الخميس، 28 يناير 2010

قوس قزح في معرض الكتاب 2010





مدونات اميره بهي الدين
مدونه قوس قزح ملون

الكتاب الاول انا والوطن وخمسون عاما
الكتاب الثاني طبعا ذنب الحكومه
الكتاب الثالث نفسي الدنيا تصالحنا

معرض الكتاب 2010
مكتبه البلد
دار المحروسه للنشر

الخميس، 21 يناير 2010

اسئله مشروعه هل يعرف احد اجابتها ؟؟؟




بمناسبة الحديث الصاخب وبمناسبة الترشيحات التي نسمع عنها والأسماء التي يتداولها البعض بشأن الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في منتصف العام القادم 2011 يهمني الادلاء بدلوي في تلك البئر وقول رأيي فيها باعتباري مواطنة مصرية صالحة يهمني حال الوطن ومستقبله ومصلحة شعبه وأحمل بطاقة انتخابية منذ مايزيد علي ثلاثين عاما قادتني طوال تلك السنوات لصناديق الانتخاب للتعبير عن رأيي وممارسة واجبي وحقي الوطني في جميع المعارك الانتخابية من استفتاءات رئاسية وانتخابات برلمانية بنظام المقعد الفردي والقوائم النسبية ومقاعد الكوتة وغيره مؤمنة أن صوتي سيغير الدنيا أو سيساعد في تغييرها.

فلست ممن يتكلمون يتكلمون ثم وقت "الجد" ينامون غاضبين لانهم نسوا في غمرة الكلام والانفعال والمعارضة الكلامية المحتدمة استخراج بطاقة انتخابية تتيح لهم إبداء رأيهم في صندوق الانتخاب.

ولست أيضًا ممن ينتقدون ينتقدون ويعارضون يعارضون ثم ينامون يوم الانتخابات ولا يشاركون فيها لان نتيجتها معروفة و"حتتزور حتتزور".

العوالم الافتراضية

ولست ممن يهتمون بالسياسة من خلال برامج التليفزيون والمناظرات الفضائية وشبكة الانترنت والعوالم الافتراضية يمارسون دورهم السياسي العظيم من أمام الكاميرات وخلف الميكروفونات ومن "تحت اللحاف" وفوق أصابع وازرار الكي بورد".

ولست ممن يتنفسون الغضب والمرارة ولا يرون إلا السلبيات ويضخمونها ويعيشون فيها فقط فيهاجمون كل شيء وأي شيء ويكسرون بمعاول الاكتئاب كل شيء إيجابي مهما كان صغيرًا وينفسون نيران غضبهم في وجوه بعضهم البعض ووجوه الآخرين ثم يغرقون في السلبية واليأس لأن "مافيش فايدة" حسبما قال الزعيم سعد زغلول، فأنا من مدرسة "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" حسبما قال الزعيم مصطفي كامل وأنا أحب هذا الوطن واهتم بحاله ويعنيني مستقبله وأحلم به أعظم الأوطان!

لذا أسال نفسي وأسألكم بمناسبة الانتخابات الرئاسية القادمة في منتصف عام 2011 بضعة اسئلة مشروعة!

في منتصف عام 2011 المقبل ستجري الانتخابات الرئاسية، سيتنافس مجموعة من المرشحين فيما بينهم علي ذلك المنصب الخطير وفي النهاية ستنحاز الصناديق الانتخابية وأصواتها لأحدهم، فيفوز بالمقعد واعبائه لمدة ست سنوات قادمة، هكذا الأمر ببساطة وبشكل نظري!

ولأن المعركة الانتخابية الرئاسية لم تبدأ بعد، فالجميع وأعني الجميع لا يعلم من سيترشح لها ولا من سيتنافس علي مقعدها ولا من سينجح ويفوز بمقعدها؟ لا أحد في الحقيقة يعرف ماذا سيحدث مهما تصوروا أو ادعوا العلم!

لكن هذا لا يمنع أن يفكر الكثيرون وأنا منهم فيما سيحدث في تلك المعركة وكيف ستتم وما الذي ستسفر عنه، فهي معركة شديدة الاهمية ستؤثر في حياة وطننا وحياتنا السنوات القادمة!

في البداية اتصور، وأنا لست حزبية أو منضمة لأي حزب معارض لكنني اصنف نفسي ومنذ سنوات بعيدة في خانة المعارضين للحكومة الحالية وحزبها الحاكم اعتراضا علي سياساتها الاقتصادية الاجتماعية المنحازة للاثرياء والأغنياء علي حساب الطبقة المتوسطة وعموم طبقات الشعب بكل مايترتب علي تلك السياسات من واقع يومي وحياة صعبة بغيضة - اتصور أن تكون الأحزاب السياسية كلها بما فيها الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة قد أوشكت علي الانتهاء من استعداداتها لخوض تلك المعركة المهمة سيما أن ميعادها معروف ومحدد منذ خمس سنوات ويزيد.

والاستعدادات التي أعنيها تحديدا أن يكون كل حزب من الأحزاب السياسية التي يسمح لها الدستور - علي وضعه الحالي - بالمشاركة في تلك العملية الانتخابية قد أعد شخصية قيادية بارزة تعبر عن خطته وبرنامجه السياسي وتصلح للمنافسة علي ذلك المقعد! بمعني نظري آخر يفترض أن تكون كل تلك الأحزاب قد عرفت واختارت وحددت فعلا مرشحها القادم في تلك المعركة الذي تراه صالحا لقيادة الوطن لسنوات ست مقبلة وتكون قد قدمته - أو ستقدمه فورا - لجمهور الناخبين وروجت له وعرفتهم بمميزاته الشخصية وسماته القيادية وصلاحيته لتولي ذلك المنصب الخطير!

إذ لا اتصور ان تصمت الاحزاب السياسية عن تعريف الناخبين والاصوات الانتخابية بمرشحيها لرئاسة الجمهورية حتي لحظة فتح باب الترشيح قبل الانتخابات بشهر أو شهرين، لان المرشح لذلك المقعد الرئاسي ليس مجرد مرشح عادي في دائرة انتخابية أو مجلس محلي أو مكتب تنفيذي بنقابة مهنية او عمالية أو اتحاد كرة، بل هو سيكون مرشحا لمنصب شديد الخطورة بالغ التأثير في حياتنا لسنوات ست فلا يمكن ان يطرح هذا الاسم أو ذاك قبل شهر أو شهرين قبل الانتخابات الفعلية هذا من ناحية.

ومن ناحية أخري لا اتصور ان يقاطع اي من تلك الاحزاب السياسية الانتخابات الرئاسية القادمة أو لا يشارك فيها بزعم أن القيود الدستورية تحول بينهم وبين معركة انتخابية حقيقية، لان تلك القيود الدستورية - حسبما يرون - موجودة منذ عام 2005 وقت ادخال التعديلات علي بعض نصوص الدستور، ولأن الأحزاب السياسية لم تنجح لأسباب كثيرة - لا مجال لذكرها - في الغاء تلك القيود او تعديل موادها لما تراه - من وجهة نظرها - يحقق مناخا ديمقراطيا مناسبا للانتخابات.. فاذا كانت الأحزاب لم تقو علي إحداث التغييرات الدستورية التي تنادي بها طيلة خمس سنوات ويزيد، والانتخابات الرئاسية قادمة في ميعادها عام 2011 تحت مظلة القيود الدستورية الحالية، فإنه لا يكون أمام تلك الأحزاب حرصا علي مصداقيتها ووجودها في الشارع السياسي ومستقبلها إلا خوض تلك المعركة بمنطق "البحر من خلفكم ومعركة الانتخابات الرئاسية من أمامكم" ربما نجاح أحد مرشحيها في تلك الانتخابات يمكنها من إجراء التعديلات الدستورية التي تطالب بها! إلا إذا كانوا سيقنعون بالصراخ والمطالبة ثم المقاطعة والاحتجاب سبيلاً وحيداً قدريا لمشاركتهم السياسية في حال الوطن!

فليس منطقيا وبمناسبة "مولد الانتخابات" أن "تتمترس" تلك الأحزاب السياسية خلف تلك القيود والضوابط الدستورية المعروفة سلفا لتبرر عدم مشاركتها في المعركة الانتخابية الأهم بالنسبة للوطن - سيما أن الفرصة الواقعية - بصرف النظر عن إمكانية اقتناصها من عدمه - لتجاوز تلك القيود الدستورية الواردة في المادة 76 من الدستور ممكنة في الانتخابات البرلمانية القادمة عام 2010 فالمجالس البرلمانية - مجلس شعب وشوري - التي سيتم انتخابها خلال هذا العام 2010 هي التي ستزكي وتؤيد وتدعم مرشح الرئاسة القادم ولأن النسب التصويتية التي سيحصل عليها كل حزب وعدد أعضائه في مجلس الشعب ستحدد قدرته في التقدم بمرشح من هيئته العليا المنتخبة للمقعد الرئاسي من عدمه، إذن علي الأحزاب السياسية أن تسعي لتحقيق انتصارات - ولو جزئية وبسيطة - في الانتخابات البرلمانيه القادمة والحصول علي نسبة الـ5٪ من الأصوات التي تتيح لها التقدم بمرشح من هيئتها العليا للانتخابات الرئاسية.

واتصور أن الأحزاب السياسية تعرف هذا الامر - ومفترض أن تكون قد استعدت له جيدا خلال الخمس سنوات الماضية - فالانتخابات البرلمانية القادمة لاتستمد اهميتها فقط من انها اختيار للمؤسسات التشريعية والنيابية بما لذلك من اثر علي السياسات والقرارات وتشكيل الحكومة بل تستمد اهميتها القصوي من انها "درجة السلم الأولي" اللازم اجتيازها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية ذاتها.

إذ ليس منطقيا ان تخرج علينا الاحزاب بمفاجأة عدم الاستعداد لتلك المعركة الانتخابية الرئاسية وعدم اعداد مرشحيها لخوضها بزعم انه يستحيل عليها المنافسة الشريفة - من وجهة نظرها - علي المقعد الرئاسي لان القيود الدستورية تمنع ذلك وتحول بينها وبينه سيما ان المعركة الانتخابية البرلمانية ستسبق الانتخابات الرئاسية وهي التي ستتيح نتائجها للمنتصرين المشاركة والتنافس علي المقعد الرئاسي.

درجة السلم الأولي

اذ ليس معقولا ولا مقبولا من الاحزاب السياسية التي تهتم بشأن الوطن وحاله وتري له مستقبلا ذا شكل محدد - يختلف بالطبع مع ما يراه الحزب الحاكم - حسب برامجها وخططها الاستراتيجية ان تمتنع عن تقديم مرشح للمقعد الرئاسي علي اهميته القصوي تحت اي حجج او مبررات، لان النتيجة الوحيدة لذلك السلوك هو ترك ساحة المنافسة الانتخابية فارغة ثم العودة وبعد اعلان النتائج أيًا ما كانت العودة للانتقاد والمعارضة حتي الموت!

فعدم المشاركة الحقيقية والمنافسة القوية في تلك المعركة الانتخابية - الانتخابات الرئاسية - من قبل الاحزاب والقوي السياسية الحالية في حقيقته يعني ان تلك الاحزاب والقوي قنعت بدورها علي المسرح السياسي باعتبارها مجرد كيانات معارضة خلقت وستعيش وتموت لتعارض وتنتقد وفقط لكنها اعجز - بصرف النظر عن الاسباب الحقيقية - من التأثير الحقيقي في الواقع وتغيير حاله فلا يبقي لها الا من ممارسة سياسية وحزبية الا "الكلام" و"الكلام وبس" سواء في صحفها او علي لسان اعضائها في برامج "التوك شو" وهذا امر لايغير واقعًا ولا يصنع مستقبلاً ولا يكسب الانتخابات ولا يحقق انتصارات بل انه مسلك واقعي يكرس وجود وبقاء كل من تنتقدهم تلك الاحزاب، لانهم واقصد هنا الحكومة وحزبها الحاكم واغلبيته في المجالس النيابية - لانهم سيملأون الدنيا صياحا وضجة انهم الوحيدون القادرون بصرف النظر عن الاسباب الحقيقية لهذا - علي الممارسة السياسية الواقعية و"بطلوا دوشه بقي! "بل ولان قنوع المعارضة بدورها" كا كـ"كومبارس" ومجرد سنيد لاكتمال شكل اللعبة علي المسرح السياسي" سيترتب عليه ايضا بقاؤهم - اقصد الحكومة وحزبها الحاكم - علي مقاعدهم للابد بوقود انتشار اليأس في نفوس الناخبين من امكانية التغيير واستحالته الواقعية، وهو امر - وقت اللوم - لا يتحمل الحزب الحاكم مسئوليته عنه وحده بل تشاركه في ذلك الاحزاب والقوي والمجموعات السياسية القانعة واقعيا بلعب دور المعارضة ليس الا!

ماذا فعلت الاحزاب السياسية استعدادا لتلك المعركة الانتخابات الرئاسية 2011! فاذا كان معظم المصريين قد غضبوا في انتخابات 2005 من معظم المرشحين للانتخابات الرئاسية - مع احترامنا لشخوص الجميع - واعتبروا ترشيحهم في ذاته وليس نجاحهم في الانتخابات امرا لايليق بحجم الوطن وتاريخه ودوره الاقليمي ولابحجم مشاكله ولا مسئولياته ولا هموم الشعب واحلامهم، فها هي اعوام خمسة مرت منذ الانتخابات الاولي واوشكت معركة الانتخابات الثانية علي الاقتراب والبداية، فما الذي حدث في تلك الاعوام استعدادا لتلك المعركة والانتخابات؟ ما الذي جهزته الاحزاب والقوي السياسية المصرية لمعركة الانتخابات الرئاسية القادمة 2011؟

من هي الشخصيات والرموز المرموقة التي اعدتها الاحزاب السياسية لخوض معركة الرئاسة القادمة وهي الشخصيات التي قد تنجح في الانتخابات وتتولي حكم مصر لسنوات ست قادمة! ماهو تاريخهم السياسي وحجم عطائهم العام الذي يدعم ترشيحهم ويرجح مصداقيتهم فيما سيقولونه للشعب والمواطنين وجمهور الناخبين من برامج وخطط واهداف كوعود انتخابية يسعون لتحقيقها في حالة نجاحهم؟ من هو ذلك القائد الذي سيقدمه كل حزب او تيار سياسي ليقود الوطن لسنوات ست مستقبلية؟ مارصيد ذلك المرشح في حزبه وامام جماهير الناخبين وجماهير الشعب عموما الذي يؤهله لشغل ذلك المنصب ويؤكد كفاءته وصلاحيته لتوليه ومباشرة مهامه الخطيرة، ما هو تاريخه وحجم ونوعية خبراته الإنسانية والسياسية التي تؤهله لتولي ذلك المنصب الخطير في حياة الوطن.. نحن لا نتكلم عن مقعد نقابي ولا حتي عن مقعد برلماني علي أهمية تلك المقاعد، بل نتحدث عن المقعد الرئاسي الذي سيحكم حياتنا ووطننا سنوات مستقبلية قادمة!!!

من نصدق ونثق فيه

من هم هؤلاء الذين ستتقدم الأحزاب والتيارات السياسية بأوراق ترشيحهم لحظة بداية المعركة الانتخابية علي المقعد الرئاسي اتصور في البداية وبشكل بديهي ومنطقي، أن أي مرشح من هؤلاء الذين يعدون العدة وتعدهم أحزابهم للترشح للانتخابات الرئاسية، سيكون معروفاً كشخصية عامة لدي معظم المواطنين المصريين بصرف النظر عن تأييدهم له من عدمه، فلو رشح أحد الأحزاب للمقعد الرئاسي شخصية - حتي لو كانت من ضمن قياداته الحزبية الرفيعة - لا يعرف معظم المواطنين اسمها وتاريخها لتحول الأمر لنكتة "بايخة" وافصح عن عدم جدية من ذلك الحزب واقتصار الأمر علي مجرد مشاركة صورية من أجل صفحات كتب "التاريخ" ليس إلا!!! من هم هؤلاء الذين ستتقدم بأسمائهم وشخوصهم وتاريخهم أحزاب المعركة للتنافس علي المقعد الرئاسي في انتخابات 2011 ما الذي نعرفه عنهم وما الذي يعرفونه عن الوطن ما هي الدلائل التي ستقدمها لنا الأحزاب السياسية لنثق في هؤلاء ونصدقهم ونمنحهم أصواتنا ونحملهم لكرسي الرئاسة وقيادة الوطن لمدة سنوات ست قادمة؟

هل ستري الأحزاب - من وجهة نظرها - أن ترشيح أحد قادتها أو أعضائها البارزين للمقعد الرئاسي أنه - ويكفيه فخراً - من ضمن قادتها ليس إلا حتي لو كان بلا تاريخ أو لا يعرفه الناس؟ هل تعتبر الأحزاب أن قيادة أو عضوية أو مشاركة أي شخص مهما كان مرموقاً ومع احترامنا للجميع في نشاطها الحزبي يكفي لترشيحه لخوض معركة انتخابات الرئاسة، وبمعني آخر هل تعتبر الأحزاب السياسية المعارضة أن أي مرشح ستتقدم به لجمهور الناخبين يكفيه للترشح وخوض مثل تلك المعركة الخطيرة أنه فقط يعارض الحكومة ويقود أو يشارك في قيادة الحزب السياسي المعارض باعتبارها مسوغات الترشيح من وجهة نظر الأحزاب أي أنه مجرد كون ذلك المرشح الحزبي معارضًا للحكومة فهذا يكفي في حد ذاته للتقدم للمقعد الرئاسي!!!

لا أظن هذا.. فالوطن وأحزابه السياسية المعارضة وصحفه اليومية وقنواته المحلية والفضائية وبرامجه الإذاعية والتليفزيونية يمتلئ بالمعارضين ويموج بالغاضبين، ممن ينتقدون يومياً كل شيء وأي شيء، ابتداء من معارضة توريث الحكم انتهاء بمعارضة طريقة كلام مذيعة في أحد برامج التوك شوي مروراً برغيف الخبز وفساد رجال الإدارة المحلية وانتقاد رجال الأعمال والنظام التعليمي وقانون المرور وغلاء البنزين وقانون الطوارئ وسلوك مدرس في مدرسة ابتدائية مروراً بالأحكام القضائية لكن كل هذا لا يكفي لمنح أي شخص من هؤلاء مع احترامنا للجميع الثقة والمصداقية اللازمة لحمله لمقعد الرئاسة وقيادة الوطن سنوات ست قادمة!!!

فليس مهماً أنك تعارض وتعارض وتعارض وتنتقد وتغضب وتغضب، فالقدرة علي معارضة الحكومة - ولو بنجاح منقطع النظير - ليس في ذاته صفة تمنح صاحبها المصداقية والثقة!! المهم ماذا بعد الانتقاد والمعارضة؟؟ ماذا تطرح وبما تؤمن ولأي شيء تسعي؟ تنتقد قانون المرور ماذا تقترح؟؟ تنتقد الأحكام القضائية ماذا تقترح؟؟ تنتقد اهدار كرامة المواطنين المصريين في بلدان الخليج ماذا تقترح؟؟ تنتقد رجال الأعمال وسطوتهم ونفوذهم المالي والسياسي ماذا تقترح؟؟ تنتقد الغلاء ورفع الأسعار ماذا تقترح؟ تنتقد قانون الطوارئ وقوانين مكافحة الإرهاب ماذا تقترح؟؟ تنتقد الدستور المصري الحالي أو بعض نصوصه ماذا تقترح؟؟ تنتقد اتفاقية كامب ديفيد ماذا تقترح؟؟ ليس فقط ماذا تقترح، بل وإلي أين ستقود الوطن باقتراحاتك وسياستك التي تسعي لتحقيقها؟؟ إذا كنت ضد اتفاقية كامب ديفيد مثلاً، ماذا تتصور، نلغيها، ماذا يعني هذا وماهي اثاره الواقعية، الاستعداد للحرب ضد إسرائيل؟؟ ماذا تقترح لهذا الاستعداد؟؟.. إلي آخره!!! ليس مهمًا أن تنتقد، أو تقترح اقتراحات مرسلة، بل المهم جداً - ليس لي بل لكل الناخبين - ممن سيحملون في اعناقهم عبء ومسئولية انتخاب هذا الشخص أو ذاك لمقعد الرئاسة، مهم أن يفهم الجميع ماهي الآثار الواقعية الحقيقية التي ستترتب علي أي اقتراح أو شعار أو قرار يرفعه المرشحون للانتخابات الرئاسية وكيف سيؤثر في حال الوطن وحياة المواطنين، مهم جداً أن نفهم من كل المرشحين ماالذي يسعون إليه من سياسات وماهي النتائج الواقعية التي ستنعكس علي حياتنا من تلك السياسات، حتي لا يأتي يوماً نلومهم أو ننتقدهم أو نكذبهم أو نكره حياتنا - أكثر وأكثر - بسبب نتائج سياساتهم وشعاراتهم التي طرحوها أثناء المنافسة علي المقعد الرئاسي!!!

لذا أعود واكرر وأسأل الأحزاب والقوي السياسية التي تسعي لخوض معركة الانتخابات الرئاسية ولديها مرشحوها الصالحون - من وجهة نظرها - لخوض تلك المعركة والانتصار فيها والجلوس علي مقعدها، أسألهم ماهي برامجهم الواقعية التي يسعون لتحقيقها خلال السنوات الست التي يطمحون لحكم هذا البلد الكبير العظيم "مصر" بمواطنيها الثمانين مليونًا؟ وعندما أقول برامج واقعية أعني بدقة ما أقوله، لأني لا أنتظر ولن أقبل أن يخرج علينا المرشحون لذلك المقعد الخطير بشعارات مطلقة وأقوال مرسلة وأوهام وبرامج عامة لاغرائنا واغوائنا نحن جمهور الناخبين لتأييدهم، فالشعارات الكبيرة والبرامج العامة دائماً مغرية وجذابة وخادعة وكاذبة وفي نفس الوقت تقي صاحبها من إمكانية المحاسبة علي صدقه وجديته!! لن أقبل لا أنا ولا غيري من المصريين حملة البطاقات الانتخابية المعنيين بالأمر أن يخرج علينا أي حزب أو تيار سياسي أو مرشح بقوله مثلاً أنا ضد الفساد!!! أنا مع الديمقراطية وحقوق الإنسان!! أنا مع العودة للاخلاق وأسعي لنشر الدين!!! سأسعي من أجل مستقبل جميل ومواطنين سعداء!!! هذا كلام عام مرسل و"طق احناك" و"مايأكلش عيش" كما يقول الناس في الشارع، ماالذي تهدفون بشكل واقعي وحقيقي لتحقيقه - في إطار معرفتكم الدقيقة بالواقع المصري وأحواله وسلبياته وعيوبه وأحلامه وأمنياته - إذا ما انحازت الصناديق الانتخابية واصواتها لصالحكم؟؟

مستقبل الوطن وحلمه

ما هي وجهة نظرهم في مستقبل الوطن الذي يطمحون في حكمه لسنوات ست قادمة؟؟، ماهو حلمهم للوطن، ما رأيهم في دوره الإقليمي في مكانته العربية علاقته بالعالم الأول والعام الثالث، ما رأيهم في قضية تداول السلطة ومقاعد الحكم شكل الديمقراطية التي يبغون لتطبيقها في المجتمع، ما هو موقفهم من الدستور الحالي، وهل يرغبون في تغييره أو بعض نصوصه وما هي التعديلات التي يطمحون فيها ولماذا، ماهو موقفهم من الحياة السياسية وتعدد الأحزاب، مارأيهم في قضية الأحزاب السياسية الدينية مسلمة كانت أو مسيحية أو أي شيء آخر؟، ماهي سياساتهم وبرامجهم التفصيلية الاقتصادية الاجتماعية المستهدف تحقيقها أو جزء منها خلال السنوات الست القادمة؟ ماهي انحيازاتهم الطبقية والسياسية والفكرية؟ ماهو موقفهم من إسرائيل والتطبيع والقضية الفلسطينية واتفاقية كامب ديفيد؟ ماهو موقفهم من الطبقات الفقيرة والعدالة الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص من حرية السوق الاقتصادي وكرابيجه، ماهو موقفهم من الحريات العامة واستقلال القضاء وقانون الطواريء وقوانين مكافحة الإرهاب، ماهو موقفهم من الفساد واستغلال النفوذ والمحسوبية والوساطة؟ وماهو موقفهم من الدولة المدنية وهل يؤمنون بها وماموقفهم من الأزهر والكنيسة وسلطاتهم الدينية التي يسعون لدعمها وتكريسها علي المواطنين في جميع جوانب الحياة، ما رايهم في حرية العقيدة وحقوق المواطنة وحقوق الأقباط وحقوق النساء واستقلال القضاء والنقابات العمالية وخصخصة القطاع العام، مارأيهم في الغلاء وارتفاع الأسعار وماهي تصوراتهم لمعالجة ذلك الامر أن كانوا يرونه مشكلة، مارأيهم في العلاج المجاني والعلاج الاستثماري والمستشفيات الخاصة؟ ما رأيهم في مشكلة المرور وكيف يروم حلها، مارايهم في مشكلة "سنة سادسة ابتدائي" و"عام الفراغ التعليمي" مارايهم في التعليم الخاص والاجنبي سواء في المدارس أو الجامعات، مارأيهم في السياسة الضريبية الحالية وإذا كان يسعون لتغييرها في أي اتجاه ولماذا؟ ما رأيهم في الحرية البحث العلمي وحرية الإبداع والفن، ماهي وسيلتهم لجعل حياة المواطنين أسعد وأبهج وأكثر فرحة وراحة وأكثر قيمة وأكثر فائدة وأكثر إنتاجية وأكثر استقلالا واكثر كرامة واحتراما؟ واتمني ألا يخرج أحد يقول، هذا كلام تفصيلي يخرج عن نطاق المعركة الرئاسية التي تهتم أساسا بالخطط والشعارات العامة، اتمني ألا يخرج أحد يقول هذا، لأني سأعرف فورا أنه يسعي لخديعة الناخبين وأنا منهم، يسعي للحصول علي تأييدنا علي "بياض" عن طريق "زغللة عيننا" بشعارات كبيرة براقة تروي عطشا داخل نفوس المواطنين لتغيير حياتهم للأفضل، فمن لايملك برامج تفصيلية لكل شيء في حياتنا يستطيع إقناعنا بأنها ستحقق مصلحتنا وتجعل حياتنا أجمل فهو في الحقيقة لايقوي علي قيادتها مهما قال وصال وجال وعارض وانفعل! الانتخابات الرئاسية في عام 2011 من استعد لها وكيف استعد؟

الفقرة الأخيرة - بمناسبة الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2011 ولأني أملك بطاقة انتخابية أحس مسئولية جسيمة تجاه الوطن فصوتي من ضمن ملايين الأصوات التي ستصنع مستقبل هذا الوطن.. ربما أحلم بالتغيير ولا أملك تحقيقه، لكني قطعا لن أشارك باي شكل كان في إشاعة اجواء الفوضي وتدمير الوطن التي تستغل أحلام المواطنين في تغيير حياتهم للأفضل فتروج بينهم للتغيير العشوائي العبثي باعتبار (مش حنخسر حاجة!)، هذا الكلام ليس صحيحًا، لدينا ألف مليون حاجة ممكن نخسرها لو سادت روح التغيير العشوائي العبثي ودمرت الوطن ومستقبله، أحلم بالتغيير للأفضل وليس التغيير فقط!

الجملة الأخيرة - أن يتصور البعض أن أحلام المواطنين في تغيير حياتهم للأفضل ستدفعهم دفعا لمنح أصواتهم "علي بياض" لأي شخص يتقدم لهذه الانتخابات من باب "أهو تغيير والسلام" إنما هو تصور واهم فالشعب المصري أذكي وأعقل كثيرا من الوقوع في ذلك الشرك، نحن لدينا أحلام فمن يقوي علي تحقيقها ويستطيع تحمل مسئوليتها هو الجدير بأصواتنا، أو سننتظره حتي يأتي، هكذا الأمر بوضوح!

السطر الأخير - أنا منحازة للشعب وللوطن لذا أنا اقف في خندق المعارضة، لكني لا أعارض من اجل المعارضة، بوصلتي هي مصلحة الوطن ومصلحة أبنائه حسبما أراها، اقول هذا لمن فقد بوصلته وصار يعتقد أن المعارضة في ذاتها عمل عظيم حتي لو "احترقت البلد"، فمثل هؤلاء يخيفونني جدًا وطبعا لن أثق فيهم ولن أصدق شعاراتهم مهما كانت براقة ولن امنحهم صوتي بل سأقاومهم أقاوم أفكارهم المدمرة قدر ما أستطيع!

الكلمة الاخيرة - أحب هذا الوطن جدًا!

نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه عدد الخميس 21 يناير 2010

الخميس، 14 يناير 2010

جرائم ضد مصر




أنا غاضبة جدا ..... مما حدث في وطننا في الاسبوع الاول من هذا العام .. غاضبة مما حدث علي حدودنا ، غاضبة مما حدث في نجع حمادي ، غاضبة جدا جدا !!!

أنا غاضبة مما يحدث علي حدودنا مع غزة، شباب فلسطيني يرشق حدودنا بالحجارة، يتجمعون امام حدودنا ويلقون حجارتهم علي حدودنا وجنودنا ، كأن اسرائيل محيت من الوجود ولم يعد لهم عدو الا المصريين وحدودهم !!! ولا يحاول احد خداعي باعتبار أن رشق حدودنا عمل صبياني أو انفعالي أو غير منظم من مجموعة صبية صغار ، فهؤلاء الصبية هم ابطال انتفاضة الحجارة التي تغنينا بها وكتبنا الشعر فيها ، فمالهم غيروا وجهتهم بدل صدور الجنود الإسرائيليين ودبابات جيشهم لحدودنا الوطنية، فالذي حشد هؤلاء الشباب وافهمهم - كذبا وزورا وبهتانا - ان مصر هي السبب في حصار غزة هو الذي حرض ودفع هؤلاء الشباب لرشق حدودنا بالحجارة وحرضهم علي التطاول علي سيادتنا الوطنية باعمال صبيانية تافهة لن تنال من حدودنا طبعا لكنها مثل اللعب بالنار لايحرق الا العابثين به! حرس الحدود

والامر لم يقف عند رشق الحدود بالحجارة، بل تمادت حماس فضرب احد قناصيها المحترفين جنديا مصريا من جنود حرس الحدود فوق برجه وأرداه قتيلا !!! والامر برمته منحط جدا ، سواء رشق حدودنا بالحجارة أو اطلاق النار علي جنودنا ، الامر برمته منحط ويفصح عن قرار سياسي وليس عملاً عشوائيا أو عبثيا، حماس قررت - واقول حماس لانها السلطة القابضة علي زمام الامور في قطاع غزة لدرجة اعتقال الفلسطينيين ابناء الفصائل الاخري ومعارضيها في سجون وغرف احتجاز لاتقل شراسة عن السجون الاسرائيلية لكن ناشطي حقوق الانسان يغضون البصر ويفقأون اعينهم عما يحدث لانه في النهاية يضعف القضية الفلسطينية حسب تبريراتهم - تكثيف الضغوط علي مصر وحكومتها لفك الحصار عن غزة كأن مصر هي التي حاصرت غزة وليست اسرائيل ، حماس لاتضغط علي اسرائيل ولايتظاهر الاردنيون امام سفارة اسرائيل غضبا من حصار غزة بل يتظاهرون ضد السفارة المصرية وامامها ، حماس قررت ان الهجوم علي مصر عمل جهادي مقدس اما الهجوم علي اسرائيل فامر لانسمع عنه فلم نر قناصيها يضربون الجنود الاسرائيليين ولم نر مظاهرات ضد سفارات اسرائيل في اي بقعة في العالم ، ما يحدث يوضح ان رشق الحجارة وضرب الرصاص واصابة الجنود والضباط المصريين وتكرار هذا وكسر الحدود قبل ذلك ليس الا عملاً منظمًا قررت حماس به خوض معركة ضد مصر !!!!

لا أقبله ولن أقبله

لا افهم ، لماذا قررت حماس تحويل جهادها لمصر ، لا في الحقيقة افهم كل شيء لكن لايعجبني ولا اقبله ولن اقبله ابدا، لماذا اعتبرت حماس ان الاعتداء علي الحدود المصرية واقتحامها ورشقها بالحجارة ورصاص القناصة عمل وطني جهادي حماسي فلسطيني عظيم ، كان حربهم مع اسرائيل انتهت ومشاكلهم مع السلطة الفلسطينية حلت ولم يبق لهم الا مصر، يرشقون حدودها بالحجارة ويطلق قناصوها الرصاص علي حدودنا وجنودنا، فنفقد وسط هذا الجنون شابا جنديا مصريا في مقتبل العمر يموت بالنيران الفلسطينية العربية، احمد الشهيد المصري الذي اغتيل برصاص حماس دمه في رقبة حماس ليوم الدين ولن يغفر لهم المصريون ابدا انهم حرضوا قناصيهم علي ضرب حدودنا بالرصاص بدلا من صدور الجنود الاسرائيليين ، أنا غاضبة جدا من اي مصري يبرر ذلك الاغتيال باي حجة، فالتضامن مع غزة أو فك الحصار عنها أو دخول قافلة شريان الحياة أو منعها أو اقامة أو هدم الحاجز العازل علي الحدود المصرية والغضب من هذا أو تفهمه وفهم مبرراته ودوافعه ، كل هذا لا يبرر جريمة حماس ضد مصر واطلاق الرصاص علي حدودنا ، نعم سنتمتع بضبط النفس نعم لن نرد الرصاص برصاص نعم لن نضرب اشقاءنا العرب المسلمين علي الحدود المصرية لكن في القلب جرحًا عميقًا لن يشفيه اي مبررات أو مزاعم أو حجج !!!

إسرائيل أولي برصاصكم

ليس لحماس ان تضرب رصاصها علي حدودنا المصرية فاسرائيل التي تحتل اراضيهم اولي بكفاحهم ونضالهم ورصاصهم ، ومصر - اذا كانوا ينسون أو يخلطون الامور عمدا - ليست اسرائيل التي تحتل بلادهم ، مصر ليست اسرائيل التي تحاصرهم ، نعم بين مصر واسرائيل اتفاقيات سلام أنا شخصيا كنت اتمناها لاتوقع ومازلت اتمني الغاءها ، نعم بين مصر واسرائيل تطبيع كريه للعلاقات أنا شخصيا اتمناه ينتهي ، لكن هذا لايعني ان مصر هي عدو فلسطين ولا عدو حماس ، في نفس الوقت ليس من حق حماس ولا اي قوي فلسطينية ايا ماكانت ان تتصور انها تملك الحق ان تتدخل في الشأن المصري الداخلي وامور السيادة الوطنية بهدف تغيير السياسة المصرية لصالح اهدافها الخاصة مهما كانت نبيلة أو عظيمة !!! مايحدث مستفز للغاية !!!! أنا اختلف كثيرا مع السياسة المصرية والحكومة المصرية في الكثير من قراراتها سواء الخارجية أو المحلية الداخلية،

لكني اقرر بوضوح لمن لايفهمون ان السياسة المصرية والاتفاقيات المصرية شأن مصري داخلي لايحق لاحد مهما كان ان يتدخل فيه الا المصريون وفقط ونحن أولي بقضايانا وهم أولي بقضاياهم وغير هذا يصبح ابتزازًا وعبثًا وتدخلاً مرفوضًا في الشأن المصري وكاننا عدنا قصر نحتاج لوصاية وتوجيه وضربات العصي أو رصاص القناصة لسمع الكلام وتنفيذ مايمليه علينا الاخرون! ان دم احمد الفلاح المصري الشاب بسنوات عمره الاثنين وعشرين ابن بني سويف المجند الواقف علي حدودنا في رقبة كل من يبرر ذلك التصرف أو يغض الطرف عنه ، وبصرف النظر عن السياسة والاعيبها وعلاقة ايران بحماس بقطر وبصرف النظر عن تعمد الهجوم علي مصر والهاء الفلسطينيين في غزة بالصراع الوهمي مع مصر تبريرا لصمت حماس عن اسرائيل واحتلالها ، بصرف النظر عن كل هذا ، دم احمد في رقاب القتلة ممن حرضوا علي قتله أو صمتوا عن قتله ، دم احمد في رقبتهم دم احمد في رقبتهم!!! ويتعين علي الحكومة المصرية ان تبذل كل المساعي والضغوط لمنع تكرار مثل تلك الجريمة، نعم اتفهم ضبط النفس لكني واثقة ان الدولة المصرية والسلطات المصرية تملك من الادوات والضغوط والاساليب المختلفة والدبلوماسية القوية ما يمنع تكرار تلك الجريمة منعا باتا !!! ليس مقبولا للمصريين ان يموت ابناؤهم برصاص حماس !! ليس مقبولا ابدا !!! فماارتكبته حماس ليس الا جريمة ضد مصر كلها !!!

بيادق الشطرنج

ايضا أنا غاضبة مماحدث في نجع حمادي ليلة السابع من يناير ، حين اطلق بعض الارهابيين أو المجرمين المأجورين الرصاص علي الاقباط وهم خارجون من الكنيسة ليلة العيد فسقط بعضهم قتيلا وبعضهم جريحا !!! فما حدث بالتاكيد جريمة طائفية عنيفة قصد منها استفزاز الاقباط ليس في نجع حمادي فقط بل في مصر كلها ، فليلة العيد وبعد صيام طويل وبدلا من الاحتفال بالعيد واجوائه الآمنة، تقع مذبحة فجة فظة يضيع ضحيتها شباب في سن الزهور ومقتبل العمر ماتوا وهم يرتدون يرتدي ملابس العيد الذي لم يكونوا قد احتفلوا به بعد! وبدلا من الاحتفال بالعيد يعلن الكثير من الاقباط الحداد ويرفضون التهاني وهم محقون، فكيف نحتفل بالعيد وشبابنا الصغير مات علي باب الكنيسة ، ويطالبون البابا بالصوم الاحتجاجي والاعتكاف في الدير ويبكي القساوسة والآباء في كل الكنائس المزينة جدرانها بصور القتلي الصغار بلاذنب أو جريرة! ماحدث قصد به استفزاز الاقباط ودفعهم دفعا للمواجهات العنيفة مع المسلمين جيرانهم وزملائهم في الحي والعمل ،

ومن تعمد استفزاز الاقباط يعلم جيدا وهو يحرك بيادق الشطرنج ان المسلمين لن يصمتوا علي الاعتداء عليهم والاستفزاز والعنف والاهانة ولو كانت هي ليست الا ردا من الاقباط علي العدوان عليهم ، من حرك بيادق الشطرنج يعلم جيدا انه يدفع الوطن لكارثة تخربه وتمزق اوصاله وتنشر النيران الطائفية المرعبة في ربوعه! ماحدث في نجع حمادي جريمة طائفية بشعة تمس امن الدولة العليا ، فإذا كانت النيابة العامة وسلطات الدولة تعتبر ان توزيع منشور تافه أو تظاهرة من خمسة اشخاص بمطلب ساذج أو اجتماع لمجموعة ناشطين سياسيين علي قهوة هي اعمال تمس امن الدولة، واذا كانت النيابة العامة وسلطات الدولة تعتبر ان قنبلة بدائية هنا أو هناك من مأجورين أو عملاء أو جواسيس امرا يمس أمن الدولة العليا ويلزم مواجهته بكل حسم ، فمابال من يمزق جسد الوطن بنصل بارد ويشعل الحرائق في امن مواطنيه ويروع ابناءه واطفاله ويهددهم جميعهم بالخراب والدمار ، اليس هذا جريمة امن دولة عليا يلزم التعامل معها بمنتهي الحزم واليقظة والقوة، فأمن المصريين ليس عبثا لقاتل مأجور أو مسجل خطر أو مختل عقليا ، امن المصريين اهم شيء في هذا الوطن ، ومن يهدد امن المصريين ووطنهم ويروعهم يلزم مواجهة بكل حسم وقوة وعقابه عقابا رادعا يوضح للكل اننا لن نصمت أو نتجاهل أو نتسامح في هذه الجريمة تحديدا !!! فماحدث في نجح حمادي جريمة ضد مصر كلها !!!!

ما حدث في نجع حمادي ليلة السابع من يناير جريمة طائفية بشعة لها اهداف مقصودة ونتائج بشعة يسعي المحرضون علي ارتكابها والمنفذون لها لتحقيقها ، فاشتعال حرائق الفتنة الطائفية هذا الامر ليس ككل مرة، ليس مشاجرة بين اثنين مصريين يتصادف ان احدهما مسلم والاخر مسيحي فتشتعل الدنيا بسبب المشاجرة بنيران الكراهية الطائفية ويتبادل الطرفان العنف والتكسير والحرق وسب الاخرين ، ليس فتاة فرت من اسرتها لاسباب غرامية لكن تصادف وهي مسلمة ان الحبيب مسيحي أو تصادف وهي مسيحية ان الحبيب مسلم بما يترتب علي ذلك القرار من غضب عائلي وفضيحة اجتماعية يصاحبها مزاعم واقاويل واكاذيب طائفية حول التنصير وحول الاسلمة فينفجر العنف ومعني المواطنة كما يقولون دائما باستبعادهم من بعض الوظائف أو اقصائهم من المواقع المنتخبة، الامر هذه المرة ليس حديثا نظريا عن الخط الهمايوني وحق الاقباط في بناء الكنائس ، الامر هذه المرة ليس صراخا من اقباط المهجر أو مظاهرات امام البيت الابيض نتجاهلها ونقول انهم ينفذون اجندة خارجية واقباط الوطن والوطن بخير، ماحدث هذه المرة جريمة طائفية واضحة المعالم ، مورست باستهتار مرعب واجرام منظم حقير ، ولا اظن ان احدا في هذا الوطن يعيش فيه ويعرف أحواله وظروفه لايعرف أو لا يتوقع طبيعة رد الفعل وحجم الغضب الذي سيصيب الاقباط اساسا والمصريين كلهم من جراء مثل ذلك الاعتداء الاجرامي !!!


لااظن احدًا في هذا الوطن لا يقدر الاثار السلبية المفزعة لمثل هذه الجريمة، لذا حين اقول نحن امام جريمة طائفية منظمة وعمل تخريبي بشع يمس امن الدولة العليا لاابالغ ابدا ، وهو عمل تخريبي ارهابي لم يقصد به الاقباط فقط انما قصد به امان الوطن واستقراره ، فدفع المسلمين والاقباط لمواجهات عنيفة ضد بعضهما البعض عن طريق الاستفزاز العمدي للطرفين سيحرق الوطن كله وسيدفع ثمنه المصريون جميعا ولايصب إلا في مصلحة اسرائيل التي لاتفكر في اي شيء الا تقويض امن ذلك الوطن واضعافه فهي الفائزة الوحيدة من خرابه املا في تحقيق حلمها في دولتها العبرية من النيل للفرات !!! نعم ماحدث في صعيد مصر من اعتداء اجرامي علي الاقباط ليلة عيدهم عمل قصد منه امن مصر بزرع الفتنة بين اهلها ودفعهم دفعا للمواجهة العنيفة والقتال المروع !!! فاستثارة غضب الاقباط واستفزازهم وقتل اولادهم وقرة اعينهم شباب جميل زي الورد ليلة العيد خارجين من الكنيسة ليس عملا موجها ضد الاقباط ، بل جريمة ضد مصر، والا قولوا لي بالله عليكم من يستفيد حين يغضب الاقباط ويندفع بعض متطرفيهم للاعتداء علي المسلمين الجيران واهل البلدة فيستفز المسلمين ويندفع بعض متطرفين لرد الاعتداء بالاعتداء علي المسيحيين والاقباط الجيران واهل البلدة، من يستفيد حين يحمل شباب الاقباط وشباب المسلمين في الصعيد القبلي المتعصب العصي والسكاكين في مواجهة بعضهم البعض ، من يستفيد حين تحرق الصيدليات بعضها يملكه مسيحيون وبعضه يملكه مسلمون ،


حين تحرق السيارات بعضها يملكها مسيحيون وبعضها يملكه مسلمون، من يستفيد حين تتحين المحطات الفضائية والقنوات المتطرفة مسلمة ومسيحية - كما تصف نفسها للاسف - ذلك الحدث لسكب الزيت علي النار المشتعلة وتنقل صور الاعتداءات وصور الجثث في المستشفي والمشرحة وفي التوابيت وقت الجنازة وبكاء الامهات الحزينة والرجال المقهورين وصرخات الثأر والانتقام وحين تنقل صور مظاهرات الانتقام والغضب الاسلامي المسيحي ويتحين الفرص في ذات الوقت بعض الناس فيهاجمون الحكومة التي تحاول فرض سيطرتها الامنية فتمنع الغاضبين المتعصبين المتطرفين مسلمين ومسيحيين من الاعتداء علي الممتلكات العامة والشوارع وملكيات الآخرين فلا يستجيبون لتعليمات الامن ولا يلزمهم انضباط أو هدوء ويشتبكون مع رجال الشرطة فيصرخ البعض "الحق الحكومة كمان بتضرب الناس " كان المطلوب ان تترك الحكومة الغاضبين يشعلون البلد وتتفرج عليهم وتتركهم ينتقمون ويثأرون، ولا يقف الامر عند حد الثار والانتقام وتبادل العنف والغضب وترويع الامنين من المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين ،

بل يسكب البعض الزيت المشتعل فوق النيران املا في انفجار مدو مريع، فيتطاول بعض الصبية الحمقي علي الدين الاسلامي ذاته ويتطاول بعض الصبية الحمقي علي الدين المسيحي ذاته ويتنابذون بجهلهم وحمقهم واستهتارهم، ما الذي ننتظره اذا خرج شاب احمق في منتديات الانترنت أو الفيس بوك أو الفضائيات يهاجم الاسلام واوامره ويسخر من تعاليمه ويعتبرها سبب تلك الجريمة الطائفية الشنعاء وما الذي ننتظره اذا خرج شاب احمق في منتديات الانترنت أو الفيس بوك أو الفضائيات يهاجم المسيحية واوامرها ويسخر من تعاليمها ويعتبر مسلك الاقباط وعقائدهم هي السبب في تلك الجريمة الطائفية الشنعاء، ما الذي ننتظره حين يرفع البعض صور الحملات الصليبية ردا علي ماحدث في اقباط نجع حمادي فيرد عليه البعض بشعارات الجهاد !! مالذي ننتظره حين يتمادي البعض في حمقهم ويطالبون بالاستقواء بالغرب الصليبي لياتي بجيوشه ليعاقب المسلمين ردا علي اعتدائهم علي الاقباط والمسيحيين فيرد عليه الاخرون دفاعا عن انفسهم وعقائدهم بصرخات " واإسلاماه " !! ما الذي تنتظره مصر وقت ذاك ؟؟ وما الذي سيحدث فيها؟ وما الذي سيصيب مواطنيها الامنين !!!

أمن الدولة وأمن المواطنين

اكرر بمنتهي الحزن والاسي ان ماحدث في نجع حمادي ليس الا جريمة طائفية بشعة تمس امن الدولة العليا ، لان المقصود بها تقويض امن الوطن وسلامة المواطنين، فجميعنا يعلم لالف مليون سبب ان الدولة المدنية المصرية في خطر ، وان المواطنة في خطر وان الحقوق المتساوية وفقا لاحكام الدستور والقانون في خطر وان الحمم الطائفية الملتهبة تتكون تحت جلدنا والارض التي نسير عليها - بسبب شيوخ الفضائيات وشرائط الكاسيت التي تملأ الميكروباصات ومواقع الانترنت ومنظمات اقباط المهجر جميعهم يثيرون الكراهية بين المسلمين والاقباط ويفرقون بينهم ويستعدونهم علي بعضهم البعض بل علي الدولة ايضا جميعهم يستهدفون شبابنا المسلم بدفعة للتطرف ويستهدفون شبابنا المسيحي بدفعه للتطرف والهجرة - جميعنا نعلم ان شعار الدين لله والوطن للجميع الذي عاش المصريون تحت ظله طويلا بات مهددا بالانقسام والطائفية والمواجهات الدينية البشعة ، جميعنا يعلم ان النتيجة الوحيدة التي سنجنيها من تلك الطائفية البغيضة ليس الا التشرذم والتقاتل واحتراق الوطن وانهيار دولته المدنية ونظامها الحديث ، نعم مصر ليست لبنان وليست العراق ، لكن اعداء الوطن ونحن نعرفهم بالطبع يستهدفون تمزيقها لدويلات وكانتونات طائفية متناحرة ، متصورين ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لكسر قامة تلك الدولة وهزيمتها وتحقيق مكسب عظيم لاسرائيل !! نعم فقط لاسرائيل التي تسعي لرسم خريطة الدم رسما جديدا للمنطقة فتتحول لدويلات طائفية من الاكراد والمارون والاقباط والشيعة والسنة والصهاينة واسرائيلستان !!!

ماحدث في نجع حمادي سواء الجريمة الاصلية البشعة أو ردود الافعال والتداعيات المتوقعة من انفجار الغضب المسيحي ورد الفعل الغاضب المسلم وانتشار الحرائق في المدينة والقري المجاورة ، مثير للغضب نعم ، مثير للخوف نعم ، لكنه الاهم من الغضب والخوف الانتباه والادراك لمعني ماحدث ودلالاته ، ويخطئ الاقباط المصريون ان تصوروا انهم المقصودون من تلك الجريمة وانهم ضحاياها الوحيدون، يخطئ الاقباط المصريون ان تصوروا ان تلك الجريمة اعتداء عليهم يلزم رده باعنف منه ، ايضا يخطئ المسلمون المصريون ان تصوروا ان ماحدث لايخصهم وليس لهم فيه شان ، افيقوا ياسادة، افيقوا ، ماحدث جريمة طائفية وكمين واضح الاشراك ندفع اليه جميعنا دفعا للهاوية !!!

كفانا دفناً للرءوس

افيقوا ياسادة ، افيقوا ماحدث عمل اجرامي منظم مخطط ضد مصر وامنها وامان مواطنيها جميعا وليس ضد الاقباط فقط لكن الصراع الطائفي والانقسام والاحتدام الديني هي ادوات ذلك المخطط ووسائل تحقيقه ووقود حرائقه ، نعم المقصود وقوع مصر وطنا وشعبا في ذلك الكمين ، فننتفض نقتل بعضنا البعض ونحرق ابناءنا وبناتنا وثرواتنا القومية ودولتنا ونخسر جميعا خسائر مروعة لايمكن تداركها ولا تصور حجمها !! ما أسهل ان يضرب الجميع في الجميع ويحرق الجميع ملكيات وممتلكات الجميع ، مااسهل ان نتشاتم ونتشاجر ونتخاصم ونرفع كتبنا المقدسة فوق اسنة الرماح ونرتدي الدروع استعدادا للمعارك المقدسة دفاعنا عن عقائدنا الدينية ونهتف باسم ربنا - سواء مسلمين أو مسيحيين - ليهلك الاعداء المجرمون اعداء الدين ابناء وطننا الواحد ، ما أسهل هذا من الحمقي والمجانين والموتورين وضحايا غسيل المخ ، لكن ذلك لن يزيد مكانتنا عند ربنا ولن يزود حسناتنا ولن يدخل قتلي تلك المعارك المنحطة للجنة باعتبارهم شهداء كما يروج البعض بل سيكونون - جميعهم مسلمين ومسيحيين - في الدرك الاسفل من النار لانهم روعوا الامنين ونشروا الفساد في الارض واحرقوا الوطن ....

كفانا دفنا لرءوسنا في الرمال ، كفانا تجاهلا للمشكلة الطائفية الدفينة كاللغم نروح ونجيء فوقها ببلادة لاندرك قدر قوتها التدميرية الساحقة، كفانا صورا ومؤتمرات وتصريحات كاذبة ومجالس عرفية وتصالحات وهمية، كفانا شحنا وتحريضا للمسلمين والاقباط علي بعضهم البعض، كفانا صراخا وعويلا وحزنا وحدادا، كفانا تشكيل لجان واصدار بيانات، علينا جميعا ان نتكاتف ونتضامن وننتبه الا نقع في الكمين والا تضرب الفتنة في بلادنا تمزقها وتمزقنا ، فليس مهما من السبب فيما يحدث !!!!

فوقت الكارثة لايجدي التحليل البارد لمن بدأ ومن رد عليه، وقت الكارثة لايجدي السجال بين الفرق المتشاحنة لتسجيل انتصارات وهمية علي جثث ابناء الوطن ، نحن جميعا مصريون وهذا هو الشيء المهم ، نحن جميعنا ابناء وطن واحد وعشنا تحت رايته مئات السنين ، نحن جميعا مصريون ومصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا، هذه هي وطنيتنا، اما ديننا فـلله صاحب الامر والنهي وله الامر من قبل ومن بعد ، يحاسبنا جميعنا يوم المشهد العظيم علي خطايانا وذنوبنا ويعطي وهو العادل القدير لكل حقه وماله وماعليه ، ليس مهما كيف نهشت الطائفية في لحم وطننا، المهم كيف سنعالج تلك الكارثة قبل انفجارها، كيف سنعالج تلك الكارثة قبل اشتعال النار في ثوب الوطن وبدننا ولحم اطفالنا وعظام قبورنا وكتب تاريخنا !!! كيف سنعالج تلك الكارثة !!!

الفقرة الأخيرة - ان العقاب القانوني الرادع لمرتبكي جريمة نجع حمادي سواء المنفذين لها أو المحرضين عليها من شأنه تهدئة النفوس وتضميد جراح اهل الضحايا ومواساتهم ونشر الطمأنينة في حياتنا ، فلو لم يأخذ القانون مجراه ويضرب سيفه البتار العابثين بامن الوطن وسلامتنا ستتحول - شئنا ام ابينا - حياتنا لغابة يكون فيها البقاء للاقوي وياويلنا جميعا مسلمين واقباطًا مصريين من شريعة الغاب وفوضاها العارمة وخرابها العارم !!!

الجملة الأخيرة - انتبهوا وافيقوا كل مايحدث كمين وفتنة مقصودة لاتستهدف إلا الوطن ، افيقوا وانتبهوا قبل ان نعض جميعا اصابع الندم !!!!

السطر الاخير - تعازي القلبية ومواساتي لأسرة أحمد شهيد رصاص حماس، وتعازي القلبية ومواساتي لاسر
الشباب ضحايا جريمة نجع حمادي الطائفية المنحطة .. وربنا يحفظ مصر وأهل مصر وأبناء مصر من كل شر ..
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ 14 يناير 2010

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=39040


الجمعة، 8 يناير 2010

منك لله يا 2009 !!!!!




ها هو عام‮ ‬2009‮ ‬أوشك علي الرحيل،‮ ‬لم يعد متبقيا فيه إلا أسبوع واحد تقريبا‮.... ‬والحقيقة أنني لا أتذكر هذا العام،‮ ‬لا أتذكر أحداثه،‮ ‬كل ما أذكره عنه أنه كان عاماً‮ ‬ثقيلاً‮ ‬وفقط‮..‬
ولا أظن أن‮ "‬ثقل‮" ‬دم وهواء وظل وأحداث هذا العام هو أمر أحسسته وحدي،‮ ‬أظنه إحساس عام‮ ... ‬فأنت لا تقابل أحداً‮ ‬ولا تتكلم مع أحد إلا واخبرك بضجره من هذا العام وغضبه منه وأمنياته برحيله‮... ‬ويحلم البعض ـ مثلي ـ ويتفاءلون بالعام المقبل ويتمنونه عاما أسعد للجميع‮!‬

ماله عام‮ ‬2009‮ ‬ولماذا‮ ‬غضبنا منه واكتأبنا فيه وكرهناه وتمنينا رحيله؟

عام الهجوم علي الوطن‮!‬
يمكنني اعتبار عام‮ ‬2009‮ ‬عاما في مجال السياسة الخارجية عاماً‮ "‬للهجوم العربي علي مصر‮" ‬فقد بدأنا العام وعدوان إسرائيل علي‮ ‬غزة ومجازره ضد المدنيين هي الحدث الأهم،‮ ‬ذلك العدوان الذي صاحبه بدعم‮ "‬حماس‮" ‬وتحريضها قيام الفلسطينيين بكسر الحدود واجتياح المعابر المصرية في سيناء ومهاجمة مصر بزعم عدم فتح المعابر للأغذية والأدوية وصاحبه أيضا الإصرار العمدي بعدم تصديق مصر التي أكدت مراراً‮ ‬وتكراراً‮ ‬أن الحدود والمعابر مفتوحة للشئون الإنسانية وأن القوافل الغذائية والدوائية تدخل للفلسطينيين،‮ ‬لكن أحداً‮ ‬لم يصدق بالقصد والعمد ففجروا المظاهرات الصاخبة المهاجمة لمصر وسياساتها وحاصروا السفارات المصرية وحرقوا الأعلام المصرية في مظاهرات الغضب التي خرجت بتنظيم وإعداد وسيناريوهات محددة في الكثير من الدول العربية وما صاحب ذلك أيضا من هجوم إعلامي مستمر ومتصاعد من قناة الجزيرة ـ والقنوات الشقيقة‮ - ‬علي مصر،‮ ‬وكأن حرب‮ ‬غزة كانت فرصة ذهبية للمتربصين بمصر للهجوم عليها،‮ ‬لم يحرقوا أعلام إسرائيل التي ترتكب المجازر ضد المدنيين في‮ ‬غزة ولم يطالبوا لا الأردن ولا لبنان بفتح الحدود مع إسرائيل تخفيفا للضغط والحصار علي المدنيين في‮ ‬غزة،‮ ‬لم يطالبوا حسن نصر الله بمحاربة إسرائيل وضرب مدنها الشمالية بالصواريخ،‮ ‬لكنهم حرضوا الفلسطينيين علي كسر وتحطيم المعابر والاعتداء علي الجنود والضباط المصريين واستفزازهم كأنهم يهدفون مجزرة فلسطينية بأيد مصرية تكون ذريعة للصراخ والغضب والهجوم والولولة وإثارة المصريين ضد الحكومة واشاعة الفوضي في الشارع المصري بما لذلك من مخططات وأهداف لايعلمها إلا الله،‮ ‬هاجموا مصر وشتموا فنانيها وهاجموهم ووحدوا بين الدفاع عن‮ ‬غزة والهجوم علي مصر،‮ ‬فإن لم تهاجم مصر أنت ضد‮ ‬غزة ومع قتل مواطنيها،‮ ‬وإن دافعت عن‮ ‬غزة فأنت ضد مصر المجرمة التي لم تفتح المعابر ولم تحارب حتي آخر جندي،‮ ‬ونسينا‮ ‬غزة وأحداثها وحماس ودورها فيما يحدث ونسينا‮ "‬الفتحاوية ورجال السلطة‮" ‬اسري سجون ومعتقلات حماس،‮ ‬وهاجمنا مصر علي أي شيء وكل شيء‮!‬
وفي المولد،‮ ‬نشطت تيارات سياسية وقوي إقليمية وصحف ومحطات فضائية،‮ ‬كلها تطبل علي نغمة واحدة وكلهم يصرخون بصوت واحد وفي وقت واحد ضد مصر‮! ‬هكذا بدأ عام‮ ‬2009‮ ‬وقبل نهايته،‮ ‬فتحت جبهة جديدة للهجوم علي مصر وهي الجبهة الجزائرية التي رفع جمهورها في مباراة السودان لافتات تهاجم مصر باعتبارها ضد‮ ‬غزة وضد فتح المعابر هناك،‮ ‬وكأن السنة بدأت وانتهت بالهجوم علي مصر،‮ ‬ليس مهما المدخل الذي سندخل منه،‮ ‬غزة تارة،‮ ‬تصفيات كأس العالم تارة أخري،‮ ‬الذريعة ليست مهمة،‮ ‬لكن الأهم هو الهجوم علي مصر لأسباب يعلمها الجميع،‮ ‬لدورها الإقليمي الذي يسعي الكثيرون لتنحيتها عنه واحتلال مكانتها،‮ ‬لحجمها وثقلها الافريقي والعربي‮.... عام‮ ‬2009‮ ‬العام العربي للهجوم علي مصر.... ‬محاصرة سفاراتها،‮ ‬حرق أعلامها في اليمن بسبب‮ ‬غزة وفي الجزائر بسبب تصفيات كأس العالم‮! ‬وبالطبع هذا الهجوم ومناخه الرديء وصم عام‮ ‬2009‮ ‬باعتباره عاماً‮ ‬سخيفا ثقيلا علي القلوب والأنفس وعلي المصريين جميعا‮!‬


عام‮ ‬2009‮ ‬عام الأزمة الاقتصادية
هل في‮ ‬2009‮ ‬ازداد الغلاء وانخفضت القيمة الشرائية للجنيه وأصبحت الدخول والرواتب لاتحقق لأصحابها ذات المستوي المعيشي الذي كانوا يعيشونه قبل‮ ‬2009بصرف النظر عن رأينا في ذلك المستوي وبصرف النظر عن أمنياتنا الدائمة‮ ‬في تحسينه.؟ علي الأرجح‮ ‬نعم وعلي الأرجح عاني الجميع باختلاف الطبقات الاجتماعية والوظائف والدخول من أزمات اقتصادية متفاوتة القوة،‮ ‬فالأسعار ارتفعت والدخول ثابتة ـ بل وقلت بالنسبة لعدد لابأس به من الاعمال الحرة والمهنية ـ فإذا بالجميع يعاني ويعاني‮!!!!‬
هل في‮ ‬2009‮ ‬تأثرت الاعمال التجارية والمهنية المحلية بسبب الأزمة العالمية،‮ ‬لا أعرف ما هو الانعكاس المباشر لتلك الأزمة علي واقعنا وقدر ارتباطنا بالاقتصاد العالمي وتأثرنا بأحواله وأزماته،‮ ‬لا أعرف بالضبط،‮ ‬لكني أري وأسمع شكاوي الكثيرين،‮ ‬بأن الأزمة تعصف بأمانهم الاقتصادي واستقرار اعمالهم ومستوي دخولهم،‮ ‬وأن الركود في سوق العقارات وثبات أو انخفاض أسعارها،‮ ‬وجمود السوق لخوف أصحاب السيولة المالية من التفريط فيها في وقت أزمة لايعرفون لها تاريخ نهاية،‮ ‬كل هذا أثر سلبا علي العديد من الأعمال المهنية والتجارية،‮ ‬وتأثر تلك الأعمال بالأزمات العالمية أثر بشكل سلبي ايضا علي احوال السوق كله،‮ ‬طبقا لنظرية الأواني المستطرقة،‮ ‬فالماء لايجري هنا ولايجري هناك،‮ ‬والركود يخنق هذا المجال الذي بدوره يخنق عدة مجالات أخري وهكذا‮...‬
في عام‮ ‬2009‮ ‬عانت ولاتزال تعاني الطبقة المتوسطة المصرية من آثار كل الأزمات الاقتصادية علي حياتها وكيانها ووجودها الاجتماعي،‮ ‬في‮ ‬2009‮ "‬اتفعصت‮" ‬الطبقة المتوسطة المصرية بجميع شرائحها وعانت الأمرين،‮ ‬وبالطبع انعكس ذلك كله علي أحوال المجتمع المصري،‮ ‬فالطبقة المتوسطة هي عصب المجتمع وعموده الفقري وهي التي تعيش الرواج وتتمزق من الركود والكساد وهي التي تنفق في مجالات مختلفة فينتعش المجتمع كله أو تقبض يدها فلا يجد المجتمع إلا رفع يده لله بكشف الغمة ورفع الهم‮!!‬

عام‮ ‬2009‮ ‬عام الخسائر‮...!‬
هل خروج فريقنا القومي لكرة القدم من تصفيات كأس العالم‮ ‬2010‮ ‬وهزيمته في المباراة الأخيرة من فريق الجزائر وما صاحب ذلك من اعتداءات علي جمهورنا في السودان واعتداءات علي منازل المصريين وشركاتهم في الجزائر وما صاحب ذلك من رغبة في الثأر والانتقام لدي المصريين‮ ‬غضبا لكرامتهم التي اعتدي عليها وعلمهم الذي اسقط عمدا تحت الأقدام والمظاهرات الغاضبة حول السفارة الجزائرية في القاهرة ثم احساس معظم الناس ان الموضوع اغلق ـ ولو مؤقتا‮ - ‬لاعتبارات دبلوماسية وأنهم لم يحصلوا علي حقوقهم ولم يردوا الصاع الذي أوجعهم صاعين وثلاثة وعشرة،‮ ‬هل فقدان الحلم الذي راود الكثيرين بتمثيل فريقنا في جنوب أفريقيا ضمن الفرق المتنافسة علي كأس العالم،‮ ‬ثم الاحساس بالإهانة المصاحب لضياع الحلم،‮ ‬ثم الاحساس بضبط النفس وعدم الرد،‮ ‬هل هذا كله زاد من سخافة عام‮ ‬2009‮ ‬فأصبح لدي المصريين عام يضاف لأعوام الاحباطات والخسائر والاوجاع فكرهوه أكثر وأكثر وتمنوا رحيله؟
هل خسارة فريقنا القومي للشباب لبطولة كأس العالم للشباب التي اقيمت علي أرضه ووسط جمهوره وخروجه من المراحل الاولي للتصفيات،‮ ‬هل هذا اشاع جواً‮ ‬من الكآبة علي احداث عام‮ ‬2009‮ ‬لاسيما أن الجمهور الكروي لم يعتبر أن الأمر محض خسارة بطولة اقيمت علي أرضه بل فقد الثقة في فريق الشباب الذي كان يضع آمالاً‮ ‬كبيرة عليه ليس فقط في البطولة التي خسرها بل في المسيرة الكروية المستقبلية،‮ ‬لكن الفريق خرج من التصفيات وخسر البطولة وكشف للجمهور الكروي عن ضعف في المستوي والأداء حطم الاحلام المستقبلية واشاع اليأس في النفوس و"أصلها سنة كئيبة‮"!!!!‬
في عام‮ ‬2009‮ ‬خسر الوزير فاروق حسني معركة رئاسة اليونيسكو‮.. ‬وبصرف النظر عن رأي الكثيرين في السيد الوزير وأدائه الوزاري،‮ ‬إلا أن خسارة معركته لم تؤثر عليه وحده،‮ ‬ففي الحقيقة أن مصر هي التي خسرت المقعد،‮ ‬ولو كان السيد الوزير كسب المعركة وعين رئيسا لليونيسكو لكانت مصر هي التي كسبت المقعد ورئاسة المنظمة الدولية،‮ ‬هل خسارتنا لمقعد رئاسة منظمة اليونيسكو ـ زادت من احباطاتنا بهذا العام‮ ‬2009؟‮!‬

عام‮ ‬2009‮ ‬عام التوتر والهم الاجتماعي‮..!!!‬
هل وباء أنفلونزا الخنازير،‮ ‬ذلك الوباء العالمي ودخوله لمصر ـ مثل بقية بلدان الكوكب‮ - ‬وانتشاره،‮ ‬والإعلان اليومي عن عدد المرضي به وعدد الوفيات منه وعدد الفصول والمدارس التي اغلقت،‮ ‬والتصريحات المختلفة بشأن ذلك المرض وتوقع حدة انتشاره في شهري يناير وفبراير وزيادة عدد الوفيات منه وخوف الناس وبالذات أهالي التلاميذ من مرض أطفالهم نتيجة العدوي في المدارس والشائعات حول تعطيل الدراسة أو انهائها والشائعات حول منع الحج ثم السماح به بشرط تطعيم الحجاج من ذلك المرض،‮ ‬والشائعات حول ظهور ذلك المرض علي بعض الحجاج بعد عودتهم من الحج رغم سابقة تطعيمهم،‮ ‬هل هذا المناخ المتوتر المترقب لكارثة صحية،‮ ‬هل الخوف من ذلك المرض والهلع الذي يصيب كل البيوت إذا ما‮ "‬عطس‮" ‬أحدهم أو أحمرت عيناه أو ارتعش لارتفاع حرارته‮ "‬شرطة أو اتنين‮" ‬هل هذا المناخ المتوتر أحد الأسباب التي جعلت الناس تكره عام‮ ‬2009‮ ‬وتحنق عليه وتتمني رحيله هو وأنفلونزا الخنازير كأن رحيله ودخول العام الجديد سينهي ذلك الوباء والمرض والتوتر والقلق المصاحب للخوف منهم؟ هل نفاذ قانون الضرائب العقارية،‮ ‬والتزام المصريين من ملاك العقارات بجميع أنواعها سواء كانت‮ "‬عشة أو قصراً‮" ‬بتقديم الاقرارات الضريبية التي تفيد تملكهم لتلك العقارات والتخوفات العامة لدي الجميع بأعباء ذلك القانون علي حياتهم ـ إن لم يكن اليوم يكون‮ ‬غداً‮ ‬ـ واحساسهم أن الحكومة تقبض عليهم من رقابهم وتحاصرهم بمكوسها وضرائبها وتشاركهم ملكياتهم وتقتسم معهم دخولهم و"تحلق‮" ‬عليهم من جميع الجهات سواء الضريبة الموحدة أو زيادة رسوم وضرائب ترخيص السيارات والضريبة العقارية فضلا عن ضريبة المبيعات والدمغات وغيرها،‮ ‬هل هذا زاد من هموم المصريين وقلقهم من المستقبل الذي يخافون منه أساسا ولا يطمئنون له‮ "‬ففشوا‮" ‬غلهم في عام‮ ‬2009‮ ‬واعتبروه عاما ثقيلا علي قلوبهم فتمنوا رحيله‮ ‬غير مأسوف عليه‮!!!!‬
في عام‮ ‬2009‮ ‬ازداد العنف الاجتماعي حدة وتبدي في أشكال مختلفة سواء ظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات،‮ ‬التي اعتبرها شكلاً‮ ‬من أشكال العنف الاجتماعي العشوائي وليست مشكلة جنسية،‮ ‬سواء ظاهرة جرائم القتل العنيفة التي حدثت من أجل السرقة باقتحام المنازل الآمنة،‮ ‬سواء في أشكال التفجيرات والمشاجرات العنيفة بين متخاصمين كثر في قري مختلفة أو أحياء بسبب مواضيع تافهة بين أناس متوترين لايجدون منفسا لغضبهم وقد أصدرت المحاكم المصرية هذا العام أكثر من حكم جماعي بالإعدام وتأمل دلالات تلك الأحكام يفصح ويشير إلي عنف اجتماعي مكبوت قابل للانفجار في أي وقت ولأتفه سبب‮!!!‬

عام‮ ‬2009‮ ‬عام الصخب والضجيج الإعلامي
في عام‮ ‬2009‮ ‬صدر حكم من محكمة جنايات القاهرة بإعدام السيد هشام طلعت مصطفي رجل الأعمال المصري المرموق وصاحب ورئيس مجلس إدارة أكبر الشركات المصرية في مجال العقارات وصاحب المدن الجديدة الرحاب ومدينتي وغيرهما،‮ ‬والحقيقة أن الحكم بالإعدام في ذاته وأحداث القضية وما تضمنته من وقائع وأدلة بشأن مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم،‮ ‬لايعني بالنسبة لرجل الشارع أي شيء،‮ ‬قضية وقتل ومجني عليها ومتهم وإعدام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،‮ ‬لكن تلك القضية حظيت باهتمام وضجة إعلامية كبيرة رهيبة،‮ ‬فكل الفضائيات والبرامج والجرائد والصحف،‮ ‬اهتمت بتلك القضية اهتماما كبيراً‮ ‬فظيعا مبالغاً‮ ‬فيه،‮ ‬بعضهم اهتم بالقضية لأن بطلها أحد أهم رجال الأعمال المصريين وعضو بمجلس الشوري وبالحزب الحاكم واعتبروا تلك القضية نموذجاً‮ ‬للتزاوج بين السلطة والثروة ودليلا علي مدي العنجهية التي تتملك نفوس رجال الأعمال واستهانتهم بالقانون بل وتمادي البعض واعتبر تلك القضية مدخلا لمناقشة قدر الفساد والانحراف في الحزب الحاكم ورجاله من رجال الأعمال وهاجم الحزب وحكومته من باب‮ "‬هشام طلعت مصطفي‮"‬،‮ ‬بعضهم اهتم بالقضية لأن بطلتها فنانة لبنانية جميلة قتلت شر قتلة،‮ ‬متعددة الأزواج والعلاقات واهتموا كثيراً‮ ‬بتقرير الطب الشرعي الذي وصف جثتها بعد القتل مستعرضا الماركات العالمية للملابس الداخلية التي كانت ترتديها والساعة الماسية التي زينت معصمها وهي قتيلة منحورة الرقبة‮ ‬غارقة في دمائها،‮ ‬وما بين مدافع عن‮ "‬الحاج هشام طلعت مصطفي‮" ‬الرجل التقي الذي لايترك فرضا ويوزع الزكاة علي عمال شركاته وما بين مهاجم لـ"هشام طلعت مصطفي العضو بالحزب الحاكم وعضو مجلس الشوري‮" ‬نصب مولد ضخم نوقشت فيه القضية وأدلتها علي صفحات الجرائد والمجلات وفي البرامج الحوارية وقيم الحكم الصادر بالإعدام ورجح بعض المذيعين وضيوفهم إلغاءه وترافع المحامين أمام الكاميرات وفي الشاشات بعضهم يدافع عن المتهم وبعضهم يدافع عن القتيلة وبعضهم يتهم المافيا العالمية وبعضهم يتهم شيوخاً‮ ‬وأمراء عرباً‮ ‬بأنهم وراء تلك الجريمة وبعضهم اعتبر الأمر مؤامرة ضد شركات هشام طلعت مصطفي والاقتصاد المصري،‮ ‬ومن هناك كانت تلك القضية من أهم أحداث عام‮ ‬2009‮ ‬القضية التي استعرض الإعلام وقائعها وأدلتها وناقشوا الشهود والخبراء الشرعيين ونحوا القضاة جانبا وحكموا بدلاً‮ ‬منهم،‮ ‬بل وتمادي البعض والغي الحكم ـ بمعرفته ـ بدل محكمة النقض ووضع خطة الدفاع المستقبلية التي ستبدي أمام محكمة الجنايات بعد إلغاء حكم الاعدام وانتهي لبراءة هشام طلعت مصطفي من كل مانسب إليه،‮ ‬وتسلي المجتمع المصري بالقضية وانتهت النساء في محلات الكوافير وعلي ترابيزات النوادي بأن هشام بريء وأن محسن السكري بريء و"ياحرام ياحرام‮!!!" ‬بل ونجح الاعلام في إدانة القتيلة باستعراض سلوكها الشخصي وتسليط الاضواء عليه إلي الحد الذي اعتبر فيه البعض أن قتلها‮ "‬حلال‮" ‬وأن‮ "‬حرام جدع زي ده‮ ‬يروح في واحدة زي دي‮!!!" ‬إنها قضية العام لأنها كشفت عن خواء اجتماعي رهيب وافلاس إعلامي رهيب بحيث لم يجد الجميع لمدة شهور طويلة إلا تلك القضية ليتحدثوا فيها وعنها وكأن كل مشاكل المجتمع انتهت وكل قضاياه الجادة‮ "‬خلصت‮" ‬ولم يعد أمامنا إلا الملابس الداخلية للقتيلة سوزان تميم وماركاتها العالمية والتساؤل عمن اشتراها وهل هو هشام طلعت مصطفي أم‮ ‬غيره من عشاقها الأثرياء أم أزواجها الكُثر‮!!!‬

هل هذا كل ماحدث في عام‮ ‬2009‮ ‬بالطبع لا،‮ ‬أحداث كثيرة،‮ ‬لم تترك في ذهننا فرحة ولم تترك في ذاكرتنا بهجة ولم تسعدنا،‮ ‬أحداث كثيرة،‮ ‬أوصلتنا جميعا لحالة من النفور من ذلك العام ورغبة في رحيله‮.... ‬وتعددت الأسباب والظواهر التي تكشف عن نفور المصريين وغضبهم من عام‮ ‬2009‮ ‬إلي الحد الذي يتمني الكثيرون أن ينصرف ذلك العام بكل أحداثه الكئيبة متمنين أن يأتي عام‮ ‬2010‮ ‬إليهم بالخير والبركات‮ ....... ‬

ولعام‮ ‬2009‮ ‬أقول‮ "‬منك لله‮" ‬ولـ2010‮ ‬أقول‮ "‬ياكريم يارب‮" ‬وللمصريين أقول‮ "‬كل سنة وأنتم طيبين‮"!!‬

نشرت في جريده روز اليوسف الخميس 7 يناير 2010
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=37817