الأحد، 26 يوليو 2009

النعامه والغراب والنسر .....!!!!!!!!






غضبت نساء كثيرات من سعادتي بقانون " الكوته " النسائيه في مجلس الشعب واعتبرن ان ذلك القانون يبخس قدر النساء الناجحات القادرات بانفسهن دون مساعده اغلبيه الحزب الوطني في مجلس الشعب والحكومه علي النجاح في اي مجال يرغبن فيه بما في ذلك بالطبع مقاعد مجلس
الشعب ونهرتني النساء لسعادتي بالقانون وقالوا لي - كآني لااعرف - ان النساء نصف المجتمع وناجحات في كل مجال ووظيفه شغلنها وانهن قادرات علي المشاركه السياسيه دون احتياج لمسانده خاصه او نصوص تميزيه ، واعتبرن ان ذلك القانون ليس اداه " تغيير" للمجتمع للافضل بل اداه "احباط" للنساء اللاتي اعتبرهن القانون عاجزات قاصرات لايقوين علي التواجد الفاعل في المجتمع وحياته السياسيه الا بمسانده خاصه وهو الفكر الذي ترفضه الغاضبات جمله وتفصيلا !!! ا

بل وتمادت الغاضبات وقلن انه لن يدخل علي قانون الكوته النسائيه لمجلس الشعب الا نساء الحزب الحاكم المدعومات بقوه وتمويل ونفوذ وسلطه الحزب وستبقي النساء المستقلات خارج المجلس سواء خصصت للنساء مقاعد عن طريق الكوته النسائيه وبدونها لان النساء المستقلات الفاعلات الناجحات لن يشاركن في تلك الانتخابات التي سيشوبها - مثل كل الانتخابات السابقه - سيشوبها العنف والانفاق المليوني المريب و شراء الاصوات والتربيطات القبليه والعائليه والتزوير وان - النساء الناجحات الفاعلات - لن يقوين علي المشاركه في تلك المعركه بالياتها الخاصه العنيفه مماسيحرم المجتمع من وجودهن الفاعل ومشاركتهن الحقيقيه في شئون المجتمع وقالت الغاضبات ان " تلك اللعبه " لن تفيد النساء ولا المجتمع المصري ، لان النساء التي ستدخل المجلس وفقا لتلك الاليات الانتخابيه سيدخلن مجرد " ديكور " ولن ينطقن ولن يكون لهن اي دور او مشاركه حقيقيه في صياغه مستقبل الوطن وقالت النساء الغاضبات ايضا انه لا حزب الاغلبيه ولا احزاب المعارضه ولا اي قوي سياسيه تحترم النساء ووجودهن فعلا ودللن علي ذلك بخلو قائمه المرشحين لانتخابات البرلمان في ٢٠٠٥ من ايه نساء واعتبرن ذلك التجاهل للكفاءات النسائيه في كل مجال مسلك سياسي له دلاله كبيره تكذب ايه ادعاءات يروج لها بقانون " الكوته " النسائيه !!!ا


كذا سخر الكثير من الرجال من سعادتي بذلك القانون واعتبروا ذلك القانون اقرار من الحكومه بفشل النساء وعدم صلاحيتهم للمنافسه " الشريفه " مع الرجال فلم يكن امام الحزب الحاكم " المتعاطف مع الن
ساء !!!! " الا الانحياز لهن ومساندتهن - بطريقه تمييزيه خاصه - في معاركهن الانتخابيه وقصر تلك المعارك بين النساء فقط فلا يكون امام الناخبين الا نساء الكوته من امامهم والعدو من خلفهم وسخر البعض من القانون الذي " سيسلي " الناخبين ب " خناقات الستات " والتي ستستخدم فيها المرشحات في مقاعد " الكوته " كل ادوات التراث النسائي في المنافسه من " شد شعر وعض وصريخ وسرسعه وعياط " واقترح احدهن علي بعد مناقشه عاصفه بيني وبينه اقترح زياده عدد المرايات علي جدران قاعات البرلمان تمكينا للنساء من " ضبط الروج علشان الصور " وقال اخر وهو يموت من شده الضحك " حقهم بقي يعينوا كوافير في المجلس علشان النائبات " فلحق به اخر " وكمان دكتور امراض نسا علشان سعاده النايبه حتولد " واعطاني احد الرجال درسا في القانون والدستور وتكافيء الفرص واعتبر قانون الكوته " اخلالا " بمبدآ المساواه بين الرجال والنساء وان الرجال "ياحرام " سيخوضوا منافسات انتخابيه مضنيه شاقه بينهم وبين غيرهم من الرجال والنساء اما نساء " الكوته " فسيخضن منافسات انتخابيه سهله لان " لازم في النهايه ست هي اللي تنجح " و " فين العدل بقي ؟؟؟" بل وقالي لي بعض الرجال اني مثل " القطط " لا احب الا " خناقي " ومثل السجين الذي ادمن الاسر والقضبان واني خذلتهم حين سعدت بذلك القانون وكانوا يظنوني اومن بالنساء بحق ولااقبل لهن معامله الحكومه باعتبارهن مثل الاطفال القصر قليلي الحيله لن يقوين علي التفاعل في المجتمع الا " لما ماما تمسك ايدهم وتعديهم الطريق"..........
وقالت النساء وغضبن .... و قال الرجال وسخروا ....... وتناقضت ردود افعالهم فقالت النساء " حزب الاغلبيه وحكومته يتجاهلن النساء!!!! " وقال الرجال " حزب الاغلبيه وحكومته ينحزن للنساء " !!!! واتفقا علي ان " الحياه السياسيه لاتعترف بوجود النساء " واختلفا في تفسير و فهم اسباب تلك الظاهره فقالت النساء "هذا التجاهل لقدرات النساء يعتبر تعسف ظالم غير مقبول " وقال الرجال " هذا التجاهل يكشف فشل النساء ويفضح انعدام قدراتهن " !!!!!!! وتجاهل الجميع الواقع الذي نعيشه حتي تصورت اني اعيش في مكان وهم جميعا يعيشوا في مكان اخر وشككت في فهمي لما يحدث حولي وراجعت كل الحقائق التي اعرفها والمعطيات التي افهمها والمشاكل التي نعيشها !!!!ا

وهاانا اقول للمره الثانيه ...... كنت ومازلت سعيده بقانون تخصيص مقاعد للنساء في مجلس الشعب ، مقاعد لا تتنافس عليها الا النساء ، مقاعد خاصه تجبر الناخبين رجال ونساء علي اختيار ممثليهم من النساء وفقط !!! ليس انحيازا للنساء علي حساب الرجال بل انحيازا للوطن الذي حان الوقت ليستفيد من كل ابناءه رجالا ونساءا ، انحيازا للمستقبل الذي لا يمكن صناعته ولا صياغته باراده ذكوريه منفرده تقصي النساء عن المشاركه والتفاعل مهما بلغ تميزهن ونجاحهن وقدراتهن العظيمه ، انصافا للنساء من ظلم تاريخي واقصاء واستبعاد عمدي تعرضت له النساء ومازالت تعيش في ظله ومازالت اثاره وقيوده وافكاره تحاصرهن بعمد وتربص من المجتمع كله نساء ورجال !!!ا

كنت ومازلت سعيده بذلك القانون واعتبره بحق اداه لتغيير الواقع وصناعه المستقبل بشكل افضل ، فالمستقبل الذي لا تشارك في صنعه النساء مستقبل معووج مثل الحاضر الذي نعيشه ونرفضه ونتمني تغييره !!! و كنت اتمني لو اتاح المجتمع للنساء - بلا قيود وعوائق فكريه وعقائديه وتراثيه - التواجد الفاعل والتآثير في الحاضر والمشاركه الحقيقيه في صناعه المستقبل دونما حاجه لاصدار تشريعات او قوانين او لوائح ... كنت اتمني هذا .. لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه !!!ا

وسعادتي بهذا القانون لا تتناقض مع قناعاتي الكامله ان النساء قادرات - لو اتيح لهن الفرصه - قادرات بمجهودهن الذاتي وكفاءتهن علي خوض جميع المنافسات الشريفه مع الرجال في جميع المجالات الوظيفيه والمهنيه والسياسيه والاجتماعيه لكن للاسف مازال مجتمعنا " الحبيب " برجاله ونساءه للاسف والذي تقبل تعليم النساء منذ بدايه القرن وقبل علي مضض التحاقهن بالوظائف والمهن والاشغال ومنحهن حق التصويت والانتخاب منذ مايزيد عن خمسين عاما وزين صورته الدوليه بتعيين بضعه وزيرات وبضعه سفيرات وبضعه قاضيات وبضعه داعيات دينيات مازال وبشكل اساسي ورئيسي لايري النساء ولا يرحب بوجودهن الا في دورهن الاسري العائلي النمطي كزوجه وام فقط فيعتبر التعليم ضروره لتربيه الابناء والالتحاق بالوظيفه ضروره لمساعده الاسره والزوج في الاعباء الماليه الثقيله وليس لها اي مقتضي اذا ما استطاع الزوج تلبيه احتياجات اسرته وقوي علي اعباءهم اما النجاح والتفوق واثبات الذات والعمل الاجتماعي العام والعمل الاهلي والمشاركه السياسيه فجميعا - بالاساس - امور رجوليه ذكوريه لا تصلح لها النساء ولا تقوي عليها ولايوجد اي مبرر لاشتغالها بها وتحمل اعباءها و" كفايه عليها بيتها وعيالها والمذاكره والطبيخ والغسيل " !!! ا

وحتي الان لم تقوي ملايين النساء الموظفات المهنيات العاملات والاف السيدات المهتمات بالشآن العام والعمل الاجتماعي والمجتمع المدني والمنخرطات في الحياه الحزبيه والقيادات الحقوقيه والنسويه والسياسيه في تغيير نظره المجتمع للمرآه ودورها ، فكل هؤلاء النسوه كما يراهن المجتمع نماذج غربيه - مهما كانت ناجحه ومتفوقه ويشار لها بالبنان اعجابا وتقديرا لعقلها وثقافتها واسهاماتها البارزه في المجالات المختلفه - مستثناه من الاصل الطبيعي الفطري للنساء اللاتي لا ولم ولن يمارسن في حياتهن كلها الا دور الابنه والاخت والعمه والخاله والزوجه والام والحماة والجدة وفقط !!!!!!!ا

لاني اعرف هذا الواقع جيدا وافهم معناه واعيش قيوده واسمع قصص تعسفه واري دموع الامه من عشرات بل مئات بل الوف النساء الاخريات ولاني اسعي منذ ثلاثين عام - وقبلي كثيرات ومعي وبعدي الكثيرات - لتغيير ذلك الواقع وتحريك مياهه الراكده احارب التراث والافكار التعسفيه السائده واطالب بتغيير القوانين والغاء التمييز المتعسف ضد النساء في القانون وفي الواقع واشجع الفتيات علي العمل والوظيفه والاستقلال الاقتصادي واثبات الذات والوجود وتحقيق النجاحات - ليس فقط في الاسره وفي تربيه الابناء رغم الاهميه القصوي لذلك - ولكن في المجالات المهنيه والوظيفيه ولاني شاهدت العديد من الفتيات الذكيات المتميزات علميا ووظيفيا يجبرن - بلطف وحب والحاح - علي ترك وظائفهن والاكتفاء بدور الزوجه والعوده "للبيت مملكه الست " ولاني قرآت عشرات الاعلانات الوظيفيه التي تطالب بتعيين موظفين وتطلب من ضمن مسوغات التعيين " الموقف من التجنيد " ولاني شاهدت اغلاق ابواب العمل في وجه فتيات كثيرات لانهم " في يوم حيحملوا ويولدوا ويرضعوا وابني عيان وبنتي سخنه " ولاني اعرف سيدات مرموقات هددن من ازواجهن بالطلاق لاجبارهن علي الاستقاله من وظائفهن لانها " اترقت وبقت مديره " ولان زوجها " قرش ملحتها ومش طايق تكون هي مديره وهو موظف عادي " ولاني سمعت من كثيرات من السيدات انهن تزوجن رجال دون اخذ رايهن لان " البنات مالهاش راي واللي ابوها يشوفه تعمله " ولاني سمعت كثيرا عن حرمان النساء من الميراث تعسفا وبالمخالفه للقانون والشرع لان " الارض ماتخرجش بره العيله وهي حتتجوز غريب وعيالها حيبقوا غرب عن العيله " و لاني شاهدت الكثير من السيدات اللاتي طلقن تعسفا في الاربيعينات والخمسينات من عمرهن دون رغبتهم ليجدن انفسهن فجآ بلا مورد رزق ولا وظيفه " تسترهن " وليس لهن مآوي الا مسكن الحضانه التي تنتهي ببلوغ اطفالهن الخمسه عشر عاما فلا يجدن الا "كنبه " في بيت الاب او الاخ ولاني سمعت من بعض النائبات السابقات في مجلس الشعب انهن عجزن عن اقتراح مشروع اي قانون لصالح المرآه لان " الناخبين اللي انتخبوني رجاله ولو عملت كده مش حينتخبوني تاني " ولان " الاغلبيه في مجلس الشعب من الرجاله ومش حيصوتوا معايا " ولان الاعلام والفن والدراما مازالوا يقدموا نماذج نسائيه مهزومه بحكم الطبيعه والعاطفه " فشفيقه استقالت من الوزاره لتتزوج تيمور " ومسلسل يارجال العالم اتحدوا " سخر من الناشطات النسويات وقضايهن وعاير ازواجهن الضعيفه بقوه شخصيتهن و جبروتهن " وفيلم النوم في العسل اظهر النائبه في مجلس الشعب لا تسمع من زملائها النواب كلما تحدثت الا كلمه " اهدي ياحاجه اسكتي ياحاجه "فيضحك المشاهدين ويفقدوا احترامهم للنائبه ويسخرن من وجودها ووجود غيرها في "مجلس الشعب " لان المجتمع يسآل الرجال " بتشتغل ايه " ويسآل النساء " بتشتغلي ولا لآ " لان هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه فالطبيعي والمنطقي ان تآتي الانتخابات التشريعيه لعام ٢٠٠٥ بلا نساء ، فلا ترشح الاحزاب والقوي السياسيه نساء ولا ينتخب الرجال المرشحات المستقلات فيسقطن سقوطا مدويا فتعاير جميع النساء ب " خليكم في الطبيخ مالكم انتم ومال مجلس الشعب " .. ا

لان هذا هو الواقع الذي نعيشه جميعا ، لان هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه ، يتمني عوده النساء للمنزل ويتمني عزلهن وتهميشهن عن الحياه العامه بكافه اشكالها وصورها يتمني حصارهن - مهما كانت كفاءتهن العلميه وتفوقهن العلمي وبراعتهن الوظيفيه والمهنيه - فقط في الزوجيه والامومه و" الغسيل والطبيخ " لان هذا هوالمجتمع الذي نعيش فيه يعتبر النساء العاملات سبب كل مشاكله وازدحام شوارعه وبطاله رجاله وانحراف الاطفال وفشلهن ، لان هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه يسخر من الطبيعه البيولوجيه النساء العاملات ويعتبرها نقيصه يلزم اخفاءها وعيب يجب ستره ومجال سخريه و" تريقه " و" وسع طريق للست المديره اصلها حامل " ويعتبر حمل الموظفه وارضاع اطفالها سبب لابعادها عن الوظيفه ومبرر لعدم تعيينها فيها و" الستات مالهاش في الشغل عايزه اجازه وضع وساعه رضاعه و.. مايخليهوم في بيوتهم اكرم " .. ا

لان هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه فقد شبت وتشب الفتيات الصغيرات علي واقع له شكل واحد ونمط واحد وطريقه تفكير واحده ان مكانها الوحيد " البيت " وان الوظيفه " بهدله وغلب " وان الزواج هو " الحلم الوحيد " وان تفوق الاطفال ورضاء الزوج هما " المعيار الوحيد الدال علي كفاءتها ونجاحها " فاذا ما طلبت منهن المشاركه في الحياه السياسيه والتفاعل مع المجتمع والاهتمام بالشآن العام والمشاركه فيه نظرن لك بكل تعجب واستغراب واستهجان و" احنا مالنا بس " و " ليه البهدله دي " ؟؟؟؟؟... ا

هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه وهذه هي الافكار التي نتنفسها وهذا هو الواقع الذي يفرض افكاره علي الجميع ويشد بتلابيب النساء للتراجع وللسلبيه وللصمت ولعدم المشاركه !!! فكيف يمكن لهذا الواقع وكيف يمكن لهذا المجتمع ان يفرز بين ليله وضحاها قيادات نسائيه مشاركه فعاله ناجحه تتجاوز الافكار السائده وتتخطي المعوقات الواقعيه كيف يمكن لهذا الواقع ان يتيح للنساء "منافسات شريفه" متكافئه بينهم وبين الرجال ليس فقط في المجال السياسي بل في اي مجال ؟؟؟؟!!!!ا

والحقيقه انني اري ان الغضب النسوي من ذلك القانون ليس الا رفضا - وربما عجزا - من النساء عن مواجهه الواقع والتصدي له كدفن الرؤوس في الرمال فكل مايحدث في المجتمع بشآن النساء سخيف ومهين ومحبط والكثيرات من النساء يتجاهلن وجوده وينكرن حقيقته احتجاجا عليه فيسمعن انفسهن صوت تشجيعهن لانفسهن " نحن قادرات ناجحات فاعلات مؤثرات ولانحتاج مساعده من احد ولو كان القانون !!!!!" ..ا

والحقيقه ايضا اني اري السخريه الرجوليه من القانون وسيله ذكوريه جديده وذكيه لرفض مشاركه النساء في الحياه العامه وتآثيرهن فيها فيسخروا من القانون ومن الياته ويعتبروه دلاله فشل النساء وعجزهن عن المواجهه والمنافسه الشريفه بالتجاهل للواقع والحقائق والمجتمع والافكار متمنين لو الغي القانون واثقين من استحاله المنافسه " الشريفه " بين النساء مكبلات بكل القيود والافكار المجتمعيه وبين الرجال مسلحين بكل الانحياز المجتمعي لهم متمنين بقاء النساء كما هن وعلي حالهن و"ماله بس الطبيخ والغسيل وتربيه العيال ؟؟؟ " !!!ا

ورغم كل ماسمعته وماقالوه .. كنت ومازلت سعيده بذلك القانون لاني لا ادفن رآسي في الرمال ولا اتجاهل معوقات الواقع وقيوده ولاني اتمني للنساء بقدر كفاءتهن ونجاحهن وتفوقهن دورا مجتمعيا اكبر ووجودا اكثر حيويه وفاعليه وتآثير ...... وانتظروا المستقبل مختلفا وانتظروا القيادات النسائيه الناجحه المتفوقه ليست فقط في المؤسسه التشريعيه بل في كل مكان !!!!!! الم اقل لكم اني كنت ومازلت سعيده بذلك القانون !!!!!!ا

الفقره الاخيره - لمن يري النساء فاشلات عموما وستفشلن بالضروره ودائما مالذي يضيركم من " قانون الكوته " فالنساء لن تنجحن في المشاركه السياسيه كما تتوقعوا .. لماذا حتي تضنوا عليهن بفرصه يحاولن فيها اثبات وجودهن مادامت النتيجه معروفه معروفه ؟؟؟؟ اعتقد انكم تخافوا من وجود النساء ونجاحهن واثبات وجودهن ومشاركتهن !!!!!!!!!!!!ا

الجمله الاخيره - لو فشلت النساء في استغلال فرصه المشاركه السياسيه الممنوحه لهن عن طريق " قانون الكوته " لن يكون ذلك نهايه العالم ولا اخر المطاف فالحياه علمتني الا ايآس ابدا فما نفشل فيه اليوم سننجح فيه غدا او بعد الغد و" ماضاع حق وراءه مطالب "!!! ..ا

السطر الاخير - اكره النعامه التي تدفن رؤوسها في الرمال فلا تري شيئا .. واكره الغراب الذي لا يكف عن النعيق اشاعه لليآس والاحباط ... واحب النسور عاليه محلقه تضرب بجناحيها بقوه في السماء وتحلق عاليا بعيدا !!!ا

نشرت في جريده روز اليوسف ٢٣ يوليو ٢٠٠٩

الخميس، 16 يوليو 2009

ليست فكره واحده !!!!!!!!!

الردع القانوني الحازم للانفلات والعنف المجتمعي
هو خط الدفاع الاخير الذي يواجه به المجتمع بعض ابنائه


لاتوجد فكره واحده في راسي لاكتب عنها ، بل تتصارع الافكار بشده ، كآني ساكتب مائه مقاله ، كآني ساحتل كل صفحات الجريده واعمدتها .......ا

اراقب باهتمام احكام الاعدام المتتاليه التي تصدرها محاكم الجنايات فيما اراه انا ليست مجرد "جرائم عاديه" بل هي " جرائم عنف اجتماعي " جريمه قتل الشابتين الصغيرتين اعدام .. جريمه قتل مديره الائتمان بالبنك اعدام ... مشاجره بين عائلتين حول السطوه والنفوذ واحتجاز رهائن وتبادل اطلاق رصاص وقتلي كثيرين اعدام لسته متهمين .. مشاجره بين فريقين مدعومين بعصابات مؤجره علي حيازه ارض وسقوط قتلي من الطرفين اعدام لاربعه وعشرين متهم .. جرائم مختلفه الدوافع سرقه نفوذ سطوه ملايين يجمع بينهما الاجرام العنيف والعنف المخيف ، ولانها جرائم مخيفه عنيفه ممزوجه بالاستهتار بامن المجتمع ومواطنيه الابرياء والاستخفاف بالقانون ونصوصه وعقوباته الرادعه ، واجهتها المحاكم بمنتهي الحزم والشده والصرامه تقرع اسماع الوطن والمواطنين بدوي مطارق القانون الحاسم الرادع وبطش عقوباته العنيفه عل منحرفيه يفيقوا قبل فوات الاوان !!!!!!ا

جرائم اجتماعيه عنيفه تواجه باحكام قانونيه رادعه رساله قضائيه هامه للمجتمع كله لاتهاون ولا رآفه مع هذا الشكل العنيف من السلوكيات الفرديه او الجماعيه !!! والردع القانوني الحازم للانفلات والعنف المجتمعي هو خط الدفاع الاخير الذي يواجه به المجتمع بعض ابناءه ممن لم يجدي معهم كل الروادع الاخلاقيه والدينيه والانسانيه الاخري ممن لم يجدي معهم قيم " الحلال والحرام والصح والغلط " ممن لم يجدي معهم " حصص المدرسه ودروس الجامع والكنيسه وتربيه البيت " ممن لم يجدي معهم اي شيء فلا يبقي امام المجتمع في مواجهتهم الا " عشماوي " درسا اخيرا لن يستفيدوا هم شخصيا منه لكنه سيقي المجتمع - او هكذا نآمل - شر انحراف وعنف وتهور واستهتار الاخرين !!!ا

وتوالي وتلاحق احكام " الاعدام " التي نسمع عنها ونقرآ اخبارها هذه الايام تقول لنا رساله هامه ... تقول لنا ان ايقاع العنف المجتمعي قد تسارع وتوحش فماهيه الجرائم العنيفه التي نسمع عنها تفصح عن شكل علاقات اجتماعيه معووجه فسارق يقتل زهرتين من اجل مائتني جنيه وموبيل وسارق يقتل سيده فاضله طالما احتضنت اسرته وراعتها من اجل حل ازمته الاقتصاديه والبطاله التي يعيشها وعائلات تتقاسم مناطق النفوذ والقوه تستشعر خطرا علي سطوتها فلا تكترث بالقانون وتتمرد عليه وتفرض قانونها الخاص وتطلق مئات الاعيره الناريه تعبيرا عن قوتها واجبار للاخرين للانضواء تحت لوائها والانصياع لها ولو كان ثمن ذلك عده قتلي من هذا الفريق او ذاك فحياه البشر رخيصه وليس لها قيمه في مواجهه عائلات تبحث عن دعم وجودها ونفوذها وسطوتها وهيمنتها ولو علي حساب جثث ابناءها وجثث الاخرين ، مجموعه من القتله المآجورين و" البلطجيه " يقدموا حياتهم ثمنا بخسا يشتروه الاخرين الاثرياء الاقوياء ببضعه الوف من الجنيهات يستآجرهم فريقين متصارعين علي ارض لا نعرف من هو مالكها لكن كل من الفريقين يدعي ملكيته لها وانه صاحب الحق الوحيد فيها وبدلا من اللجوء للمحاكم والاحتكام للقانون واجراءاته البطيئه و" موت ياحمار " يلجئوا للمآجورين الاقوياء " المستبيعين " ليكتبوا باسلحتهم ورصاصهم ودماء الاخرين اسم المالك الوحيد لتلك الارض المتنازع عليها فيسقط القتلي والجرحي ويدوي صوت الرصاص في السماء يعلن عن اليات جديده متوحشه للصراع بين البشر في هذا المجتمع الذي كان آمن ...

فلا يواجه القانون والمحاكم كل هذا الا بانشوطه " عشماوي " و" البدل الحمراء" ردعا للجميع المتهمين وبقيه المواطنين عملا بنظريه " اضرب المربوط يخاف السايب " لكن رغم كل شيء ورغم شده القانون وعقوباته الصارمه واجماع الاراء علي " اعدام " المتهمين !!!..ا مازال الخوف يسكن قلبي !!! هل سيفلح القانون في كسر وايقاف دائره العنف المجتمعي التي تتزايد سرعتها وقوتها " ولا علي الدنيا السلامه " !!!!! لااعرف حقا !!!!!!!ا

لا توجد فكره واحده في راسي لاكتب عنها ...... حزنت بشده وغضبت بشده لجريمه القتل العنصريه التي اودت بحياه الدكتوره مروي الشربيني ، المصريه المغتربه مع زوجها للدراسه ، تلك الشابه المصريه المحجبه ، التي ضايقها وتحرش بها رجل الماني عنصري لمجرد اختلافها عنه وايمانها بما لايؤمن به ، تلك الشابه المصريه المقاتله التي لم تصمت امام المضايقات التي تعرضت لها من رجل عنصري مسيحي ضايقه حجابها كرمز اسلامي استفزه وهو الذي لا يؤمن - قطعا - الا بحقه في الوجود هو وكل قرناءه اما المختلفين معه فليس امامهم الا تحمل تحرشه ومضايقاته وانكاره العدواني لوجودهم او " يشربوا من البحر "....ا لكن الدكتوره مروه لم تقبل استفزازه ولم تصمت امام تحرشه ولم تخاف من مضايقاته ولجآت للقضاء تدافع عن وجودها وتدافع عن حقها في الاختلاف مع ذلك الرجل ضيق الافق العنصري وتطالب بتعويض عن مضايقته لها املا في ردعه بعيدا عنها وكف تحرشه واستفزازه لها ، فماكان منه الا قتلها في ساحه المحكمه وبقاعه الجلسه بثمانيه عشر طعنه تكشف عن غضبه الدفين وغله وعنفه العقائدي المتوحش ليس من " مروه " فقط بل من كل ما تمثله وتعبر عنه من افكار وعقائد ودين وكآنه يطعن في "مروه" كل الجموع المختلفه عنه ثقافيا ودينيا وعقائديا وجاءت طعناته الثمانيه عشر في قاعه المحكمه رساله سخريه واستهزاء من القانون والتحضر والمدنيه في عقر دارهم في قاعات عدلهم مفصحا عن قناعاته بانه لا قانون ولا عدل يلزماه فالقوه هي قانونه الوحيد الذي لايملك غيره للتعامل مع الاخر المختلف عنه حتي لو كانت ضحيته شابه متحضره لجآت للقضاء تحتمي بقوانينه لا تطالب الا بكف اذاه عنها وحمايتها من تعصبه المقيت !!!!!!!ا

وبقدر حزني علي "مروه" وطفلها الذي ذاق مراره اليتم مبكرا ووشم في ذاكرته قتل امه امام عينيه من رجل متعصب حرمه حنانها بسبب تعصبه الفكري العقائدي ، وبقدر تفهمي الكامل لغضب المسلمين- في مصر وفي كل مكان - لق
تل مروه والمظاهرات الصاخبه التي خرجت تندد بالقاتل وتبكي الزهره اليانعه التي دفعت حياتها ثمن لتعصب عقائدي عنيف ، بقدر تآملي للمره المليون لعلاقه المختلفين ببعضهم البعض ، المختلفين دينيا او سياسيا ، علاقه الاقليه بالاغلبيه ، هل هي بالضروره علاقه تناحر وعنف وصراع وغضب و" البقاء للاقوي " ؟؟؟ هل هي علاقه " انكار الاخر " ومحاوله نفيه وحصاره والغاءه ولو وصل الامر " لثمانيه عشر طعنه !!!" ام انه يتعين علينا جميعا ايقاف تلك الدائره الجهنميه من الكراهيه المتبادله والسعي الجاد " للاعتراف بالاخر " ومنحه نفس الحمايه التي نطلبها لانفسنا وكف الاذي عنه بذات القدر الذي لا نقبل به الاذي علي انفسنا !!!ا

اذا كانت "مروه الشربيني " ضحيه كراهيه عقائديه وغضب عنصري باعتبارها شابه مغتربه مسلمه في مجتمع اغلبيته مسيحيه لا يقبل بعض ابناءه وجودها بينهم باعتبارها رمز للاقليه المرفوض وجودها والمنكور حقوقها والمكروه اختلافها واذا كان كل " مروة " وكل " محمد " يعيش ضمن اقليه مسلمه في مجتمع اغلبيته مسيحين معرضين من بعض المت
عصبين المتطرفين المتشددين ضيقي الافق لاشكال مختلفه من الحصار والاذي والعنف الفكري وربما البدني ، فهناك مثلهم كل "مريم" و" عيسي " يعيشوا ضمن اقليات مسيحيه وسط مجتمع اغلبيته مسلمين ويتعرضون "مريم وعيسي " ايضا لاشكال مختلفه من المضايقات والحصار والاذي والعنف الفكري والبدني ... واذا كنت غضبت لقتل "مروه المسلمه " وحزنت لما حدث لها ، فاني بنفس الدرجه اغضب واحزن لو لتعرضت " مريم المسيحيه " لاي اذي او عنف عقائدي ...ا

واذا كنت وغيري كثيرين ندين قاتل " مروه " المتعصب المتطرف فانا وغيري كثيرين ادنا وسندين قاتل " مريم " المتطرف المتعصب والادانه هنا لا تآتي فقط حزنا علي الضحيه وتعاطفا معها وبل تآتي لان ذلك القاتل " قاتل مروه او قاتل م
ريم او اي قاتل متعصب دينيا " يقوض بافكاره السلام الاجتماعي والامن والطمآنيه بين البشر ويهدد حياتهم بتحزب مقيت وانقسام مخيف وتربص مرعب قد ينفلت من اطار مجرد الافعال الفرديه الاجراميه لظواهر اجتماعيه مخيفه " تتطربق الدنيا فوق دماغ الكل " واري انه علينا جميعا علينا جميعا مسلمين ومسيحين مصريين وغير مصريين اغلبيه واقليه هنا او هناك علينا جميعا ان نوقف دوائر العنف العقائدي والتعصب الديني وان نسعي بحق لاقرار ثقافه " الاعتراف بالاخر" وحقه في الوجود والحياه امنا مطمئنا هو واسرته واولاده دون حصار او مضايقه او تحرش او هجوم او سخريه من ثقافته او معتقداته او افكاره ...ا
واذا كان قتل " مروه " اوجعنا وكوي قلوبنا علينا ان نحمي بجهد حقيقي وجاد - عن طريق الا
عتراف بالاخر وحقه في الوجود - علينا ان نحمي كل " مروة " وكل " مريم " مما حدث وقد يحدث فالكراهيه لا تقابل الا بالكراهيه والعنف لايقابل الا بالعنف والغضب لايقابل الا بالغضب والقوه لا تقابل الا بالقوه ولن يدفع الثمن الا الضحايا الابرياء الذين لن تكفيهم دموعنا وتعاطفنا وصدق من قال " يوم لك ويوم عليك " ....ا وليكن موت " مروه الشربيني " درسا موجعا يتعلم منه الجميع المعني الواقعي للتعصب الديني والعرقي درسا موجعا يفهم منه الجميع الاثار الواقعيه للتعصب الديني والعرقي البغيض !!! وقلبي مع اسره مروه وابنها ان كان يجدي !!!!!!ا

لا توجد فكره واحده في راسي لاكتب عنها ....الدنيا حر جدا.. واكاد اسمع ناس يلومون "الحكومه " علي ارتفاع درجات حرارة الكوكب وعلي الاحتباس الحراري واثاره البيئيه المدمره فالحكومه في وجه نظرهم هي المسئوله " عن كل البلاوي " حتي ارتفاع درجات الحراره ........... وانا هنا لا " اهزر " لكني اتحدث بمنتهي الجديه ..ا فكثيرين من الناس في وطننا غاضبين من الحكومه لاي سبب وكل سبب حتي لو كان " الحر " ولو كنت من الحكومه لاصغيت لغضب الناس لافهم كيف اعالجه !!! فاي حكومه في الكوكب الذي كاد الاحتباس الحراري يقضي علي كل اوجه الحياه فيه لايمكن لها ان تعيش وسط شعب غاضب يلومها طيله الوقت ويستشعر انها السبب في كل متاعب حياته وصعوبات معيشته وانها لاتحس بيه ولا تدرك مشاكله ولا تتعاطف مع افراده ولا تضع السياسات الاجتماعيه الاقتصاديه التي تحسن حياته وتفتح امامه طريق المستقبل !!!ا لو كنت من الحكومه لاصغيت لشعبي الذي اجلس علي مقاعدي الوثيره باسمه واستمتع ببروده اجهزه التكييف واحتسي المياه البارده من اجل اداره شئونه ، فالحكومه التي لاتصغي لشعبها ولاتكترث بغضبه ولاتهتم بما يتردد في احاديث المقاهي ونميمه رباب البيوت وصخب الاتوبيسات العامه ومشاجرات الميكروباصات واروقه المحاكم وعيادات الاطباء حكومه تعيش وستعيش هي وشعبها في ايام ساخنه جدا ليس فقط بسبب الحر !!!!!ا قرآت العباره من اول السطر فاحسستني " اخرف " من شده الحر " اصل الدنيا حر قوي ومنه لله اللي كان السبب !!!!!!"
!!!!ا
الفقره الاخيره ....... هذا الصيف " دمه تقيل " يفتقد بهجه " المصايف " ربما لان " رمضان " قادم بسرعه وجميعنا في انتظاره حتي نسينا الصيف واعتبرناه مجرد محطه وصول لبهجه رمضان !!! ربما لان الازمه الاقتصاديه العالميه و"الفلس" المحلي الشخصي و انفلونزا الخنازير وخروج فريقنا القومي من الدور الاول لكآس القارات وغضب بعض النساء من قانون "الكوته" وصعوبه امتحانات الثانويه العامه والحر الشديد " سدوا نفس الناس " عن الصيف وفرحته ولهوه الجميل !! الله اعلم .. لكن الاكيد ان هذا الصيف "دمه تقيل جدا " !!!!ا

نشرت في جريده روز اليوميه اليوم الخميس ١٦ يوليو ٢٠٠٩

الخميس، 2 يوليو 2009

نحن سعيدات بالقانون !!!!!!!!








النساء في المجلس

سيغيرين الحياه في مصر

دور المرآه المجتمعي
اكبر م
ن دورها العظيم في الانجاب والتربيه


بالبلدي .... ان قانون تخصيص سته وخمسين مقعد بمجلس الشعب للنساء فقط حيث ستدور المنافسه الانتخابيه بين النساء وبعضها فقط علي تلك المقاعد وفي تلك الدوائر بما يضمن وصول سته وخمسين امرآه علي الاقل للمجلس النيابي يعني بكل وضوح ان الحياه في هذا الوطن ستتغير شئنا او ابينا !!!!
فهذا القانون ليس مجرد قانون يضع بعض الاحكام والاوامر والنواهي والعقوبات ، بل هو في حقيقته اداه فعاله لتغيير الواقع وصناعه المستقبل وصياغه شكله بطريقه مختلفه عن الواقع الحالي !!!! هذا القانون يفصح بوضوح عن ضجر المشرع وغضبه من تجاهل المجتمع للنساء وتجاهل النساء لانفسهم واكتفاء الجميع بوجود النساء في مكان مجتمعي محدد يتفق والنظره التقليديه والدور النمطي لهن في اطار الاسره والامومه والزوجيه ، هذا القانون يقول للمجتمع انه حان الوقت الذي تخرج فيه النساء من " تحت اللحاف " وتشارك في المجتمع بطريقه مختلفه عن مجرد " اعداد شعب طيب الاعراق " وان دور المرآه المجتمعي اكبرمن دورها العظيم في الانجاب والتربيه والزوجيه ليمتد للمشاركه الفاعله في تسيير امور المجتمع ورسم سياساته والمشاركه في صناعه قوانينه واستجواب حكومته ومناقشتها ومحاسبتها شآنها شآن الرجال الذين يلعبون هذا الدور وحدهم منذ زمن بعيد حتي ظنوه عملا رجوليا يتطلب "الشنب والصوت الاجش والذكوره" كشروط مفترض لممارسته العظيمه !!!!

ان هذا القانون يقول انه قد حان وقت الحصاد ، فاذا كانت النساء قد خرجت للتعليم منذ اوائل القرن الماضي ثم اشتغلت ومارست معظم الوظائف والاعمال والمهن وترقت في الدرجات الوظيفيه حتي صارت رئيسه جامعه وعميده كليه ووزيره وسفيره وعملت كضابطه شرطه وطبيبه جراحه وقاضيه علي منصه الاحكام ومآذونه ومحاميه وخبيره وطبيبه شرعيه واعلاميه وكاتبه وصحفيه ، اذا كانت النساء قد اثبتن نجاحهن في اعمال ومهن لا تتفق ابدا مع المقولات الظالمه الرجعيه التي تحصر النساء في اعمال ومهن تتفق وطبيعتن الرقيقه العاطفيه ودموعن الفياضه وعضلاتهن الضعيفه واجسادهن المتعبه بالحمل والولاده ... اذا كانت النساء قد حصلن علي حقوقهن السياسيه في الترشيح للمجالس النيابيه والانتخاب منذ قرابه خمسين عاما ... واذا كانت "البنت زي الولد ماهيش كماله عدد " وصور المتفوقات الناجحات من اوائل الثانويه العامه ومعظم الشهادات الجامعيه تملآ الصحف والجدران ولوحات الشرف ، فان حان الوقت للاستفاده من تلك الخبرات الانسانيه العظيمه للنساء ليس فقط داخل منازلهن وليس فقط في تربيه اولادهن وليس فقط في اماكن عملهن ووظائفهن بل حان الوقت للاستفاده من تلك الخبرات والعقول في المشاركه الفاعله في امور وطننا بافساح المكان لهن جبرا - عن تكاسلهن وقنوعهن بادوراهن المقبوله اجتماعيه وعن الاعراف والتقاليد والتراث القديم والنظرات المحافظه المحاصره لقدراتهن - في المؤسسه التشريعيه بكل ما يترتب علي ذلك من اجبار للاحزاب والقوي والتيارات السياسيه المختلفه من افساح مجال ومساحات للنساء بينهم واعدادهن وتدريبهن لممارسه ذلك الدور السياسي ، فان اعرضت الاحزاب والقوي السياسيه عن ترشيح نساء من بين صفوفهن لشغل تلك المقاعد ال٥٦ لن تبقي تلك المقاعد فارغه بل ستشغلها نساء لايعرفهن احد لكنهن سيتقدمن الصفوف تحركهن رؤيه ايجابيه لانفسهن تمكنهن من ممارسه هذا الدور السياسي الهام ... فعلي الاحزاب والقوي والتيارات السياسيه اما اعداد الكوادر النسائيه من بينهم للمنافسه علي المقاعد السته وخمسين بما يتطلبه ذلك من افساح اماكن داخل تشكيلات الاحزاب وقياداتها ولجانها القاعديه للنساء وبما يتطلبه ذلك من الاقرار بحق النساء في التواجد والمشاركه والتفاعل واما ستآتي نساء رآين في انفسهن القدره علي ممارسه ذلك الدور السياسي الهام رغما عن انف الاحزاب وعن انف ال"التخين" مدعومات بالمقاعد الخاليه التي قرر المشرع انه لن يجلس عليها الا النساء مهما كان راي الاحزاب ومهما كان راي الجميع !!!

بالبلدي .... يفرض المشرع بذلك القانون علي المجتمع الاعتراف الحقيقي
بوجود النساء وقدراتهن وخبراتهن ، فغدا سنعيش زمنا تحتل فيه النساء عشره في المائه من مقاعد البرلمان ، غدا سنري نساء تدوي اصواتهن تحت قبه البرلمان يناقشن قضايا هامه ويشاركن في صناعه قرارات مصيريه مستقبليه تخص الوطن وتؤثر علي حياه مواطنيه ومستقبلهم ويوافقن ويعترضن ويرفضن ، غدا لن يقوي احد ان يقول للفتيات الصغيرات ان المرآه " مكانها البيت والمطبخ " لان اصوات النائبات ومشاركتهن الفعاله ستكون اكبر واقوي مكذب لتلك المقولات الرجعيه !!! غدا لن يقوي احد ان يقول للفتيات الصغيرات ان عمل المرآه يتناقض وطبيعتها الرقيقه وامكانياتها العقليه المتواضعه ويفسد وسيفسد حال المجتمع لان مشاركه النائبات في اعمال السلطه التشريعيه ومناقشاتها سيدحض تلك المقولات الرجعيه المحافظه وسيكشف عن امكانيات النساء العقليه والنفسيه ويفصح عن قدر قوتهن وتميزهن وخبراتهن وسيدعم مكانه المرآه في المجتمع عموما وسيخلق قدوه للفتيات الصغيرات قدوه تستحق منتهي الاحترام وكامل التقدير ليس فقط باعتبارها نائبه وليست فقط باعتبارها سياسيه بل باعتبارها امرآه ناجحه متميزه يحتذي بها ....

بالبلدي .... يفرض المشرع بذلك القانون علي النساء انهاء حاله السلبيه العامه اللاتي يعشن فيها " بلاش وجع دماغ " و الخروج من قوقعتهن الاجتماعيه الموصده بارادتهن اكتفاء بادوار الامومه والزوجيه والوظيفه ، يفرض عليهن المشاركه الاكثر فاعليه والتواجد المجتمعي الاكثر تآثيرا فعلي النساء ان تتخطي حواجز المنع والحجب والعزل والتهميش السياسي الاجتماعي التي تعيش فيه منذ سنوات وعقود طويله اكتفاءا بالتكريم الشرفي والتواجد الرمزي والتعيين القسري والسلبيه المفرطه ، فاذ كنا سنشهد في الغد القريب نائبات موقرات يسطعن كالنجوم البراقه في مجلس الشعب ، فاولي بالنساء ان تشارك وتتفاعل بايجابيه وقوه علي كافه الاصعده الاجتماعيه والسياسيه ، علي النساء ان تتقدم للمشاركه في مجالس ادارات الشركات وفي مجالس النقابات في مجالس ادارات الانديه في المجالس المحليه في منظمات المجتمع المدني ، علي النساء ان تتقدم للمشاركه الايجابيه الفاعله في كافه المجالس والهيئات المنتخبه في هذا المجتمع ولاتكتفي بالتمثيل الرمزي والمقعد الواحد الذي يمنحه الرجال المتحضرون في اي مجلس للمرآه كهبه لاترد !!!! علي النساء ان تنشط وتتحرك في المجتمع افصاحا لقدراتها الحقيقيه وخبراتها الثمينه وترشح نفسها في كل مكان تصلح له حتي يعتاد الناخبون رجالا ونساءا علي اختيارها والمحاربه من اجلها والهتاف باسمها ، فكل الهيئات المجتمعيه الاخري الادني من مجلس الشعب وانتخاباته ليست الا " بروفات " تختبر فيها النساء انفسهن وتفصحن من خلالها علي قدراتهن وخبراتهن وقدر تميزهن ، علي النساء ان تنشط في هذا المجتمع دعما للمشرع وقانونه واثباتا للجميع ان المشرع حين منح النساء تلك المقاعد السته وخمسين لم يكن منحازا للنساء ولا داعما لهن الا لانهم يستحق ويقوين ويصلحن لتلك المشاركه السياسيه الهامه ، اثباتا للجميع ان المشرع حين منح النساء تلك المقاعد السته وخمسين كان منحازا للوطن الذي حان الوقت ليستفيد من كل ابناءه رجالا ونساءا ، كان منحازا للمستقبل الذي لا يمكن صناعته ولا صياغته باراده ذكوريه منفرده تقصي النساء عن المشاركه والتفاعل مهما بلغ تميزهن ونجاحهن وقدراتهن العظيمه !!!!

بالبلدي .... ان قانون تخصيص سته وخمسين مقعد للنساء قانون سيحرك رغم انف الجميع الماء الراكد ويخرج النساء من صمتهن وسلبيتهن ويدفعهن دفعا للمشاركه والتواصل ، قانون سيغير من سلوك المجتمع تجاه النساء فلن يعد مقبولا من الان فصاعدا اي شكل من اشكال التمييز ضد النساء في القوانين ، لن يعد مقبولا اي شكل من اشكال التمييز ضد النساء في جهات العمل والوظائف بالاقصاء والحرمان بادعاء وهمي بعدم الصلاحيه لطبيعه الجنس الضعيف ، لن يعد مقبولا اي شكل من اشكال التمييز ضد النساء في مناهج التعليم وبرامج الاعلام والافلام والمسلسلات ، لن يعد مقبولا اي خطاب رجعي يدعم حرمان المرآه من العمل والوظيفه والاستقلال الاقتصادي في مجتمع اثبتت الاحصائيات ان نساءه العاملات يعولن خمسه وعشرين في المائه من مواطنيه ، لن يعد مقبولا اي خطاب متخلف يدعو لعوده المرآه للبيت باعتبارها سبب البطاله وازدحام الشوارع وانحراف الاطفال ، يدعو المرآه للتواري والاعتزال والسكون والصمت عن الاكاذيب التاريخيه السائده التي تصف المرآه بالضعف وقله الحيله وقله الامكانيات والعاطفيه المشينه ومحدوديه القدرات العقليه والهشاشه النفسيه ، لن يعد مقبولا الترويح لفكره المرآه الناجحه الاستثنائيه ، فاي امرآه ناجحه في المجتمع في وظيفتها في منصبها السياسي في اي مكان هي استثناء شاذ عن جموع بليده فاشله من النساء لاتصلح الا للانجاب والمطبخ وتربيه الاطفال !!! لن يعد مقبولا حصار النساء بكل الاوهام التاريخيه التي اعتبرت نجاحها استثناء شاذ لايجوز القياس عليه واعتبرت عظمتها هي " خلف الرجل الناجح " واعتبر دورها المرحب به هو " اعداد شعب طيب الاعراق " عن طريق الامومه والرضاعه والتربيه وفقط !!! لن يعد مقبولا الترويج المستمر لاعتبار الانوثه نقيصه تحول بين النساء والمشاركه الاجتماعيه السياسيه الفاعله ووصم المرآه الناجحه بانها " ارجل من ميت راجل " باعتبار ان النجاح والتفوق واثبات الذات صفات ذكوريه فطريه ان اكتسبتها النساء فقدت انوثتها ووصمت بالذكوره العظيمه و" طلع لها شنب " !!!

اذا كان تعليم الفتيات في اوائل القرن الماضي كان محطه هامه في حياه هذا المجتمع ، اذا كان عمل النساء والتحاقهن بالوظائف والمهن المختلفه محطه هامه في حياه هذا المجتمع ، واذا كان منح النساء حق الانتخاب والترشيح محطه هامه في حياه هذا المجتمع في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي ، فان هذا القانون بتدعيم وتوسيع المشاركه السياسيه للنساء ايضا محطه هامه في حياه هذا المجتمع ، بل هو المحطه الاهم ، التي ستؤثر علي وضع النساء في هذا المجتمع ونظره المجتمع لهن واحترام وتقدير المجتمع لنشاطهن وقدراتهن الحقيقه وستساعدهن علي دعم مكانتهن الاجتماعيه علي جميع الاصعده المهنيه والوظيفيه والاسريه والسياسيه !!!

انه قانون لتغيير الواقع وصناعه المستقبل !!!!! ونتمني ان تتمسك النساء بتلك الفرصه وتستفيد من المساحات الواسعه التي منحها لها المشرع وتوطد وجودها في المجتمع وتثبت للمشرع وللكافه ان النساء يستحقن مامنح لهن واكثر !!!!!

الفقره الاخيره - لايعني قانون تخصيص سته وخمسين مقعد للنساء في مجلس الشعب وافساح المجال للنساء للمشاركه السياسيه الفاعله ، لايعني باي حال من الاحوال تخلي النساء عن ادوراهن الاجتماعيه التقليديه او تمردهن عليها ، فالنساء ستظل زوجات محبات وامهات عظيمات ، ومن يتصور ان " البيوت حتتخرب " بسبب ذلك القانون وبسبب افساح المجال للنساء للمشاركه السياسيه الايجابيه الفاعله لايفهم طبيعه النساء ولا قدر حرصهن علي بيوتهن واسرهن واطفالهن !!! وفي جميع الاحوال فالنساء ليست مسئولات عن ذلك الفهم الخاطيء وليست مطالبات بدفع ثمنه بالكمون والسلبيه نفيا لاتهامات باطله يدرك المروجين لها اول من يدرك انها غير صحيحه وغير حقيقيه وليس لها " اي محل من الاعراب " !!!!

الجمله الاخيره - علي الجميع الانتباه ان دخول النساء لمجلس الشعب لايعني بالضروره انحياز كل النائبات الموقرات لقضايا المرآه وحقوقها كمثل سيدات الحركه النسائيه وقياداتها ، فالنساء كالرجال منهم من ينتمي للحزب الحاكم ومن يعارضه ، منهن من يؤمن بالعداله الاجتماعيه والانحياز للفقراء ومنهن من يؤمن بالرآسماليه سبيلا للتنميه الاقتصاديه ، منهن صاحبه موقف متقدم من قضايا الحياه ومنهن من هي اسيره النظره المحافظه وسطوه الاعراف والتقاليد والافكار القديمه التراثيه ، النساء كالرجال تختلف مواقفهن السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه والطبقيه ..... ورغم هذا نحن سعيدات بالقانون وبالنائبات المنتظرات ليس من منطق الانحياز لقضايا المرآه وحقوقها لكن من منطق حق النساء كنصف المجتمع في المشاركه الفاعله واثبات الوجود والذات والمشاركه في صياغه المستقبل ....

السطر الاخير - علي النساء ان تثبت للمجتمع ان المشرع منحهن مايستحقونه !!! علي النساء ان تثبت للمجتمع انهن قدر تلك المسئوليه واكثر !!! علي النساء ان تثبت لناخبيهم الرجال حسن اختيارهم !!! علي النساء ان تراعي ان هناك الف مليون عين تتربص بهن وتتمني لهن " الغلط " و" بيتلككوا " لهن " علي الفاضيه والمليانه " ، علي النساء نائبات المستقبل ان يكن قدوه عظيمه ومحترمه واهل للثقه والتقدير فالتجارب الرائده في بدايتها تكون صعبه لكن النجاح فيها يكون عظيم ومدوي وله عظيم الاثار الايجابيه التي سيستفيد منها مجتمعنا بذكوره واناثه عظيم الفائده !!!

الكلمه الاخيره - نحي المشرع رجالا ونساءا علي ذلك القانون فقد اثبت المشرع انه يسعي لمستقبل اجمل لهذا الوطن يرسم معالمه المشرقه النساء والرجال معا!!!
نشرت هذه المقاله بتاريخ اليوم ٢ يوليو ٢٠٠٩ بجريده روز اليوسف اليوميه ....