الجمعة، 25 سبتمبر 2009

اللهم اكفنا شر التجربه !!!!!!

اللهم اكفنا شر التجربه - الجزء الاول

بمناسبة وباء الانفلونزا التي اسموها انفلونزا الخنازير ذلك الفيروس الذي شغل العالم كله سمعنا تصريحات كثيرة علي لسان وزير الصحة ووزير التعليم وقرأناها في الصحف عن وطننا والاوطان الاخري ما يستلزم بالضرورة مناقشة جدية واسعة لاستبيان حقيقة وضعنا والي اين نحن سائرون؟ لقد قالوا لنا "نحن في مرحلة الضوء الاصفر "اي" استعد "وانا افكر واكتب عن" كيف سنستعد" لأزمة وكارثة لايعرف ولن يعرف ابعادها وحجمها ومداها -لاقدرالله ان وقعت - إلا الله!!!!

السيناريو الأسود

وانا لا ابغي بالطبع "اشاعة الرعب" ولا نشر الفزع بين الناس، لكن كل ما أهد
ف له ان نستعد جيدا لكارثة قد تصيب اذا ما انتشر الوباء من 5٪ الي 10٪ من السكان اي حوالي 16 مليون شخص وقد تقتل سبعة ملايين منهم حسبما صرح الدكتور حاتم الجبلي وهذا يعني انه سيوجد مريض او اكثر في كل منزل يموت نصفهم علي الاقل نعم ما قاله السيد الوزير هو السيناريو الاسود ربما مايحدث واقعيا سوف يكون اقل منه بدرجات وربما لن يحدث شيء وسنعيش "ميت فل وعشرة" ربما حسبما يفضل بعض البشر اراحة رءوسهم وعدم التفكير و"ربنا يستر" لكن تصريحات السيد الوزير مهمة وخطيرة جدا ويلزم التعامل معها بمنتهي الجدية والتفكير فيها وفي تبعاتها بطريقة عملية وواضحة ودقيقة!!!..

خطة جماعية


طبعا وفي البداية اؤكد واعلن ان كل ما اتمناه من اعماق قلبي ونفسي الا يضرب هذا الوباء في الوطن، لكني لست واثقة من تحقق هذه الامنية، في نفس الوقت اتمني ان نكون مستعدين جدا لمواجهته والتعامل مع آثاره الكارثية المحتملة اذا فرض علينا هذا!!!

لقد سألت نفسي ماذا سأفعل كربة اسرة ومسئولة عن ابنتي وكصاحبة عمل مسئولة عن فريق من العاملين وعن مصالح الموكلين، كيف سأتصرف لو ضرب هذا الوباء بالوطن!!! هذا السؤال يجب علي كل مواطن ان يسأله لنفسه فيضع خطة طوارئ لادارة حياته وقت الكارثة - لاقدرالله - فحياتنا لن تكون عادية ولن ننام ونقوم ونأكل ونشرب فقط بل سنعيش كارثة ضخمة يلزم الاعداد جيدا لكيفية مواجهتها ولن يجدي وقت ذاك منطق "جحا" السائد في حياتنا "مدام جسمي جوه الباب جسم غيري تاكله الكلاب " لان كلاب الازمة الكارثية وقتها لن تستثني احدا وستنهشنا جميعا ولن يجدينا الفرار الفردي ولا الحلول الفردية لذا يلزم خطة جماعية تنقذنا جميعا!!!

معارضي الحكومة

واتمني بهذه المناسبة ليس دفاعا عن الحكومة بل حبا في الوطن الا يعتبر البعض من معارضي الحكومة ومنتقديها ان هذا الوباء - لاقدرالله - فرصة سانحة لمهاجمة الحكومة والتشفي فيها وتوجيه الانتقادات لها ولسياساتها فبصرف النظر عن موقفنا من الحكومة فوقت الكارثة الاهم هو اداء الشعب وسلوكه وتصرفاته ومدي تقديره للمسئولية وامكانية تعامله معها وانضباطه في مواجهتها فعدم انضباط السلوك الشعبي وقت تلك الازمة - الله لايقدر - سيسفر عن كارثة رهيبة يتعين علينا جميعا حماية انفسنا منها.

إذن وقت الكارثة ليس هو وقت الاختلاف مع الحكومة أو مهاجمتها أو الدفاع عنها وليس وقت المقالات والانتقادات والبرامج الساخنة وليس وقت المحاسبة التاريخية والتقييم النظري سواء للحكومة أو للشعب هذا كله ليس وقته فليس امامنا اذا ماضربت الكارثة بالوطن إلا ان نتكاتف حماية لانفسنا واحبائنا سلوكا فطريا طبيعيا حتي نمر من تلك الكارثة باقل خسائر وبعدها "يحلها الحلال"!!!!


رائحة التشفي

اقول هذا لاني بدأت اشم رائحة التشفي في مقالات البعض ورائحة الانتقاد للحكومة - التي أختلف معها كثيرا وانتقدها كثيرا علي سلوكها في هذا الوقت دون تفكير ايجابي في الازمة المتوقعة وكيفية التعامل معها - اقول هذا لاني بدات اشعر ان البعض سينتهز فرصة الانفلونزا الوبائية لمهاجمة الحكومة و"بس خلاص"و" ان شاالله تخرب مالطة" هذا ليس وقت تصفية الحسابات وليس وقت الانتقادات وليس وقت التشفي، هذه كارثة لو ضربت بالوطن سنضيع جميعا ويتعين علينا ان نكون قدر المسئولية فحب الوطن ليس برنامجًا انتخابيا ولا برنامجًا سياسيا ولا برنامجًا تليفزيونيا ساخنًا له اكبر نسبة مشاهدة، حب الوطن واجب له تبعات واثار وضريبة يتعين علينا جميعا سدادها في اوقات الازمات واللهم اكفنا شر التجربة!!

ماذا سنفعل استعدادًا لتلك الكارثة وللوقاية منها والتعامل معها؟

التعويض

وهنا انا لا أتحدث عن مدارس تغلق ودراسة تلغي، فهذا امر بسيط للغاية حتي لو اغلقت المدارس عاما دراسيا كاملا حماية لاولادنا من ذلك المرض وحماية لاسرهم واهلهم من العدوي، هذا ثمن بسيط بخس لحماية الوطن من ذلك المرض واعتقد ان ام واب كل تلميذ في الدنيا لن يكترث ابدا بتاجيل دراسة ابنه سنة او حتي سنتين كاملتين مقابل حمايته من مرض قد يودي بحياته لاقدر الله.. اذن موضوع الدراسة وتأجيلها سهل اذا ما فتحت المدارس ثم تبين انها بؤر لنشر المرض بين الاطفال والاهالي يتعين علي الحكومة وبمنتهي الشجاعة اخد قرار وحيد وهو تأجيل الدراسة لاجل غير مسمي!!! مع وضع خطة عملية لمناقشة اثر ذلك علي ملايين المواطنين ممن يعيشون ويقتاتون ويؤكلون اطفالهم من وبسبب ونتيجة للعملية التعليمية - مدرسين وبائعي كتب وكراريس وشركات نقل واتوبيسات ومطابع وغيره - واثر ذلك عليهم وكيفية تعويضهم وتوفير الحدود الدنيا من دخولهم واجورهم اللازمة لرعاية واعالة اسرهم دون ان يعرض ذلك حياة اولادنا وبالتالي حياتنا للخطر!!!!

لا ضرر ولا ضرار


ايضا لا اتحدث عن الحج والعمرة، فاذا قال الجميع إن العمرة والحج والتكدس البشري هو بيئة خصبة لنشر الفيروس بحيث يعود كل معتمر او حاج لوطنه واسرته سفيرا ينشر المرض بينهم!!! اذا كان الحال كذلك!! يتعين وبشجاعة وقوة وحسم منع المواطنين من العمرة والحج حتي تنقشع الغمة!!! الا توجد قاعدة شرعية " لاضرر ولا ضرار " الا توجد قاعدة شرعية "الضرورات تبيح المحظورات" فاذا منعت الحكومة مواطنيها من الحج هذا العام انما تكون دفعت لذلك انطلاقا من مسئوليتها عن جميع المواطنين بمن فيهم من قد ينتشر بينهم المرض بسبب اصرارهم الشخصي علي ممارسة حقهم في السفر وحقهم في مباشرة الفرائض الدينية!! نعم هذا حقك ولكن قاعدة "عدم التعسف في استعمال الحق" تحظر علي اي شخص لصالح الجموع مباشرة ذلك الحق في وقت الازمات لانك ستؤذي بالضرورة الاخرين ممن يلزم حمايتهم!!!

واسمحوا لي اختلف مع مانشر بشأن ان الراغبين في الحج هذا العام سيكتبون اقرارا بتحملهم مسئولية ذلك الحج!!! ولا افهم قيمة ذلك الاقرار الكتابي علي صحة الوطن، فماذا لو كتب الحاج الاقرار ثم
عاد للوطن مريضا ينشر الفيروس بين الاخرين - ماذا سنفعل فيه وقت ذاك - هل سنرفع عليه قضية؟! ايضا وقت الجد ولو ضربت الكارثة - لاقدر الله بالوطن - سيقول الناس الحكومة هي السبب لانها استجابت لرغبة الحجاج وتركتهم يذهبون للحج والعمرة رغم معرفتها بخطورة ذلك علي الناس جميعا والحقيقة وقتها ستكون الحكومة في موقف صعب ولن نستطيع الدفاع عنها!!!

الاقرارات المزعومة ليس لها اي فائدة فاذا كان ذهاب المواطنين للحج والعمرة سيزيد من احتمالات انتشار المرض في الوطن يتعين علي الحكومة الغاء العمرة والحج هذا العام وقاية للملايين من انتشار المرض وربنا يسامحها ويسامحني!!! فالجدة التي عادت من العمرة بفيروس الانفلونزا ونقلته لاحفادها الصغار الثلاثة بعد عودتها - حسبما نشر في الصحف - ذنبها وذنب هؤلاء الاحفاد في رقبة الحكومة التي لم تكن حاسمة بدرجة تحمي الجدة من رغباتها وتحمي الاطفال من الفيروس!! وتاني ربنا يسامحني!!! نعم "الله خير حافظ" ولكن يتعين علي كل واحد منا ويتعين علي الحكومة ألا تلقي بنا في التهلكة!!!


ماذا سأفعل؟

أعود وأسأل ماذا سنفعل؟؟ وابدأ بنفسي ماذا سأفعل؟؟ لقد اعتبرت منزلي ومكتبي وطنًا صغيرًا يلزم علي حمايته بقدر مايمكنني وفكرت باعتباري الحكومة المسئولة عن توفير سبل العيش والحماية والمناعة اذا ماضربت الازمة فيه!!! لم افكر وقتها فيمن سألقي عليه عبئي أو من سألومه او من ساهاجمه، لقد اعتبرت اني " الحكومة الرشيدة" التي يتعين عليها تحمل مسئوليتها والامساك بناصية الامور والتفكير في كل التفاصيل لانقاذ الاحباء!!! نعم سخر مني البعض باعتباري صاحبه تفكير متشائم متطرف لانه ان شاء الله كل شيء حيبقي تمام ولاني "غاوية وجع قلب " لكني لم اكترث لكلامهم.

لقد وضعت خطة طوارئ واضحة المعالم امامي وامام بناتي وامام العاملين معي بالمكتب... وهي خطة ت
صلح للتعامل مع ازمة الوباء اذا مابدأ بالانتشار لتقليص اثاره السلبية علينا قدر الامكان ربما لن تجدي، خطتي الساذجة - لو ضرب الوباء بعنف واتي علي الاخضر واليابس لكني وقتها ساكون راضية عن نفسي لاني تحملت مسئولياتي بقدر مايمكن وحاولت وحاولت...

هل وضع كل منا نفسه في وسط الازمة بشكل افتراضي وفكر كيف سيتصرف؟؟ عندي عدد من العاملين بالمكتب، نبهت عليهم، اذا احس اي منكم بسخونة وانه مريض انفلونزا يتعين عليه أن يمكث في منزله دون تهاون ودون استهتار بصحة وحياة الاخرين فليس مقبولا ان يأتي للعمل وينشر الانفلونزا باعتبار انه - مع نفسه كده وبتشخيصه الذاتي - عنده مجرد انفلونزا وليس الانفلونزا الوبائية!!! لانه ليس طبيباً ليشخص مرضه، ونحن لانملك رفاهية التجربة، فيخر
ج من منزله ويندس وسطنا باعتباره عنده شوية برد ثم يتضح انه مريض بالانفلونزا الوبائية فتنتشر بيننا!!!

إذن القاعدة الاولي التي يتعين علي اصحاب الاعمال والمؤسسات التنبيه علي العاملين معهم بها، اللي عنده شوية برد يقعد في بيتهم، وبالطبع يقعد في بيتهم علي حساب صاحب العمل لان العامل لو عرف انه حيقعد في بيتهم علي حسابه ثم يثبت في النهاية انه عنده بس شوية برد دفع ثمنهم من قوته وقوت عياله فسيجازف ويذهب للعمل ولن يمكث في بيته - ضاربا عرض الحائط بمصلحة الجميع - وهو امر خطير ليس عليه ولا علي جهة عمله ولا علي زملائه بل علي الآلاف من المواطنين ممن سيركبون معه المترو أو الاتوبيس أو الميكروباص!!

القاعدة الأولي

إذن من يشك في نفسه انه عنده شوية برد يعتكف في المنزل علي حساب صاحب العمل!
!! هذه قاعدة رئيسية... طبعا سيقول لي البعض ان هناك الكثير من المتكاسلين "اللي حيستهبلوا" وياخدوها فرصة للتزويغ من العمل علي حساب صاحب العمل، هذا ايضا فكرت فيه، من يخطر جهة عمله انه شاكك في الانفلونزا يتعين عرضه علي الطبيب فورا بمعرفة صاحب العمل أو عن طريقه - إذ يتعين علي كل صاحب عمل ان يكون لديه طبيب يكشف علي تابعيه ويخطره بحقيقة وضعهم الصحي - فاذا قال الطبيب انه متمارض ولايشكو من اي شيء - حقيقي - تخصم ايام غيابه وربما تفرض عليه جزاءات ايضا، اما اذا ثبت انه عنده برد فقط وليس انفلونزا وبائية فصاحب العمل يتحمل ايام غيابه لانه ليس متمارضًا بل مريض وتحسب ايام غيابه كاجازة مرضية لانه امتنع عن العمل لصالح الجميع واذا ثبت انه مريض بالانفلونزا الوبائية يتم علاجه ويكون غيابه قد انقذ الكثيرين من شبه العدوي وانتقال المرض اليهم!!!

.. ونكمل غداً

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=20120

------------------------------------

اللهم اكفنا شر التجربه - الجزء الثاني

إن قاعدة الزام الموظف - في أي جهة عامة خاصة حكومة خدمة بالمنازل - بالاعتكاف في منزله اذا شك انه عنده برد - تستوجب بالضرورة خطة تجعل لكل موظف بديلاً يقوم بعمله اذا ما اضطر الاول للغياب حرصا علي مصالح الناس، يعني اذا غاب سائق الاتوبيس لمرضه يتعين ان يكون هناك بديل له فليس منطقياً ايقاف الاتوبيس وتعطيل مصالح الناس لكن يتعين ان تحدد كل جهة عملاً لكل موظف بديلاً يقوم بعمله اذا كان يلزم أداؤه في وقت محدد - وإلا ضاعت مصالح الناس!!! المحامي الذاهب للمحكمة عنده جلسة واستيقظ شاكك انه عنده برد هل سيعتكف في منزله وفقط وتضيع مصالح الموكل بعدم الذهاب للجلسة؟ لا هذا المحامي يعلم من المحامي البديل الذي سيحل محله ويقوم بعمله ويعلم انه سيتصل به ويخطره بعدم امكانية ذهابه للجلسة والمحامي البديل يعلم تفاصيل القضية وسيتصرف!!


إدارة الأزمات

هكذا يجب ان تسير الامور في كل الاماكن!!! اللي يشك انه عنده برد يعتكف في منزله ويقي الاخرين شر العدوي!!! اللي يشك انه عنده برد يخطر زميله البديل بمرضه فيتصرف البديل ويؤدي عمل زميله حرصا علي مصالح الناس وحقوقهم وخدمتهم!! فلو كل موظف شاكك انه عنده برد اعتكف في منزله بعملية عشوائية بلا خطط بديلة الدنيا تخرب ومصالح الناس تضيع!! إنه منهج ادارة الازمات!! يلزم ان يتم الامر وفقا لخطة عملية منظمة!!! ويتعين علي كل صاحب عمل او مؤسسة او كشك سجاير او موزع جرايد او مستشفي او صاحب تاكسي، يتعين علي الجميع ان يفكر بطريقة عملية منظمة!! حتي لا يتفرع عن الكارثة - الله لايقدر - الف كارثة!!!

هذا عن العمل..... ماذا عن المنازل!!!!


تقول وزارة الصحة من يشك في مرضه يعتكف في البيت عظيم!!! هل هناك أدوية خاصة يتناولها المريض المحتمل المشكوك في امره - تصلح للبرد العادي والانفلونزا الوبائية - حتي يعرض علي الطبيب!!! وهل عدم تناوله اي ادوية مثل مخفضات الحرارة حتي يراه الطبيب يؤدي لتدهور حالته؟؟ بمعني اخر هل هناك ادوية يلزم وجودها بكل المنازل لمنحها لاي شخص يشك في شأن مرضه حتي يعرض علي الطبيب منعا لتدهور الحالة؟ هذا من ناحية. من ناحية اخري.. هل اي طبيب يصلح لاكتشاف اصابة المريض بمرض الانفلونزا الوبائية... ام ان هناك اطباء اعدتهم وزارة الصحة لهذا الغرض ولا اتحدث هنا عن مستشفيات وزارة الصحة بل اتكلم عن كل المناطق والاحياء والقري.

أطباء الطوارئ

واذا كان هناك اطباء متخصصون لهذا الغرض ألن تعلن وزارة الصحة عن اسمائهم وطرق الاتصال بهم، ويلزم ان يكون هناك عدة اطباء بكل حي، حتي اذا ضرب الوباء في الوطن لا نطلب من اهل المريض ان يحملوه عبر المدينة للعرض علي الطبيب فينشر المرض في رحلة ذهابه ورحلة عودته بل يتعين ان يكون الطبيب الصالح لاكتشاف المرض ومنح علاجاته موجودًا في كل مكان حتي لايتحرك المشتبهون في مرضهم فينشرون المرض اكثر واكثر!!

أيضا هل يلزم عمل تحاليل لاكتشاف ذلك المرض واذا كان هل جميع المعامل في جميع الاماكن والاحياء والقري والمدن الصغيرة تملك الادوات والخبرة لتلك التحاليل ام هناك معامل محددة واذا كان ما هي وكيف نصل اليها؟؟

ايضا هل هناك ادوية يلزم تناول المريض لها اذا ما ثبت مرضه واذا كان من اين تصرف تلك الادوية وهل تصرف فقط عن طريق وزارة الصحة ومستشفياتها ام يمكن شرائها من الصيدليات وما الصيدليات التي تصرف تلك الادوية وما الوسيلة التي يتم الصرف بها، هل نتيجة تحليل المعمل الذي يثبت وجود المرض هل شهادة الطبيب هل تصريح من مستشفي وزارة الصحة؟؟ الاعتكاف في المنازل

هذه جميعها اسئلة تدور في ذهني وذهن الكثيرين تحتاج اجابات واضحة محددة؟ اذا مرض شخص بالإنفلونزا الوبائية يتعين اعتكافه وحيدا في منزله؟؟ وماذا عمن يسكنون في منازل وغرف مشتركة مكدسة بالآخرين ويستحيل عليه الاعتكاف وحيدا، ما خطة وزارة الصحة بالنسبة لهذا الشخص؟؟؟ هل سيدخل المستشفي؟؟ وما طاقة المستشفيات لاستقبال المرضي، كمًا مريضاً تملك وزارة الصحة ابقاءه وحيدا داخل جدران مستشفياتها؟؟ ام ان جميع المستشفيات والمستوصفات ستقوم بتلك المهمة؟

واذا كان هل جهزت جميع المستشفيات لهذا الامر؟؟؟ ثم هل سيكون هناك الزام للمستشفيات الخاصة والاستثمارية بقبول المرضي اذا ما انتشر الوباء؟؟ وهل يستقبلونهم مجانًا ام سيطلبون منهم دفع ثمن الخدمة الاستثمارية الخاصة؟؟ ثم اذا اعتكف مريض في المنزل ما العلامات التي ستظهر عليه للقول بشفائه او للقول بتدهور حالته بما يلزم ادخاله المستشفي وعدم الاكتفاء بحجزه في منزله؟؟ من سيقول لنا هذا ويوضحه لنا حتي يتصرف الناس التصرفات السليمة؟

عودة المرض

ثم هل من سيمرض بالإنفلونزا الوبائية ويشفي منها يمكن مرضه مرة ثانية ام انه سيكون قد تحصن ضد المرض بما يجعله اكثر الناس قدرة علي التعامل مع المرضي وخدمتهم؟ ايضا هل تم تجهيز متطوعين لخدمة الناس اذا ماضرب الوباء بالوطن.. طلبه كليات الطب والتمريض والعلاج الطبيعي والطب البيطري باعتبارهم متخصصين نوعا ما في شأن الامراض والطب، هل تم اعداد المتطوعين من الجمعيات الاهلية ممن يعملون في مجالات عمل مختلفة في الاماكن والاحياء؟؟ ماذا سيعملون وكيف يخدمون الناس وكيف يساعدونهم علي تجاوز تلك الازمة - لاقدر الله!!

الوقاية من العدوي

ايضا- ورغم ايماني باهمية قيام كل شخص وكل رب اسرة شخصيا بجميع الاعمال اللازمة للوقاية من المرض - له شخصيا او لاسرته - وعدم انتشاره مثل النظافة الشخصية واستخدام المطهرات واتباع الاجراءات الاحترازية بالنسبة للاحتكاك بالاخرين " السلام باليد، منع القبلات،الذهاب للاماكن المزدحمة... إلي آخره "الا ان هناك اماكن يلزم تطهيرها وحماية المترددين عليها ولا يجدي معها المجهود الشخصي ولا المبادرات الفردية، وسائل النقل العامة والخاصة، محطات المترو، المحاكم. محطات القطار والمحلات، فاذا كنا سنغلق المدارس والجامعات اذا ضرب الوباء بالبلد ولن نذهب للسينما والمسرح وملاعب الكرة والموالد ماذا عن أماكن التكدس الاخري التي يستحيل مقاطعتها لكنها بيئة خصبة لنشر المرض، قاعات المحاكم المكدسة بجمهورها، محطات المترو وعرباته، القطارات ومحطات القطارات، الميكروباصات التي تنقل الاف البشر يوميا، سيارة التاكسي التي يركبها راكب تلو الاخر طيلة النهار، ماهي وسيلة تعقيم وتطهير تلك الاماكن؟ فيكفي ان "يعطس" مواطن في المحكمة او محطة المترو حتي ينتشر الفيروس بين الوف، فكل شخص موجود بالمكان سيعود لبيته وعمله وجيرانه وابنائه وكل من هؤلاء سيحتك بآخرين وهكذا!!!

دور الحكومة

هل اذا ضرب الوباء بالوطن - لاقدر الله - لن نذهب لاعمالنا لن نتحرك من منازلنا!!! وماهي الاشارة التي ستقولها الحكومة لامتناعنا عن الخروج من منازلنا اساسا!!! ام ان هناك اعمالاً ووظائف يستحيل توقفها واعمالاً اخري يمكن تعطيلها وما هي هذه وتلك والمعايير الفاصلة بينهما؟؟؟ اسئلة تحتاج اجابات دقيقة لان الاجابات الدقيقة الواضحة يترتب عليها ترتيبات وخطط عملية واجرائية!!!!

ايضا صرح السيد وزير الصحة بأنه اذا انتشر المرض في احد الاحياء سيتم اغلاق هذا الحي ولن يدخل او يخرج احد منه وينطبق الامر علي المحافظة ايضا... وبصرف النظر عن عجزي عن تصور ذلك الامر بشكل عملي - اغلاق الحي او المحافظة - لكن بفرض امكانية حدوث هذا ونجاح الحكومة واجهزتها في اغلاق الحي او المحافظة وعدم السماح بدخول او خروج احد به... ماذا سيفعل سكان هذا الحي؟؟ لن يذهبوا لاعمالهم؟؟؟ بعضهم يعمل بجهات عمل يتعين اخطارها بعدم الذهاب للعمل لوجود حالة طوارئ في الحي، ستتحمل جهات العمل ام المواطن المحتجز داخل الحي تكاليف ذلك الانقطاع؟؟؟ بعضهم يعمل عملاً العمل، من أين سيدبر هذا المواطن قوت يومه وقوت اسرته؟؟

كيف يتصرف الناس؟

من اين يحصل سكان الحي علي احتياجاتهم المعيشية الاكل الشرب العيش الادوية - هل سيكون بكل حي اماكن مخصصة للخدمة العامة تعمل 24 ساعة حتي لو اغلق الحي لانتشار المرض به مثل المخابز والمستشفيات ومحلات بيع المواد الغذائية للسكان؟؟

من هي الجهة التي ستشرف علي تلك الاماكن وانتظام اعمالها والاستمرار في تقديم خدماتها للسكان؟؟ هل يتعين علي الناس تخزين مواد غذائية وتموينية بمنازلهم تحوطا من مثل ذلك الوقت؟؟ هل اتجاه الناس لتخزين المواد الغذائية سيفتعل ازمة ليس لها ضرورة الان وسيؤدي لنقص تلك المواد في حياتنا اليومية العادية رغم ان "الضوء مازال اصفر" لكن "الضوء الاصفر" معناه "استعد!!!" وها انا اسال كيف سنستعد؟؟؟ اذا كنا لن نخزن مواد تموينية بمنازلنا ما هي الوسيلة التي اعدتها الحكومة لحصول كل منا علي احتياجاته الرئيسية اذا ماضرب الوباء - لاقدر الله - في اي حي او منطقة، كيف سيصل للناس المواد الغذائية، من سيوزعها عليهم، من مسئول عمن؟.

الضوء الأحمر

إن تهديد الوطن بكارثة الانفلونزا الوبائية يحتاج منا جميعا للتكاتف والتعاون والتفكير بطريقة تفصيلية فكيف سنتصرف اذا لاقدر الله وضرب ذلك الوباء في الوطن فنحن مازلنا في مرحلة "الضوء الاصفر" ولن يجدينا الرعب والفزع اذا اصبح " الضوء احمر" ونحن عزل بلا تفكير بلا ترتيبات بلا خطط - وقتها لن نلوم الا انفسنا لاننا تقاعسنا عن التخطيط لمثل ذلك اليوم الاسود - وقانا الله شره - وحفظنا وحفظ وطننا وابناءنا واحباءنا من كل شر!!! والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين - صدق الله العظيم.

الفقرة الاخيرة - اللهم احمنا واحم الوطن من كل شر واكفنا شر التجربة وامنحنا القوة والمقدرة للتعامل مع اي كارثة واخرجنا منها سالمين وارحمنا يا ارحم الراحمين.

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=20245

نشرت المقاله بجزئيها الاول والثاني في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ ٢٤ - ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٩

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

تخاريف العقل

يوم الصيام طويل والعقل مخدر والأفكار تأتي واضحة جريئة نعجز عن تقليمها وتهذيبها تأتي وتذهب مبعثرة بلا سياق يصعب الامساك بها أو تنظيمها فلا يكون أمامنا إلا عرضها مثلما قفزت لعقولنا فطرية مباشرة فالكتابة في رمضان بالنسبة لي ليس إلا تخاريف العقل!

التخريفة الأولي لا أعرف العلاقة بين رمضان الكريم وبين المسلسلات الدرامية والبرامج الترفيهية الخفيفة والبرامج الحوارية العدائية!.

لا أعرف العلاقة بين رؤيه الهلال وبين الإعلانات المتتالية في الشوارع والجرائد والمحطات عن المسلسلات وأبطالها ونجومها والعروض الحصرية!

لا أعرف الهدف من الهاء المشاهدين طيلة رمضان في اللهاث خلف المسلسلات الدرامية فتنظم كل عائلة جدولا للمشاهدة التليفزيونية فننتقل من هذه القناة لتلك وندخل في هذه الحلقة من نصفها الأخير ونعود لنصفها الأول في اليوم التالي ونتفرج علي بعض المسلسلات في مواعيد عرضها الأصلية وعلي البعض الآخر في أوقات الإعادة كأن شهر رمضان الكريم هو الموسم التسويقي العظيم لكتاب الدراما ومخرجيها وأبطالها فينشطون قبل رمضان ويموتون من التعب خلال رمضان صيام وصلاة وسهر وتصوير وينامون بقية العام.

فيما بين كل رمضان ورمضان نستعد لرمضان المقبل وبالطبع يستحيل علي المشاهد متابعة كل الأعمال والحلقات والمسلسلات والبرامج والست كوم فينتقي عملاً واحدًا أو اثنين وعلي الأكثر ثلاثًا ويقضي بقية العام يتابع مسلسلات رمضان السابق حتي إذا ما أجهز عليها دخل عليه الشهر الفضيل بمسلسلاته الجديدة والحقيقة أني لا أعرف عدد المسلسلات المصرية هذا الرمضان. يقول البعض أنها ثمانون مسلسلا ويقول البعض الآخر أنها فقط خمسة وستون!

ويعزي البعض كثرة عدد المسلسلات المصرية لما اشيع في الأعوام السابقة أن الدراما السورية ستسحب البساط من تحت أقدام الفن المصري فما كان من المبدعين المصريين إلا أن اثبتوا لهم هذا العام وبجدارة انهم واقفون فوق البساط ثابتي الأقدام راسخي الجذور وأن الدراما دي لعبتنا احنا فإذا بهم ينهالون علي رأس المشاهدين مصريين وعربًا بسيل توسونامي من المسلسلات والنجوم والأبطال والكتاب والمخرجين والمصريين اهما.

ويعزي البعض كثرة عدد المسلسلات للاكتشاف الظاهر الذي توصل إليه المبدعون المصريون أن أعمالهم طيلة العام كوم وفي رمضان كوم آخر وأن اخر الشهر الفضيل يختلف تماما عن أجرهم في أي شهر آخر وأن الدراما الرمضانية تبقي إلي الأبد خالدة لا تموت عكس أي مسلسلات أخري لا يراها أحد وأهو مولد وصاحبه غايب فإذا بكل الكتاب يدخرون أعمالهم لرمضان وكل المنتجين يؤجلون مكاسبهم لرمضان وكل الممثلين يتفرغون لبطولاتهم المطلقة في رمضان واللي ما مثلش في رمضان عمره ما حيمثل!

فنجد لكل نجم أو نجمة من نجوم الصف الأول مسلسلاً ونجد لكل نجم ونجمة من نجوم الصف الثاني والثالث والعاشر مسلسلاً أو أكثر ويابخت من نفع واستنفع.

ولأن المسلسلات فيض جارف وسيل عارف يحتل كل القنوات أرضية وفضائية مصرية وعربية فإن وكالات الإعلان تجد شهر رمضان الكريم هو الفرخة اللي بتبيض ذهب فيحاصر المشاهد بين المسلسلات والإعلانات بل وتجرآت الإعلانات وكسرت السياق الدرامي للمسلسل والانفعال الدرامي لأبطاله ودخلت وسط نسيج المسلسل فنجد البطلة تبكي ثم إعلان سمنة ونجد البطل يصارح البطلة بحبه ثم إعلان مشروب سيغير حياتك أو يجددها وإعلان عن الطرق وإعلان عن تنظيم النسل وإعلان عن احسبها صح تعيشها صح ونجد البطل يتشاجر مع الأشرار ثم إعلان راقص عن أحد خطوط المحمول أو إعلانات الضرائب أو سكك حديد مصر التي ملكنا كلنا وإذا غضب المشاهد من كسر اندماجه مع المسلسل فليس أمامه في ليالي رمضان إلا كشف رأسه والدعاء علي من كان السبب الذي لم يحترم الفن والإبداع واعتبر الترويج السلعي والإعلانات الراقصة أهم مليون مرة من فذلكه.. الفن. فالأجور العالية للممثلين والمخرجين والمكاسب الهائلة للمنتجين سببها كله سيل الإعلانات والإعلانات تكثر وترتفع أسعارها حسب المسلسل الذي ستعرض قبل وأثناء وبعد أحداثه وحسب النجم الأوحد الذي سيمثل معظم حلقاته وأهم أحداثه فتكون العلاقة بين المسلسلات والإعلانات مثل العلاقة بين البيضة والفرخة لا نعرف أيهما السبب في الثاني ولا أيهما أهم من الثاني.

ففي النهاية يحاصر المشاهد في منزله وأمام تليفزيونه مسلحا بالريموت كنترول يلتهم طعام افطاره بسرعة ويجلس اسير كنبته المريحة يتابع أحداث المسلسلات والإعلانات حتي يسمع "والله لسه بدري بدري يا شهر الصيام" فتنتهي المسلسلات وضجيجها وأحداثها الدرامية و"نعيد"!!

لا أعرف هل ما يحدث هو خطة إعلامية مقصودة أم فوضي وعشوائية وضجيج عفوي بلا مضمون بلا هدف بلا قيمة؟ والله يرحم رمضان وأيامه ولياليه ولقاءاته العائلية!! وزيارته الأسرية وتقواه ورحمته ويرحمنا جميعا.

التخريفة الثانية.. سعدت جدًا لافتتاح المشروع الضخم المحور/ الكوبري الدائري الجديد الذي يربط بين قوسين الطريق الدائري "الهرم المعادي القطامية - طريق الواحات الدقي شبرا الخيمة" فهذه الوصلة بين القوسين ستسهل علي مرتادي الطريق الدائري الدقي طريق الواحات الانتقال بسهولة ويسر للطريق الدائري الهرم المعادي القطامية بدلا من العذاب المستمر الذي تحملوه سنين للوصول لدائري المعادي مرورا بمناطق المنصورية أو المريوطية عبورا بشارع الهرم أو شارع فيصل بكل ما يعنيه هذا من ازدحام وتكدس بشري وسيارات بما يستغرق - في تلك المسافة القصيرة - فترة لم تكن تقل في أحسن الأحوال عن ساعة تقريبًا!! سعدت جدا ولكنني وبعد افتتاح الطريق تذكرت المثل الشعبي "يبوظوا الطبخة علشان بمليم ملح" نعم هذا ما اتذكره وأفكر فيه كل مرة أمر من تحت ذلك الكوبري قادمة من طريق الواحات، فالمحور/ الكوبري قد تم افتتاحه قبل الانتهاء من أعماله النهائية، وبالطبع لا أقصد جسم الكوبري أو أسفلت بدنه أو اسواره أو إنارته وهذه جميعها قد نفذت فعلا بصرف النظر عن دقتها أو حسن تنفيذها.

هذا المشروع الضخم العملاق المهم جدا، تم افتتاحه دون "تشطيب نهائي" وأقصد بدن الكوبري وجوانبه الخارجية، فحين تمر تحت ذلك الكوبري - مثلي - لابد وأنك ستشاهد الثغرات المفتوحة في جوانب الكوبري الخارجية ولابد أنك ستفكر في سبب ترك الفجوات مفتوحة لتتحول مستقبلا لا عشاش وطاويط أو جحور أفاعي، ولابد أنك ستشاهد بعض الفواصل الرفيعة بين جوانب الكوبري وبين بدنه والتي تملأ بعضها عروق خشبية رفيعة ليس لها أي وظيفة أو ضرورة إلا ملء تلك الفواصل"..!!! وبس ورغم سعادتي بذلك المشروع الضخم وادراكي لأهميته الشديدة وفوائده الكثيرة إلا أن فرحتي لم تكتمل وأفسدها عدم استكمال التشطيبات النهائية وما ترتب علي ذلك من قبح واضح يفسد السعادة بالمشروع، وربما يجيبني أحدهم بأنه لا أهمية لما أقوله فالمشروع الكبير الضخم قد نفذ والفائدة منه قد عمت علي مرتاديه بما يجعل حديثي مثل حديث "عواجيز الفرح"، رغم هذا مازلت أري الأهمية القصوي لاستكمال تشطيب ذلك المشروع وفقا للمعايير الهندسية المتعارف عليها ووفقا للمتفق عليه مع الشركات المنفذة فعدم الانتهاء من أعمال التشطيبات "الدهانات، التكسيات" وغيرها من الأعمال، الصغيرة ينشر القبح في أعين من يري ذلك المحور، ينشر القبح ويجعلنا نعتاد علي منظر الأشياء الكريهة، ويوما بعد يوم ننسي أن هذا قبح ونعتاد عليه ونألفه، هذا المشروع العظيم له فائدة كبري، وافتتاحه مبكرا عن الميعاد المقرر للافتتاح مثلما نشر في الصحف وحل أزمات الناس والازدحام المقيت الذي يعانون منه هذا كله "جميل وعظيم وممتاز"، ولكن.. لا تنسوا اتمام أعمال التشطيبات في بدن ذلك المشروع الضخم، لا تجعلوا فرحتكم به تنسيكم "اتقان" أعمالكم وإنهائها علي الوجه الأكمل "حسبما يقول الكاتب"!! والمهندسون ممن قاموا بتنفيذ أعمال ذلك المشروع هم إدري الناس بنواقصه الحالية وأقدر الناس علي استكمالها فإذا كان من حق المرتادين للكوبري والمترددين عليه الاستمتاع بفوائده المرورية العظيمة، فمن حق الناس جميعا إلا يجرح بصرها القبح والرمادية والثغرات المفتوحة، من حقنا جميعا أن تكتمل فرحتنا بذلك المشروع شكلا وموضوعا حين تتم جميع أعماله ويتجمل شكله وفقا للمعايير الهندسية!! المعروفة و"بلاش كروتة" وكفانا القبح الذي يحاصرنا في كل مكان

التخريفة الثالثة.. هل تعرف الحكومة مصلحة الضرائب الدخل الشهري للشحاذين والمتسولين!! أليست "الشحاته والتسول" مهنة راسخة لها رؤساء وتابعون وشغيله ولها نظام معروف مفهوم وجغرافيا واضحة ويعمل فيها رجال ونساء وأطفال ينتشرون في الشوارع طيلة النهار "يجمعون الغلة" ويعودون آخر اليوم لأصحاب العمل يسلمونهم "الايراد" ويحصلون علي أجرهم أو راتبهم أو يوميتهم!! أليس هذه مهنة موجودة في المجتمع يمارسها قطاع من أبنائه يعيشون جميعا وأسرهم وأطفالهم وتابعيهم علي دخلهم من تلك المهنة!! أليست هذه المهنة حرة يجب أن يخضع العاملون فيها لقانون الضرائب شأنهم شأن بقية المهن الحرة!! أليست "الضرائب مصلحتي ومصلحتك" وماذا عن مصلحة "الشحاذين" ألا يستفيدوا مثلنا جميعا بالطرق والكباري والمدارس والمستشفيات ومياه الشرب والكهرباء ومترو الأنفاق، ألا يتعين عليهم مثلنا جميعا أن يخضعوا للقانون ويؤدوا واجبهم الوطني تجاه مصلحة الضرائب!! "ويسددوا قيمة الضرائب من صافي أرباحهم وألا" ويطظبتوا وإذا كان هناك بعض الفقراء المعدمين ممن تجبرهم الظروف القاسية وقلة الحيلة لمد أيديهم لسؤال "اللئيم" طمعا في "حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة" فبالقطع أنا لا أتحدث عن هؤلاء "الهواة" ممن تضطرهم الحاجة الملحة للتسول فيتقربون منك بوجل واضطراب يكادون يبكون لأن الظروف الطاحنة أجبرتهم علي ذلك الموقف القاسي المهين لكرامتهم!! أيضا أنا لا أتحدث عن "كناسي البلدية" مرتدي البذل الخضراء والبرتقالية الممسكين بالمقشة والمقطف تعريفا لأنفسهم بأنهم يمارسون "التسول والشحاتة" في أوقات فراغهم دون أن يمتهنوا ذلك العمل المربح رغم ما يتردد بين الناس من أن هؤلاء الكناسين يتربحون من التسول في أوقات فراغهم دخلا يوميا يزيد علي دخلهم الشهري من الوظيفة التي تتيح لهم الوقوف بشكل طبيعي ومنطقي في الشوارع والميادين الكبري وأمام المحلات والمقاهي يراقبون المارة وراكبي السيارات يتصيدون منهم نظرة فإذا ما أدركوا بحسهم البارع أن الفريسة "وقعت في الخيه" وتلاقت نظراتهم فلا أقل من رسم البؤس والغلب وألهم علي وجوههم آملين أن "تخيل"!! حيلهم علي الفريسة فتتعاطف معهم و"مرة تخيب وعشرة تصيب" بل ويقول البعض إن هؤلاء "الرجال الخضر والبرتقاليين" موظفون بدرجة "شحاتين وأن رؤساءهم يقتسمون معهم دخلهم اليومي فيتجاهلون بالطبع حال الشوارع" وتكدس القمامة فيها لأن "الكنس مش جايب همه" ولأن "يا بخت من نفع واستنفع" بل ويقول البعض إن تلك الوظيفة "الميري" فتحت أبواب الجنة لهؤلاء الكناسين إلي الحد الذي يؤجرون فيه ملابسهم الخضراء البرتقالية الرثة القذرة للشحاذين المحترفين مقابل مائة جنيه في اليوم تشمل "خلو الرجل" أيضا من المكان المميز الذي يقف فيه الكناس فيجني "الكناس الأصلي" وهو نائم في فراشه ثلاثة آلاف جنيه مقابل تأجير البدلة والمقشة والمقطف وتنازله عن مكانه "للكناس المزيف" الذي بالطبع يجني من التسول مبالغ أكثر من هذا كثيرا وإلا "تبقي العملية مش جايبه همها!!" ولا عزاء!! لوكلاء الوزارة والمديرين والعموميين.

إنني أعني في حديثي أساسا الممتهنين لحرفة "التسول والشحاذة" هؤلاء المعلمين الذين يعلمون ويدربون بعض الرجال من ذوي العاهات وبعض النسوة والكثير من الأطفال علي تلك المهنة، يعلمونهم ماذا يرتدون وماذا يقولون، بعضهم يسير علي عكازين وبعضهم يجلس علي كرسي متحرك وطفلة صغيرة تحمل رضيعا بائسا لا يكف عن الصراخ علي كتفها وتجري به الشوارع "تلزق" وجهه الباكي علي زجاج السيارات وإذا لم تنتبه تطرق بقوة الزجاج بأصابعها تشير لك علي بؤسها وبؤس الصغير الباكي اتحدث عن ذلك العمل المنظم وفقا لأعراف خاصة بين "المعلمين" فهذا "يسرح"، فتيات صغيرات في وسط المدينة، وهذا "يسرح" نسوة منقبات يقفن بين السيارات علي الطريق الدائري، وآخر "يسرح" مجموعة من أصحاب العاهات رجال مقطوعي الأيدي أو نساء قعيدات أو رجال بلا أطراف يجلس علي خشبة "بعجل" يمرق بين السيارات ببراعة وهو يصرخ في راكبيها يطلب "نظرة عطف وحسنة قليلة!!".

هؤلاء الشحاذون ليسوا هواة ولا يعملون عملا عشوائيا، هم فريق عمل منظم، تجمعهم سيارات من أماكن إقامتهم وتذهب بهم لأماكن عملهم تتركهم طيلة النهار وتعود إليهم ليلا، تمنحهم أكلا وشربا والأرجح أن كلا منهم يحمل تليفونًا محمولاً لزوم الطوارئ هؤلاء الشحاذون يمارسون عملا ومهنة ويأخذون عليه أجرًا وراتبًا ويمنحون صاحب، العمل صاحب المؤسسة الذي يتحمل تكاليف انتقالاتهم ومعيشتهم في أماكن عملهم يمنحون كامل الإيراد الذي يتحصلون عليه!! أليس هذاه عملا حرا يستوجب سداد الضرائب عن صافي دخله بعد خصم المصروفات وحد الإعفاء هؤلاء الشحاذون لهم أعراف تنظم عملهم، فلا أحد يتعدي علي المنطقة أو الشارع أو الناصية التي يعمل فيها آخر، ولهم تخصصات، فهذا يعمل أمام الجوامع وقت الجنازات وهذا يقف أمام محلات الحلويات يستجدي مرتاديها، وهذه القعيدة تحتل مكانًا في الشارع يستوجب بالضرورة تباطؤ السيارات فيه بما يسمح لهم فتح زجاج السيارة ومنحها العطية التي تستحقها وهي عاجزة عن الكسب ضعيفة تستحق منتهي الشفقة!!

هؤلاء الشحاذون لهم أساليب عمل واضحة، بعضهم يبيع مناديل وورقًا يلوح لك بها وهو يعلم أنك أن تعاطفت معه ستمنحه "اللي فيه النصيب" وستترك له المناديل يلوح بها في وجه آخر.

وبعضهم يحمل أكياس "ليمون دبلان" يرجوك ويطرق زجاج نافذة سيارتك أن تشتريها منه في آخر اليوم.

وبعضهم يرسم الحزن والقهر علي وجهه حين يقترب منك أو من سيارتك فإذا منحته النقود التي يطمع فيها نسيك ونسي الحزن وعادت لوجهه ملامحه السعيدة حتي يقترب من فريسة أخري يتذكر عمله ويرسم ثانية علي وجهه الحزن والقهر و"ربنا يديك علي قد نيتك".

وبعضهم وهم في الأغلب من أطفال الشوارع بنات وصبيان، يقتربون من سيارتك مبتسمين ضاحكين يدعون لك "ربنا يديك عشرة مليون جنيه" ويعلقون دعاءهم علي "اديني جنيه ربنا يديك عشرة مليون جنيه" ولأنهم أطفال صغار ودمهم خفيف ومبتسمين فأنت تمنحهم الجنيه عن طيب خاطر وتدعو في سرك" ربنا يستجيب لدعاكم.

هؤلاء الشحاذون المتسولون ممن يقفون في الشوارع طيلة النهار جزء من منظومة أكبر يتولاها عقول منظمة تعرف كيف تدفعك بكل الطرق لفتح حافظة نقودك ومنح تابعيهم "حسنة قليلة".

أعود لسؤالي الأول.. هل تعرف مصلحة الضرائب دخول هؤلاء الشحاذين وتتقاضي منهم ضرائب مثل بقية المهن الحرة؟؟ أعرف أن مصلحة الضرائب تحاسب تجار المخدرات علي تجارتهم غير المشروعة بصرف النظر عن تجريم قانون العقوبات لها أعرف أيضا أنها تحاسب المدرسين عن الدروس الخصوصية رغم أن القانون، يمنعهم من ممارسة ذلك العمل، لكني لا أعرف حتي الآن هل تحاسب مصلحة الضرائب الشحاذين والمتسولين علي دخلهم من تلك المهنة!! وإذا كانت مصلحة الضرائب لا تحاسبهم فيا بختهم والله.. كل سنة وكل رمضان وكل المصريين بخير!!

نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ اليوم 16 سبتمبر 2009
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=18833