الثلاثاء، 17 فبراير 2009

كارثه انسانيه بجميع المقاييس










لايتحدث المجتمع هذه الايام الا عن "رؤيه الاطفال" والتعديلات المرتقبه في نصوص قوانين الاحوال الشخصيه بشآن الرؤيه ... وقبل الخوض فيما يتجادل حوله المجتمع ويتناقش بشآنه اوضح لمن لا يعرفون قدر المشكله وحجمها اوضح لهم ماذا تعني " الرؤيه " في قانون الاحوال الشخصيه !!!!!!! .... ورؤيه الاطفال بين الاب والام المتشاحنين ( سواء طلقا او لم يطلقا ) من اكبر المشكلات الواقعيه التي يتعرض لها ابناء الاسر المحطمه ... وهي مشكله ناشئه عن اللد في الخصومه والغضب المتبادل الذي ينشآ بين الزوج والزوجه لاسباب زوجيه لاعلاقه لها اساسا بالاطفال لكن الاطفال هم اللذين يدفعون الثمن الباهظ لتلك المشاحنات ويتجرعون سمها حتي الثماله !!!!! والكارثه الكبري بالنسبه لاطفال وابناء الاسر المحطمه تبدآ حين يدب الخلاف بين امهم وابيهم لاي سبب من الاسباب وكثيرا ما يتفاقم الخلاف بين الطرفين فيصل لحد الطلاق سواء كان طلاق ودي بالتراضي بين الطرفين او طلاق قضائي مصحوب بخصومات قضائيه عنيفه تدور كلها حول الحقوق المترتبه علي الطلاق والتي - للاسف - يتعنت احد الطرفين - عن حق او غير حق - ويصمم علي اقتضائها او سدادها عن طريق المحاكم ، هنا وفي هذه اللحظه يقرر كل من الرجل والمرآه - تنكيلا في الطرف الاخر - استخدام كافه الاسلحه الممكنه القانونيه والواقعيه التي في يده ضد الطرف الاخر فيمتنع الرجل عن التطليق او عن الانفاق وتمتنع المرآه عن تمكينه من رؤيه اطفاله وممارسه ابوته معهم بطريقه طبيعيه ، فلا يكون امام اي من الطرفين او كليهما الا اللجوء للقضاء اقتضاءا لحقوقه والحصول عليها !!!!! ولنعود لحق الرؤيه !! الاب الذي تمنعه ام اولاده من رؤيه اطفاله لا يكون امامه الا اللجوء للقضاء لتمكينه من رؤيتهم !!! وهنا تبدآ المآساه الانسانيه المتفاقمه - واحب ان اوضح ان ذات الموقف المآسوي تتعرض له ايضا وبنفس الشروط الجائره القليل من النساء ممن يتعسهن حظن ويفقدن حقهن في حضانه اولادهن لاي سبب من الاسباب - حيث يجد الاب او الام نفسه في موقف كئيب تعيس في علاقته باولاده لان القانون منحه حق " الرؤيه " لمده ٣ ساعات اسبوعيا وفي اماكن حددها القانون ولوائحه التنفيذيه علي سبيل الحصر كالنوادي والحدائق العامه ، اب او ام يري اطفاله مره واحده في الاسبوع لمده ثلاث ساعات في مكان عام مليء بالغرباء ، اب او ام يجلس مع اطفاله تحت بصر الاخرين ومراقبتهم مقيد بظروف مكان محدود وزمان قصير تحت بصر الام الحاضنه واهلها وجميعهم الام والاب والاطفال في حاله تربص واستعداد للمشاجره وتشبث كل منهم بوجه نظره ورآيه وقد يتطور الامر لتبادل السباب والالفاظ القاسيه والشتائم والاوصاف المهينه وتدخل الغرباء من رجال الامن والمسئولين في مكان الرؤيه عن حسن تنفيذ حكم الرؤيه فضلا عن احساس جميع الاطراف بالحصار والضغط النفسي وانفجار الفضيحه الاجتماعيه ، هذا كله امام الاطفال وتحت بصرهم وفي وجودهم !!!! اي جحيم هذا الذي يحدث ؟؟؟؟؟؟ مالذي كان في ذهن مشرعي مثل هذا القانون حين اصدروه !!! كيف سيباشر الاب ابوته مع اطفاله في مثل هذا المناخ الكئيب التعيس ؟؟؟؟ كيف ستباشر الام امومتها مع اطفالها في مثل ذلك الحصار المزعج !!!! وهل يري مشرعي قانون الاحوال الشخصيه ان الام المطلقه غير الحاضنه او الاب المطلق غير الحاضن لايستحق مع اطفاله الا بضعه سويعات قليله كل اسبوع !!! وكيف يري مشرعي قانون الاحوال الشخصيه طبيعه العلاقه بين الاباء والامهات مع اطفالهم في مثل الجو ، ماذا سيقولون ، ماذا سيفعلون ، وهل تلك السويعات القليله ستنشآ علاقه اسريه سليمه او تعمق العلاقه بين الاطفال والطرف الغائب عن حياتهم ؟؟؟؟ ان الرؤيه في ظل القانون الحالي ليست الا كارثه حقيقيه بجميع المقاييس يعاني منها الجميع ، يعاني منها الاطفال الذين يحرموا من احد ابويهم حرمانا حقيقيا فالثلاث ساعات التي تحكم بها المحكمه لا تدخل الاب او الام في حياه ابناءهم الغائبين ولا تخلق علاقه سويه ولا تنمي مشاعر حقيقيه بل تتحول لعقابا رهيبا يتمني الاطفال ان ينقضي وقته وبسرعه !!! كارثه يعاني منها الطرف ام كانت او اب الذي لايحضن الطفل لانه يحرم من اي امكانيه لاقامه علاقه حقيقيه سويه بينه وبين طفله فيراه ساعات قليله في مكان محاصر بالغرباء محروم من التعبير عن مشاعره محروم من مشاركته في اي نشاط محبب او عمل مفيد محروم من متابعه مذاكرته وحالته الصحيه والاستماع لشكواه والاستمتاع بقصصه وحواديته الصغيره فتتحول علاقه البنوه لشوكه في قلب الاب او الام لا تحقق لهم الا الالم والوجع والعذاب !!!! ان قانون الاحوال الشخصيه الحالي يقصر حق الرؤيه بكل عيوبها علي الاب او الام دون العائله فالجدود والاعمام والعمات والخالات والاطفال الاقارب محرومون من رؤيه الصغير ومحرومون من التفاعل والتعامل والتواصل معه فينمو الطفل لايعرف نصف عائلته ولايحبها ولا يحمل لها اي ذكريات !!!! ان قانون الاحوال الشخصيه الحالي يتعامل مع الام غير الحاضنه او الاب غير الحاضن باعتباره مذنب يلزم عقابه وحصاره ومتابعته وملاحقته والتنقيب في نواياه ومشاعره ويفترض اجرامه ونيته الدفنيه علي خطف الصغير ورغبته في ايذاء الطرف الحاضن فيتقي القانون شره الكامن ويعاقبه عليه قبل اظهاره ويتحوط من نواياه الشريره فيحرمه من امكانيه اقامه اي علاقه سويه مع اطفاله والعلاقه السويه لاتنشآ في حديقه الطفل لمده ثلاث ساعات ولا تنمو في حديقه الاطفال باي نادي مره واحده في الاسبوع !!!! ورغم اعترافي بان بعض الاباء لايضمرون الا شرا لمطلقاتهم وبان بعض النساء لايفكرون الا في ايذاء مطلقيهم وان هذه النماذج المعوجه الشريره يلزم اتقاء شرها ووآد اذاها ومنعها من الاضرار بالطرف الاخر ( الذي بيده الطفل ) لكن معظم الاباء والامهات المطلقين والمطلقات لا يتمنوا الا الخير لاطفالهم ولايحلموا الا باقامه علاقه سويه معهم فالام ترغب في احتضان ابنتها في حضنها قبل النوم والاب لا يرغب الا في لعب مباره كوره مع صغيره وقت اجازته والجميع يحلم برحله علي شاطىء البحر !! معظم الاباء المطلقين والامهات المطلقات لايتمنوا الا مساحه مشروعه في حياه اطفالهم فيحضروا حفله المدرسه ويذهبوا معهم للطبيب ويقصوا عليهم حدوته قبل النوم ويدخلوا معهم السينما ويتابعوا مذاكرتهم ويقضوا معهم يوم من ايام العيد وفتره من اجازه الصيف ويتسوقوا معهم في المحلات ويشتروا لهم اجمل الاشياء لكن القانون الحالي لا يمنحهم الا ثلاث ساعات كئيبه توجع قلبهم وتغضبهم وتستخرج منهم اسوء مشاعرهم تجاه الحياه وتجاه القانون وتجاه المجتمع !!! وليضع كل منا نفسه مثل الاب الذي لا يري ابناءه الا ثلاث ساعات ويتصور ماذا سيقول له وليضع كل منا نفسه مثل الام التي لا تري ابناءها الا ثلاث ساعات في الاسبوع ونفكر في الحوار الذي ستديره معهم !!! كارثه بجميع المقاييس الانسانيه !!! وليضع كل منا نفسه مكان الجد الذي يتمني تقبيل حفيده او الجده التي تتمني ان تحتضن حفيدتها لكن القانون لا يسمح لهم بذلك !!! وليضع كل منا نفسه مكان العم او الخال العمه او الخاله الذي لايتمني ولا تهفو نفسه الا لمقابله ابن اخيه او بنت اخته واستضافته في منزله للعب مع اطفاله لكنه محروم من ذلك الحق البسيط - هو والطفل - لان القانون لا يسمح !!!!!!!!! ان الرؤيه الطريقه التي ينظمها القانون الحالي ليس الا كارثه انسانيه بجميع المقاييس يلزم الانتباه اليها وتغيير قواعدها بالنظر العادل والبصيره المنصفه لحقوق الاب وحقوق الاب وحقوق الطفل الذي لم يختر اي من ابويه ولم يكن سبب في المشاكل بينهم لكنه ورغم خلافهم العنيف واختلافهم الرهيب يحبهم معا ويتمني ان يحظي بعلاقه متكافئه مع الطرفين ، فالطفل ابن العائله المحطمه يحتاج ابيه مثلما يحتاج امه وهو فرد من عائله ابيه مثلما هو فرد من عائله امه ويتمني في قراره نفسه ان يخرج مع ابيه مثلما يخرج مع امه ويذاكر مع ابيه مثلما يذاكر مع امه ويفخر بابيه مثلما يفخر بامه لكن القانون حرمه من ذلك كله وحكم عليه بالتشوه النفسي والضرر المستمر والايذاء الدائم !!!! نعم هناك بعض الامهات شريرات يحرصن علي انعدام العلاقه بين اطفالهن وبين الاباء وهناك بعض الاباء شريرين يحرصن علي كراهيه ابناءهم لامهاتهم لكن معظم الاباء والامهات لايتمنوا الا علاقه طيبه بين اطفالهم وبين كل منهم سواء كانوا متزوجين او مطلقين !!! نعم هناك بعض الاباء يتصرفوا من التصرفات التي تدفع اولادهم لكراهيتهم وهناك بعض الامهات يتصرفن من التصرفات مايدفع اولادهن لكراهيتهن لكن معظم الاباء والامهات وبمنتهي العقل والحكمه والتروي والبصيره يحرصوا بوعي وادراك بمصلحه صغارهم علي وجود علاقه وثيقه طبيعيه حميمه بين اطفالهم وبين الطرف الاخر لكن القانون الحالي لم يفترض الا ان الاباء والامهات في منتهي الشر وانه لا يبغوا الا الاضرار بالصغار فعمد عن طريق نصوصه القاصره عمد لحمايه الاطفال من ذلك الشر المفترض وحرم الجميع من حقوق الابوه والامومه والبنوه وقصر الامر علي ثلاث ساعات كئيبه لا معني لها ولا فائده او جدوي منها !!!!!!! ان قواعد رؤيه الاطفال الحاليه في القانون لا تتسبب الافي كارثه انسانيه علي جميع المستويات !!!! لكني وبالطبع وادراكا مني بتعقد المشاكل الواقعيه بين المطلقين والمطلقات لا اتصور ان يترك الحبل علي الغارب وان ترفع جميع القواعد والقيود لكني اتصور ان المجتمع يحتاج لحل مبدع يتضافر الجميع قانونيين واجتماعيين وتربويين وعلماء نفس يتضافروا للوصول اليه ، حل ينظم حقوق الاب والام ( ولا اقول الحاضنه والمطلق ) وعلاقتهم باولادهم ، حل يمنح الاب والام وعائلاتهم امكانيه اقامه علاقه سويه بينهم وبين الاطفال فلا يكون الاب مجرد ممول ينفق بلا علاقه ابوه حقيقيه ولا تكون الام مجرد وعاء للانجاب وخادمه بلا علاقه امومه حقيقيه !!! يلزم الوصول لحل مبدع ينقذ حوالي سبعه مليون طفل من ابناء الاسر المحطمه ويساعدهم ويدعمهم علي تحقيق علاقه جميله بابائهم وامهاتهم يقضوا فيها وقتا جميلا في الاجازات والاعياد والمناسبات السعيده علاقه تمكن الاب من حمايه ابنه وحبه وتمكن الامن من رعايه ابنها وحبه وتمكن الصغير من الاستمتاع من حب وحنان ورعايه الطرفين !!!! اما مايحدث الان فليس الا كارثه انسانيه يتعين علينا جميعا التكاتف للقضاء عليها !!!! وياايها المشرعون .... فكروا مع جميع المتخصصين المهتمين بذلك الامر وتوصلوا لحل مبدع راق يسمح للاطفال برؤيه ذوييهم بطريقه انسانيه لائقه دون قيود وحصار وتربص وشكوك !!! فكروا مع جميع المتخصصين المهتمين بذلك الامر وتوصلوا لحل مبدع متميز يقي ابناء الاسر المحطمه من الاضرار المستمره التي يتعرضوا لها نتيجه حرمانهم من ابيهم او امهم نتيجه حرمانهم من نصف عائلتهم نتيجه حصارهم المستمر في امكان تنفيذ الرؤيه لمده ثلاث ساعات لعينه وفقط !!!!!!!! ياايها المشرعون .... غيروا قانون ومواد " الرؤيه " ويكفينا مااصابنا جميعا من ضررها وشرها وكفي اطفالنا ماعانوه بسبب تلك المواد !!!!
الفقره الاخيره - علي كل ام ان تدرك ان طفلها يحتاج لابيه - مهما كان زوج سيء - وعلي كل اب ان يدرك ان طفله يحتاج لامه - مهما كانت زوجه سيئه - وان محاولات اي طرف لحرمان ابنه من ابيه او امه لن تؤتي الا نتائج شريره تضر بالصغير وتشوه نفسيته وتعذبه !!! ان ابن الاسره المحطمه يحتاج لابيه وامه وحرمانه من ايهما ليس الا عقابا ابديا رهيبا يقع علي الطفل دون ذنب جناه !!! علي كل ام وكل اب ان يدرك ان خلافاته مع زوجه السابق وكراهيته والحنق عليه امر وحرمان الابن من ذلك الاب او الام امرا اخرا !!! فاذا كان من حق الاب او الام ان يكره طليقه فليس من حق اي منهما اي يدفع الطفل لكراهيه ابيه او امه بل واجبه ان ينمي علاقات البنوه لدي اطفاله تجاه الطرف غير الحاضن من منطق الحرص علي مصلحه الصغير ليس الا !!!!!!
الجمله الاخيره - اذا كنتم لا تدركوا قدر احتياج الصغير لابيه وامه في نفس الوقت - رغم طلاقهما - فلتدرسوا حالات واقعيه من ابناء الاسر المحطمه ولتستمعوا لهم علكم تستفيدوا ببعض الخبرات الانسانيه الموجعه التي ستثبت لكم ان القانون بوضعه الحالي لا يسبب ولم يسبب لهم الا الايذاء النفسي الرهيب الذي صاحبهم منذ طفولتهم واستمر محتلا لنفوسهم طيله العمر !!!! واذا كنتم لا تصدقوني اسآلوا الاطباء النفسين عن مرضاهم من ابناء الاسر المحطمه وممن يعانون !!!!
السطر الاخير - علي الاب واجبات وعلي الام واحبات ولكل منهما تجاه اطفاله حقوق هامه !! يلزم علي المشرع مراعاه التوازن الواقعي بين جميع الحقوق والواجبات وقت تنظيم حقوق الاب والام علي اطفالهم !!! ولن اقول " الرؤيه " بل اقول " حق ممارسه الابوه " و" حق ممارسه الامومه " !!! فالرؤيه للغرباء اما الرعايه المشتركه هي حق للام والاب لايجوز حرمان اي منهما منه !!!!
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ اليوم ١٧ يناير ٢٠٠٩

الأربعاء، 4 فبراير 2009

اي منطق يقول هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟




كنت انوي تنظيم افكاري قبل كتابه هذه المقاله ، لكني قررت فجآ الا انظمها واتركها مبعثره عشوائيه تخرج من قلمي بعفويتها وعلي حالها ، والحق اني تائهه بين عده اسئله وقضايا شغلتني الايام الماضيه ، طبعا مثل ملايين البشر تعاطفت مع الفلسطينين في غزه الذين تعرضوا لحرب عدائيه من اسرائيل باله حربها التدميريه الغاشمه واسلحتها المحرمه دوليا لكن تعاطفي وتضامني مع المدنيين الفلسطينين الذين ماتوا واستشهدوا وجرحوا من جراء القصف الاسرائيلي لم يجيب علي عشرات الاسئله التي قرر الكثير الفرار من التفكير فيها في غمره انفعالهم وتضامنهم مع الضحايا والجرحي وبكاءهم علي الشهداء والقتلي حول مسئوليه "حماس" عن تلك الحرب وعمااذا كانت "حماس" كانت مستعده كقوه عسكريه لخوض تلك الحرب وهي التي كانت تدرك بوضوح - كما كان يعلم الجميع - ان انهاء التهدئه من جانبها ليس له الا رد واحد من جانب اسرائيل الا وهو خوض حرب اباده ضروس تنتظرها اسرائيل وتتمناها طيله الوقت وتخلق من اجل خوضها الذرائع والحجج التي تمكنها - لو استطاعت - من اباده الشعب الفلسطيني وربما كل الشعوب العربيه سيما ان الثمن الباهظ الحقيقي لتلك الحرب - كما يعلم القاصي والدان - لم يدفعه علي فداحته الا مدنيين غزه نساء واطفال وشيوخ من حياتهم ؟؟؟ هل كانت حماس مستعده عسكريا لمثل تلك الحرب وجاهزه لخوضها ولديها القوي العسكريه والاسلحه مايمكنها من صد ذلك الاعتداء وحمايه مواطنيها ، اسئله لم اجد لها اجابات علي ارض الواقع الذي امتلاء بجثث الشهداء واشلاء الضحايا والجرحي وركام المباني المهدومه ، وسؤالي - لمن يريد يتصيد لي مالم اقله - بالطبع لا ينفي مسئوليه اسرائيل عن تلك الحرب ولاينفي جريمتها قبل المدنيين نساء واطفال وشيوخ ، لكن اسرائيل هي اسرائيل التي ارتكبت في حق العرب الف الف مذبحه والتي تعيش علي ارضهم المسروقه بتزوير التاريخ والجغرافيا والتي سترتكب مستقبلا للاسف الف مذبحه جديده ضد العرب اتساقا مع احلامها التوسعيه وسياساتها الاستيطانيه المعروفه للجميع ، اذن اسرائيل العدوانيه رغبت وترغب وسترغب في قتلنا وذبحنا ونفينا وتشريدينا وابادتنا بالكامل لو استطاعت فهي بالطبع مسئوله عن كل ماحدث في غزه وفي فلسطين من مذابح واعتداءات وتدمير واحتلال منذ عام ١٩٤٨ وقبلها علي ايدي العصابات الصهيونيه وحتي الان وتتحمل نتائجه السياسيه وعواقبه الواقعيه ... اذن اسرائيل مسئوله ومجرمه !! ولكن اعود واكرر هل كانت حماس مستعده لادخال غزه في مثل تلك الحرب وقادره علي حمايه اهلها والدفاع عنهم من الاجرام والبطش الاسرائيلي ؟؟؟؟ واذا لم تكن مستعده وقادره عسكريا علي خوض تلك الحرب فما هو قدر مسئوليتها تجاه كل ماحدث وهل هي التي منحت اسرائيل الذريعه المباشره للاعتداء علي غزه وشن حربها الاجراميه الاخيره عليها ؟؟؟؟؟!!!! وسؤالي هذا لايتناقض ابدا مع قدر تعاطفي مع اهل غزه وشعبها، لكن ذلك التعاطف لم يلجم الاسئله داخل عقلي الذي لم يقبل ابدا المنطق الذي يروج له البعض من ان هذا ليس وقت الاسئله ودماء اهلنا في غزه تسيل واطفالنا ونساءنا تموت وتجرح وتشرد وقد صمت علي مضض طيله ايام الحرب ولم ازيد هموم الناس هما وهم يقتاتون الاكتئاب ليل نهار مع كل خبر شؤم يرد اليهم عن سقوط مزيد من الضحايا ويقتلون بعجزهم كل يوم الف مره وهم قابعين في مقاعدهم يتابعون عبر الفضائيات جثث الشهداء ، لكن اطلاق النار قد توقف واعلنت حماس عن " انتصارها " في تلك الحرب التي لم اري انا شخصيا فيها اي منتصر بعد ان هدمت غزه فوق رؤوس شعبها وعجبا لنصر ترفع راياته فوق الاطلال المحطمه وفوق ركام جثث المدنيين واشلاءهم الممزقه وانقشع غبار المعركه وانهالت هبات الاعمار والتعمير بملياراتها لاصلاح وبناء ماهدمته الحرب وبدآت لغه " البيزنس " و" العمولات " ولاح في الافق مشاجرات وشيكه بين " الاعدقاء " لاقتسام " كعكه " الاعمار بين الشركات المتنافسه علي اختلاف جنسياتها وظهرت لغه التجاره حول الربح والخساره ، هنا ، لم اعد اقوي علي الصمت وهاانا اسآل نفسي بعد كل ماحدث " هل كانت حماس مستعده عسكريا لخوض تلك الحرب قادره علي حمايه شعب غزه من تبعات تلك الحرب ونتائجها العسكريه !!!!!! وكنت اتمني لو فقعت عيني واحتفلت مع المنتصرين بالنصر !!!! وبمناسبه غزه والحرب الاجراميه التي خاضتها اسرائيل ضد شعبها المدني الاعزل ، لم افهم ابدا - رغم كل التحليلات السياسيه الكثيره التي سمعتها وقرآتها وشاهدتها - لم افهم ابدا المبرر الموضوعي الذي ساقه الكثيرين للهجوم علي مصر منذ اللحظه الاولي لاندلاع تلك الحرب ، فبدلا من محاصره السفارات الاسرائيليه في شتي انحاء العالم بالمظاهرات الغاضبه من جرائم اسرائيل ضد غزه والعرب عموما ، فوجئت بمحاصره بعض السفارات المصريه بل وتجرآ البعض علي مهاجمتها بشكل مادي لحد انزال العلم المصري من فوق سفارتنا في اليمن ورفع العلم الفلسطيني عليها ، عجبا والله " اسرائيل تضرب غزه " فيهاجم المتظاهرين مصر !!! وبشكل مقصود مرتب ومنظم وعمدي تحول دفاع اي شخص عن مصر ودورها القومي في مواجهه الهجوم المغرض الذي تعرض له وطننا تحول دفاعنا عن الوطن لجريمه نكراء باعتبار ان ذلك الدفاع في ذاته - كما اعلن البعض ترهيبا وترويعا للمختلفين معهم - ليس الا تواطيء ضد غزه وشعبها ومدنيها المتعرضين للاباده الاسرائيليه ففوجئنا بين ثانيه واخري لانقسام الشارع العربي بين فريقين مصر من ناحيه وغزه من ناحيه اخري رغم ان - واكرر ماهو معروف وواضح - اسرائيل هي التي هاجمت غزه وقصفت سماءها جوا ومدنها بحرا ودفعت بجنودها فوق ارضها !!! وكآن الهجوم علي مصر والخلط بين معارضه الحكومه والاختلاف علي سياساتها وبين استباحه الوطن والترويج للفوضي الخلاقه - كما قالت كوندليزا رايس ذات يوم - اصبح اهم الاهداف المطلوب تحقيقها بمناسبه غزه وحرب اسرائيل الاجراميه عليها وانتهز الكثيرين الفرصه لتصفيه حساباتهم وغضبهم وتحقيق اجنداتهم السياسيه في مصر فوحدوا بين غزه وضحاياها وشعارتهم السياسيه - اي ماكان مضمونها من ناحيه ووحدوا بين مصر والحرب الاسرائيليه وسقوط الشهداء والجرحي من ناحيه ثانيه ، فنحن مع غزه وضد مصر وانتم مع مصر ومع اسرائيل ، وايدونا لاننا نؤيد غزه وضحاياها وهاجموا مصر معنا لانها السبب فيما يحدث في غزه !!! وخلطت جميع الاوراق عمدا وافقد الصراخ والعويل والحصار الاعلامي والزن علي الودان الكثيرين من الجمهور في الشارع المصري والعربي القدره علي التمييز والتفرقه بين القضايا المختلفه التي تعمد الكثيرين الخلط بينها تحقيقا لاهدافهم السياسيه الخاصه جدا وارتبك الناس "هل يؤيدوا غزه حتي لو صمتوا علي الهجوم علي مصر " ام " يدافعوا عن مصر فكآنهم يشاركوا في التواطيء ضد غزه " ونزلت المظاهرات المنظمه منذ الثانيه الاولي للحرب تحمل قائمه اتهام ضد مصر اعدت سلفا - بصرف النظر عن تناقضها مع المنطق ومع الحقيقه الواقعيه - وتعرض في نفس الوقت صور جرحي وشهداء غزه علي اوراق مصقوله لامعه غاليه الثمن وتحت لافتتات ضخمه اعدت سلفا تحوي شعارات منظمه تتضامن مع غزه فكآنها تورط المواطن المتضامن مع غزه علي قبول الوقوف والتظاهر والانضمام لتلك الشعارات السياسيه التي قد لايكون موافقا عليها في اي لحظه قبل اندلاع تلك الحرب بل ومازال لا يقبلها لكنه لا يجد بدا من الوقوف تحتها لانه يريد التضامن مع غزه اخوتنا في العروبه والاسلام والانسانيه وهكذا خلطت الاوراق والمواقف عمدا وانساق الكثيرين وانزلقوا وسط انفعالهم الانساني والقومي والوطني والعقائدي باحداث حرب غزه وتضامنهم مع اهلها وبسبب كراهيه اسرائيل انساقوا وانزلقوا في مواقف ضد الوطن وسيادته الوطنيه غير مدركين او منتبهين لحقيقه مايحدث واستخدامهم من قبل قوي سياسيه لتحقيق مآربها السياسيه الخاصه وضاع المنطق وسط الصخب والانفعال والعويل واصوات القصف والحسابات السياسيه والالاعيب الانتهازيه ورفعت شعارات سياسيه مدويه براقه تجذب الغاضبين - لاي سبب ولكل سبب - وزآر الجميع في وجه مصر يبررون اقتحام حدودها واستشهاد ضابطها وتطاول علينا من تزين رآسه " البطحات " الاسرائيليه ونسيت قناه الجزيره القاعده الامريكيه التي تحتل قطر والطائرات التي انطلقت منها تضرب العراق العربي الشقيق وتذكرت فقط ان مصر - كذبا - تغلق المعابر في وجه المساعدات الانسانيه لاهل غزه ونسيت قناه الجزيره وقناه المنار ان الجولان مازالت محتله ترفرف عليها الاعلام الاسرئيليه منذ عام ١٩٦٧ وحتي الان ونسيت الحدود الاردنيه الاسرائيليه المشتركه والحدود اللبنانيه الاسرائيليه المشتركه وتذكروا فقط معبر رفح تجاهلا للمثل الشعبي الشائع " اللي بيته من ازاز مايحدفش الناس بالطوب " وطالبوا وحرضوا علي كسر حدودنا واقتحامها وكآنهم يسعون لتحقيق الخطه الاسرائيليه الامريكيه التي تستهدف تعمير سيناء بشعب غزه تحقيقا لشعار " ارض بلا شعب " ل " شعب بلا ارض " وغضب الجميع حين استنكرنا ورفضنا اي دعوات لاقتحام حدودنا باعتبارها مسآله امن قومي وسياده وطنيه لاتقبل الهزل ولا المزايده ولا التجاهل واعتبروا مصر وقتها تشارك - بالدفاع عن حدودها وحمايتها - في حصار غزه لصالح اسرائيل و..." مش قلنالكم " !!!! بل وتمادي البعض في غمره الانفعال وفي وسط الصخب السياسي وبسبب الحسابات الخاصه ودعما وتحقيقا لاهداف واجندات سياسيه لا علاقه في حقيقه الحال بالتضامن مع غزه ، تمادوا لحد اهدار دم الفنان عادل امام بزعم هجومه علي " حماس " متناسين ان " حماس " هذه ليست الا منظمه سياسيه تحكم غزه عن طريق صناديق الانتخاب وانه يحق للجميع رفضها اوالاتفاق معها بل ويحق لهم مهاجمتها سياسيا والاختلاف حولها ومع سياساتها وشعاراتها وقادتها وان هذا جميعه لاعلاقه له بالدين وصحيحه ، تمادوا لحد اعتبار حماس هي غزه هي الدين واعتبروا التضامن مع غزه يعني وبشكل تلقائي دعم حماس وتآييدها واعتبروا مهاجمه حماس - رغم تآكييد الفنان عادل امام لعدم صحه التصريحات التي نسبت اليه في هذا الشآن - هجوما علي غزه من ناحيه يستوجب الاحتقار الوطني والقومي واختلافا مع صحيح الدين يستوجب اهدار الدم والاستتابه !! ولم يقف الامر عند اهدار دم عادل امام ، بل نسبت تصريحات لفنانين وممثلين سوريين يطالبوه بالاعتذار للمقاومين ولدماء الشهداء باعتبار ان هجومه علي حماس - مع عدم صحه ذلك بالاساس - يعني هجوم علي المقاومه واهدار لدماء الشهداء !!! ومازلت اسآل نفسي وافترض انني - او غيري - هاجمنا المنظمه السياسيه " حماس " واعلنا رفضنا لسياساتها في غزه واختلفنا مع اسلوبها في الحرب او اداره المعركه ورفضنا شعاراتها السياسيه ، هل هذا يعني اهدار لدماء الشهداء من المدنيين الذين استشهدوا تحت القصف الاسرائيلي وبرصاص جنود جيش الدفاع الاسرائيلي !!! اي منطق يقول هذا ؟؟؟؟؟ اي منطق هذا الذي يوحد بين منظمه سياسيه اي ماكان اسمها او عقيدتها او شعاراتها وبين دماء الشهداء ؟؟؟؟؟ واذا كان الضمير الوطني للفنانين السوريين قد اوجعهم دفاعا عن دماء شهداء غزه فاين كانوا حين قرر احدهم ان يحرم شهيدنا المصري الذي استشهد دفاعا عن حدودنا تآديه لواجبه الوطني من شرف الشهاده ويحرم ارملته واطفاله من وسام شهادته لماذا لم يطالب الفنانون السوريين وقتها ذلك الرجل بالاعتذار لشهيدنا وزوجته واطفاله الذين سقط ابيهم شهيد الواجب الوطني !!! خلط متعمد للاوراق والقضايا والشعارات بسبب المصالح والاجندات السياسيه !!! وهل صحيح انه باسم غزه والتضامن معها دسم السم في العسل واستخدمت شعارات سياسيه زينت كآنها الحق لم يقصد منها الا الباطل وضاعت الحقيقه وسط الصراخ والعويل والضجيج وغاب المنطق تحت سطوه الزيف وادواته الاعلاميه البارعه ؟؟؟ هل صحيح ؟؟..... اسئله كثيره مازالت تدور في رآسي !!!!!!!!!
الفقره الاخيره - لاصوت يعلو فوق صوت المعركه !!!!! شعارا قمعيا سبب كوارث رهيبه في حياتنا وارجعوا لكتب التاريخ اذا كنتم لاتذكرون !!! شعار تذكرته بسبب الترويع العمدي الذي يمارسه الكثرين اذا ماتحدثنا عن مايحدث في غزه باعتبار ان اسئلتنا تعلو فوق صوت المعركه التي مات ويموت فيها الشهداء وهو امر لايليق منا لكنا احتراما وتوقيرا وحبا في الشهداء نسآل كثيرا علنا نفهم وعلنا نتعلم وعلنا نحمي الاجيال القادمه من كوارث الخرس والصمت وتكميم الافواه لصالح صوت المعركه !!!!!!
نشرت بجريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ اليوم ٤ فبراير ٢٠٠٩