعادة تكوين الجيش السوري بعقائد (مسالمة) و سلاح امريكي و قوة نيران محدودة بحيث يكون القرار العسكري بيد الولايات المتحدة (النموذج المصري الساداتي) كما حدث بالعراق بعد الاحتلال.
-4- إزالة النهج الاشتراكي الاقتصادي و الغاء نظريات السوق المحدود و الاكتفاء الذاتي و فتح السوق السوري للبضائع الغربية (نموذج التحول الاشتراكي للرأسمالية باوروبا الشرقية تحديداً) مع خصصة ادوات الانتاج الحكومية و تسليمها لقطاع خاص بنسبة أجنبية محددة.
-5- قدر الامكان الحصول على (تسهيلات) عسكرية بسوريا على غرار نفس التسهيلات الممنوحة لإيران و روسيا تدعيم التواجد العسكري (مع العلم بأن امريكا عمليا ربما لا تحتاج هذه الفقرة لوجود قواعد لهاب بإيطاليا و تركيا و تسهيلات بإسرائيل و مصر و لبنان).
ماذا تريد إسرائيل؟
بالنسبة لإسرائيل فهناك جناحان متصارعان:
أ) جناح يرى أن نظام الأسد أفضل فهو معروف و لن يشن حرب لضعف جيشة و استحالة تأييد سوريا من أي بلد عربي و دوره التخريبي قاصر على تمويل حزب الله و هذا الاخير ساكن منذ عام 2000 لم يتحرك الا لرد الضربات الاسرائيلية اما البديل فهو الفوضي و تفكك الحدود و هجوم عناصر مسلحة متطرفة دينياً على إسرائيل مما يجعل بقاء النظام الأسدي أفضل من الفوضى القادمة.
ب) جناح يرى أن إزالة نظام الأسد أفضل بكثير فهو نظام يمول أو يمرر كل طلقة تضرب إسرائيل منذ وصول البعث للحكم و العقيدة الاسدية ترفض أي سلام بدون الجولان أما النظام الضعيف القادم فسيقبل كذلك النظام الحالي لدية جيش متماسك و جيد مسلح من روسا بعلاقات قوية مع ايران اما بديل الاسد بطائفيته سيفكك الجيش حتماً على غرار ما حدث بلبنان (الجيش العربي اللبناني-الفرقة السادسة-القوات المارونية الخ الخ) مما يجعل إزالة النظام أقل ضرراً من بقاء النظام بإعتبار البقاء يجعل خطر دعم حماس فلسطين و حزب الله مستمر و إسرائيل منذ 1973 لم تقاتل ضد أي جيش بل فقط ضد حماس و المقاومة اللبنانية.
*الى الآن تميل الحكومة الاسرائيلية الى الجناح الثاني مع تبني الجناح الاول من قبل سياسيين كُثر لكن المؤكد أن إسرائيل هي الرابح لو أزيل جيش عدو و نظام متماسك على الحدود.
…
نهايةً فإن الضمير الوطني و العقل السياسي يحتمان تلك الكلمة:
لا شئ إسمه حقوق إنسان حين نتحدث عن سياساتنا الخارجية ، فقط مصلحتنا بأي وسيلة و بأي طريق فالآخر لن يتعامل الا بهذا النهج فقط ، إن الزمان الذي كانت فيه قيم العروبة و الاخوة تحرك سياساتنا قد غنتهى و يحضرني موقف شكري القوتلي الذي فجر انابيب البترول المارة بأرض سوريا و هو رئيس الجمهورية السورية أثناء العدوان الثلاثي على مصر تضامنا معنا و أدى هذا لإنهيار لقيمة الجنية الاسترليني ، هذا الزمان حيث نحيا من العبث أن نجد فيه من يصيح بالعروبة لتبرير عمليات ضد الاسد بينما يهين العهد الناصري -!- مصلحة مصر في بقاء بشار الاسد و مصير سوريا (من وجهة نظري) سيكون سئ بعد الاسد و لا قيمة حقيقية للتحليل السياسي بدون ربط تاريخي و لا منطق سليم في القرار الخارجي بدون إعلاء قيم المصلحة المصرية ، بإسم الثورة ندعم ميليشيا سلفية متطرفة لتدمر الجيش السوري و بإسم الثورة ندعم تدخل دولي بسوريا و بإسم الثورة سنلعن الثورة السورية يوماً ما.
*إن الجيش السوري في مجمل من قتلهم من مدنيين لا يتحمل وحده المسئولية بل ميلشيا الجيش السوري الحر تقتل مدنيين و الميليشيا السلفية تقتل و تهجر مدنيين لكن نحن فقط لسبب ما نهتم بالجيش السوري ، الجيش السوري حين يقصف مدينة فإنه يقصف مراكز تمركز مسلحين في أحياء سكنية و قد قتل المسلحون هؤلاء المدنيين قبل الجيش السوري فهم من حولهم لدروع بشرية فهل المطلوب من الجيش في أي بلد ترك مدنة لميليشيا مسلحة لأنها حولت المدنيين لدروع؟
*الاخوان المسلمين واهمين إن تصوروا أن دعم قطر و تركيا لهم سيوصلهم للحكم فهناك من الوقائع الطائفية و الميليشياوية و الدولية ما يمنع الاخوان ، الحقائق على الأرض تقول ان الاخوان ميليشيا واحدة من ضمن عدة ميليشيات و حتى يكون لها الأمر فهي بحاجة لسلاح جيش كامل ، الطائفية ستعيق أي تنظيم من الوصول للحكم تماماً و السلاح سيجعل مهمة الاخوان مستحيلة و التداخلات الدولية ستحول مهمتهم لحلم كبير فسوريا لا يحكمها الا نظام سياسي قوي بجيش قوي أما الميليشيا مهما دعمت من الخارج فستظل ميليشيا تتقاتل و لا تنتصر إلا بدعم حقيقي أي بجيش حقيقي ، حتى لو حدث هذا و تم وصولهم و استقرت البلاد فجيشها سيصير امريكي و الطائفية ستمزق البلاد و ستصير سوريا التي نعرفها دولة باهتة مرتبكة مع شكي الكبير في إمكانية حكم أي فصيل لسوريا فالميليشيات و الطائفية عوائق قاتلة..
*إن الديموقراطية ليست حجة لتبرير التدخل الامريكي فامريكا ذبحت الديموقراطية كثيراً من اجل المصلحة و أطاحت بنظم منتخبة و أحلت محلها نظم عسكرية إتبدادية فككت النظام الاشراكي و صنعت رأسمالية أمريكية بإمتياز (شيلي و بنما و الاكوادور و غواتيمالا و إيران مصدق نموذجاً) و تكرر الأمر بأشكال عديدة سياسية و عسكرية الى اليوم فالديموقراطية حجة سخيفة لتبرير القبول بدور أمريكي ما بالمنطقة و في سوريا ، الولايات المتحدة دعمت صدام و خلعته و دعمت مبارك و تركته و صنعت الشاة و هرولت منه فالكوميديا الحقيقية أن نعتبر تدخل أي بلد -بالذات امريكا- لأسباب ديموقراطية فالديموقراطية نكتة عبثية حقيقية في عالم السياسية الخارجية تماماً كحقوق الانسان.
* أخيراً لا أجد إلا سؤال إطرحه على ضميرك:
هل قطر و السعودية و تركيا و الولايات المتحدة و فرنسا إجتمعوا لمصلحة سورية؟..حقاً؟؟
هذه المقاله منشورة في مدونة " شباب الشرق الاوسط ، نفكر للمستقبل ، رأسيا لا افقيا "