الجمعة، 28 نوفمبر 2014

مما قرأت لكم .... حرب الوجود ( جزئين )


حرب الوجود 
( 1 ) 

فكرت كثيرا فيما قاله الرئيس عن "حرب الوجود" التي تخوضها مصر، وهو التصريح الخطير الصادم الذي صرح به السيد الرئيس عقب لقائه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة عشية العملية الإرهابية في كفر القواديس في سيناء.. "حرب وجود".
إنها ليست مجرد حرب عسكرية بين جيوش وقوات غازية تسعى لاحتلال الأرض واستغلال الموارد، ولا حتى معارك عسكرية بين الجيش وعصابات مرتزقة إرهابيين قتلة على جبهات قتال يسعون للخراب والتدمير والإرهاب، بل هي حرب شاملة تهدد الوجود والبقاء والحياة نفسها تتسع لمعارك اقتصادية وسياسية واجتماعية تتضافر جميعها في هدف إجرامي واحد هو تدمير الوطن وتحطيم مؤسساته وقوته وحضارته وتاريخه وهويته ووجوده ذاته.
مصر تواجه "حرب وجود" تصريح هام وخطير من الرئيس ينبه فيه المصريين للواقع الذي يعيشونه وبقدر المخاطر التي تحيطهم وتحيط بوطنهم، ينبههم ليدركوا صعوبة الواقع وقدر مشاكله التي تتصدى القيادة السياسية والعسكرية لها ولمواجهتها، وهي ليست المرة الأولى التي يصدر فيها عن القيادة السياسية المصرية مثل هذا التصريح تنبيها للمصريين لما يخطط لوطنهم من مكائد ومؤامرات وحرب يشترك في معاركها على كافة الجبهات خونة مصريين يأتمرون ويدعمون ويمولون من دول أجنبية وأجهزة مخابرات وتنظيمات دولية.
اعلموا أن عودة مصر إلى مكانها الرائد إقليمياً.. واللائق دولياً.. لن تتأتي إلا بإصلاح الداخل أولاً
تستخدم في تلك الحرب كافة السُبل ما بين مرتزقة إرهابيين يقومون بعمليات عسكرية ضد بعض الجنود والمواقع العسكرية والشرطة المصرية هنا أو هناك، ومابين إرهابيين يزرعون القنابل والموت في تفاصيل حياة المصريين اليومية من الجامعة لمحطات المترو لأكشاك ومحطات الكهرباء، ومابين قنوات وفضائيات ومقالات وصحف تدعم العدو وتدافع عنه وتبرر له وتكذب وتزيف الواقع والحقيقه لصالحه وتلبسه ثوب الضحيه المجني عليه تجاهلا للدم الذي يتساقط من يديه وهو يقتل ويخرب ويدمر وما بين أفلام ملفقة ومزيفة وكاذبة تعرض علي الفضائيات والمواقع وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، فالمستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت لمصر بعد ثورة 30 يونيو وحتى تسليم السُلطة للرئيس المنتخب المشير عبد الفتاح السيسي.
المستشار عدلي منصور قال للمصريين في خطاب الوداع قبيل تسليم السلطة: "شعب مصر العظيم.. إن التاريخ سيكشف يوماً الحقيقة.. وستعلمون حينها.. حجم ما خُطط ودبر لمصر.. صعوبة المرحلة.. ودقة الظرف التاريخي.. والمسؤولية الملقاة على عاتق مصر.. ليس فقط للحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.. وإنما أيضاً للدفاع عن العالم العربي بأسره.
واعلموا أن عودة مصر إلى مكانها الرائد إقليمياً.. واللائق دولياً.. لن تتأتي إلا بإصلاح الداخل أولاً.. بدولة تسترد قوتها من خلال إعلاء المصالح الوطنية.. والابتعاد عن ضيق الأفق.. ونبذ التركيز على المصالح الشخصية.. أو المطالب الفئوية.. أو التوجهات الحزبية.. فكافة دوائر أمننا القومي مهددةٌ. وربما تكون هذه المرة الأولى في تاريخنا.. التي يشتعل فيها محيطنا الإقليمي بكافة جهاته.. فاعتصموا بحبل الله جميعاً.. ولا تفرقوا.. وكونوا على قدر المسؤولية.. ولا يغرنكم دعواتٌ لا تستهدف سوى إضرار هذا الوطن.. واعتبروا من تجارب الآخرين حولكم.. فكم من دولة شقيقة تفككت.. وكم من أرواح عربية أزهقت خلال السنوات الأخيرة.. حتى بات من الصعب إحصائها".
ويتضح من القراءة المتأنية لتلك العبارة أن ماقاله الرئيس المؤقت عدلي منصور عن المؤامرة التي خططت ودبرت لمصر هو ذاته شرح وتوضيح لما وصفه الرئيس السيسي بحرب الوجود التي تعيشها مصر من يناير 2011 وحتى الآن.
نعم.. أمريكا ومعاهدها العسكرية رسمت استراتيجية "خريطة الدم" لمنطقتنا مستهدفة إعادة تقسيمها، مستهدفة إعادة ترسيم حدود أوطاننا وفك وحدتها تقسيمها لدولة وكانتونات طائفية قائمة على أسس عرقية وطائفية ودينية.
أمريكا قررت - وفقا لمصالحها ومصلحة إسرائيل إعادة تقسيم بلادنا، فتتحول كل دولة من الدول العربية لأكثر من دويلة متناحرة متنافرة، فتتحول المنطقة كلها لجحيم من الحروب الأهلية التي تسفر عن ملايين القتلى وكراهية وبغض وعداء بين الدويلات المستحدثة بما ضمن لأمريكا وإسرائيل اليد العليا على المنطقة والبترول، ويضمن استحالة التوحد والقوة والإرادة المشتركة، والتي تجلت أوضح ما يكون في انتصار أكتوبر وقطع البترول العربي عن أوروبا.
ولأن أمريكا ومعاهدها الاستراتيجيه واثقة أنه يستحيل تقسيم بلادنا وأوطاننا من تلقاء نفسها، فكان لابد من خلق ذريعة للحروب الأهلية والاقتتال الداخلي ولم تجد أمريكا أفضل من صنيعة الاستعمار الإنجليزي الجماعة الماسونية التي أطلقت على نفسها الإخوان المسلمين، هذه الجماعة المعادية للدولة الوطنية بحكم كونها جزءا من تنظيم دولي عالمي.
قررت أمريكا استخدام تلك الجماعة كرأس حربه لتنفيذ مخططها واستراتيجيها "خريطة الدم"، واثقة أن تلك الجماعة ستفلح في استعداء المجتمعات التي تتسلط عليها على بعضها البعض بإثارة النعرات الدينية، والبغض الطائفي ومحاولتها الكريهة في طمس الهويات الوطنية وتسليط الفاشية الدينية على الشعوب وقمع الحريات مما يؤدي لتفجر الكراهية والبغض والعنف وصولا للحروب الأهلية المحلية، أمريكا كانت واثقة من أن تلك الجماعة الإرهابية ستفلح بخداع الجماهير من باب التدين وخديعتها من بوابات الدين، وأيضا ستفلح في تمزيق السلام الاجتماعي في مجتمعاتنا باستعداء الأقباط وحرمانهم من المواطنة وحقوقهم الدستورية، وصولا لتفجير غضبهم بما قد يؤدي إليه ذلك من نتائج كارثية.
وبدأت أمريكا الخطوات الأولى لتنفيذ مخططها واستراتيجيتها الإجرامية بدعم ما أسمته حقوق الأقليات التي استهدفت أمريكا في تمكينها من إقامة دويلات صغيرة على جثث أوطاننا ودولنا المركزية الكبيرة، فجأة أمريكا اكتشفت أن أوطاننا تضم من ضمن نسيجها الوطني ما أسمته أقليات عرقية.
فقررت أمريكا عن طريق منظمات المجتمع المدني المتمولة منها والمدعومة منها سياسيا وماليا استثارة تلك الأقليات بادعاء اضطهادها من قبل الأغلبية وضرورة الدفاع عن حقوق تلك الأقليات في مواجهة الأغلبية، وأيضا في ذات الوقت، قررت أمريكا أن تطبيق الديمقراطية في أوطاننا يفترض ويتطلب تمكين عملائها المتأسلمين أعضاء الجماعة الإرهابية والتنظيم الدولي من تواجدهم علي الساحة السياسية وتمكينهم من التعبير عن آرائهم وتمثيلهم في المجالس النيابية، وغيرها تجاهلا لتاريخهم الدموي وإرهابهم القديم ودعمهم لكافة المنظمات الإرهابية الجهادية التي خرجت من عباءتهم رغم ممارساتهم الإرهابية والعنف ضد بقية المجتمع.
وقد سبق وطبقت أمريكا واقعيا استراتيجيها الإجرامية "خريطة الدم" على أرض الواقع في السودان والعراق بطرق مختلفة، وصولا لاستنباط الطريقة المثلى لتطبيقها وتعميمها على كل الدول العربية، في السودان مكنت من حكمها الإخوان المسلمين الذين سرعان ما فجروا العنف الطائفي ضد مسيحي الجنوب واللادينين، فتفجرت حرب أهلية استمرت ثلاثين عاما وأربعة ملايين سوداني تم تهجيرهم واثنين مليون قتيل.
وانتهت التجربة في 11 يناير 2011 باستفتاء على انفصال الجنوب لتصبح السودان دولتين، السودان "الإسلامية" وجنوب السودان "العلمانية المسيحية اللادينية"، أما في العراق ورغم أن الهدف واحد فالأسلوب كان مختلفا، استعداء المجتمع الدولي ضد صدام حسين إما لأنه ديكتاتور يقمع المعارضة التي ترعاها أمريكا، وأما لأنه يحوز أسلحة نووية وكيماوية يهدد بها شعبه ومعارضيه.
وانتهي الأمر بحصار اقتصادي ثم غزو عسكري مع تمكين حكومة عميلة لأمريكا ولمصالحها مع تفجير الصراعات الطائفية بين الشيعة والسنة من ناحية وبين العرب والأكراد من ناحية أخرى وصولا لتقسيم العراق لثلاث دول، شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال، لكن التجربة السودانية أثبتت نجاحا باهر بالمقارنة للتجربة العراقية، التجربة السودانية انتهت بالتقسيم.
أما التجربة العراقية فمازالت رغم طول سنوات الحصار والاحتلال لم تصل بعد للنتيجة الأمريكية المرجوة، أيضا تحملت أمريكا ثمنا باهظا في العراق مابين قوات عسكرية وقتلى وهجوم عالمي لغزوها العراق ثم احتلالها، التجربة السودانية أثبتت نجاحا مع ثمن أرخص كثيرا عن التجربة العراقية التي مازالت تتعثر ولم تصل لنتيجتها مع تكلفة أمريكية عالية.
وقد أوضحت الأيام أن أمريكا ومعاهدها الاستراتيجية انحازت للنموذج السوداني وقررت تعميمه على كل الدول العربية، فكان ما سمي "الربيع العربي" مؤامرة أمريكية إخوانية استخدمت طموحات الشعوب للحرية والديمقراطية وتحسين حياتها والرغبة "المشروعة" في تداول السلطة.
استخدمت هذا كله للانقضاض على أوطاننا بإثارة الفوضى وهدم الدولة ومؤسساتها وفي نفس اللحظة تمكين الإخوان المتأٍسلمين من التواجد في الساحة السياسية ورفع كافة أشكال الحظر القانوني علي تواجدهم السياسي وتجميل وجوههم ووجودهم باعتبارهم ضحايا الحكام المستدبين الذين ثارت عليهم شعوبهم، وامتدت أيدي التنظيم الدولي والجماعات والأحزاب الإقليمية التابعة له للعبث وإثارة الفوضى والاستئثار بالحكم في أوطاننا من النهضة في تونس للمجلس الرئاسي في ليبيا لليمن لمصر التي وصلت الجماعة الإرهابية فيها لمقعد الرئاسة فيها بعصر الليمون وتزوير الانتخابات وبطاقات المطابع الأمريكية والزيت والسكر، لسوريا التي انتبهت للمخطط فأسفر القائمون عليه عن وجههم القبيح وسرعان ما حملوا السلاح ودخلوا مع سوريا في حرب أهلية باعتبارهم الثورة والمعارضة التي تحظى بتأييد أمريكا وتسليحها.. ونكمل باقي المؤامرة والمخطط الأمريكي الأسبوع القادم.
http://dotmsr.com/ar/201/1/132550/#.VIH_n5CG-M8



حرب الحدود 
( 2 ) 

كما رأينا في المقال السابق أن المؤامرة واضحة والمخطط الأمريكي "خريطة الدم" يطبق وبسرعة على أرض الواقع العربي وفي بلادنا عن طريق التنظيم الدولي والجماعات والأحزاب الإرهابية التابعة له، مع دعم تركي قطري مالي مخابراتي إعلامي لهذه الجماعات الإرهابية.
لكن الشعب المصري انتبه وبسرعة لهذا المخطط وما يُحاك لبلاده من الرئيس الداعم للإرهابيين التابع للجماعة التابعة للتنظيم الدولي وأمريكا وأفاق من الخديعة والتلاعب بالدين وأدرك حقيقة المؤامرة وخطورتها على أرضه وعلى أمنه القومي وعلى وجوده وحضارته، فانتفض المصريون في مظاهرات رفض وغضب حاشدة قوية من نوفمبر2012( عقب أربعة شهور من تولي الإخواني الإرهابي مقعد رئاسة مصر مع صدور الإعلان الدستوري الباطل الذي يحول الإخواني المنتخب لفرعون إله بصلاحيات مطلقة).
واستمر في التصاعد عبر أشكال مختلفة من المقاومة الشعبية والرفض الشعبي السياسي الإعلامي لذلك المخطط وأدواته التابعة لأمريكا وقطر وتركيا والتنظيم الدولي حتى وصل لثورة ثلاثين يونيو التي تضافرت فيها الدولة المصرية شعبا ومؤسسات "الجيش، الشرطة، القضاء، الإعلام، الأزهر، الكنيسة" ضد الاحتلال الاخواني لبلادهم، وانحازات القوات المسلحة للشعب واختياراته وصدر بيان 3 يوليو 2012 محددا خارطة الطريق للشعب المصري بعد عزل الرئيس الإخواني وتعطيل دستوره الإرهابي الإقصائي الفاشي، وعشنا جميعا ماعشناه ونعرفه جيدا.
هزمت مصر المخطط الأمريكي الإخواني بالنسبة لها وفي المنطقة العربية كلها، وأوضحت أمام الشعوب العربية كلها ان ما تصوروه ثورات من أجل الحرية والديمقراطية ليس إلا مؤامرة ومخطط لتدمير أوطانهم، وأن أداة التدمير هي جماعات التأسلم السياسي الإرهابيين وتنظيمهم الدولي مدعومين من أمريكا وحلفائها الأوربيين وتابعيها قطر وتركيا وجناحهم العسكري في غزة.
هزمت مصر المخطط الأمريكي وحررت أرضها من الاحتلال الإرهابي الذي فتح حدودها للإرهابيين القتلة من كل فج عميق من ألبانيا وأفغانستان، بل وأيضا من السجون المصرية وقتما أفرجوا عن الإرهابيين القتلة وإطلاق سراحهم وإلغاء الأحكام الجنائية بإدانتهم وتحريضهم علي المجتمع ليروعوه ويهددوه، لكن الإرهابيين القتلة ومن خلفهم أمريكا وحلفاؤها لم يستسلموا لتلك الهزيمة الساحقة السريعة، وحاولوا استعداء المجتمع الدولي ضد القيادة السياسية الجديدة في مصر بعد ثوره 30 يونيو، وشنوا حملات هجوم منظمة ضد القيادة السياسية في مصر من المنظمات الحقوقية الدولية التابعة لهم ومارسوا إرهابا وإجراما منظما وممولا في كل مصر باستهداف الشرطة والجيش، بل والشعب أيضا في عمليات إرهابية إجرامية وتفجيرات وحرق منشآت وكنائس وقتل المدنيين.
وأعلنوا بفجر وتكبر وتجبر أن ذلك الإرهاب وعملياته القذرة سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها الخاين الإرهابي لمقعد الحكم في مصر، متصورين أنهم سيفلحون في إخافة المصريين وكسر إرادتهم وقوتهم وثورتهم العظيمة في 30 يونيو وترويعهم بتلك العمليات الإرهابية الإجرامية وهو ما أثبتت الأيام استحالته، فرفض المصريون أي دعاوى للمصالحة مع الإرهابيين وتعاملوا بشجاعة واستهانة مع العمليات الإرهابية، ودفنوا شهداءهم وهتفوا في جنازاتهم "الشعب يريد إعدام الإخوان"، وداسوا بأقدامهم على صور أوباما وإعلام أمريكا وأحرقوا أعلام قطر وتركيا، والتفوا حول القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة تمسكا بثورتهم 30 يونيو وأهدافها العظيمة في الحفاظ على الدولة المصرية وبنائها وبناء المستقبل، وخاضوا معارك إعلامية مقابلة تدافع عن الدولة المصرية وقواتها المسلحة وكشفا للمؤامرة وشرحا لها ورفضا للإرهابيين وفضح إجرامهم وعمالتهم للامريكان ودعمهم من الدول التابعة لأمريكا والتنظيم الدولي سواء قطر أو تركيا.
مصر بعد ثورة 30 يونيو كانت ومازالت تسابق الزمن لتنفيذ خارطة الطريق بإصدار دستور وانتخاب رئيس جمهوريه وانتخاب مجالس تشريعية تتيح للدولة بناء المستقبل وتجاوز الفوضى التي تسبب فيها الإخوان الإرهابيين وداعميهم ابتداء من أمريكا انتهاء بقطر، وأيضا سعت ومازالت لتحسين ظروفها الاقتصادية وفتح الأبواب أمام الاستثمار وعودة الأمن للشارع المصري وعودة هيبة الدولة وقوانينها واستعادة دورها الإقليمي وريادتها العربية، لكن من رسموا المؤامرة في البداية، وخططوا لها وسعوا لتنفيذها على أرض مصر لم يستسلموا رغم هزيمتهم الساحقة، وسعوا بمزيد من التآمر والخيانة لعرقلة مصر وإصرارها علي بناء الدولة والمستقبل محاولين ترويعها بعمليات إرهابية، ومزيد من الدماء الطاهرة للجيش والشرطة والشعب وهجوم إعلامي مستمر عن طريق قنوات فضائية تابعة للتنظيم الدولي وتركيا وقطر تكذب وتزيف الحقائق وتفبرك الأفلام والوثائق، فضلا عن حرب نفسية شرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنشر الشائعات والأكاذيب وتفبرك الصور والفيديوهات وتروج للأكاذيب وتخلق المواقع المعادية للدولة المصرية والقوات المسلحة وكافة مؤسسات الدولة، مستهدفين شق وحدة المصريين وتلاحمهم وإرادتهم السياسية التي عبروا عنها في ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو ويوم التفويض في 26 يوليو والاستفتاء علي الدستور في يناير 2014 وانتخابات الرئاسة، مستهدفين كسر إرادة المصريين، ونشر الفتنة والفرقة بين الشعب وبين القيادة السياسية وبين الشعب وبعضه.
ورغم النجاحات الكثيرة التي حققتها مصر في مجالات كثيرة داخلية وخارجية إقليمية وعربية وعالمية، إلا أن الدم المصري الشريف للشهداء الذي ضحوا بحياتهم من أجل مصر وأمانها ومازالوا يضحون، أحرق قلوب المصريين وأوجعهم وأغضبهم من الإرهابيين المجرمين الذين مازالوا يرفعون صوابع الشؤم في أعينهم ومازالوا يفجرون القنابل في الجامعات ومازالوا يتربصون بجنودهم من الشرطة والجيش في كل الوطن وفي سيناء.
الدم المصري أغضب المصريين ودفع بعضهم - حبا في مصر - لمطالبة القيادة السياسية بمزيد من القوة والحسم في مواجهة الإهاربيين القتلة، واستغلالا لذلك الغضب حاول الإرهابيون وتابعوهم من الإعلاميين والصحفيين في الداخل والخارج ومعهم المواقع والصفحات علي شبكات الانترنت على بث سموم الفرقة بين الشعب والقيادة السياسية وأيضا تحطيم روحهم المعنوية، وكسر إرادتهم بالشائعات والأكاذيب والتهويل والفبركة والزيف.
وأتت جريمة "كفر القواديس" لتفجر غضب المصريين أكثر وأكثر، وطالبوا القيادة السياسية باتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، واستجابت لهم القيادة السياسية والرئيس السيسي وأصدروا مجموعة من القرارات لمواجهة الإرهاب والتصدي له في مصر كلها وبالاخص في سيناء.
مازالت اللحظة التاريخية الفارقة تحتاج كل قوتنا ووحدتنا وانتباهنا لننهي انتصارنا الساحق.
في هذه اللحظة وفي هذه المناسبة الحزينة قال الرئيس السيسي للمصريين وهو يدعوهم للبقاء على قلب رجل واحد في مواجهة الإرهاب والإرهابيين  قال لهم  مصر تخوض "حرب وجود "، قالها لها ليتكاتفوا ويتلاحموا ويتمسكوا بإرادتهم الوطنةه وروح المقاومة ليتموا انتصارهم الذي بدأوه في 30 يونيو، وأوشك علي رفع راياته وحسم معاركه العسكرية والسياسية.
لماذا قال الرئيس هذا ؟؟
قالها لينبه المصريين لحجم المخاطر التي تحيط بوطنهم وقدر المؤامرات التي تحاول النيل منه، لأن حرب الوجود، ليست عسكرية وفقط على أهمية وخطورة الجزء العسكري فيها، بل تتجاوز المعارك العسكرية وتستهدف الاستقرار والأمن وصولا لـ"تطفيش" المستثمرين وانتكاس السياحة أكثر وأكثر وتحطيم الدولة ومؤسساتها الاقتصادية مع حصارها عالميا وإقليميا وسياسيا واقتصاديا، وصولا لتدميرها وتحويلها لدولة فاشلة يسهل غزوها وتدمير أمنها وانتهاك واستباحة حدودها، لتصبح فريسة سهلة- حسب تصورهم الساذج - مرة أخرى للإرهابيين المتأسلمين وللمخطط الامريكي " خريطه الدم .
يامصريين، وطننا يخوض حرب وجود، ضد أمريكا ومخططها الإجرامي المستهدف وحدة أرضنا ووحدة شعبنا ووحياتنا وهويتنا وحضارتنا و"لقمة عيشنا"، وقد هزمنا ذلك المخطط مرة والثانية والعاشرة ومازلنا نحقق عليه انتصارات عسكرية وسياسية، لكن الحرب لم تنته بعد ومازال الأمر يحتاج كل اليقظة وكل الوطنية، وكل الحب للوطن، مازالت اللحظة التاريخية الفارقة تحتاج كل قوتنا ووحدتنا وانتباهنا لننهي انتصارنا الساحق، ونحافظ على وجودنا ووطنا وعلمنا خفاقا، هذا ماقاله الرئيس وما أقوله أنا واثقة أن المصريين " قدها وقدود".
http://dotmsr.com/ar/201/1/139739/#.VIH94JCG-M8

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

مما قرأت لكم .... المتحدث الرسمي والوحيد ...



من قبل 2011 ببضع سنوات تلاعب الكثيرون من أصحاب المصالح والهوى السياسي عبر كافة وسائل الإعلام على نغمات تقسيم المجتمع المصري لفئات وجماعات وطبقات متباينة متناقضة وإثارة التناحر والخصومات بينهم إشعالا لفتنة مستهدفة كحلقة أساسية من حلقات مخطط تدمير الدولة المصرية وتنفيذ مؤامرة خريطة الدم الأمريكية، إدراكا منهم أنه يستحيل تنفيذها طالما بقى الشعب المصري متماسكا متوحدا على قلب رجل واحد .
وفجرت أحداث يناير 2011 صراعا محتدما بين الشباب "الطاهر" ودولة العواجيز "الفاسدة" وذكى الإعلام ذلك الصراع وأجج ناره وروج لضرورة تنحي دولة العواجيز عن قيادة الوطن وتركها للشباب، وهلل الكثيرون جهلا وبسوء قصد لهذه الفكرة يشيدون بالشباب الذين أبهروهم في قيادتهم للثورة، وتجاوزوا عجزهم وهرمهم وشيخوختهم وجددوا شبابهم الثوري فطالبوا بتمكين الشباب من الحكم والوزارات والمجلس الرئاسي استفادة بروح التمرد والجموح الشبابي والبراءة والطهر الثوريين وإفساح المجال لعبقرياتهم الفذة بديلا عن دولة العواجيز وكهولها.
ولما لا ؟؟ فإذا كانوا قادوا الثورة التي أبهرت العالم كله وهي المهمة الأصعب فكيف لا يقوون على قيادة الوطن، وهي المهمة الأيسر والأسهل !!!!
وصدق الشباب "الطاهر"، وتمادوا بعدما سلطت عليهم الأضواء وكاميرات الفضائيات وصاروا ضيوفا في كل البرامج يتحدثون بما يعن لهم، فأطلقوا لألسنتهم العنان وسخروا وشتموا وأمروا وتحكموا وأقصوا ورفضوا وهددوا المجتمع المصري كله وكأنه أسيرهم وغنيمة حربهم بعد الانتصار الساحق في الثمانية عشر يوم.
عبث تمكين الشباب من قيادة الوطن - الآن حالا فورا - بلا خبرات بلا تعلم بلا فهم حقيقي للواقع ومشكلاته بلا رصيد معرفي فهو في حقيقته سعي لتدمير الوطن.
وتحول الأمر في يد بعض النخب والسياسيين لورقة ضغط وابتزاز للمجتمع المصري كله، فمن يرغب في حمده وشكره وتمجيده يتحدث عن الشباب ودورهم العظيم ويعهدهم بما لا يملكه من مناصب وتمكين وقيادة، ومن يرغبون في ابتزازه يلومونه لأنه لا يعمل اعتبارا للشباب "الطاهر"، ولا يحسبهم في حساباتهم ولا يمنحهم مايستحقونه، ومن يرغبون في تهديده يلوحون له بورقة الشباب وانفضاض الشباب عنه ومقاطعة الشباب له، الشباب سينقلب عليه والشباب لن يكون معه والشباب سيغضب منه والرسالة المتوارية ارضيهم وارضينا حتى نرضى عنك .
وتبلور هذا الصراع في شعار "فلترحلي يادولة العواجيز"، واعتبر الشباب " الطاهر " من يكبرهم ببضع سنوات أو لا يوافقهم رأيهم - ولو أصغر منهم سنا - من هؤلاء العواجيز وعدوهم بالضرورة لأنه لايقبل ولا يهلل ولا يروج ولا يحتفي بالشباب ولا "يفسح" لهم مكانا في قيادة جمهورية ما بعد الثورة المجيدة !!!
وعاشت مصر أياما عجاف خضع فيها بعض من تولوا أمرها للابتزاز باسم الشباب، فمنحهم غرفا وصلاحيات في مجلس الوزراء، وطالب البعض بوكيل لكل وزارة من الشباب لتجديد دم الوزارات وتطعيمها بالروح الثورية الشبابية، ووصل الأمر مداه عندما مارس الشباب الطاهر أنفسهم الابتزاز على القوى السياسية وطالبوا بمكاسب شخصية ومناصب لأنفسهم تحت تهديد فضحهم أمام الرأي العام باعتبارهم ضد يناير المجيدة وشبابها الأطهار ورضخت القوى السياسية، وابتلعت السم الذي حاولت تحقنه في جسد المجتمع وشربته طواعية ورقبتها تحت أحذية الشباب الثوري الطاهر الذي صدق فعلا أنهم قادة المجتمع وقيادته السياسية الاقتصادية الاجتماعية الفكرية، وطالبوا بتمكينهم من فرصتهم التي تحاول "دولة العواجيز "، و"الجيل العرة" سرقتها منهم.
المشكلة لم تكن فقط في التقسيم "العمري" للمجتمع بين الشباب والعواجيز وإثارة الصراع بينهما، بل تجلت أكثر وتفاقمت وقتما احتكر الشباب "الطاهر الثوري" بتكبر وجبروت تمثيل الفئة العمرية كلها، هم الشباب وفقط دون بقية أبناء الوطن، فمن لا يرونه "شبابا طاهرا"، ومن لا يسايرهم في أفكارهم وآرائهم لا يرونه "شابا" من الأساس ويرونه "كهلا عجوزا" ولو هو أصغر منهم في السن.
هم احتكروا الفئة العمرية وسعوا يمارسون ابتزازهم على المجتمع كله باعتبارهم المتحدث الرسمي والوحيد لشباب مصر !!! فأي حدث سياسي لا يرضيهم يصرخون عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى شاشات الفضائيات، العواجيز انتخبوا، الشباب قاطعوا، الجيل العرة يشارك والشباب لم يشارك، قاصدين من تلك الأقوال إجبار القيادة السياسية لتمنحهم ما لا يستحقونه ولا يقوون عليه من مناصب قيادية لا يصلحون لها ولا يقدرون عليها، وتمادوا وتمادوا .
فملايين الشباب التي نزلت ثورة ثلاثين يونيو، ثم نزلت يوم التفويض في 26 يوليو، ثم شاركت في الاستفتاء على الدستور ثم شاركت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، هؤلاء الملايين من الشباب في نظر الشباب "الطاهر" ليسوا شبابا، الشباب قاطع، أي شباب تقصد؟؟ وأليس هؤلاء شبابا ممن شاركوا، ويعرضون عليهم الصور والأفلام التي تقطع بمشاركه ملايين الشباب عداهم فيتجاهلون مايفقؤ العيون ويتشبثوا، الشباب قاطع، ويقصدون دون شرح، الشباب الطاهر، إحنا يعني....!!!!
"إحنا الشباب" وكل من يعارضنا ينتمي لدولة العواجيز والجيل العرة، وكأن التقسيم العمري بين ما يسمونه الشباب وما يسمونه دولة العواجيز صار تقسيما "سياسيا" بين المرضي عنهم والمغضوب عليهم في نظر هؤلاء "الشباب الطاهر"، فالبرادعي أيقونة الثورة "شاب"، أما السفيرة فايزة أبو النجا فتنتمي لدولة العواجيز رغم أنها تصغر الأخير سنا و"واحد مننا" شاب، أما الرئيس السيسي فينتمي لدولة العواجيز رغم أنه أصغر من الأخير سنا، صار التقسيم العمري تصنيفا سياسيا من وجه نظر هؤلاء الشباب، ومن ينتمي لنا ويوافقنا وأفكارنا شاب ومن يختلف معنا من دولة العواجيز بصرف النظر عن العمر والسن.
عبث ما بعده عبث يخالف المنطق والعقل يثمر فوضى مدمرة وهي الهدف المرجو في مخطط تدمير مصر، فأقصى ما يلتزم به الوطن - أي وطن - تجاه شبابه الواعد الفالح المتفوق هو إتاحة كافة الفرص له للتدرب والتعلم واكتساب الخبرات عبر سنوات عملية طويلة تتيح له في النهاية - وبعدما يشب الشيب في شعره وتتجلى خبراته وتتراكم وتصقل مواهبه وإمكانياته - تولي منصب يتيح له خدمة الوطن عن حق وليس بطريق الشعارات الفارغة والضجيج والصخب المدوي.
أما عبث تمكين الشباب من قيادة الوطن - الآن حالا فورا - بلا خبرات بلا تعلم بلا فهم حقيقي للواقع ومشكلاته بلا رصيد معرفي فهو في حقيقته سعي لتدمير الوطن وتعميق مشاكله وحرمانه من قدراته الحقيقية وإرادته الفاعلة بحرمانه من المعرفة والوعي والإدراك والخبرات المتراكمة في ناضجية وشيوخه الأكْفاء وتسليمه للشباب "الطاهر " واندافعه الثوري.
هل ما أقوله يعني أني ضد الشباب ؟؟ بالعكس، أنا مع الشباب وحقه في التعلم والتدرب واكتساب الخبرات وإتاحة كافة فرص التدريب له وفتح باب التعلم والترقي حبا في الوطن الذي سيتولي الشباب أمره في المستقبل ونتمناه مستقبلا عظيما لهم وله، ولأني مع الشباب ومع مصر فمسايرة العبث والفوضى والرعونة والجموح والشعارات السياسيه الزائفة هو واقعيا ضد الشباب الذي سرعان ماسيثبت فشلهم وعجزهم عن إدارة ما لا يعرفونه وما لا خبرة لهم عنه وفيه، وضد الوطن الذي سيحرم من حاضره بحرمانه من كفاءاته وعقوله، ويحرم من مستقبله بعدم إعداد الشباب جيدا، فيعجزون عن تولي شؤونه وقيادته القيادة الناجحة في المستقبل.
للمتحدث الرسمي والوحيد باسم الشباب الطاهر، للمتشبثين بالتصنيف السياسي واحتكار الفئة العمرية وإخراسها والنطق باسمها جبرا وابتزازا، لهؤلاء أقول، كفاكم عبثا وانتبهوا لمصلحه مصر، كفاكم ابتزازا وتهديدا، فأحد لن يخضع وأحد لن يكترث لأن جميعنا مهمومون ببناء مصر ومستقبلها وحمايتها من المؤامرة وانتصارها في حرب الوجود !!!!
نشرت علي موقع دوت مصر 
الجمعه 14 نوفمبر 2014 
http://dotmsr.com/ar/201/1/126180/#.VG-OBpCG-M9

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

مما قرأت لكم ..... الخطر الاكبر علي كوكب الارض



عندما يحدثني بحماس منقطع النظير انبهارا بأمريكا وبقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فيها، وينبري مدافعا عن تلك المفاهيم حزينا على غيابها من بلادنا، معجبا بتلك الدولة وتقدمها الاقتصادي والثقافي وحريتها السياسية، متحسرا على أنه ليس من مواطنيها ولم يسعده حظه ليهاجر إليها، عندما يروج لي هذا الشاب أو تلك الفتاة لذلك النموذج الغربي الأمريكي باعتباره النموذج الأمثل الذي يتعين علينا الاحتذاء به في وطننا أملا في رقي " حضاري " وتقدم " اقتصادي " وتنوع "سياسي" و"حريات ديمقراطية" أحدق فيه بحزن دفين وأسأل نفسي ما الذي أصابه فطمس بجهله على قلبه ووعيه إلى حد أغفل حقائق التاريخ والجغرافيا والواقع والحقيقة.
وعندما يعتبر هذا الشاب أن من حق العالم "المتحضر"، ويقصد أمريكا، أن تعتبر نفسها وصية على العالم كله وعلى وطننا وأحواله وتتدخل في شؤونه وسيادته الوطنية بزعم مراقبة حسن تطبيق مواثيق حقوق الإنسان واتفاقياته، وحرصا منهم علي تطبيق الديمقراطية وقواعدها "العظيمة" التي تظلل حياة مواطنيها الذي يغبطه هذا الشاب ويتمنى يعيش مثله في واحة الديمقراطية والتقدم والتحضر والرفاهية، هنا يجتاحني الحزن لأنهم لا يعرفون معنى السيادة الوطنية ولا الاستقلال الوطني، وهذه كارثة وأيضا لا يعرفون تاريخ أمريكا وكيف وصلت للرفاهية والثراء الذي يحلمون بالعيش في مثله فانبهروا بما لا يليق الانبهار به.
مع مثل هذا الشاب أحكي عن أمريكا التي أعرفها، "ماما أمريكا" و"أبلة الناظرة" التي تتشدق بالديمقراطية والحرية ومواثيق حقوق الإنسان هي ذاتها التي أراها أنا أسست وجودها ودولتها على أرض أبادت سكانها الأصليين "الهنود الحمر" بمنتهى الغلظة، واعتبرتها أرضا بلا سكان مستحقة لهم على جثث سكانها بمنتهى القسوة والبلادة، هي ذاتها التي أراها جلبت الأفارقة رجالا ونساء من القارة السمراء وقيدتهم في السفن بالجنازير الصدئة، وعاملتهم معاملة الحيوانات الوضيعة وأقل، وهجرتهم خطفا وقسرا للأرض التي أبادت سكانها، واستوطنتها كعبيد للعمل والخدمة في البيوت والأرض والزراعة، واعتبرتهم كائنات أدنى، ووصمتهم بين سكانها باعتبارهم زنوجا سود، وباعت فيهم واشترتهم كمثل الدواب وأقل، وظلت سنوات طويلة، وبعد الحرب الأهلية الأمريكية وتحرر العبيد قانونا، ظلت تعاملهم معاملة مشينه قائمة على التفرقة العنصرية، وعزلتهم عن مواطنيها البيض في الأحياء والمدن والمدارس والجامعات ووسائل المواصلات ومازالت نفيا لعنصريتها تتشدق فرحا برئيسها الأسود!!!
هي أمريكا ذاتها التي أراها وقت الحرب العالمية الثانية عزلت الأمريكيين من أصل ياباني في معسكرات اعتقال بعيدا عن منازلهم وأعمالهم وبقية المجتمع خوفا منهم وتعاطفهم مع اليابان التي تحاربها وضربتها بالقنبلة النووية في هيروشيما وناكازاكي دونما يطرف لها عين أو يؤرقها ضميرها لموت مئات الألوف وتشوه غيرهم من أثر ذلك السلاح القاتل.
هي أمريكا ذاتها التي اغتيل رئيسها كنيدي اغتيالا غامضا برصاصة "لعوب" قتلته بثلاث فتحات دخول وثلاث فتحات خروج قاتلة، بعد اعتراضه على غزو كوبا وعلى حرب فيتنام، وسرعان ما لحق ذلك الاغتيال غزو فيتنام ومحاربة شعبها سنوات طويلة وضربهم بالنابالم الحارق وقتل النساء والأطفال وتشويه أحيائهم وحرقت غاباتها ومدنها ودمرتها.
هي أمريكا ذاتها التي أيدت إسرائيل ومازالت تؤيدها وتمدها بالسلاح والدعم المالي، وتؤكد تفوقها على الفلسطينين أصحاب الأرض الأصلية وتغض الطرف عن ممارسات الاحتلال والاستيطان والقبض والاعتقال للفلسطنين وتعذيبهم في السجون بل وقتلهم إن لزم الأمر.
هي أمريكا ذاتها التي مولت من أسمتهم المجاهدين في أفغانستان ضد ما أسمته الغزو السوفيتي، مولتهم وسلحتهم واحتضنهم ضد السوفيت وتواجدهم في الأرض التي اعتبرتها تخصها ومحل مصالحها المقدسة وهم ذاتهم الإرهابيون الذين انبرت تحاربهم لأنهم يهددون العالم كله بإرهابهم بعد حادثة تفجير أبراج التجارة العالمية في 11 سبتمبر وغزت أفغانستان أرضا وجوا لمحاربة الإرهابيين صنيعتها، وهي التي رعت معتقل جوانتيناموا واحتجزت فيه لعشر سنوات ويزيد من اعتبرتهم أعداءها وإرهابيين وخطرا على الأمن القومي الأمريكي دون عرضهم على أي جهه تحقيق أو تطبيق أي قانون عليه أو توفير أي ضمانات قانونية لهم من أي نوع.
هي ذاتها أمريكا التي غزت العراق وحاصرتها اقتصاديا وقصفتها بالطائرات والصواريخ طويلة الأمد من أسطولها الرابض في البحر المتوسط والخليج العربي ودمرت وجودها واقتصادها وبنيتها التحتية وجيشها وكل مؤسساتها ومكنت الفرقة الطائفية منها، وسعت لتطبيق عملي لخريطة الدم وإعادة ترسيم حدود المنطقة على أرضها بإشعال النعرات الطائفية والقومية بين شعبها، وصولا لتقسيمها لثلاث دول شيعية سنية كردية وهي التي ركع جنودها أهل العراق ورجالها على أربع كالدواب في معابر ونقاط التفتيش وسبتهم وأهلهم وأهانتهم أمام نسائهم وأطفالهم وروعتهم. 
هي ذاتها التي لهى جنودها وضباطها المسؤولين عن سجن أبو غريب مع المساجين العراقيين فيها فخلعوا ملابسهم وربطوهم من أعناقهم وسبوهم وسخروا منهم ومن آدميتهم وكرامتهم قتلا للملل السخيف الذي يعيشونه داخل ذلك السجن.
هي ذاتها التي استحدثت وخلقت في معاملها العسكرية ميكروبات وفيروسات جديدة على البشرية سعيا منها للسيطرة على من تعتبرهم أعداءها وتسلل بعضهم عمدا أو إهمالا للبشرية كنوع من التجارب الواقعية على كفاءة تلك الأسلحة البيولوجية، فعانت البشريه من الإيدز والإيبولا وجنون البقر.
هذه هي أمريكا التي أعرفها، التي أنزلت دباباتها الحديثة في أرض سيناء دعما لإسرائيل وقت الانتصار المصري عليها في 1973 سعيا لتغيير التوازن العسكري وتغيير مسار الانتصار والحرب لصالح إسرائيل ضد مصر، هي التي استخدمت الفيتو في مجلس الأمن مرة واثنين وعشرة ضد مصالح مصر والمصالح العربية في آتون الصراع العربي الإسرائيلي.
هذه هي أمريكا التي أعرفها وأعرف تاريخها والتي يتبادل على حكمها حزبين أحدهما ديمقراطي يسعى للسلام في العالم حتي يتمكن من استغلال ثروات البلدان والشعوب الأخرى في هدوء، والآخر جمهوري يسعى لتفجير الحروب وبؤر التوتر دعما لاستثماراته في تصنيع السلاح وتجارته الكبيرة.
هذه هي أمريكا التي راكمت ثرواتها من أرض الهنود الحمر وأبادتهم وعمل وعرق الأفارقة العبيد وبيع السلاح للدول والجماعات المتحاربة ضد بعضها البعض، ومن استغلال ثروات البلدان الأخرى ونهبها من بترول وغاز وغيرهم من الموارد الطبيعية حربا وسلما، هي التي تمسك العصا للعالم كله وبقية دوله من غير حلفائها لتقيم عليها حد الديمقراطية وقواعد حقوق الإنسان تكئة للتدخل في شؤونهم الداخلية والاعتداء على استقلالهم الوطني والتي تجوب بحاملات طائراتها في البحار والمحيطات ترسل رسائل التهديد لمن يرفضون الخضوع لها والارتباط بدوائر مصالحها ومصالح شركاتها العملاقة العابرة للقارات والمستعدة لمحاربة أعدائها بالأكاذيب والشائعات والسيطرة الإعلامية وفرض الحصار الاقتصادي والتجويع ومنع التكنولوجيا إن لزم الأمر وتجاوزه للضرب بالطائرات والأسلحة المحرمة بكل أنواعها إن لزم الأمر والاحتلال العسكري المباشر بحجة الديمقراطية والدفاع عن مصالح الشعوب إن لزم الأمر.
هذه هي أمريكا التي أعرفها والتي يحكي عنها التاريخ والجغرافيا فكيف نصدقها وقتما تنبري مدافعة عن حقوق الإنسان ومانحة التمويل غير المشروط لمنظماته التابعة لها دعما للشعوب التي تسعى أمريكا لتعيش حياة أكثر ديمقراطية وفقا لمعاييرها المزدوجة!!!!
أقول هذا للشاب فيفتح فاهه فزعا لا يعرف ما أقوله ويخيفه ويفزعه لأنه ينتبه فجأة أن الرفاهية المزعومة والنظام العالمي الجديد شُيد على جماجم وعظام ولحم ودم شعوب العالم الأخرى التي قررت "ماما أمريكا" استغلالها بكل الطرق بدءًا من حاملات الطائرات وصواريخها وحتى مواثيق حقوق الإنسان.
وأنهي حديثي معه عادة بالقول المأثور الذي أحبه ويعجبني لشافيز الرئيس السابق لدوله فانزويلا "حكومة الولايات المتحدة الأمريكية هي الخطر الأكبر على هذا الكوكب"، فيوافقني مصدوما وأبتسم لأني أفلحت أحرر قلب مصر من براثن عدو يُظهر حنانا كاذبا كالذئب الذي ارتدى ثوب الجدة الطيبة في قصة ذات الرداء الأحمر.​ 
نشرت علي موقع دوت مصر 
الجمعة 7 نوفمبر 2014 
http://dotmsr.com/ar/201/1/120199/#.VGEEMpCG-M8