الاثنين، 19 سبتمبر 2011

مما قرأت لك .... القوات الحقوقيه الناعمة

ترجمت سارة السباعي هذا النص ونشرته في الفيس بوك 19 يناير 2011 الساعه 59ر5 .....
by Sally El Sebaee on Wednesday, January 19, 2011 at 5:59pm


القوات الحقوقيه الناعمه





ترى كم يلزمك من الذكاء لتقوم بمهام وكاله الاستخبارات الامريكيه فى تفكيك و زعزعه الاستقرار فى الحكومات الاجنبيه ، بشرط ان تضفى الشرعيه على تصرفاتك و تفلت من العقاب؟؟؟ و كم يلزمك من التمويل لعمل خطط اختراق لسياده الدول و الاطاحه بنظمها االرسميه و احتلالها بجحافل القوات الحقوقيه الناعمه ؟؟؟؟ او بمعنى اخر كيف تسطيع ان تنفذ خطط المخابرات المركزيه الامريكيه المعروفه بأسم " زعزعه الاستقرار" فى الحكومات الاجنبيه بشرط ان تعيد صياغه العنوان كى يبدو نبيلا بعض الشيئ و تتصرف بطريقه تقدميه؟؟؟؟؟؟؟

كان هذا هو التحدى الحقيقى امام قاده فريدوم هاوس منذ عام 1941 عندما تأسست على يد الرئيس الامريكى السابق روزفلت و حتى الان. كانت المهمه الصعبه الموكله لمنظمه فريدوم هاوس انذاك هى مكافحه "التعسف السوفيتى" و هو الاسم الذى كان يطلق على الخطر الشيوعى طبقا لوكاله الاستخبارات الامريكيه. و قد اختارت فريدوم هاوس فى نظام المكافحه " سياسه الاحتـــواء" كأسلوب للمقاومه الغير عنيفه.و كما هو معروف ابلت فريدوم هاوس فى تفكيك الاتحاد السوفيتى من الداخل بلاءا حسنــــا .و تمكنت فى اقل من خمسين عاما من جعل الولايات المتحده الامريكيه هى القوى العظمى الوحيده فى العالم .

و بعد تفكك الاتحاد السوفيتى و دول شرق اوربا توجه نشاط فريدوم هاوس الى الدول الصديقه للولايات المتحده الامريكيه ذات الانظمه العنيده و التى تقاو م الاندماج فى مدار الولايات المتحده الامريكيه و النظام العالمى الجديد

و بالرغم من ان اغلب الساسه الامريكيون يحترمون جدا عبقريه بيتر أكرمان الرئيس السابق لمنظمه فريدوم هاوس لانهاستطاع ان يصور حرب اللا عنف ، و التى تشكل شكلا من اشكال الحرب الغير مسلحه و تهدف الى الاستيلاء على السلطه السياسيه فى بلدان الاخريين ، استطاع ان يجعلها تبدو فكره نبيله فى مقاومه الشعوب المطحونه للديكتاتوريه و املها المشروع فى الديمقراطيه. كانت فريدوم هاوس و بيتر اكرمان على رأسها من ناحيه اخرى، يعلمون تماما ان الافكار النبيله التى تم تصديرها للشعوب الصديقه للقضاء على الديكتاتوريه و ارساء الديمقراطيه كانت تتلخص و تتجمع فى فكره واحده فقط هى "زعزعه الاستقرار"

و "زعزعه الاستقرار " هى حمله تسويقيه فى المقام الاول ، تسوق لفظ الديمقراطيه الجديد فى مقابل لفظ الديكتاتوريه و كأى حمله تسويق ناجحه فاذا لم يكن للسوق حاجه فى الديمقراطيه يردد المسوقون الاذكياء " فلنخلق لهم حاجه ". و تبدأ الدعايه لحملــــه "زعزعه الاستقرار" التسويقيه بتكرير لفظ الديمقراطيه و الديكتاتوريه بعدد لا نهائى من المرات. ثم ندخل على مرحله التشكيل الزائف لللاوعى عن طريق البرمجه اللغويه العصبيه بحيث يتم استخدام لفظ الديكتاتوريه للدلاله على الحكومات التى نريد اسقـــاطها و لفظ الديمقراطيه للدلاله على معارضى الحكومات المستهدفه. و لا يهم فى هذه الحاله ان تكون الحكومه المستهدفه دكتــــاتوريه حقا ، و لا يهم ايضا اذا كان معارضيها يؤمنون حقا بالديمقراطيه. المهم طبقا للبرمجه اللغويه العصبيه هو الاعتقاد بصحه الافتــــــراض دون مناقشته او البحث وراء اسبابه. حتى نجعل الناس تظن ان النظام المستهدف اسقاطه هو نظام ديكتاتورى حقا و القـــــوى التى تحاربه هى قوى ديمقراطيه حقا وحينئذ تتشكل حاله معرفه ظنيه جماعيه تصبح فيها الافتراضات مسلمات بديهيه لا تحتاج الى برهان او دليل او اثبات.

و حيث ان المنظمه المشبوهه فريدوم هاوس و اخواتها لا يستطيعون تنفيذ ذلك بأنفسهم فى المجتمعات المراد زعزعـــــــــــــه استقرارها ، فتعمل المنظمه على تشجيع جماعات المعارضه و تقوم بتمويل المنظمات الحقوقيه و بعض الصحف التى تعتبر نفسها مستقــــــــله و تبدأ حمله الترويج و تقويض السلطـــــــــه الاخلاقيه فى المجتمع عن طريق الاضرابات و المقاطعات و الاحتجاجات و المظـــــــــاهرات . و يتم خلال ذلك الخداع الاستراتيجى للمجتمع المدنى دون ان يدرك او يعى انه مجرد "زبون " فى حمله تسويقيه عظيمه.

و تعمـــــل المنظمــــات الحقوقيه من خلال فكره عامه نبيله هى فكره "التعذيب و ما يترتب عنه من اثار نفسيه و جسديه" و اذا كان الشخص لم يعذب بعد، فهو على الاقل محروم من ممارسه حريته ، و اذا كان المجتمع يسمح للافراد بممارسه حريتهم فأنه حتما لا يتمتـــــع بالديمقراطيه و اذا كان لا قدر الله يتمتع بالديمقراطيه فأنه و لابد لا يحافظ على حقوق الاقليات. تستطيع دائما المنظمات الحقـــــوقيه او القوات الناعمه ان تنفذ داخل المجتمعات المراد تفكيكها بشكل او بأخر و تقدم نفسها كجهات دائما ضد التعذيب ثم تأكد على الحريات وتقوم بأستغلال ثغرات القوانين و تهييج الجماهير لزعزعه استقرار الحكومات المراد تفكيكها. ا

و نحن هنا لا نعمم هذا التصور على كل الجمعيات الحقوقيه ولكن كل الجمعيات الحقوقيه المموله من الخارج تعمل بهذا الشكل. ولا يجب ان يكون الافراد فى هذه الجمعيات يعلمون علم اليقين بأهدافها الخفيه، فربما يعتقدون فعلا ان منظمه مثل فريدوم هاوس تهتم بنشر الحريات فى بلادهم من باب النبل و الانسانيه واحترام الاخر!!!! .

و الحــــدث الاعظم و الاكثر ارباحا فى كتالوج فريدوم هاوس هو حدث العصيان المدنى ، الذى يتم تسويقه على اساس انه قدره الطـــاقه الشعبيه على التغيير السلمى الغير عنيف للانظمه الديكتاتوريه. و يتم اثناء ذلك حشد الطاقات و افتعال الاحداث التى تزيد من اعداد الجماهير الغاضبه تمهيدا لتفكيك المجتمعات او "زعزعه استقرارها" . و لا مانع من وصف الاستقرار بالجمود و وصف المناخ الاقتصـــــادى المنفتح ، بالتسيب و لا مانع ايضا من زعزعه العقول الاسلاميه المتشدده و جعلها تؤمن ان الديمقراطيه على الطريقه الامريكيه هى الحل لكل المشكلات الاجتماعيه و الاقتصاديه. فالمسوقون الاذكياء دائما ما يجدون طريقه لبيع السلع. ا

و اذا كان صمام الامان فى المجتمعات هو نظامها الأمنى و العسكرى، فإن مزعزعى الاستقرار يعهدون لتحويل ولاءات الشرطه و الجيـــــــــش خلال الشهور و السنين ، حتى اذا خرج الطلبه و العمال (و هم الفئات المستهدفه ) الى الشارع لتنفيذ خطه العصيان المدنى يأتى الانقضاض عليهم و تعطيل مسيرتهم متأخرا جدا . و تتمكن المسيرات من اكتساب ارضيه تمكنها من فرض اراداتها و تحقيق تقدم على الارض كما حدث فى تونس.

و خيرا سوف اختم هذا المقال برأى بيتر آكرمان فى النشطاء الذين قام بتدريبهم و استضافتهم فريدوم هاوس فى منتجع بمنتريال و عندما قامت الصحافه بسؤاله عن شخصياتهم او جنسيتهم اجاب آكرمان " لا استطيع ان اصرح من هم ، و لكن فكر فى اكبر عشرين متسكع فى العالم و يمكنك ان تخمن ". فإذا كان هذا المناضل المفكر يعتقد ان الناشطين الممولين من منظمته مجرد " متسكعين" فماذا يجب علينا ان نعتقد؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: