الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

الدخان والنار ... والاكاذيب المخيفه !!!!!!!



" خبوا عيالكم .. العو جالكم " هكذا انتشرت الاشاعه كالنار في الهشيم ، اشاعه تتناقلها الالسن وارتجفت من تصورها الافئده ، اشاعه تقول ان هناك في وطننا ومدينتنا اطفال صغار يخطفون وتقوم عصابه دوليه بقتلهم واقتطاع اعضائهم الداخليه وبيعها للمحتاجين !! واذا احتلك الفضول وسآلت من يخبرك بهذه الاكذوبه عن تفاصيلها يتهرب من اسئلتك ويشوح لك بذراعيه غاضبا " انا معرفش هما الي بيقولوا " ولانك لا تعرف من " هما اللي بيقولوا " ولايعجبك الحديث الفارغ الذي تسمعه تجادله وتناقشه في تفاصيل الاكذوبه التي يرددها تحقيقا وتدقيقا فلا يترك لك فرصه ويتنصل من المناقشه محتقنا و" ياستي انت حره مش عايزه تصدقي براحتك انا كنت بقولك بس علشان مصلحتك حقك علي !!!!!!" واذا كنت انا لم اصدق تلك الاكذوبه ولم اقبل تلك الاشاعه منذ اللحظه الاولي التي ترددت علي مسامعي فان الكثيرين غيري قرروا ان يعطلوا عقولهم ويصدقوا تلك الاشاعه ويرددوها علي اسماع الاخرين تحذيرا وتنبيها لهم وفجآ اتسعت دائره الرعب والفزع واحتلت نفوس المواطنين ارعبتهم بذلك الحديث الفارغ الذي تتناقله الالسن يصدقوه كآنه حقيقه مطلقه واذا هدآت الاشاعه وكاد الناس ينسوها تتطوع سيده ما في مكان ما وتقسم بايمانات مغلظه ان " ابن جارتي عيل صغير نزل ومارجعش وياعيني لقوه مقتول" وتنفجر في البكاء تساندها السامعات لحديثها المؤثر ويبكوا جميعا وتقبض كل امرآه علي اصابع اطفالها تكاد تعلق في اعناقهم حبلا لا يتركوا لهم فرصه الحركه او اللعب او اللهو وربما تقعده من المدرسه لان " الواد صغير ما يفرقش يغيب يوم او اسبوع المهم سلامته " وفتستعيذ كل سيده من الجالسات بالله من الرعب الذي يحتل اعماقها خوفا علي اختطاف صغيرها وقتله واقتلاع اعضاءه الداخليه وتكبر الاشاعه وتكبر وتدور وتدور ويتناقلها النساء والرجال ويزداد الرعب والفزع والخوف وتنطلق حمله الرسائل علي التليفونات المحموله اخبارا " اللي نايم علي ودانه ومش دريان بالدنيا " وتنقل الشبكه العنكبوتيه الرسائل الالكترونيه " خلوا بالكم من عيالكم العو جالكم " ويفسر الاشاعه ويؤكدها احد الخبراء بجميع الامور بواطنها وظواهرها ويقسم " دي عصابات دوليه دكاتره وممرضات ومستشفيات وكلهم بيشتغلوا لصالح المليونيرات واللي معاهم فلوس " وهكذا تنغلق الدائره وتحكم حلقاتها ، اشاعه تافهه قالها مجهول بآن " العيال بتتخطف وتتقتل " ترددها نساء مجتمعات النميمه مع قهوتهن الصباحيه وجلسات الكوافير " خلي بالك من ابنك " ثم تنتشر في الاثير رسائل مجهوله المصدر وايميلات من ذوي القلوب الرحيمه ثم تحسم الايمانات المغلظه صحه الاشاعه وتؤكدها لان الذي اقسم علي كتاب الله رجل تقي وعارف ربنا و " ومالوش مصلحه يخوفننا ده بيوعينا بس " وهكذا تكبر كره الثلج وتجرف في طريقها كل الحقائق تلغيها وتضخم كل الاوهام والمخاوف وتكبرها ولان المصريين يصدقون في القول المآثور " مافيش دخان من غير نار " ولان الدخان انتشر يغيم علي عقول المجتمع استيقظنا يوما من النوم علي اكذوبه كبيره بآن " العيال بتتخطف وتتقتل وتتاخد اعضاءها الداخليه وتتباع " و" منهم لله ولاد الحرام " !!!!!!! وانتشر الرعب والفزع والخوف لايهم ابدا ان احدا لم يري اي طفل مقتول بلا اعضاء داخليه ولا يهم ان احدا لم يري اسره اي طفل من هؤلاء الضحايا ولايهم ان احدا لم يتآكد من صحه الشائعه قبل ان يرددها ويساعد علي ترويجها لا يهم هذا كله .. المهم اننا صدقنا وخفنا وارتعدنا واعتقلنا اطفالنا حبا وخوفا وكرهنا الحكومه التي " ساكته ومابتقلش كلمه واحده تطمنا " ثم كرهناها اكثر عند طمئنتنا لانها " ما بتقولش الحق وعايزه تطمن الناس وبس " ووشككنا في تصريحات مصلحه الطب الشرعي بشآن الطفل الاخير الذي وجد قتيلا حين قال كبير اطبائها " كل اجزاءه كامله " شككنا لان قوه الاشاعه المجهوله والخوف الذي صاحبها احتل كل اعماقنا وعطل عقولنا وجمد تفكيرنا الي الحد الذي لم يعد ممكنا معه ان نصدق اي شيء مهما كان حقيقيا وصحيحا وواقعيا ..... واكم من شائعات قتلت وشائعات هدمت بيوت وخربتها وشائعات بددت الطمآنينه والامان وشائعات اشعلت النيران في ثوب الوطن ومواطنيه ولان من يطلق الاشاعه مجهول ومن يرددها حسن النيه ومن يصدقها " معذور " فاننا نواجه عدو غير مرئي قادر دائما ان يطلق سهامه في قلوبنا ويطلق ادخنه الشكوك تخيم علي عقولنا تحتل نفوسنا وتغيبنا عن الواقع الذي نعيش فيه !!!!! اننا نواجه عدو غير مرئي لا يتوقف عن بث الشائعات كآنه يكره هذا الوطن ويكرهنا ولايدخر سبيلا او جهدا الا و" نكد علينا " !!!!!!!! فكروا فيما تسمعوا وفي معناه ومضمونه ودلائل صحته وامكانيه حدوثه ، فكروا وتعقلوا ما يقال لكم فهذا هو السبيل الوحيد لانقاذنا من مقصله الشائعات وحد نصلها القاتل !!!!!!! الفقره الاخيره - لايليق بصحفي ان ينقل عن رجل من العامه ان ابن شقيقه القتيل عثر عليه بلا كليتين فينشر ذلك الخبر دون تثبت منه او تيقين من صحته ثم يثبت بالدليل القطعي عدم صحه مانشره لان المانشيت الذي اختاره الصحفي لخبره غير الحقيقي قد اشاع في البلد رعبا يفوق اي تصور !!!!! الجمله الاخيره - كتبت احدي صديقاتي تحذرنا علي " الفيس بوك " من اختطاف الاطفال وقتلهم تحت عنوان " الدنيا ماعدش فيها امان " فعقبت علي حديثها باني " لااصدق تلك القصه " فقالت احدي صديقاتي تعقيبا علي كلامي " انت مش عايزه تصدقي " فرددت عليها " لا انتم اللي عايزين تصدقوا " وكبرت الاشاعه اكثر فاكثر !!!!!!!
نشرت بتاريخ اليوم ٢٩ اكتوبر ٢٠٠٨

لقد ادمنا البهجه .. لماذا انتم غاضبين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لم يجمعنا الا الوحدة ، رغم العالم الصاخب والبشر الكثيرين المحيطين بنا فكل منا متشرنق داخل ذاته وحيدا لا يجد من يصغي له ولا يتفهمه ولا يتواصل معه ، فالحياه ضاغطه وظروفها صعبه وكل منا ينكب فوق اعماله تقتله و لا تنتهي وتمر ايام العمر تهرول الثواني خلف الدقائق والساعات خلف الشهور وانت تلهث تتشاجر مع الحياه وتحلم بالراحه منذ سنوات طويله يبعدها عنك الصراع المستمر مع الافكار والامنيات والاخرين وانك منهك مستنزف بائس لكن في اللحظات الاخيره وقبل الغرق في غفوه الارهاق اللعين وتلاش جسدك المتعب في اطياف النوم واضغاث الكوابيس المؤرقه في تلك اللحظه تشتهي تواصلا انسانيا دافئا بلسما يطيب نفسك التي انهكتها وارهقتها تعقيدات واوجاع الحياه تتلفت حولك فلا تجد الا بشرا منهكين مثلهم مرهقين اكثر منك يتصارعون وحياتهم بطرق اكثر شراسه من شراستك لايجدون وقتا للحديث او الممازحه كسالي لا يرغبون في الكلام لم يتعلموا الاصغاء يفكرون في اليوم بكل مشاكله ويرتابوا في الغد ويخافوا المستقبل ويخافوا شروره التي لايعرفوا سببها او مصدرها ، في تلك اللحظه تجمد الوحده اطرافك وينتشر الخواء في نفسك وتحس اعاصير البروده تحاصرك تاكلك الوحده حيا تلتهم حيويتك وتضعف حواسك وتغتال انسانيتك تستجدي نوما هادئا لا تناله ، ربما انك رجل يصارع الحياه ساعيا لتوفير الرزق لاسرته التي تضغط عليك بكل احتياجاتها الضروريه تعاني من الغلاء وقله الدخل وضغوط المجتمع الاستهلاكي القاسيه فتعمل طيله النهار وظيفه واثنين وتعود ليلا لمنزلك منهكا تتمني كلمه شكر لا تجدها تتمني ونس لا تعثر عليه تشعر بالاسي علي نفسك وانت تعمل طيله النهار من اجل اسره نامت ارهاقا وتعبا وتركتك وحيدا منكها في الظلام الصامت لاتجد من يربت علي كتفك حنانا وتفهما تشحذ اهتمام لاتجد من يتصدق عليك به ..... ربما انت فتاه عانس فاتها القطار وهي تبحث عن رجل يآسر مشاعرها فلم تجده ومرت سنون شبابها المبكر وهي تتعالي علي الرجال غليظي القلوب اللذين يبحثون عن عروس مناسبه وزوجه مسالمه وام تربي الاطفال لاتري صورتها في الاطر البارده التي يعلقوها علي جدرانهم الكالحه لكن سنوات العمر لم تنتظرها ومرت وتركتها في اخر الليل تتمني كلمه حنان لاتجدها تشتهي ونس لا تمنحه لها الحياه فتاه قيدها المجتمع بقيوده وحاصرها بنواهيه وعايرها بوحدتها وفوات قطار الزواج بعيدا عن محطتها وخلو حجرها من طفل يرضع اصبعها حنانا فتاه عقدت قسوه الحياه جبينها واضاعت الحنان من تقاسيم وجهها ففقدت بعض ملاحتها وازدادت وحشه لكنها ومن اعماقها تحتاج للحب والرفقه والونس والحنان والاذن التي تصغي لبوحها الموجع ....... ربما انك شاب تائه نشآت وسط اسره اعتبرتك ترسا في ماكينه الحياه يتعين عليك العمل بمنتهي الجديه لصنع المستقبل واقتناص الفرص والاستعداد لتحمل المسئوليات الجسام التي لا تليق بشاب مرهف الحس فنان مبدع فقهروك واخفوا كتبك وقصفوا اقلامك واحرقوا اوراقك واغلقوا المذياع وحرموك من صوت العصافير ورؤيه الشمس ساعه الغروب فجريت في دروبهم منقادا وحققت لهم احلامهم وحصلت علي الشهاده التي تمنوها وعلي الوظيفه التي سعوا اليها وعلي الزوجه التي اختاروها لك فمنحوك نيشانهم واشادوا بك مثالا للابن الجاد الذي تمنوه غير مكترثين باحتياجاتك التي تنازلت عنها ورغباتك التي لم تحققها وامنياتك التي وآدوها وتركوك تلعب دور الشاب الجاد الصالح يحتلك طفل متمرد لم يآخد فرصته للهو والعبث والرسم فوق الجدران وحيدا لايشعر بك احد صامتا لاينتظر احد كلماتك ترتعش من الشوق للحياه التي كنت تتمناها ينتفض قلبك شوقا وحنينا لصوت الناي الذي كسروه ولصوت الفتاه الجميله التي حلمت بها فايقظوك غاضبين لانك مازلت تحلم وتركوا متيبسا وحيدا لا يدرون عنك شيئا ....... ربما كنت فتاه صغيره لطيفه خاضعه برضا وانصياع تام لكل التقاليد والاعراف التي لم تختاريها ولم تحبيها لم تتذمري علي دورك القدري في الحياه وسرت في الدروب الاجتماعيه المرسومه واخفضت صوتك وعطلت عقلك وحققت لاسرتك كل ماكانت تحلم به واكثر نجاحا في المدرسه وتفوقا في الجامعه وزيجه تقليديه لم تعترضي عليها صرت زوجه صالحه تجيد الطهي واعمال المنزل وتربيه الاطفال وقبعت في منزل الزوجيه كالمقعد الخشبي خاضعه لاوامر الزوج ونواهيه وكل كلامه التافه تتفرجين علي البرامج التلفزيونيه التي ينتقيها وعلي الافلام السينمائيه التي ينام امام شاشتها ويتركك تتابعين احداثها وحدك لايدري عنك شيئا فتشرنقت داخل نفسك تحميها من اسرتك المحافظه ومن المجتمع القاسي واعتقلت افكارك الضاره التي تزعجهم واحلامك المستحيله التي يحاربوها وامنياتك البعيده التي لا تثقي في تحقيقها وقرآت بخيالك كل الكتب التي منعوها عنك وسمعت كل الاغاني التي حرموك منها وتفرجت علي كل اللوح التي رفعوها من فوق جدرانك باعتباره فتنه وغوايه وقله ادب وطبخت وغسلت وارضعتي الاطفال لكنك بقيت وحيده حين تصمت الدنيا وتطفئ الانوار تحلمين بالحنان الذي لم تعرفي طعمه وبالحب الذي يفقدك عقلك وصوابك ويحلق بك للسماء السابعه ويتركك فيها هائمه سعيده ....... ربما انت انسان سياسي لا تحب الحكومه وتختلف مع سياساتها وتعارض شعاراتها لكن قوانينها وقضبان سجنها يحاصروك ويصادروا اوراقك ويلغوا اجتماعتك ويفرضوا عليك العجز سبيلا وحيدا للتعبير عن موقفك السياسي المناهض لكل سياساتهم ..... ربما انت كائن مبدع موهوب تعيش في صخب المدينه او في بطن الريف المهمل او في العشوائيات المتذمره عبرت عن موهبتك بالكتابه شعرا او نثرا روايه او قصه قصيره خواطر او احاسيس لكن احدا لا يعرفك ولن يقرآ لك ولن يمنحك فرحه التواصل مع افكارك و لن يعطيك بعض وقته ليقرآ لك تسير تحمل اوراقك الغاليه تحت ابطك تطرق ابواب دور النشر لا يفتحوا لك ولا يمنحوك الامل الوهمي فمن انت ايها المجهول المتباه بابداعك وكلماتك المتعثره المرتبكه و ملابسك لاتوحي باي موهبه او تآلق ، ربما انت سيده مطلقه كبر ابناءها وتركوها تشكو للجدران قسوتهم وقسوه الحياه التي اخذت رحيقها و القت بها علي قارعه الطريق وحيده لا صديق لها الا المرآه القاسيه تكشف لها اثر السنين وتربيه الاطفال والاحفاد علي وجهها تجاعيد لعينه تحتجزها في خانه النساء العجائز تجاهلا لكل الصبا والحيويه المشتعله في قلبها ، ربما انت رجل هرم اكتشف في اواخر العمر ان اليوم طويل يحاصره الفراغ القاتل بعد ان قرآ الجرائد ولاعب الاحفاد وشرب القهوه مع الحاجه لاحد يهتم بوجوده يجتر مراره الوحده ، ربما كنت فتاه قبيحه تظلمكي ملامحكي فلا يعطيك الاخرين فرصه التعرف لروحك ونفسك الجميله ولا فرصه الاقتراب من مشاعرك الدافئه واحاسيسك المرهفه ، ربما كنت شاب متلعثم لا تمنحك الفتيات الجميلات التي لا تتوقف عن الحلم باحضانهن مكنه الاقتراب منهم ولا التعبير عن اعجابك بهن ولا منحهن من نفسك الفياضه كل ما يحلمن به واكثر ، ربما كنت شاب نشآ في مجتمع محافظ حرم عليك الاختلاط واعتبر الفتيات غوايه لعينه يلزم البعد عنها وانت تراهن مثل الفراشات في الحديقه ينشرن البهجه في حياتك القاحله لكن فتيات مجتمعك ايضا حبيسات الجدران لا يخرجن من خلف السواتر الثقيله ولا يمنحن الغرباء حتي الابتسامه البرئيه يحلمن بالفارس الهمام الذي سيتختطفهن علي الجواد الابيض فلا يآتي ولا يرحل عنهم الحلم البعيد ،ربما كنت فتاه فقيره الحال غنيه النفس دافئه المشاعر لكنك لا تجدي من يقدرك حق قدرك في مجتمع يقاس فيه الانسان بثمن حذائه ولقب عائلته ، ربما كنت انسان غربته الايام بعيدا عن حضن الوطن بصحبه زوج يبحث عن تحسين ظروفه المعيشيه و ربما بصحبه زوجه للحصول علي اعلي الشهادات فعشت في البلاد الغريبه وحيدا لا تشم في نسيم صباحها رائحه حضن امك ولا تراب بلدتك الحبيبه ، لم يجمعنا الا الوحده ، اناس عذبتهم الحياه بالوحده مرهفي الحس دافئين تعتمل في نفوسهم المشاعر الحقيقيه والحب الجارف يظلمهم الزمان او المكان تظلمهم الجغرافيا او التاريخ تفرقهم الفوارق الطبقيه والاجتماعيه تفرقهم الافكار المسبقه والرؤي الجاهزه والتصورات المفترضه عن البشر وعن الاخرين ، تظلمهم الملابس والارديه والملامح الخارجيه وتعثر مخارج الالفاظ ، اناس حقيقين تفيض انسانيتهم رقه وعذوبه وذكاء وموهبه ظلمتهم الاعراف والتقاليد والنواهي والاوامر والجدران العاليه والاسوار المخيفه التي احتجزوا خلفها اسري عاجزين عن التمرد وكسر القيود وتحقيق الذات واثبات الوجود ابعدتهم كثره ساعات العمل والخرس الزوجي وفجوه الاجيال وانصال الفوارق الطبقيه والغلاء الفاحش والشوارع المزدحمه والغربه داخل النفس وداخل الوطن عن التواصل الانساني الحقيقي عذبتهم الحياه بالوحده فلا يجدوا من يتكلموا معه ولا من يصغي لهم ولا من يمنحهوه حبهم ومشاعرهم ولامن يتشاركوا معه في افكارهم ومواهبهم اناس يقتاتون الوحده ويمضغون اوراقها الخشنه ويتجرعون مرارتها حتي الثماله ، ولان لم يجمعنا الا الوحدة ، فقد استبدل هؤلاء البشر الحياه الواقعيه القاسيه بعالم افتراضي جميل رحب ملون ، يقدم كل منهم نفسه للاخرين بالطريقه التي يحبها ، يضع صوره تعبر عن نفسه الحقيقيه التي يعرفها ربما زهره بديعه ربما صورته طفلا ربما صوره نجم احبه او ممثله احتذي بها او عالم احترمه ، يقدم كل منهم نفسه للاخرين بطريقه تعجبه ولا تنفرهم مسبقا فلا يصادروا علي وجوده بسبب شكله او لونه او جنسه او دينه او فقره او قبحه ، يقترب كل منهم من الاخرين بلا وجل الاحكام المسبقه بلا خوف من النواهي الاجتماعيه متحررا عارضا عليهم انسانيته وفقط لا توجد مصالح مشتركه ولا نفاق اجتماعي ولا ضروره للكذب او الزيف يقترب من الاخرين بخطوات متعثره في البدايه مرتابه يشاركهم افكارهم يعقب علي كلماتهم ويتفاعل معهم فهذه تكتب عن الحب فيحلق معها الجميع منتشيا وهذا يكتب عن الوطن فيسمح الجميع دموعهم اشتياقا وتلك تشكو وحدتها فتمتد مئات الكفوف الحانيه تربت علي نفسيتها المتعبه وهذا يشكو قسوه والديه فيهدء الجميع روعه ويذكروه بحبه لهم ، ويتسع العالم الافتراضي الرحيب يوما بعد يوم فيحتفلوا بعيد ميلاد هذا الصديق ويصطحبوه في رحله نيليه افتراضيه ويرفعوا عقيرتهم بالغناء ويتبادلوا الهدايا ويضحكوا ويقهقهوا وينام كل منهم اخر الليل سعيدا لان ذلك العالم منحهم السعاده التي لم تمنحها لهم الحياه الواقعيه القاسيه ، وتشكو واحده من مرض صغيرها فيدعوا له الجميع بالشفاء ويصر كل منهم علي ان يترك بصمته فوق " حائطها " مشجعا متضامنا محبا ، وحين يحتفل الوطن بانتصارات اكتوبر ترتفع اعلامه فوق قامات الجميع يتبادلوا الفرحه ويذكروا امجاد الجنود والضباط وذكريات الهزيمه وسعاده الانتصار ، وحين يلعب الفريق القومي يشدو الجميع بالنشيد الوطني وتسمع صراخهم حبا في الوطن الذي لا يسمعهم وحين يؤلف احدهم كتابا يحتفوا به ويسعد قلبك صوت زغاريدهم وحين يمرض احدهم مرضا عضال يتحلقون يدعون له بالشفاء ويواسو اهله ويرسلوا الرسائل المتلاحقه متضرعين لله ليشفيه تحس توترهم يحاصرك فتردد ادعيتهم ، عالم افتراضي رحيب سمح لكل رواده المحتاجين للتواصل الانساني المعذبين بوحدتهم ان يعبروا كل يوم عن حالتهم المزاجيه بلا وجل وبلا توتر فاذا كنت سعيدا فندعو الله يزيد سعادتك واذا كنت قلقا فماذا نستطيع لتهدئة روعك واذا كنت حزينا الف حضن مفتوح لك لا يقدم لك الا الانسانيه الحقه واذا رغبت في البوح فاهلا بك كلنا اذان صاغيه تسمع وتنصح ، عالم افتراضي رحيب ملون يتشارك رواده في تبادل الهدايا والزهور واللوحات والموسيقي الحالمه والمحبه المجرده ويتعارف البشر ويقتربوا ويتواصلوا ويهدموا كهوف الوحده التي تحاصرهم وتتسع قلوبهم لتشمل الكثيرين ممن يستحقوا الحب والموده ويوما بعد يوم تحب اصدقاءك في هذا العالم الافتراضي وتقترب منهم وتفتقدهم وتحسهم اصدقاء العمر التي لم تتح الحياه القاسيه لك التعرف عليهم ولا الاقتراب منهم و تسقط كل الحواجز المصطنعه بين البشر فلا يهمك ثراء صديقك ولا تعايره بفقره ولا تخاف من الحكم عليك وتعود طفلا طليقا حرا تلهو مع الاخرين باطمئنان وامان وتسطع الوان العالم الافتراضي الرحيب وخطوه خطوه يستبدل قاطنيه حياتهم السخيفه بحياه مريحه اختاروها بانفسهم ففي اي لحظه تفتح باب ذلك العالم ستجد احباءك يتمنون الاقتراب منك واحتواءك والاصغاء اليك ، ستجد اناس حقيقين يستحقون منك كل التقدير والمحبه اتاحت لك الظروف السعيده في ذلك العالم الافتراضي اكتشاف كنوزهم الدفينه وانسانيتهم الفياضه الصادقه و..... حين تتشجع وتخرج من باب ذلك العالم الافتراضي وتعود لحياتنا السخيفه فتقابلهم - مهما كان شكلهم او حالتهم او وضعهم الاجتماعي او عمرهم - بمنتهي الحب والالفه والتواصل الحميم تسعد لرؤياهم ويكاد قلبك يقفز من مكانه ترحيبا وحبا وامتنانا فانت وهم في لحظات الوحده الموجعه كنتم لبعضكم البعض الكفوف الحانيه التي احتضنت واحتوت عذابات الاخرين ممن افترستهم الوحده وكادت تقضي عليهم .،.فيارواد العالم الافتراضي الجميل الرحيب لا تكترثوا بنظرات الاخرين لكم واحكامهم المسبقه عليكم باعتباركم مجانين او مرضي نفسين تقبعون خلف شاشات الكمبيوترات فهم لا يعرفون انكم دخلتم عالم جميل وجدتم فيه مااضناكم البعض عنه في الحياه الواقعيه القاسيه ولا يعرفون انكم ادمنتم البهجه والتواصل الانساني وانكم وجدتكم خلف الشاشات الصماء اناس حقيقين جمعتهم الوحده فقرروا قهرها والتمرد علي احكامها والتواصل مع بعضهم البعض ، ياقاطني العالم الافتراضي اذا كانت الوحده قد جمعتنا وقادتنا لذلك العالم الرحيب فقد قهرها ذلك العالم بكل موسيقاه والوانه وبهجته وحميميته وتواصله الانساني النادر !!!!
الفقره الاخيره - يتسع العالم الافتراضي لكافه الانشطه البشريه فهذه مجموعات سياسيه وتلك تتناقش في الفن واخري تتحدث عن العنوسه وهذه مجموعه تجمع الناضجين فوق الاربعين لمناقشه مشاكلهم وهذه مجموعه عن التحرش الجنسي واخري تناهض السحابه السوداء وتلك تنادي بتحرير المرآه واخري تقاوم اسرائيل وهذه تحب مصر وتتغزل في حبها وهؤلاء محبين عادل امام واخرين يعشقون سعاد حسني وهؤلاء يطالبون بفك الحصار عن غزه واخرين يحتفلون بالروايه الاولي لصديقهم الشاب واخرين يدعو للاضراب غضبا من الحكومه وهؤلاء محبي ابو تريكه واخرين عشاق نادي الزمالك واهل الشرقيه لهم مجموعه وصناع احد الافلام التسجيله لهم معجبين ومشجعين ..... يتسع العالم الافتراضي لكافه الانشطه الثقافيه والسياسيه والانسانيه ولتبادل الخبرات والذكريات والمشاعر وللتعبير عن السعاده والافصاح عن الغضب والمشاركه في الحب والتواصل الانساني ....... وكآن الجميع قرر ان حياته الواقعيه للعمل والزواج والانجاب والبحث عن الرزق اما العالم الافتراضي فللبهجه والسعاده والتواصل والحميميه ومنه يخرجون بصداقات حقيقيه ومحبه جمه للعالم الواقعي تساعدهم في تحمل مشقته ومتاعبه و" قرفه " .... هل لدي اي من المتخصصين في العلوم الانسانيه وعلم الاجتماع اي تفسير لما يحدث ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجمله الاخيره - اتحدث بالطبع عن " عالم الفيس بوك " ذلك العالم الافتراضي الرحيب الذي يقطن الناس مدنه وخرائطه باختيارهم الحر وهو ليس ظاهره مصريه لكنه ظاهره عالميه كونيه تفصح عن تغييرات في مزاج البشر ونفسيتهم وان كنتم لاتصدقوني اسآلوا الملايين من قاطني ذلك الكوكب عن سبب اقامتهم الدائمه فيه وحبهم له وامتنانهم لوجوده !!!!!!!!
السطر الاخير - لااعرف مالذي كان يدور في عقول صناع ذلك العالم حين اخترعوه لكني واثقه من انهم مذهولين من قدر الاقبال الانساني عليه وقدر التواصل والتفاعل الانساني من خلاله ... ولا اخفي عنكم سرا انني ايضا كنت مذهوله وقبعت افكر طويلا في رواد ذلك العالم وسبب اقبالهم عليه فلم اجد الا مابدآت به حديثي تفسيرا لكل مايحدث " لم يجمعنا الا الوحده " فهل لدي اي منكم تفسيرا اخر !!!!!!!
الكلمه الاخيره - كنت اتمني ان نعيش البهجه في حياتنا الواقعيه لكنها عذبتنا بالوحده فتمردنا علي عذاباتها والتقينا ارواحا وعقولا وانفس في عالم افتراضي رحيب جميل جميل !!!!! ا
نشرت بتاريخ اليوم ٢٢ اكتوبر
٢٠٠٨

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

ليست مشكله جنسيه !!!!!!!!ا


عندما تقرآ مايحدث بشكل خاطىء لا تفهمه الا بطريقه غير صحيحه فلا تضع له الا حلولا غير ملائمه !! جمله نظريه تحتاج لتطبيق عملي ونحن نحاول فهم ظاهره التحرش الجنسي الجماعي في الشارع ، تلك الظاهره الجديده التي نراها في شوارع عاصمتنا من بين حين واخر وقت يتجمع مجموعه من الشباب والصبيه الصغار يحاصرون مجموعه اناث ويتحلقوا حولهن يصرخوا فيهن بعنف يقصد ترويعهن وشل حركتهن وحصارهن ثم يتطاولوا عليهن ويخدشن حيائهن وصولا لهتك عرضهن بالملامسه الجبريه لاي جزء يطالوه من اجسادهن المذعوره ، مسلك جماعي مستحدث لم يعتاده الشارع المصري حين يتجرآ مجموعه من الشباب المنفلتين علي عده اناث ساقهن حظهن العثر للتواجد في الشارع في ذلك الوقت ليفاجئوا بهؤلاء الشباب يتجرؤا عليهن ويستبيحوا اعراضهن ويحاولوا بكل الطرق العنيفه والفجه والمنحطه ان يحتكوا باجسادهن ويلامسوهن في اي جزء يطالوه ، مشهد يراه الخيال بدائيا عنيفا كآن مجموعه من الصيادين يطاردون فريسه شاهرين اسلحتهم المخيفه تتعالي صرخاتهم بقصد ترويع الضحيه وشل تفكيرها واحكام الحصار عليها بقصد انهاكها وصولا للاجهاز عليها وتحقيق مآربهم منها !!! مشهد يراه الخيال غريبا فلا متعه مما يحدث حين يصرخ الشباب عنفا وتعبيرا عن غريزه مكبوته لا يشبعها بالضروره تلك الاعمال العدائيه العنيفه علي قارعه الطريق لكن الهياج الذي ينتاب احدهم تنتقل عدواه للاخرين والصراخ الذي ينطلق من حنجره احدهم يدوي في اذن الاخرين فيتجابوه معه بصرخات اعلي واعنف كمثل المتفرجين في ساحات اقتتال العبيد في الازمنه البعيده حين ينقض عبدين علي بعضهما البعض يحمل كل منهما سلاحا مشحوذا يتقاتلا بعنف وقسوه تنفجر من اجسادهم الدماء اثر الطعنات والضربات الموجعه يصرخون عنفا والما والجمهور المتفرج يصرخ نشوه وسعاده وينتهي المشهد بقتل احد العبدين للاخرشر قتله !!! ان ظاهره التحرش الجنسي الجماعي كما اراها ليست الاظاهره تنفيس عن عنف اجتماعي وغضب رهيب حبيس الصدور يخرج من هولاء الصبيه والشباب في شكل تحرش جنسي بالضحايا المتاحه السهله الفتيات ولو امكن الشباب ان يحاصروا اي ضحيه اخري ماتوانوا ولو امكنهم التعبير عن العنف والغضب المتراكم في نفوسهم بطريقه اكثر قسوه واكثر الما لاي ضحيه تتيح لهم الظروف اقتناصها ما توانوا ،تلك الظاهره تعبيرا عن مشكله اجتماعيه متفاقمه وليست مشكله جنسيه حاده ، فهؤلاء الشباب تسوقهم الصدفه في لحظه ما في مكان ما للاستقواء ببعضهم البعض ذلك الاستقواء الذي يفجر طاقات العنف الحبيسه صدورهم ومشاعر الغضب التي تعتمل في نفوسهم وتساعدهم عن التعبير عن احباطاتهم الحبيسه فيتحولوا في لحظه ما من مجرد شباب لاهي خرج من منازله ليتفسح لمجموعه من الجناه يبحثوا عن ضحيه ضعيفه ينفسوا فيها كل غضبهم وعنفهم ومشاعرهم الفجه ، انها لحظه زمنيه مفاجئه التي يتبدل فيها حال هؤلاء الشباب فيخرجوا عن عقولهم متمردين علي خضوعهم الاجباري لكل القواعد والقوانين والانظمه والاعراف والنواهي الدينيه والمحاذير الاخلاقيه وسلطه الدوله والهيبه من الحكومه لحظه يجدوها وفقا لظروفها وملابساتها لحظه مناسبه ليصرخوا ويغضبوا ويعبروا عن كل المكبوت الدفين بداخلهم ربما تستفزهم سياره فارهه في الشارع لا يجرؤن علي الحلم بمثلها ، ربما يستفزهم فاترينه محل تعرض ملابس انيقه غاليه لا يملكوا حتي امنيه اقتناءها ، ربما يستفزهم محل " ساندوتشات " او " عصير ومشروبات " يكتظ برواده الاثرياء - من وجهه نظرهم - وهم واقفين علي الرصيف الاخر امامه مفلسين لا يملكون مايسمح لهم بمجرد دخول ذلك المحل وشراء الاحترام المزيف الذي يمنحه لهم البائع مع كوب العصير والسندوتش المغري ، ربما يستفزهم ضحكه مكتومه لمجموعه فتيات يسرن في الشارع لا يستجبن لمعاكساتهم او كلمات الاعجاب بهم فتآتي الضحكه علي جرح الاهمال وعدم الاعتبار الذي يشق صدور هؤلاء الشباب بملابسهم المتواضعه وجيوبهم المفلسه ووضعهم الاجتماعي المتدني الذي يهزمهم ويحبطهم كل يوم الف مره ، في لحظه ما ولسبب استفزازي ما ، يتحول الامر بالنسبه لهؤلاء الشباب من مجرد فسحه يبحثوا فيها عن متعه مهما طالت ستنتهي ويعودوا بعدها لواقعهم الاجتماعي الموجع يتحول من مجرد فسحه لمعركه يلزم فيها اثبات وجودهم الذي تهمشه وتلغيه الحياه والواقع رغم عن انوفهم طيله الوقت ولان المعركه طرفين وهم جاهزين للعراك والخناق والصراخ مليئن بالغل والغضب والاحساس بالدونيه اللعينه يقهر انسانيتهم طيله الوقت فلابد من اصصياد طرف اخر للمعركه طرف ضعيف تسمح ظروفه المعروفه لهم مسبقا بالانتصار عليه وسحقه والا فقدت المعركه كل متعتها وهزمتهم قبل خوضها ، لابد من خصم ضعيف ضحيه مستباحه تمنحهم لذه الفوز - وليست اللذه الجنسيه - وفرحه الانتصار ودليل الوجود الفاعل وتلغي - ولو مؤقتا - احساسهم المستمر بالهزيمه ورغبتهم الدائمه في التواري وشعورهم الجارف بالانسحاق ولان قائد السياره الفارهه التي مرت بجوارهم لم يراهم ولم يسمع شتائمهم ، ولان صاحب محل الملابس الانيقه ارسل لهم احقر تابعيه ل" يهشهم" من امام رصيف محله حتي لا ينفروا عملاءه الاثرياء ، ولان مالك محل العصير او محل السندوتشات هددهم بالشرطه تصرفهم من امام محل اكله " عيشه " فلا يبقي امام هؤلاء الشباب الغاضب المستفز الا الفتيات التي تجرءت وضحكت علي وجودهم او ملابسهم او مناظرهم او غيرهن من اللاتي يسوقهن قدرهن لحلبه المعركه التي لا يعرفوا عن سببها شيئا ، لا يبقي امامهم الا الفتيات ضحيه حتميه فهي من وجه نظرهم ضعيفه مهزومه قبل ان تبدآ المعركه يضعفها حرصها علي صيانه جسدها من العبث يضعفها اصرارها علي الدفاع عن نفسها وحمايه عفتها يضعفها خوفها علي سمعتها وسمعه ابيها واسرتها فلا تسعي الا للفرار من حلبه المعركه حين تنتبه للكمين الذي وقعت فيه ، الفتيات الضحايا لا ترغب في الدفاع عن نفسها ولا رد الاعتداءات عليها ولا القبض علي الجناه ، كل ما ترغب فيه هو الفرار وفقط دراءا لفضيحه لا تتحملها ولوم لا تستحقه وعبث وانتهاك موجع لن تنساه ذاكرتها ابدا ، كل ما تسعي اليه الفتيات وترغب فيه هو الفرار من المعركه التي لا تفهم سبب احتدامها ورغبتهن في الفرار واصرارهن عليه يآتي ثماره السامه استفزاز متصاعد لغريزه الصيد واثبات الوجود وامكانيه تحقيق الانتصار المباغت الساحق لدي هؤلاء الشباب الغاضب فيفجر طاقاتهم المكبوته تآلقا شريرا في الحصار والصراخ والقتال والاصرار علي القصاص من كل مشاكل الدنيا الموجعه في اجساد تلك الفتيات وكرامتهن فتكون المعركه الكبري ولعبتها الخطره ونتائجها الحقيره يحاصر الشباب الغاضب الفتيات مستمتعين بمحاولاتهن المستميمه للفرار وحمايه انفسهم فاذا حاولت البنات الفرار احكموا عليهن الدائره واذا شدت الفتيات ملابسها علي اجسادها تحمي نفسها من الانتهاك فلابد من كشف تلك الاجساد والاصرار علي لمسها ليس تحقيقا لمتعه جنسيه بل تحقيقا للانتصار الساحق للهؤلاء الشباب الغاضب العنيف المحبط المكبوت اجتماعيا الضائع اقتصاديا المهمش واقعيا المهزوم دائما وبالضروره في كل حياته !!! هكذا اري ما حدث وما يحدث وماسيحدث !!!!! ليس الامر مشكله جنسيه وليست الجناه شباب مكبوت جنسيا بل المشكله مشكله اجتماعيه اقتصاديه والشباب الجناه شباب مهمش مقهور اجتماعيا يزداد قهره كل لحظه وكل يوم من مجتمع رآسمالي استهلاكي يقبض علي انفاس مواطنيه بالاحلام المستحيله والامنيات غير الممكنه !!! ليست المشكله مشكله جنسيه بين ذكر وانثي بل المشكله مشكله اجتماعيه اقتصاديه بين المهمشين والاثرياء حتي لو كانت ساحه معركتها اجساد الفتيات !!! التحرش الجنسي الجماعي ليس مشكله جنسيه ناشئه عن تآخر سن الزواج او البطاله او ارتفاع اسعار الشقق بل مشكله اجتماعيه اقتصاديه ناشئه عن تحرير السوق و" للي معاه قرش يساوي قرش " و" العين ماتعلاش عن الحاجب " و" ومن رضي بقليله عاش " و" قاله ايه اللي رماك علي المر قاله اللي امر منه " !!!! وياايها المهتمون بالامر لا تساووا بين مشكله التحرش الفردي بين الذكور والاناث في اماكن العمل والاتوبيسات والاماكن المزدحمه وبين ظاهره العنف في الشارع و التحرش الجنسي الجماعي فللمشكله الاولي اسبابها وللظاهره الثانيه اسباب مختلفه تماما لاتساووا بينهما حتي لا تضعوا حلول خاطئه للمشكلتين فيزداد تفاقمهما وحدتهما وانتم نائمين سعداء قريري العين لانكم اكتشفتم بقريحتكم العبقريه الحلول العظيمه للمشاكل المستعصيه !! ياايها المهتمون بالامر ليست المشكله في استحداث قوانين جديده تعاقب علي التحرش الجنسي فلدينا الكثير من النصوص الرادعه التي تعاقب علي هتك العرض وخدش الحياء وملاحقه الاناث لكن لا يوجد لدينا وجه نظر في كيفيه التعامل مع المشاكل الاجتماعيه الاقتصاديه المحتدمه التي تنشآ نتيجه منطقيه للنظام الرآسمالي والخصصه والفقر التي يعيش مجتمعنا غاضبا مكبوتا تحت راياتها الخفاقه !!!!!!
الفقره الاخيره - ان الشباب ابطال حفلات التحرش الجنسي الجماعي قادمين من الاحياء العشوائيه الفقيره التي يعيشوا فيها متشددين متسربلين باثواب الفضيله قد يدفعون اعمارهم ثمنا للدفاع عن " بنت الحته " في نفس الوقت لا يتوانوا عن انتهاك " بنت اي حتته تانيه " اذن المشكله ليست في انهيار الاخلاق ولا في احتدام الكبت الجنسي الاعمي ولا في انهيار الفضيله كما يحلو للبعض التفسير لكن هناك مسببات اخري لذلك التناقض يتعين علينا التفكير فيها واكتشافها ومعرفه اسبابها قبل ان "خراب مالطه " !!!!!!
الجمله الاخيره - قلت وسآقول حتي يبح صوتي " كلما تفاقمت مشاكل المجتمع واحتدمت ازماته الاقتصاديه والاجتماعيه كلما ازداد العنف ضد النساء لاسباب ومبررات مختلفه " !!!!!ا
نشرت بجريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ الاربعاء ١٥ اكتوبر ٢٠٠٨

مش فاهمه حاجه خالص..........!!!!!!!!!


مش فاهمه حاجه خالص ........ مجلس الشوري احترق واكلت النيران ادواره الثلاث واثاثه وغرف لجانه والاوراق والمستندات و..... النيابه تحقق في الموضوع وربما سبب الحريق "ماس كهربائي" او " عقب سيجاره " او اي سبب اخر من المليون سبب التي قد تشعل حريقا مروعا في مجلسنا النيابي ومبناه التاريخي العظيم !!!!! حريق كبير في العتبه ... المسرح القومي يحترق و............ المبني التاريخي العريق الذي شهد نهضتنا المسرحيه ووقف علي خشبتهواعظم فرق ممثلينا المبدعين ووشمت علي جدرانه اصواتهم تدوي بعبارات شكسبير و شعر صلاح عبد الصبور وكلمات سعد الدين وهبه يحترق ومازال التحقيق مفتوحا يسمع اقوال العمال والخبراء والمتخصصين بحثا عن السبب الذي اشعل النيران في تاريخنا ونهضتنا !!!!! و يتسلل الخوف لقلوبنا فالامر لم يعد حادث حريق عابر اشتعل وانطفىء و" خلاص " فالحرائق تتتابع والنيران التي نخمدها هنا تنفجر في وجوهننا تحرق ابداننا هناك وندفن مخاوفنا ونتغاضي عن كل مانراه ونفقء اعيننا و" نستهبل " ونحتفل بالعيد و.... " يانهار اسود " اشتعلت النيران في مصانع شركه المحله للغزل والنسج و" الحق ياجدع المحله بتتحرق " وقبل ان نفيق " حريق يلتهم مصنع الشريف للبلاستيك بجسر السويس " وحاصرنا النيران وسيطرنا علي الحريق و" الحمد لله " والخسائر تقترب من الخمسين مليون جنيه و" قدر ولطف " وفجآ " مخزن شركه شيبسي اكلته النيران في مدينه سته اكتوبر وامتدت السنه اللهب للمصنع وهرب العمال وارتفع الدخان الكثيف يشير بوضوح لان " الدنيا مولعه والحريقه كبير وربنا يستر " والسيطره علي حريق في احد مصانع الورق بالاسكندريه وتزداد مخاوفنا وهواجسنا واحساسنا بالخطر و" دي مش صدفه بقي !!!!!" والنيابه العامه تنتقل لمكان الحريق و...... مازال التحقيق مستمر !!!!!! مش فاهمه حاجه خالص .. فانا لا اؤمن بالصدفه المحضه التي تسوقها الاقدار في طريقنا واستشعر دائما ان الصدفه المزعومه ليست الا عملا مرتبا منظما من صنع مجهول بارع صاحب مصلحه خفيه دفعته لاحكام العقده الدراميه للصدفه بحنكه وعبقريه واحيانا بشر عظيم !!! هل الامر مجرد صدفه ان الحرائق اشتعلت هنا وهناك ؟؟؟ هل هذا موسم اشتعال الحرائق مثل موسم قطاف القطن وحصاد القمح ودخول المدارس والهجره للشمال ؟؟؟؟ هل اشتعلت كل تلك الحرائق بسبب ماس كهربائي قررت قوي الطبيعه ان تفجره في تاريخنا العريق ومؤسساتنا الاقتصاديه في اوقات متزامنه لمجرد العبث واللهو والصدفه العشوائيه ؟؟؟؟؟ هل اشتعلت كل تلك الحرائق بسبب " عقب سيجاره " القاه مجموعه من المهملين في ذات الوقت فوق اخشاب واوراق وجدران التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسه ؟؟؟؟؟ هل تنوعت الاسباب والحريق واحد والنيران التي اشتعلت هنا وهناك وفي ثوبي وثوبك ليست الا صدفه و" بلاش شكوك وبارنويا ونظريه المؤامره اللي انتم عايشين فيها " ؟؟؟ هل اكرر عليكم ماقلته في البدايه .. مش فاهمه حاجه خالص لكني خائفه ومنزعجه وقلقه و" حاطه ايدي علي قلبي " و... ياسعاده النائب العام اناشدك باسم الملايين من المصريين الخائفين القلقين المحبين لوطنهم الشاعرين بالخطر يحيط بهم والشر يحاصرهم والحرائق التي اشتعلت وتشتعل تهدد امنهم وطمآنينتهم اناشدك اعلان نتائج تحقيقات تلك الحرائق والافصاح عن اسبابها الحقيقيه والمتسبيبين فيها و.... ياسعاده النائب العام لا تتركنا نضرب اخماسا في اسداس قلقين مرتاعين ننتظر في كل لحظه ان تآتي الصدفه الشرير فعلتها القادمه وتشعل حريقها في قطعه اخري من قلوبنا وحياتنا وتآتي علي الغالي والنفيس وتحرق الاخضر واليابس وامان المواطنين والوطن !!!!! ياسعاده النائب العام اناشدك باسم الملايين من المصريين ان تعلن علينا نتائج تحقيقاتك وتخبرنا بكل الحقيقه وتطمئنا !!!!!!
مش فاهمه حاجه خالص ...... غفت الحكومه - هذه الحكومه وكل الحكومات السابقه - واجهزتها الاداريه طويلا واستيقظت بعد ان شيد وبني مئات بل الوف المصريين منازلهم ومساكنهم فوق وتحت الصخره المهدده بالانهيار في منطقه الدويقه ... ناموا وتركوا الناس تحفر وترمي الاساسات وتشيد المباني دورا فوق الثاني وتركوهم يقطنوا تلك المباني وتركت اطفالهم يلعبون فوق الصخره وتحتها بغير اهتمام او اكتراث بانها صخره مفتته وقابله للانهيار و..... ناموا طويلا واستيقظوا علي صدي ودوي سقوط صخره المائه طن فوق رؤوس الناس تهدم بيوتهم وتقصف اعمارهم وتحتجز جثثهم تحت الانقاض التي عجز الجميع عن رفعها !!! ناموا طويلا واستيقظوا علي كارثه مروعه تعاملوا معها بمنتهي الاستهانه وقبل ان ينتهوا من شرح وتفسير وتبرير لماذا وقعت الصخره الاولي ، سقطت صخره ثانيه ، ثم ثالثه ، ثم رابعه وبدآت عمليات الاخلاء للمنطقه الواقعه تحت خط الكوارث واخرج سكانها - او معظهم - قسرا من منازلهم وبقي الاخرين قلقين مرتاعين يرددون الشهادتين انتظارا للحظه الحقيقه الاكيده في تلك الحياه ينتظرون سقوط الصخره الخامسه او السادسه فوق رؤوسهم تنهي اعمارهم القصيره التي التهم الهم ايامها ... وعاش الوطن ايام رمضان الكريم في اجواء الكارثه الانسانيه الموجعه و.. تولت النيابه العامه التحقيق الذي مازال مستمرا ولم تنتهي اعماله بعد .... وحزن المصريين وتعاطف معظهم مع ضحايا كارثه الدويقه وادانوا - سرا او جهرا - الحكومه ورجالها والمسئولين عن الاحياء ومهندسيها واتهموهم بعدم الاكتراث بالناس ومشاكلهم وحملوهم المسئوليه عن تلك الكارثه وادانوهم وعلقوا دماء الضحايا ودموع الارامل وشقاء الاطفال في اعناقهم ..... وفجآ ... خرج علينا خبر في احد الجرائد اليوميه يقول " افتقاد غالبية سكان الدويقة ثقافة استخدام الحمامات، أهم أسباب الانهيار الصخري، الذي وقع مؤخراً وأودي بحياة العشرات.. هذه النتيجة استخلصها مصدر مسؤول بوزارة الإسكان، مؤكداً أن السلوكيات الخاطئة وسوء التعامل مع دورات المياه بين الكثير من مواطني المنطقة المنكوبة، تسبب في تلف مواسير الصرف الصحي مما أثر سلباً علي الهضبة " وشرحت الجريده الخبر وقالت ان المسئول الكبير قال لها " هناك أساليب خاطئة لاستخدام الحمامات يقوم بها سكان المنطقة، هذه الأساليب تسببت في تلف مواسير الصرف، وتسريب جزء كبير من المياه إلي صخور هضبة المقطم، مما أدي إلي تفككها، وبالتالي إذابتها وانهيارها... وقررنا عمل حملات توعية للمواطنين في المنطقة بعد نقلهم لمساكن التطوير خلال المرحلة المقبلة، وذلك لتعريفهم بكيفية استخدام الحمامات والأحواض " وهكذا كشف السر وبان المستخبي وعرفنا سبب كارثه الدويقه وسبب انهيار الصخور المتلاحق وهو " عدم وجود ثقافه استخدام الحمامات " وان السكان المجرمين " هما السبب " ولا يلوموا الا انفسهم لانه " جهله ومبيعرفوش يستخدموا الحمامات والاحواض " وهكذا لم يعد المصريين في وجه نظر ذلك المسئول هم فقط " اللي خرموا التعريفه " ولا " اللي دهنوا الهوا دوكو " بل وصاروا ايضا " احنا اللي فتتنا الصخره ودوبنا الجبل " و..... مش فاهمه حاجه ؟؟؟؟ ذاب الجبل وانهارت صخوره بسبب انعدام ثقافه الحمامات ؟؟؟؟ بسبب سوء استخدام الاحواض ؟؟؟ بسبب مواسير الصرف الصحي ؟؟؟؟؟؟ لا افهم في الهندسه ولا في الحمامات ولا في الصرف الصحي ولكن .... لو صدقت ذلك المسئول وان الحكومه والحي وكل المسئولين " حلوه وبريئه " وان الضحايا وقتلاهم واطفالهم المهجرين قسرا " هما السبب " فليسمح لي ذلك المسئول اسآله " وهل تسربت مياه الصرف الصحي بين يوم وليله ؟؟؟ وذابت الصخره بين ليله وضحاها ؟؟؟ وهل عرفتم ان الجبل سينهار بسبب الصرف الصحي قبل انهياره ام لم تعرفوا ؟؟؟؟ ان كنت تعلموا ان السكان سيتسببوا في كارثه جماعيه تقتلهم لماذا لم تنقذوهم من انفسهم ؟؟؟؟ ان كنتم تعلموا ان مياه الصرف الصحي تتسربب وتذيب الجبل فماذا فعلتم لانقاذ الجبل ولا اقول لانقاذ السكان المجرمين !!! ان كنتم تعلموا بعلمكم وخبراتكم الفنيه العظيمه في الصرف الصحي ان صخور الجبل تتفتت وستنهار فلماذا صمتم حتي وقعت الكارثه ؟؟؟؟؟ ان كنتم تعلموا وصمتم فهذه مصيبه !!! وان كنتم لا تعلموا مايحدث فالمصيبه اعظم !!! ان كنتم تعلموا بالكارثه وتنتظروا وقوعها علي ايدي " مواسير الصرف الصحي والجهل الشعبي بالحمامات والاحواض " فماذا تخبئون لنا في المستقبل ، كم كارثه تعلمون انها قادمه وكم مصيبه تعرفون انها اتيه وكم "بلوه " واثقون انها ستقع فوق رؤوسنا لكنم صامتين غير مكترثين بما سيحدث فينا !!!!!! وان كنتم لا تعلموا بما يحدث في البلد التي تحكموها وتسيروا امورها وتنظموا احوال شعبها ولم تعرفوا ان " الصخور ذابت وتفتت " ولم تعرفوا ان " الجبل انهار وسينهار " فماذا تخبئون لنا في المستقبل ؟؟؟ كم كارثه ستقع وتحدث وكم مصيبه ستلم بنا وكم نائبه ستلحق بحياتنا وانتم لا تعرفون ولا تكترثون انكم لا تعرفون !!!!!!! وياسعاده النائب العام ماذا كشفت تحقيقاتكم عن كارثه الدويقه ؟؟؟ ماذا كشفت التحقيقات عن اسباب تلك الكارثه ومن المسئولين عن وقوعها ؟؟؟؟ ياسعاده النائب العام اناشدك باسم الملايين من المصريين ان تعلن علينا نتائج تحقيقاتك وتخبرنا بكل الحقيقه وتطمئنا !!!!!! لاني للاسف الشديد - انا وملايين المصريين غيري - مش فاهمه حاجه خالص خالص خالص !!!!!!!!!!
الفقره الاخيره - قال المصريين في احد الامثال الشعبيه العظيمه " ماترميش جتتك عليا " لا اعرف لماذا تذكرت ذلك المثل في هذه الايام ، ربما يرمي المسئولين عن كارثه الدويقه " جتتهم " علي السكان باعتبارهم " سبب كل البلاوي " ، ربما يرمي اصحاب المصلحه في حرق هذا المكان او ذاك " جتتهم " علي الماس الكهربائي او عقب السيجاره او علي موظف صغير ساقه حظه التعس ليكون ضحيه عيد الفطر ، لذا نحن في انتظار تحقيقات النيابه والحقائق التي ستكشفها فهي التي ستطمئنا وتهديء روعنا وتفهمنا مايحدث ولماذا حدث !!!!!!
الجمله الاخيره - هل يليق بنا ونحن نحتفل بانتصارات السادس من اكتوبر وامجاده العظيمه ان ننشغل بالحرائق المتتاليه وكارثه الدويقه والصرف الصحي ؟؟ هل يليق بشعب حارب وانتصر ودفع الثمن الباهظ من دماء ابناءه وشهداءه ان يعيش هذا الواقع الذي نعيشه هذه الايام !!!!!!! تحيه احترام واجلال لكل شهداء الوطن ومحاربيه ومحبيه اللذين قدموا الغالي والنفيس للوطن املا في مستقبل عظيم كريم مازلنا ننتظره !!! تحيه احترام واجلال للجيش المصري ورجاله البواسل وشهداءه العظام تحيه احترام واجلال للقوات المسلحه المصريه ورجالها العظماء ابناءنا ابناء هذا الوطن فحقهم علينا ان نتذكر دائما تضحياتهم العظيمه ونشيد بها وبهم وبانتصاراتهم رغم الحرائق وانهيار الجبل وغرق العباره واحتراق قطارات السكك الحديديه والسحب السوداء التي تخيم علي سماء الوطن و.... كل سته اكتوبر ومصرالحبيبه بخير !!!!ا
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ اليوم ٨ اكتوبر
٢٠٠٨

منك لله ياجحا ......ا

اليوم اول ايام عيد الفطر ...... كل سنه وجميعكم بخير .... والوطن بخير ..... ولتسمحوا لي اسآلكم واسآل نفسي هل سنرتدي الملابس الجديده ونلون وجوههنا بالبهجه ويمرح اطفالنا بالبالونات و" يفرقعوا " البمب والصواريخ و يكدسوا في جيوبهم الصغيره الاوراق الماليه الجديده احتفالا بالعيد وايامه السعيده المبهجه ؟؟ وماذا عن اطفال الدويقه كيف سيتحتفلوا بالعيد وايامه ؟؟؟؟ هؤلاء الاطفال ممن مات ابائهم تحت انقاض الانهيارات الصخريه ومن تهدمت منازلهم وتشتت امانهم بسبب صخورا مفتته تفصح باصرار منذ سنوات عن انهيارها الاتي دون ان ينتبه اي من المسئولين لخطرها او يكترثوا لحمايه الناس من شرورها ؟؟؟؟؟ ماذا عن اطفال الدويقه الذي هجروا واسرهم من منازلهم قسرا توفيرا لامان بغيض يستوجب اقتلاعهم من احيائهم ومن بين جيرانهم وتسكينهم في اماكن بعيده لا يحبوها ولم يختاروا الانتقال اليها كيف سيتحتفلوا بالعيد كيف سيشعروا وهم اللذين لم يعتادوا بعد من الدنيا علي وجهها القبيح ولم تستوعب عقولهم الصغيره الكوارث التي المت بهم فلم يفهموا سبب الاخلاء وعنف التهجير ومبرر حرمانهم من شوارعهم ومدارسهم واحياءهم وجيرانهم !! هل سيحتفلوا مثلنا بالعيد ؟؟؟ هل سيلهوا مثل اطفالنا بالبالونات ؟؟؟ هل ستقع من بين اصابعهم الصغيره حبات الملبس وكرات الشوكولاته الكثيره وتتورد وجوههم من كثره الاكل والرعايه و" الدلع " ؟؟؟ وماذا عنا نحن ؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونتجاهل وجودهم كآنهم لم يولودا اساسا ؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونتجاهل مشكلتهم كآنها لم تنشآ وكآن الصخره لم تقع وكآن منازلهم لم تهدم وكآن تشريدهم امام اعيينا لم يحدث ؟؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونآكل الكعك بشهيه ونمضغ الشوكولاته بفرحه ونفقع اعيينا كي لانري ما يحيط بنا وحولنا من مشاكل متفجره وهموم متراكمه وحزن طاغي متجاهلين ماكنا نعلمنه من حقائق عن تلك المنطقه التي سمحنا للناس فيها ببناء مساكنهم واقامه منازلهم واستقرار حياتهم فوق الهضبه المائله المكونه من الجير والطفلة والتي نعلم - او علي الاقل يعلم المسئولين - عن كونها غير آمنة ومعرضة لانهيارات متكررة متتاليه ، هل سنتحتفل بالعيد هانئين راضين عن انفسنا والخبراء قد حذرونا من خطورة بناء منازل في تلك المنطقة التي تتكون من صخور رخوة قابلة للانهيار فتجاهل المسئولين تحذيراتهم واعطوهم ظهورهم واكتفوا بتثبيت وتهذيب بعض المناطق الصخرية الآيلة للسقوط حتى وقع الحادث الاليم ؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد متجاهلين متناسين ان الدكتور صلاح محمود رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قال وقت حدثت تلك الكارثه أن المعهد الذي يرآسه سبق وأعد دراسات عديده منذ سنوات تؤكد أن صخور هضبة المقطم تنذر بالانهيار فى أى وقت، وتحذر من وجود تجمعات سكانية حول الهضبة، ولكن لم يستجب أحد لهذه الدراسات ؟؟؟ هل سيتحتفل المسئولين عن تلك الكارثه بالعيد ويشتروا الكحك والشوكولاته والملابس الجديده لاطفالهم متجاهلين ان رواتبهم واجورهم التي سينفقوها بفرحه وسعاده وبهجه لشراء مستلزمات العيد لم يدفعها لهم الا الضحايا والموتي والاسره المكلومه والنساء الارامل من عرقهم وقيمه الضرائب المخصومه من اجورهم المتدنيه خصما من المنبع وهم في ذات الوقت لم يكترثوا بحجم الاخطار المحيطه بهم والصخور القاتله التي يعيشون فوقها والارض المفتته التي يتحركون فوق شقوقها الخطيره و لم يقرؤا الدراسات العلميه التي حذرتهم من الخطر الرهيب الذي يهدد المواطنين بالقتل موتا تحت انقاض الكتل الصخريه الرهيبه و لم يكترثوا بوضع حلول ممكنه تحافظ علي حياتهم وانسانيتهم ؟؟؟ كيف يحتفل هؤلاء المسئولين بالعيد الان ؟؟؟ هل يجلسون في منازلهم سعداء ؟؟؟ هل يآكلون الكعك بشهيه ؟؟ هل يدركون حجم المآساه التي تسببوا فيها باهمالهم وعدم القيام الحقيقي باعمال وظائفهم ؟؟ هل يدعون الله لغفر ذنوبهم ورفع غضبه ومقته عنهم ؟؟؟؟ وايها المسئولين عن كارثه الدويقه كم جثه تحتاجون حتي تراعوا الوطن ومواطنيه وتراعوا ضمائركم وتقوموا باعباء وظائفكم وتتقوا الله في البشر المسئولين منكم ؟؟؟ كم جثه تحتاجون ؟؟؟ وماذا عنا نحن ؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونصرخ بمنتهي الفرحه من اعماق قلوبنا " اهلا بالعيد " ونصم اذاننا انكارا لكل ما يحدث حولنا فلا نسمع صوت غضب الغاضبين ولا انين الحزاني ولا بكاء الاطفال اليتامي ولا صوت الانهيارات الصخريه المتتاليه تدمر احياء كامله ومعها حياه بشر تصوروا في لحظه وهميه ان من حقهم ان يعيشوا مثل الباقين في امان وطمآنينه فاذ بالارض تميد تحت اقدامهم والسماء تنطبق فوق رؤوسهم صخورا قاتله !!!!! ماذا عنا نحن ؟؟؟ هل سنمحهم بعض الصدقات لاراحه ضمائرنا المعذبه ونعطيهم ظهورنا ونغسل ايدينا بالمطهرات بعد ان صافحناهم عملا بالمثل الشعبي العظيم " النظافه من الايمان " هل سنوزع عليهم بعض الملابس القديمه الباليه التي اكلت العته انسجتها وهي ملقاه في خزائنا لانحتاجها ولا نعطيها لم يحتاجها ثم نبتسم معهم في الصور والبرامج التلفزيونيه وفي نهايه الرحله الانسانيه سننسي وجودهم الموجع وملامح وجوهم الغاضبه المتآلمه و" اهلا بالعيد " ، هل سنشتري لهم الكحك الرخيص من المحلات التي لا نآكل كعكها ولا نتذوق مخبوزاتها سعيدين بطيبه قلوبنا ونفوسنا المعطاءه ونستريح من وخز الضمير و"بواخته" ونكمل نزهاتنا السعيده و" اهلا بالعيد " !!!!! هل سنتحتفل بالعيد وكآننا في المريخ نعيش مع انفسنا ولانفسنا لا نعلم ماذا يحدث حولنا ولانكترث بما يحدث حولنا نشكر ربنا علي نعمه الكثيره التي فاض بها علينا ونفقع اعيننا لانري الاخرين فلا تؤذينا مشاكلهم ولا توجعنا آلامهم ولا يحزننا وضعهم المرزي وحالهم الصعب ؟؟؟ وياابناء هذا الوطن كيف سنحتفل بالعيد ونحن لم نبحث عن المسئول عن تلك الكوارث المتلاحقه التي تهدر حياه البشر وتقصف اعمارهم ولم نحاسبه ولم نعاتبه ولم نؤاخذه ولم تسمع النيابه اقواله وتبريراته ولم تقبض عليه ولم تقدمه للمحاكمه بتهمه الاهمال الجسيم وقتل البشر ودفنهم احياء تحت الانقاض والصخور فضلا عن اشاعه الاكتئاب والهم و" القرف " في حياه بقيه المواطنين !!! و.... يااهل الدويقه الكرام .. لا تصدقوا دموع التماسيح التي يذرفها البعض فوق جثث احبائكم ، ولا تصدقوا دفقات الحنان الوهمي التي يدعيها البعض تجاهكم ، ولا تفرحوا بالهدايا التي يوزعها اهل الخير عليكم ولا تمتنوا للعطايا التي يمنحها لكم المسئولين ورجال الاعمال والجمعيات الخيريه والاهليه ، فجميعنا نبرىء ايادينا من دماء قتلاكم ومن دموع اطفالكم ، جميعنا كنا نعرف ان بعض مناطق جبل المقطم ستنهار وكنا نعلم انكم بنيتم منازلكم تحتها وفوقها ، وكنا نعلم ان حياتكم معرضه للخطر ، لكنا جميعا ابناء جحا الذي علمنا الدرس الاول والاهم في حياتنا " مدام عيالي جوه الباب عيال غيري تاكلها الكلاب " واستوعبنا الدرس فلم نكترث الا بعيالنا ولم نهتم الا باغلاق ابواب الشر في وجوههم ومات جحا وتركنا ندفع الثمن الباهظ لنصيحته المنحطه بعد ان تحورنا وفقدنا انسانيتنا وسمكت جلودنا وماتت قلوبنا وادمنا الانانيه فلم نمنح " عيال غيري " الا دموع التماسيح وحنان الافاعي وكذب المشاعر المزيفه !!! اليوم اول ايام عيد الفطر ..... كل سنه وانتم بخير ..... والوطن بخير ........ ومنك لله ياجحا !!!!!!!
الفقره الاخيره - كنت اتمني ان اشعر تجاه العيد بمشاعر مختلفه لكن حياتنا موجعه ولا يعقل ان نعاني من وجعها طوال الوقت ثم ننساها ونلبس " القبعات المزركشه " ونطلق بالونات البهجه في السماء ونحتفل بالعيد كآنه ايامه ستسرقنا لمكان اخر لا يعاني سكانه المرفهين من انهيار البورصات العالميه وتبخر ثرواتهم ولا يتآلم فقراءه من خط الفقر الذي يدهس فوق رقابهم ويبعثر كرامتهم ، كنت اتمني ان استحلب بهجه العيد مثل السكاكر العذبه لكن مراره الواقع سرقت مني البهجه التي لا اتمني الا ان نشعر بها جميعا نحن واطفال الدويقه في ايام العيد وطيله ايام السنه !!!
الجمله الاخيره - اسعدتني جدا جدا جدا فقره " دقوا المزاهر " في برنامج البيت بيتك التي شاهدناها طيله شهر رمضان !!! اسعدني شباب مصر المكافحين اللذين يبذلون كل الجهد كي يجدوا مكانا لانفسهم تحت الشمس ، شباب متعلمين متحابين ينقشون في الصخر باظافرهم تحاصرهم الدنيا ببطالتها وازمتها الاقتصاديه وفقرهم لكنهم يفرون منها باحلامهم البسيطه ومشاعرهم الجميله الرقيقه واصرارهم علي تحدي الصعاب والعبور لمناطق الامنيات الممكنه !! اسعدني ماقام به المهندس احمد عز حين وزع تلك الشقق علي هؤلاء الشباب متجاهلا ولو للحظه مؤقته " نصيحه جحا " فقد منحهم هم واسرهم سعادة كبيره وحقق لهم حلما مستعصيا ماكانوا يتصوروا تحقيقه !!! اسعدني ما قام به المهندس احمد عز حتي لو كانت قيمه تلك الشقق ستخصم من ضرائبه ولن يتحمل هو اعباءها شخصيا وحتي لو كان توزيع تلك الشقق علي هؤلاء الشباب ليس الا عملا دعائيا - نصحه به خبراءه السياسين - قصد منه تجميل صورته في وسط ابناء الوطن الذي لا يعرفوه الا باعتباره احد قيادات الحزب الوطني الحاكم وصاحب مصانع الحديد الذي ارتفع سعره لعنان السماء - فهذا جميعه لا يهمني - فقد اسعد الشباب وهذا اسعدني وحقق لبعضهم احلامه المستحيله وهذا اسعدني وياليت كل رجال الاعمال والمليونيرات والمليارديرات - لاي سبب وباي مبرر - ينتبهوا لوجود الاخرين حولهم فيمنحوهم القليل من الخير الوفير الذي اختصتهم به الدنيا فيسعدوهم ويسعدونا ، وعفوا لكل من سيرد علي سعادتي بكلام كبير " مجعلص " محاولا اجهاض فرحتي بما حدث وتنبيهي للمعاني الدفنيه المقصوده من تلك الحمله الدعائيه والتي اسعدتني لسذاجتي السياسيه وعدم انتباهي لهدفها الاصلي !!! عفوا فلن استمع اليكم فالفرح الذي رايته علي وجوه الشابات التي اسعدهن الحظ للفوز بالشقه والسجود لله شكرا من الشباب الفائزين وذويهم والزغاريد التي ابهجت الفقره يتناوبها اهل الفريقين ورسائل الدعم التي ارسلها الاقارب والاصدقاء والمساندين والمفترجين تآييدا لهذا الفريق او ذاك والدموع التي تلآلات في العيون امتنانا والحلم المسحيل الذي صار ممكنا والامل الذي داعب نفوس الجميع كنسائم السعاده هذا كله اسعدني سعاده لن ينال منها اي كلام " حنجوري " مهما كانت وجاهه منطقه وحجته القويه !!! ياليت كل رجال الاعمال والمليونيرات والمليارديرات يحتذوا حذو المهندس احمد عز و " يدقوا المزاهر" !!! وبرافوا يامحمود ياسعد الحلقات كانت صادقه ومؤثره وحلوه قوي !!!!!!!
السطر الاخير - ايه حكايه الحرائق المتتاليه التي تندلع في عاصمتنا حريق مجلس الشوري ثم حريق المسرح القومي ثم ....... ربنا يستر !!!
الكلمه الاخيره - مهما جري ويجري في هذا الوطن - كل سنه ونحن جميعا طيبين !!!!!!ا
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه الاربعاء الاول من اكتوبر ٢٠٠٨

ياليت ايامنا بقيت علي حالها

عندما اشاهد اعلانات " الزيت " التي تروج لهذا النوع من الزيت او ذاك لا اكترث بالمنتج الذي يسوقوا له ولا اصدق ما يقولوه عن تميزه عن بقيه انواع " الزيت " الاخري لكني احدق بحميميه في تلك العائله التي جمعها اعلان " الزيت " واستعرض افرادها نموذجا للسعاده والبهجه يغرينا لنكون مثلهم ونآكل الطعام الشهي الذي صنعته الجده مستخدمه ذلك الزيت المعلن عنه !!! احدق بحميميه في "عائله الزيت " تلك العائله الكبيره التي جمعها الاعلان امامنا فاري الجد والجده والابناء والاحفاد الكبار والصغار جميعهم سعداء مبتهجين يتحركون في بيت العائله براحه وتلقائيه وحب كبير اري الاحفاد يتقافزون فوق اكتاف اجدادهم والزوجات يتدللن علي ازواجهن المحبين والجد الاشيب يقبل حفيده الصغير المبتسم واري حنان الجدة الفياض يخرج من شاشه التلفزيون فياضا جارفا يحتوينا كآنها جدتنا العجوز التي حرمنا قسرا من احضانها الدافئه ، حين اري " عائله الزيت " تغزوني السعاده وتكاد الدموع تقفز من عيني حنينا اتذكر الايام الجميله التي عشنا فيها جميعنا كمصديين في مثل تلك العائله الحميمه التي كانت تدفيء الليالي البارده وتهون الايام الصعبه وتحتضن الصغير وترعي الكبير وتقتات بالحب زادا يوميا قبل ان تشتتها ايام الطوفان التي فرقت شملها وبعثرت ابناءها مابين ابن مسافر وطالت غيبته وابنه تعيش في بلد بعيد مع زوجها القاسي وحفيد يعمل في الصحراء ولاتمنحه جهه عمله ايه اجازات لحاجه العمل اليه وعم واراه التراب ولم يجف الدمع عليه بعد وخالة اختطفها الموت شابه وزوجه صغيره طلقها زوجها العابث وتركها باطفالها الصغار وحيده " تقرش " زجاج الوحده وتشيل هم الاطفال اليتامي وابيهم علي قيد الحياه لا يكترث بحالهم ولا يعرفهم اذا قابلهم في الطريق مصادفه !!! و.... كانت عائلاتنا المصريه وحتي زمن قريب مثل " عائله الزيت " تعيش في بيوت كبيره مفتوحه يعمرها الاجداد والجدات يؤنسهم في كبرهم حفيده يتيمه او خاله مطلقه او عم ارمل او قريب ترك قريته البعيده للدراسه او العلاج او لزياره آل البيت واولياء الله الصالحين ، بيوت لا تغلق ابوابها ابدا تحس اناسها امنين ينتظرون الاحباء ويستعدون لمقدمهم طيله الوقت ، بيوت دافئه بحب قاطنيها مفتوحه لكل الاقارب والنسائب والمعارف والاحبه اي ماكانت صفتهم واذا اسعدك حظك و دخلت ذلك البيت في اي وقت ولاي سبب فانت من اهله تلاقي الترحيب الذي تتمناه وتآكل من اطايب الاطعمه التي صنعتها نساء العائله البارعات وتقص عليك الجده وانت كامن في حضنها اجمل القصص والحواديت و" حدوته الشاطر حسن وبنت السلطان " لكن الايام تغيرت وتفرقت الاسر وغاب الاحباء ولم يبق لنا الا اسر صغيره يعيش كل افرادها للاسف داخل ذاته لا ينتمي للاخرين ولا يدرك قدر اهميتهم في حياته بعد ان فشلنا في زرع الانتماء الاسري والعائلي داخل قلوبهم ووجدانهم فتغير شكل الحياه وتغير شكل المجتمع وصرنا نسمع قصص الجحود التي تعصر القلوب الما ببلاده وعدم اكتراث لكثره ما سمعناه منها و.... لم يبقي اثر للعائله المترابطه المحبه الا في اعلانات الزيت وذكريات الطفوله البعيده !!! وقد ذكرتني " عائله الزيت " بعائلتي التي اسعدني الحظ بالانتماء عليها والعيش ضمن افرادها الاحباء ، تلك العائله الكبيره التي وعيت علي جدتي تدير شئونها سيده قويه صاحبه راي صائب وقرار جريء وحنان جارف وحضن دافء واسع " قد الدنيا كلها " واذن صاغيه ونصيحه راجحه تعلمتها من الدنيا ودروسها الموجعه ، تلك العائله الكبيره عماتي واعمامي ، ازواجهن وزوجاتهم ، ابنائهم وبناتهم ، يترددون علي بيت العائله الريفي بيت قديم واسع بعيد السقف عريق الملمح عتيق الاثاث تري فيه الساعه الكبيره النحاسيه في صندوقها الخشبي معلقه علي الحائط يتآرجح بندولها ارجحه محببه بايقاع خاص تحت صف الصور القديمه الباهته تقص علينا بلونيها الاسود الكالح والابيض المصفر ذكريات الطفوله البعيد لكهول وشيخات كانوا وقت التصوير اطفالا صغار ببنطلونات قصيره وفيونكات زاهيه فوق الرؤوس وابتسامات واسعه فرحه ، تري فيه المقاعد الكبيره التي تغرق بين جنباتها العاليه راحه واسترخاء وتري الكنب الاسيوطي المريح ومفروشاته المزركشه بالورود الملونه تلقي بدنك عليك لبرهه فتنام ساعات لا يوقظك الا كف حانيه ، بيت ريفي قديم له شرفه كبيره واسعه تحيط به من كل الجوانب تحاصرها اطياف الروائح الجميله الفواحه خليط من رائحه النعناع الاخضر الطازج وروائح الريحان العفي ورائحه زهر البرتقال العطره ومزيج من روائح الورود والياسمين والفل الهندي تهف عليك طيله الوقت ، شرفه كبيره واسعه تتحرك فيها الشمس توزع دفئها بكل العدل في كل الجنبات تري في احد اركانها اطفالا يلعبون " الحجله " يصرخون بفرح لاي سبب طيله الوقت وتري في الركن الثاني رجالا وشبابا يتحلقون حول لعبه " الطاوله " يتابعون حركه النرد العشوائيه وخبطات الحظ وتري في الركن البعيد سيدات العائله يجلسن علي مقاعد مريحه يمدوا ارجلهن امامهن واحده تحتسي القهوه والثانيه تقشر البطاطس والثالثه تضفر شعر ابنتها الصغيره والرابعه تشغل كنزه صوفيه لحفيدتها ، بيت قديم واسع يدفئه نار الفرن الفلاحي التي ابت جدتي ان تطفيء نيرانه حتي نفسها الاخير ، يدفئه ذكريات العائله وصوت ضحكات ابناءها يتردد فوق جدرانه المشققه ، يدفئه العدد الكبير من البشر القاطنين فيه والزائرين له في كل الاجازات والمواسم والايام السعيده ، ذكرتني " عائله الزيت " بعائلتي وشخوصها المتعايشين وبعضهم بحب رهيب لم ينقصه او يهدره اي نوع من الاختلافات الشخصيه بين ذواتهم فهذا صاحب صوت عالي وتلك سيده عصبيه وهذه الطفله الصغيره لا تكف عن الزن وذلك الرجل مدلل كثير الطلبات وذلك الشاب صامت لا يتفاعل مع الاخرين وتلك الانسه " حشريه " لا تترك احدا في حاله ابدا ، لم ينقص الحب بينهم او يبدده اي نوع من الاختلافات الاجتماعيه وانعكاساتها الماليه فاحدهم متعلم اكاديمي وابن عمه فلاح لا يفك الخط واحدهن سيده متآنقه اعتادت قضاء اشهر الصيف كلها امام البحر في ارقي الاماكن وابنه عمتها سيده ريفيه لم تخلع جلبابها الاسود والملس الحرير وعاشت وماتت لم تغادر البلده الريفيه ابدا ...... ذكرتني " عائله الزيت " بعائلتي التي رسمت في ذاكرتي وخيالي اجمل الصور وابهي الذكريات واحن الاحاسيس ، ذكرتني بمائده رمضان فوق منضده السفره القديمه وكراسيها الجلديه المشققه ووجباتها الشهيه وصخب الاطفال الفرحين وحنان الكبار وبراعه العمات في الطهي والحب وصوت الاذان يتلوه الشيخ محمد رفعت وادعيه النقشبندني وطبله المسحراتي ، ذكرتني بلحظه ذبح خروف العيد وابي وعمي يقفون فوق يد الجزار يتابعون عمله وجدتي تقرآ الشهادتين وابناء وبنات عموتي يصرخن بفرح " شيخ سيد ياشيخ سيد بكره العيد وحنعيد " ، ذكرتني بيوم شمس النسيم حين تلون جدتي البيض وتخبز الفطير وتخرج من " زلعه " الجبنه القديمه المعتقه قطع صغيره تزين بها المائده ومعها القشطه الطازجه وبجوارهم اطباق الفسيخ والملوحه والرنجه والبصل الاخضر واعواد النعناع ، ذكرتني بسنوات طفولتنا البعيده نلعب ببراءه " حبه ملح عند الجاره " و" حاج فول ياحاج فول " و" صيادين السمك " ونقضي وقتنا ونحن نصطاد الفراشات ونقطف الورود الحمراء نزين بها شعورنا الطويله ونلهو مع الدجاجات الفاره من العشه بعد ان نسيت " خالتي فاطمه " احكام اغلاق بابها ، ذكرتني بالقعده الطويله التي كنا نجلسها جميعا صغارا وكبار بعد الغذا يشرب الكبار الشاي ونآكل نحن الفاكهه ونسمع بكل اهتمام وحب لاحاديث الكبار وتحليلاتهم السياسيه وذكريات طفولتهم ونكاتهم المضحكه ، ذكرتني بالزيارات التي كنا نخرج فيها مع جدتنا وعماتنا نزور بقيه اقاربنا في البيوت المجاوره فنلعب مع اطفالهم ونسمع احاديثهم ونعود بيتنا بجيوب محشوه بالحلويات والملبس وفي قلوبنا رصيد كبير من الفرحه لم ندرك حق قيمته الا في هذه الايام العجاف و.......... ماتت جدتي وبعض عماتي واغلق البيت الكبير وتساقطت جدرانه وهوت بلاطات ارضه وتكسرت اجزاء من سوره وماتت الدجاجات وبقيت العشه خاويه الا من قفل صدئء وتهدم الفرن الفلاحي التي سخنت انفاس جدتي نيرانه وتعالت جبال القمامه في الشوارع المحيطه بالبيت المهجور حتي كادت تعلو فوق سوره القديم وشاخت الاشجار في الحديقه وماتت الريجانه وشجره الياسمين وجفت احواض النعناع وتكدست الاتربه فوق الكنب القديم وساد الصمت في البيت الذي اكتئب لغيابه اصحابه واهله فتهاوي اكثر واكثر فوق جدرانه وسافر الابناء للدراسه والعمل وتزوجت الفتيات في المدن البعيده وانجبنا جميعا اولادا لم يعرفوا بعضهم اذا تقابلوا مصادفه في النادي و..... قررت العائله بيع البيت الريفي القديم فقبع كل منا في منزله وحيدا وانشغل كل منا بشآن اسرته ومشاكلها الصغيره و.... وابعدتنا الشوارع المزدحمه وهموم الحياه والسعي وراء الرزق وموت الكبار عن بعضنا فتفرقت العائله اكثر واكثر رغم انه مازالت في قلوبنا المحبه وفي ذاكرتنا الصور الجميله وفي اذاننا صوت الضحكات المبهجه المرحه وفي افواهنا مذاق طبيخ جدتي وفي قلوبنا الاشتياق الجارف لبعضنا البعض ، تفرقت عائلتنا اكثر واكثر لا يجمعنا الا لحظه الفقد الموجعه لاحد الاحباء وقتها نلملم انفسنا ونترك ما في ايدينا ونتجاهل مشاغلنا الصغيره ونهرول نبكي في حضن بعضنا البعض ونستعيد وسط النحيب المكتوم والدموع السياله نسعيد ذكرياتنا السعيده وبيتنا العامر وعائلتنا المترابطه ونتمني لو بقيت الايام علي حالها وبقينا صغارا وبقيت عماتنا واعمامنا كبارا يحتضوننا بحبهم ويحتونا بعواطفهم ويؤنسونا بوجودهم الجميل ونتواعد ان نلتقي في اوقات اكثر وان نعرف اولادنا علي بعضهم البعض وان نستعيد وشائج الود القديم و.... حين نجفف دموعنا ونفيق من احزاننا نعود لما كنا فيه وعليه غرباء في الحياه وحيدين لا يؤنسنا الا ذكريات العائله الجميله !!! ويا " عائله الزيت " كانت عائلتي اكثر ترابطا وايامنا اكثر فرحه وحبنا اكثر تدفقا وكنا حقيقين لا نمثل !!!! وياليت ايامنا بقيت علي حالها !!!!!!!
الفقره الاخيره ٠ كنت ابكي في اليوم الاول من رمضان افتقد امي وحنانها وافتقد عمتي وحنانها وافتقد جدتي وبيتها المفتوح حضنا واسعا للجميع وافتقد " لمه العيله " التي طالما اسعدتني فسآلني احد الاصدقاء متعجبا من دموعي الفياضه الحزينه في اول ساعات الشهر الكريم سآلني عن سبب بكائي وحزتي فحاولت اشرح له احاسيسي وقدر افتقادي للاحبه لكن كلماتي خرجت متناثره غير مرتبه يفقدها الصيام وشده الانفعال السياق المفهوم فلم يفهم ماذا اقول فشرحت له ثانيه واستشهدت باعلانات " الزيت " التي تعرض علينا عائله مترابطه حميمه و" امي واحشاني وستي واحشاني " و" اصلهم باعوا بيت العيله وهدوه " فابتسم ساخرا وقال لي " انت بتصدقي الاعلانات ، دي عيله الزيت دي ماعدتش موجوده الا في التلفزيون !!!" وابتسمت رغم حزني علي التعبير المستحدث الذي قاله " عيله الزيت " واستآذنته استخدامه في اي مقاله مستقبليه ان دعت الضروره اليه ووعدته برد الفضل لاصحابه والاعتراف دائما بانه صاحب ذلك التعبير الغريب الذي لخص في لحظه ما كل مااعنيه وكل مااشعر به من احاسيس موحشه بافتقاد العائله التي كانت مترابطه وفرطت الايام عقدها وهاانا اقر واعترف وانا بكامل قواي العقليه ان عنوان ذلك المقال من اختراع صديقي الذي لا تعرفوه لكنه يعرف نفسه جيدا !!! فشكرا له !!!
الجمله الاخيره - مات هذا الاسبوع عمي الاكبر الدكتور ابراهيم سعد الدين عبد الله وحاولت ارثيه ففشلت وحاولت اصفه ففشلت وحاولت اكتب عنه ففشلت وحاولت اعبر له عن قدر حبي له واعجابي به وامتناني له ففشلت ، فالكلمات بكل بلاغتنا اقل كثيرا مما كنت ارغب في التعبير عنه ... فياعمي الحبيب وانا قليله الحيله عاجزه القلم لا املك الا ان اردد كلماتك " لما حد يحبك قوي مافيش عندك حاجه تقديمها له الا انك تحبيه " اردد كلماتك واهمس لك " احبك جدا جدا "واهديك هذه المقاله بكل ما فيها من مشاعر واحاسيس علها تعبر عن جزء ضئيل مما اشعر به تجاهك وتجاه العائله التي كنت احد اهم اعمدتها الراسخه ...
نشرت بجريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ اليوم 24 سبتمبر 2008

يشغلني الامر جدا .. لكني عاجزه !!!!!!!!ا

منذ فتره ليست بالطويله قرر احد المذيعين باحدي الفضائيات ان يتلقي من متفرجيه اتصالات تليفونيه حول المواضيع التي يطرحها ويناقشها هو وضيوفه كنوع من التواصل الفاعل مع المتفرجين وربما كانت احدي مستهدفاته ايضا قياس قدر شعبيه ونجاح برنامجه فضلا عن انه كان نوع من التجديد في شكل البرنامج التقليدي ، وقبل ان يجني ذلك المذيع والمعد المجدد ثمار مجهودهما في التفرد بشكل البرنامج - بصرف النظر عن رآيي في ذلك الشكل - قرر جميع المذيعين وجميع المعدين في جميع البرامج الاخري المنافسه والمماثله ان تتحول برامجهم بقدره قادر وفي طرفه عين لبرامج مماثله تتلقي اتصالات تليفونيه من الجمهور بصرف النظر عن طبيعه البرنامج او شكله وبصرف النظر عما يناقشه برنامجهم وبصرف النظر عما اذا كان تلقي الاتصالات ضروره موضوعيه تتعلق بمضمون البرنامج من عدمه وهكذا قرر احدهم تلقي الاتصالات من الجمهور فقرر الجميع تقليده ومحاذاته واستقبال مكالمات من الجمهور واصبح لجميع البرامج ارقام تليفونيه ولان مواضيع بعض البرامج وطبيعتها لا تتناسب وتلقي اي اتصالات من الجمهور تحولت البرامج التلفزيونيه ل " مكلمة " فارغه يعبر فيهم الجمهور عن حبهم للمذيع واعجابهم بالمذيعه و" شياكتها " وغرامهم بالبرنامج وصراخ فرح مرح مجدول بعبارات متناثره و" انا مش مصدقه نفسي اني بكلمك " !!! ولم يقف الامر عند حد البرامج التلفزيونيه ومكالمات التليفون بل لحقتها البرامج الاذاعيه بسرعه وطورت الاداء والشكل فاضافوا للمكالمات التليفونيه الرسائل القصيره كاحد الوسائل الجديده التي يرسل فيها الجمهور المتابع للاذاعه وبرامجها طلباته ورايه ورسائله للاخرين وللمذيعين انفسهم فصرنا نسمع " قولي لبطه اني بحبها " و" قولوا لحموا الصلح خير " وانهالت الفتيات والسيدات فوق رؤوس المذيعين اعجابا وحبا وامتلآت الاذاعه بصراخ الاعجاب وانفعالات البث المباشر و" والله العظيم والله العظيم طول الليل ادعي انك ترد عليا " ...... منذ فتره خرجت علينا احدي القنوات ببرنامج " توك شو " واستآجرت فتيات "موزز " وشباب " روش " للجلوس باجر يومي علي مقعد الضيوف فيصفقوا كلما لوح لهم مساعد المخرج ويجلسوا صامتين اذا ما لوح لهم المسئول عن الانتاج فاذ ببرامج " التوك شو " تحاصرنا وتفجر في وجوهنا عشرات القضايا الشائكه سياسيه واجتماعيه وفنيه ويناقشوها بتفاهه وسطحيه مصحوبه بتصفيق الضيوف ورقص الفتيات وصفير الشباب اما الجمهورالمتفرج علي التلفزيون فلا يستفيد شيئا وتضيع وسط الضجه والضجيج والافتعال معاني كل المواضيع وقيمه كل المناقشات ومعني اي شيء !!! منذ فتره تشاجر احد الضيفين في برنامج حواري مع الضيف الاخر وكادا يشتبكا وانفعل الجمهور بما يحدث وانقسم مابين مؤيد لهذا الضيف ومعارض للاخر وقبل ان نعرف في اي موضوع يتناقش الضيفين وقدر الخلاف الذي انفجر بينهما تشابك جميع الضيوف في جميع البرامج الحواريه بعد ان عرف كل منهم ان تكرار ظهوره علي الشاشه قرين بقدر حدته وتشبسه برآيه وانفعاله علي بقيه الضيوف وسمعنا صراخ وضجيج وكلمات ناريه ولم نعرف في اي شيئ يتناقشوا او لماذا يختلفوا !!!! منذ فتره عرض علي احدي الشاشات برنامج مسابقات يسآل الضيوف بضعه اسئله لا معني لها ويمنحهم مكافآت ماليه فاذ بعشرات البرامج تحاكيه وتقلده وتنهال النقود فوق رؤوس الضيوف تاره نقود وتاره ذهب وتاره هدايا عينيه وتاره صواني كنافه وبقلاوه و" فتح عينيك تاكل ملبن " !!! منذ فتره قررت احدي القنوات ان تفتح استادا للنقد الرياضي قبل وبعد مباريات الكوره تستضيف فيه بعض المدربين والنجوم السابقين والمعلقين الرياضين فاذا بجميع القنوات العاديه والرياضيه تحاكيها واذا بسوق التعليق الرياضي وتسعيره النجوم تتفتح وكلما انتقدت الفرق اكثر ووجهت لوم للمدربين اكثر وعاتبت الحكام اكثر كلما كان البرنامج اكثر نجاحا واكثر شهره و" جون وجون وجون وجون " !!!! نري بعض البرامج تعرض الحالات الانسانيه الحرجه وتستضيف اناس بؤساء يبكون بالدموع لانهم مرضي ولانهم عاطلين عن العمل ولانها ارمله تنفق علي اطفالها اليتامي ولانه قعيد عاجز عن الانفاق علي بناته وسترهن فنري التعاطف علي وجه المذيع والاسي في كلماته ونبرات صوته ونداء لذوي القلوب الرحيمه ليتبرعوا للخير وسرعان ما اضافت معظم البرامج لحلقاتها فقره خاصه عن الفقراء والمساكين وابناء السبيل ونري الدموع فنبكي ونري بؤس الاخرين فنشكر ربنا علي نعمه ونري المرضي اطفال صغار يتامي " يوجعوا القلب " فتتوجع قلوبنا ونسمع عن اهل الخير والبر والتقوي وهم يتبرعون ونري الفرحه والزغاريد بعد البؤس والشقا ونسمع الادعيه الرهيبه للمحسنين و" حسنه قليله تمنع بلاوي كتيره " !!!!ومنذ فتره ليست بالطويله قرر احد المنتجين السينمائيين ان ينتج افلاما تافهه ليس لها اي مضمون الا الضحك فضلا عن بعض قله الادب والسوقيه والفجاجه وفواصل الردح المنتقاه مستخدما بعض كبار الفنانين في تقديم تلك التفاهه وتسخيرهم ل" بروزه " نجم اوحد يكتب له الورق خصيصا وتختار له البطلات الفاتنات اللاتي يقعن في غرامه ويطاردوه بحبهن ليدخل الجمهور السينما فيضحك ويضحك ربما من شده تفاهه مايراه ربما من شده اسفافه ربما من شده الغيط والحزن علي ماالت اليه السينما في وطننا و.. قبل ان نفيق من صدمه الفيلم الاول اذ بطوفان من الافلام يحاكي ذلك النموذج فاذا بدور العرض تمتلآ بالاسفاف والانحطاط اللفظي والقولي وفواصل الردح والكلمات السوقيه مزدوجه المعاني وبعض الاغاني ركيكه الكلمات رتيبه الالحان و... " اللي غيران مننا يعمل زيننا " !!! .... ومنذ فتره ليست بالطويله قرر احد المنتجين ان يصنع برنامج " خفيف " للعرض في رمضان استضاف فيه نجم مشهور او نجمه مشهوره وحصاره بالعديد من الاسئله المحرجه فتلمع عيون الضيف بالدموع ويتذكر طفولته البائسه وتفاصيل قصه كفاحه و... واكتشف بقيه المنتجين ان الاعلانات تنهال علي رؤوسهم بسبب تلك التفاهه وتضخ في محافظهم وحساباتهم البنكيه الملايين بسبب تلك البرامج التافهه فاذا بسيل من البرامج المماثله الشبيه من حيث الشكل والمضمون والتفاهه يحاصرنا ، كل قناه تلفزيونيه نفتتحها يخرج لك الممثلين والنجوم يبتسمون ولا يقولون شيئا له معني او قيمه المهم انهم ضيوف علي منازلنا في رمضان و" الجمهور يصقف " والناس تضحك و" رمضان كريم " !!!! احدهم يكتب شيء يسموه " الست كوم " عباره عن مجموعه ممثلين "المفروض انهم كوميديانات " مجتمعين في مجموعه حلقات قصيره جدا خاليه من الدراما والفن في شكل ايفيهات مضحكه وتلاعب بالالفاظ تقوم اساسا علي ابراز تناقضات اجتماعيه او سلوكيه او طبقيه فاذا بجميع المؤلفين والمنتجين والممثلين يقلدوه و" يعملوا زيه ست كوم وستين كوم " لنفاجيء هذا العام بخمس او ست " ست كوم " ممثلين موهوبين يبددون طاقتهم الفنيه لانهم " لازم يشتغلوا والايد البطاله نجسه " لكنهم في حقيقه الحال لا يفعلون شيئا ولا يقولون شيئا يرددون نكت وايفيهات فنري عيله شيك وعيله بيئه ، ودكتور مجنون ودكتور عاقل ، بنات حلوه وبنات وحشه وصراخ وشتائم وكلمات مستهلكه ودقائق انتاجيه ومافيش مضمون ولا رساله ولا معني الا الضحك والضحك والضحك ، نضحك علي الشتائم ، نضحك علي الكلام الكبير الذي لا يفهمه احد ، نضحك خجلا وارتباكا علي الكلام السوقي التافهه الذي يغرو منازلنا ، نضحك علي الزوجه اللي " بتضجن " مع زوجها في الكلام ونضحك علي الحما " الرقيقه " التي لا تفهمها زوجه ابنها او زوج ابنتها ونضحك علي ال" لطم " وشد الهدوم و" الهرش " نضحك ونضحك ونضحك ولايكتفي المنتج والمخرج بضحكاتنا العاليه بل " يضفر " تمثيل ممثليه " اللي بيموتونا من الضحك " بشريط صوت مليء بالضحكات " المقهقهه " كالموسيقي التصويريه كآنه ينبهنا " اضحكوا هنا " خوفا من ان " يطفشنا تقل دمهم " فيسمع الجمهور كلامهم و" نضحك ونضحك ونضحك !!!!!!!!!!! " و..... ان شاهدنا في احد الاعوام برنامج تقوم فكرته علي خداع الجمهور والايقاع به و" ان قلت نذيع حنذيع " او "ماتخلصونا من الحلقه اللي مالهاش لزمه دي " فوجئنا في الاعوام اللاحقه بعشرات البرامج تقلد نفس الفكره وتحاكي مقدمها وافكار معديها وتتسع دائره المقالب والاستفزاز العمدي والكمائن السخيفه لتشمل تاره الجمهور وتاره الضيوف وتاره النجوم و" نضحك ونضحك ونضحك " ساخرين من الناس ومن ردود افعالهم ومن طريقه تفكيرهم ومن سذاجه الاكمنه المصطنعه التي يحاول صانعي البرنامج خداعنا واقناعنا انها حقيقيه والزيف والفجاجه تنضح من اناءها فنري رجل يكاد يضرب المذيع ونري نجم يكاد يفترس الممثل الذي اعد له الكمين ونري نجمه تلمع دموعها وتحاول اخفاءها ونري اخري تكشر حاجبيها وتعقد وجهها في مواجهه الكمين الساذج او الطريقه غير اللائقه التي عوملت بها في البرنامج الرمضاني السخيف اقصد الخفيف الذي يعرض علينا في التلفزيون وبدلا من برنامج واحد يحاصر المشاهدين بعشرات البرامج علي القنوات الارضيه والفضائيه المصريه والعربيه و" كل عام وانتم بخير " ، و....يقرر احد المنتجين ان يقدم برنامجه " الخفيف " ممثل او فنان كنوع من التجديد بدلا من المذيعين التقلديين انساق جميع المنتجين خلفه يقلدوه ويحتذوا به ليتحول فجآ جميع الممثلين والفنانين لمقدمي برامج يختلط فيها تقديمهم للبرنامج بالتمثيل والاصطناع والفجاجه والترحيب المبالغ فيه بالضيوف " ياحبيبي ياحبيبتي ياحياتي ياعمري ياقلبي يافشتي " والضحك القسري المزيف و" ههههه - هاهاهاها - هي هي هي هي " ودموع من كثره الضحك ومجاملات متبادله واسئله تافهه وكلمات لا معني لها تحشو وقت البرنامج وتضيع وقت المتفرج و" فيلمك كان يجنن - لا ده فيلمك انت اللي كان يجنن " !!!! احدهم يعمل اعلان " سمنه " فتحاصرنا الزبده الفلاحي والزبده الصفرا والسمنه البلدي والسمنه الصناعي المرمله و" بالهنا والشفا " !!! منذ فتره قالت احدي المذيعات " فاصل ونواصل " فقالت كل المذيعات في الراديو والتلفزيون " فاصل ونواصل " !!! لن اتحدث عن اعلانات الفيلل والمصايف والمشاتي فوق الجبال وتحت الجبال وملاعب الجولف وانديه " السبا " والحدائق الغناء والقصور المتلآله في سماء القاهره و " واستلم دلوقتي واتحبس بعدين " !!! لن اتحدث عن الاغاني والفيديو كليبات التي تحاصرنا كالاعاصير المتشابهه فالمغني الذي صنع كليب مع الراقصات قلده الجميع ومن امسك بيد فتاته و"سبل لها عينيه " قلده الجميع ومن غني من فوق الجبل او من فوق الدراجه قلده الجميع وان غني احدهم لشبرا غني الاخر للدويقه و" نمشيها شعبي " وان صرخ شباب " الراب " مع احد المغنيات رد عليهم اخرين بذات الحركات واللفتتات والايماءات وشكل الملابس وطريقه الخطوات مع مغنيات اخريات وان ارتدت المغنيه ملابس شعبيه و"بنت بلد " وكردان وحلق "طاره" خرجت علينا الاخريات ترتدين نفس الازياء وتقول نفس الكلمات علي نفس الانغام فلا نعرف من تلك التي تغني ومن تلك التي ترقص ومن تلك التي تتلوي وان سمعنا اغنيه هابطه " قبيحه " تنافس جميع مؤلفي الاغاني في تآليف اغاني اكثر هبوطا واسفافا واكثر " قبحا " وفجاجه !!! هذا هو الاعلام الذي يحاصرنا والبرامج التي نشاهدها تغزوا منازلنا وتخاطب عقولنا في رمضان الكريم وشوال الكريم ويناير وفبراير واكتوبر ونوفمبر !!! لا اعرف ماذا يحدث وكيف حدث وكيف صمتنا علي ما يحدث ؟؟؟ فبصرف النظر عن ضياع الجديه وتفاهه المضامين وسخافه مانراه وتفاهه ما نسمعه وافلاس المؤلفين والمعدين وعجزهم عن تقديم مضمون محترم في شكل فني مبدع جميل ، بصرف النظر عن كل حاجه فاني لا اعرف سبب ومبرر حاله التقليد الجماعي وانعدام التجديد والابداع لا افهم ماذا حدث وكيف حدث ؟؟؟؟ ماتفسيره ؟؟؟ هل هو نوع من الكسل العقلي الجماعي فيفكر احدهم ويقلده الجميع ؟؟؟ هل هو نوع من الافلاس وانعدام الموهبه فلا يكون امامنا الا تقليد الاصل بمليون صوره ؟؟؟ هل هو نوع من الاستسهال " اللي يعمل حاجه تنجح نقلده كلنا ومحدش ياخد وش القفص لوحده ؟؟؟؟ " هل هو عدم احترام للجمهور الذي يتفرج علي اي حاجه وكل حاجه ويوافق علي اي شيء وكل شيء وان صفق الاعلامين طبلنا وان رقص الممثلين صقفنا وان قالوا نضحك ضحكنا وان قالوا نعيط عيطنا وان اتخانقوا انفعلنا وانقسمنا وان اتصالحوا سعدنا وسررنا !!! مااسم الذي يحدث ؟؟؟؟ وماتفسيره يامن يهمكم امر وشآن هذا الوطن !!!!
الفقره الاخيره - اذا كان فيه مليون قناه تلفزيونيه واذاعيه فضائيه وارضيه ومليون ساعه بث مباشر وغير مباشر وقنوات متخصصه وقنوات غير متخصصه ، مليون قناه تحاصر المشاهدين والمتفرجين في المنازل والسيارات وجميع الاماكن ، الا يشغلكم ايها المعنيين بعقول الوطن نوعيه المضامين التي تقدمها تلك القنوات للجمهور ، الا يشغلكم ايها المعنين بعقول الوطن ومستقبله من يخاطب ابناء الوطن وماذا يقول لهم ؟؟؟؟ لا اخفيكم سرا الامر يشغلني الامر جدا لكني احس عجزا شديدا امام الطوفان ولا املك امامه اي شيء الا بضعه مقالات قد لايكون لها اي قيمه لديكم !!! يشغلني مستقبل الوطن الذي "يلعب" في رؤوس ابناءه ويشكل وعيهم مثل تلك البرامج ومثل تلك المضامين ومثل تلك الافكار !!!!!!!
ل



هل صحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل صحيح ان رمضان الذي نعيش ايامه صار خاليا من البهجه والحميميه مثلما كانت ايام وليالي رمضان البعيده ؟؟؟ هل صحيح ان رمضان هذه الايام لم يعد فيه من رمضان الذي يحن اليه الناس جميعا الا بعض الذكريات البعيده التي تؤنس البشر لكنها لا تبدد احساسهم بالوحشه والوحده التي يعاني منها الناس جميع رغم الصخب والضجيج والخيم الرمضانيه والازدحام المروري والمليون مسلسل الذي يحاصروهم فوق " الكنب " يلهثون من محطه لمحطه !!!! لكن رمضان هو رمضان شهر العيله و" اللمه " وال" ميت صنف اكل " ولان كل الناس يتعين عليها " تشتري حاجه رمضان " ويتعين علي النساء ان تفكر بطريقه مبدعه في " حناكل ايه بكره وبعده " ولان الكبار يحنون للفانوس النحاسي التقليدي بزجاجه الملون وشمعته الوضاءه ويكرهون الفانوس الصيني الحديث واضواءه الصناعيه الباهره ولان صوت عبد المطلب كان ومازال يدوي في قلوبنا " اهلا رمضان " فالناس ينتظرون هذا الشهر الكريم علي شوق يحلمون بايامه ولياليه كآنهم سيخطفهم من تلك الدنيا البارده التي يعيشون فيها كآن سينقلهم للزمن البعيد الحميم لاحضان الامهات لحوادييت الجدات وحنانهم الفياض كآنهم سيعيدهم لطقوس اصيله طالما اسعدتهم وطالما افتقدوها الناس ينتظرون هذا الشهر الكريم علي شوق يستجلبون ذكرياتهم الحبيبه يتذكرون " كنافه امي الله يرحمها " يشتاقون ل" فته عمتي ماكانش فيه زيها " يشيدون ب" الا مخلل خالتي ماكنش فيه زي طعامته " يستجلبون ذكرياتهم الحبيبه فيقص علينا احدهم " كنا بنلعب في الشارع من الفطار للسحور " وتقاطعه اخري " رمضان واحنا صغيرين كان في الشتا كنا نقوم في عز التلج نتسحر ناكل بسرعه ونرجع تحت البطانيه جري " ويتذكر اخر " كنت باذاكر ثانويه عامه وانا صايم وطول الليل سهران يادوبك اتسحر وانام محسيتش ان الشهر خلص الا لما قالوا عيد بكره الصيام مع المذاكره جري هوي " وتقول اخري " كنت ااقعد وسط جدتي وخالاتي وخيلاني هما عمالين يضحكوا واحنا الصغيرين بنضحك معاهم مش فاهمين علي ايه لكن كل الي افتكره انهم كانوا مبسوطين واحنا كمان كنا مبسوطين " ويقول احدهم " رمضان في بيت جدي له طعم تاني كنا نستني عزومه جدي من السنه للسنه الاكل طعمه حلو ولمه العيله ليها طعم احلي ومهما قعدنا نبقي مش عايزين نروح " وتتذكر واحده انها " كنا نتجمع كلنا انا واخواني وبنات خالتي وبنات عمتي وعيال الشارع ونغني وحوي ياوحوي معانا فوانيس وشمع و.. " تتذكر ان الشمعه الذائبه لسعت اصبعها فتبتسم باسي كآنها تتمني عوده تلك الايام ويجمع الجميع علي انها " كانت ايام جميله وخلصت !!!" هل صحيح ان رمضان الذي نعيشه في ظل هذا الزحام والصخب والضجيج والتلفزيونات والفضائيات والكومبيوترات و" الفيس بوك" والشات ورسائل التليفونات المحموله فقد مذاقه الحميم وضاعت من ايامه فرحتها ولم يعد هو "رمضان اللي نعرفه وبنحبه !!!" هل صحيح ان توحد كل انسان مع نفسه واستغراقه مع مشاكله وهمومه و" قله الفلوس " و" قله المزاج " والضغوط العصبيه التي تحتل نفوس وابدان الناس من كثره المصاعب التي يعيشون فيها ومن شده التلوث البيئى والتلوث الصوتي والتكدس البشري الرهيب والازدحام المروري اخرج الناس جميعا من المزاج الرمضاني المحبب اليهم وجعلهم لايشعرون بجلال وروحانيه وجمال ذلك الشهر !!!! اسآل اسئله لا اعرف لها اجابه ولا انتظر لها اجابه اسئله سخيفه كان يتعين علي انكارها ومسايره الناس في ادعاءتهم المزيفه بآننا "مبسوطين وفرحانين ومزئطيطن وكل سنه وانتم طيبين !!!!!" لكني اري ما يخفيه الناس في اعماق نفوسهم اراهم يرسمون ابتسامات واسعه علي وجوه تعيسه اراهم يجتمعون علي موائد الافطار يتمنون احساسا بالالفه فلا يشعرون الا بمزيد من الوحده لان كل منهم يخفي عن الاخرين مايشعره ويحسه ويدعي مثل الاخرين انه في " منتهي السعاده " و" رمضان كريم علينا وعليكم " !!! اري ما يخفيه الناس في اعماق نفوسهم يبحثون عن لحظات دفء ضاعت منذ سنوات طويله يبحثون عنها في احضان الاخرين البارده يبحثون عنها في عناق لا يعطيهم ما كانوا ينتظروه يبحثون عنها في حوار لا يهتم احد باكماله يبحثون عنها في مقابله طويله يعودون منها اكثر تعاسه لان " الناس قاعده كل واحد في وادي كآنه قاعد لوحده " يبحثون عنها في لقاء عائلي يرتبون له طويلا وينتظرون حدوثه طويلا ثم يعودون منه غاضبين لان " العيال مش عارفه بعض ولا عارفه الناس اللي قاعدين معاهم كآنهم مش عيلتهم " وينتهد الجميع ويزفرون الانفاس الساخنه و" الله يمسيها بالخير ايام رمضان زمان وياريتها دامت !!!" ويقسم الشيوخ والعجائز والنساء الهرمات ان " كنافه زمان كانت اطعم وقطايف زمان كانت اطعم !!!زي مايكون الدنيا اتقل خيرها " وتلمح نظره اسي في عيون الشباب انهم يعيشوا حياه خاويه من الحميميه والاحساس بالانتماء العائلي والاسري تلمح تلك النظره حين يجلسون وسط الكبار يسمعون حكايات طفولتهم وطريقه لهوهم وفرحهم فيسآلون انفسهم " لماذا لم نعش نحن تلك الايام " وتخيم سحب الحزن فوق عيونهم تطفيء لمعتها ثم يسحبون انفسهم ويجلسون فوق اجهزه الكومبيوتر يخلقون مع نظرائهم عوالم افتراضيه يعيشون فيها ويلهون فيها ويحققوا احلامهم فيها بديلا عن الحياه الخاويه التي تحاصرهم !!! اسآل اسآله لا انتظر لها اجابه لكنها اعاني من مرارتها فانا مثل كل الناس احن للماضي الجميل لطفولتي في الليالي الرمضانيه الدافئه احن لصوت المسحراتي العجوز ودقات طبلته تحت شرفه منزلي تنادينا بالاسم انا واختي وابي وامي تناشدنا الاستيقاظ للسحور احن لصوت النقشبدني يتلو بخشوع وجلال وصدق اسماء الله الحسني احن لصوت عبد المطلب واغنيته الشجيه " اهلا رمضان " احن لسماع اذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت كآنه ينزعنا من مقاعدنا ويصعد بنا للصفاء الروحاني الجميل احن للماضي الجميل لطفولتي وايام شبابي حين كان رمضان رمضان فتتجمع العائله بحب وصدق ودفء كل البيوت بيوتنا وكل الاحضان تدفئنا احن للماضي الجميل حين كان التلفزيون يصمت مبكرا فيترك لنا مساحات من الوقت الطويل قبل ساعه الامساك تجبرنا علي التواصل الانساني الحميم وحين كانت فزوره الراديو تقدم لنا معلومه مفيده تقدح اذهاننا وتدفعنا للتباري في اظهار الذكاء والالمعيه والبحث عن اجاباتها الصحيحه احن للماضي الجميل حين كانت تجلس جدتي بجانب المذياع القديم تنتظر " الف ليله وليله " تستمع بقصصها وحواديتها وبراعه مؤدييها اتذكر ليالي رمضان في بلدتنا الريفيه نسمع لصوت القرآن منبعثا من الجامع القريب سحابه تقوي تلف البلده وتحتوي كل ابناءها الجالسين تحت ضوء القمر وفي ظلمه الليل البهيم قلوبهم مليئه بالخشوع والتقوي والمحبه الخالصه ، انا مثل كل الناس حاولت بقدر جهدي الامساك برمضان وطقوسه العائليه وفوانيسه النحاسيه و" لماته العائليه " حاولت الحفاظ علي تراثه الانساني البديع حاولت احياء ذكرياته القديمه كآننا سنعيشها ثانيه فدعوت عائلتي للافطار لكن نصف بشرها وصلوا بعد " المغرب " لان الشوارع الزحمه وشربوا " الشوربه بارده " واشتريت " الكنافه والقطايف " لكن طعمها اختلف ولسع حلقي كآنه ينبهني لاختلاف الازمنه وفتحت الراديو فوق المائده نسمع صوت الاذان ثم الدعاء ثم البرامج الخفيفه لكنها لم تسعدني ولم ينتبه اي من الجالسين لحديثها فهم يآكلون بسرعه ويرغبون في الرحيل بسرعه قبل ازدحام الشوارع واشتريت لابنتي الفوانيس النحاسيه فنظرت ابنه صديقتي لتلك الفوانيس متعجبه وهمست لامها " طنط بتشتري لبناتها البتوع دول ليه " وبالطبع لم ارغب في ان اشرح لها قيمه هؤلاء " البتوع " في نفسي واهميتهم في ذاكرتي وقدر السعاده التي منحوها لي في الايام البعيده !!! وكنت اتصورها مشكلتي الشخصيه وعجز مني عن التوائم مع حاضر هذه الايام لكني احسست في نفوس الجميع ذات الحنين لايام الماضي وقرآت في عيونهم اشتهاء لاحياء الذكريات البعيده التي اسعدتهم وسمعت من الاخرين قصصهم وحواديتهم وذكرياتهم وشعرت منهم قدر احساسهم بالفقد الكبير لايام رمضان التي كانت تسعدهم وتلاشت من حياتهم البارده ولم تترك لهم الا ذكريات جميله هي كل ما تبقي لهم من رمضان اللذي يعرفون ويحبوه وينتظروا ايامه بشوق كبير !!!!!! و هل صحيح ان رمضان الذي نعيش ايامه صار خاليا من البهجه والحميميه مثلما كانت ايام وليالي رمضان البعيده ؟؟؟
الفقره الاخيره - ماهذا المقال السمج الذي كتبته لكم ؟؟ الم يكن يتعين علي مشاركتكم الاجواء الاحتفاليه الاحتفائيه التي تعيشوها !!! الم يكن يتعين علي مشاركتكم البهجه والفرحه التي تتملكم !!! الم يكن يتعين علي ان ابادلكم التهانئ بمقدم الشهر الكريم وادعو لكم ولنفسي ولكل احبائي بالسعاده والمغفره والجنه !!! استميحكم عذرا انا اشاركم فعلا الحاله التي تعيشوا فيها والمشاعر التي تشعروا بها !!!
الجمله الاخيره - من ينزل الاسواق هذه الايام يتصور ان كل البشر اصابهم سعار استهلاكي رهيب فجميعهم يشترون ويشترون كآن " القيامه حتقوم بكره " كآنهم يستعدون لاحتفاليه كبيره لكن التعاسه المرتسمه علي وجوههم تقول شيئا اخر غير ما يسعون لاظهاره والادعاء به !!!!
السطر الاخير - هل يملك علماء الاجتماع والمهتمين بشآن وبشر هذا البلد ان يفسروا لنا ما يحدث ولماذا يحدث ؟؟؟
الكلمه الاخيره - رغم ان مقالي سمج وكئيب فلا يمكنني ان اضع قلمي جانبا وانهي مقالتي دون ان اقول لكم " كل سنه واحنا جميعا بخير " واذكر نفسي واذكركم بآن " رمضان كريم " واتمني من الله عز جلاله ان يعيد ايامه علينا بالخير واليمن والبركات والسعاده وان ادعو للجميع ان يفك الله ضيقتهم ببركه هذا الشهر وايامه المفترجه !!! كل سنه وانتم جميعا طيبين !!!!ا
نشرت بتاريخ اليوم ٣ سبتمبر ٢٠٠٨

نحن جميعا في خطر !!!!!!!



منذ سنوات اندلع حريق في احد عمارات المعادي العاليه واكتشف ملاك شقق ذلك العقار وقت الحريق ان عقارهم بلا سلم مخصص للفرار من النيران اذا اندلعت واكتشفوا ايضا ان سلم العقار الرئيسي قد اغلقته الادخنه والنيران وان المصاعد قد توقفت عن العمل لايقاف الكهرباء منعا لكارثه اكبر فلم يكن امامهم الا الهروله صعودا لسطح العقار يهربون من السنه النيران ودخانها الخانق علي امل ان تقوم المطافي بعملها وتطفي الحريق وتنقذهم لكن المطافي عجزت عن اطفاء الحريق حتي انتشر في معظم اجزاء العقار وبقيت السنه النيران وادختنتها الخانقه تتصاعد تحاصر السكان الهاربين فوق السطح ينتظرون النجاه فوقفوا هم واطفالهم فوق السطح يصرخون ويستنجدون لكن الجميع عجز فعلا عن مساندتهم او انقاذهم ولان الكارثه كانت مروعه والنيران مشتعله في بدن العقار وهم اسري السطح قليلي الحيله محاصرين بالعجز وقله الامكانيات وحيدين في مواجهه الكارثه الرهيبه لا يجدون في عزلتهم اي مخرج او ملاذ ينقذهم وينقذ حياتهم وحياه احباءهم اخذ السكان يلفون اولادهم في بطاطين ويلقون بهم من فوق السطح الذي يعلو ٢٥ طابقا كآنهم يتصورون نجاتهم او كآنهم يهربون من اللحظه المآساويه التي سيرون السنه النيران تشوي فلذات اكبادهم امام اعينهم وكانت كارثه انسانيه بجميع المقايس انتهت باحتراق عدد كبير من الناس واحتراق العقار ومعظم شققه وفرار بعض السكان من قدرهم الحتمي بالموت احتراقا للموت مهشمي العظام فوق الارصفه القريبه بعد ان قفزوا من فوق السطح فرار من النيران بامل وهمي هو نجاتهم من الموت وقت قفزوا وقد نشرت في الصفحه الاولي لجريده الاهرام وقتها صوره لسيده تطير في الهواء بعد ان قفزت من فوق سطح العقار المشتعل وكتبوا تحت صورتها انها زوجه البواب التي هرعت للسطح فرارا من الحريق والقت باطفالها الواحد تلو الاخر من فوق السطح تتمني نجاتهم وحين اقتربت النيران من جسدها لم يكن امامها الا الطيران من فوق السطح وانتهي بها الحال بالطبع مهشمه العظام قتيله هي واطفالها !!! وقتها قرآنا كثيرا عن كارثه المباني التي اقيمت بلا سلم حريق وقرآنا كثيرا عن ضعف امكانيات جهاز المطافي وقله خبره ابناءه والعاملين به وقرآنا انهم اخذوا وقتها طويلا حتي وصلوا للعقار واعزي الجميع تآخر وصول سيارات الاطفاء بازدحام الطرق وعدم احترام قاده السيارات لسيارات الاطفاء وعدم فتح الطريق لها وهي مسرعه تتجه صوب الكارثه وعقدت الندوات وكتبت الدراسات وكلف مهندسي الاحياء بحصر العقارات في مناطقهم ووضع الخطط لانقاذ سكان تلك العقارات في حال تفجر كارثه واندلاع حريق بمبانيهم و.................. نسي الناس حريق عماره المعادي ونسوا ضحاياها ونسوا القصص الانسانيه الموجعه التي عاشوها في لحظاتهم الاخيره وهم يقفزون للموت هروبا من الموت احتراقا و......... نسي الناس لماذا اندلع الحريق وماهي اسبابه وكيفيه الوقايه منه ونسي الناس ان المطافىء عجزت عن اطفاء الحريق ربما لان رجالها غير مدربين للدرجه الكافيه ربما لان ادواتها قاصره لا تطفيء نيران محتدمه ربما لان المياه التي يستخدموها لا تجدي في مثل تلك الحرائق ونسي الناس ان المطافي عجزت عن انقاد السكان من فوق السطح وهم يستغيثون ربما لان السلالم التي في سيارتها غير مجهزه لمثل تلك المباني العاليه التي امتلئت بها عاصمتنا ربما لان الادخنه الكثيفه حالت بين رجال الاطفاء والوصول للسطح وهم عزل بلا اجهزه تساعدهم وبلا اكسوجين يمكنهم من اختراق الادخنه واعاصيرها الخانقه و......... نام الناس في عاصمتنا ونام المسئولين في حكومتنا ونمنا جميعا ببلاده كآن ماحدث لا يعنينا وسكنا الي الرؤيه القدريه للامر فالحريق ليس الا حادث قدري والموت قدر سكان ذلك العقار والحريق سببه المكتوب عليهم ولا راد لقضاء الله واللهم لا نسآلك رد القضاء ولكنا نسآلك اللطف فيه واستغرقنا في النوم اكثر واكثر واستيقظنا يوما نحتفل بالعيد ويوما نصوم رمضان ويوما نجلس علي الشاطىء ويوما نحتفل باعياد ميلادنا وعمرنا المديد ويوما نرقص في افراح ابناءنا ويوما نتشاجر في طوابير الخبز ويوما نشجع فريقنا القومي ويوما نحبط ببعثتنا الاوليمبيه ويوما نغضب من الحكومه التي رفعت اسعار الكهرباء وخصخصت شركه التليفونات ويوما نقرآ جرائد المعارضه ونزداد غضبا ويوما نتفرج علي فيلم " مني .. احمد " ونسينا الحريق والضحايا والمطافيء ونسينا القصور الفني الذي لحق بناء ذلك العقار ومثله الاف العقارات حين نسي المهندسين مصممي ذلك العقار ومثله الاف العقارات ان يقيموا سلم حريق قد لا يحتاجه السكان ابدا وقد ينقذ حياتهم في لحظه القدر ونسينا قله امكانيات جهاز المطافيء وعدم تدريب رجاله التدريب المناسب الذي يسمح لهم بالتعامل مع مثل تلك الحرائق ونسينا عدم تجهيز رجالهم باقنعه الاوكسوجين التي تسمح لهم بالتنفس وسط الادخنه الخانقه وعدم تجهيز سيارتهم بالسلالم العاليه التي تسمح لهم بالتقاط الضحايا من فوق الادوار العاليه ... نمنا ومازلنا نائمين .. وحين اندلع حريق بني سويف في قاعه صغيره بقصر الثقافه هناك تلك القاعه الصغيره التي كانت تشهد عرضا مسرحيا لفرقه من فرق الاقاليم ضمن مسابقه فنيه للمسرحيين الموهوبين اللذين اقاموا عروضهم الفنيه الجميله بامكانياتهم القليله وقروشهم البسيطه فاقامت الفرقه التي شاء حظها العثر ان تحصل علي المركز الاول في المسابقه وتعرض عملها المبدع الجميل في تلك الليله المشئومه اقامت ديكورات العرض بالامكانيات البسيطه المتاحه فكدست القاعه بالابسطه الصناعيه والاسلاك وكسيت الجدران بالاوراق والصفائح البلاستيكيه وغيرها من المواد سريعه الاشتعال التي لا تصلح فعليا الا لاشعال الحرائق القاتله وسرعان ما اندلع الحريق وتعالت السنه لهبه واعاصير ادخنته الخانقه القاتله وتحول الديكور الفقير والمقاعد البلاستيكيه والابسطه الصناعيه والبشر لوقود لتلك النيران المجنونه التي حاصرت مشاهدي العرض واحتجزتهم داخل تلك القاعه الصغيره التي تخلو من ايه اجراءات للامان وبلا نوافذ وبلا اجهزه اطفاء وقبل ان يفيق الناس من هول الصدمه كانت النيران قد اشتعلت في ملابسهم وكوت ابدانهم فادركوا في اللحظات الاخيره القاسيه الموجعه انهم محاصرين بين جدران تلك القاعه المشتعله وانهم عاجزين عن الفرار منها وعاجزين عن اطفاء نيرانها وعاجزين عن انقاذ انفسهم وانقاذ الاخرين ..وتآخرت المطافىء كالعاده ولم تصل في الوقت المناسب واختنق من لم يحترق واشتعلت المواد الصناعيه وقودا عظيما لحريق اهوج قتل الشباب الموهوب والنقاد الجادين وخيره عقول الوطن وخبراته المسرحيه وبكينا وغضبنا وصرخنا وهاجمنا رجال الاطفاء اللذين عجزوا عن اطفاء الحريق ووصلوا لمكانه بعد فوات الاوان وهاجمنا المسئولين اللذين جهزوا تلك القاعه بلا اجهزه اطفاء واغلقوا منافذها وشبابيكها وابوابها كآنها مصيده للبشر او كمين للقتل وشاهدنا البرامج التليفزيونيه والحوارات الساخنه التي اعرب فيها الضيوف عن غضبهم وبكينا علي الشباب الجميل الذي اكلته النيران فقتلت موهبته وقتلته وقتلت مستقبلنا الحقيقي الجاد واحترقت قلوبنا مع الاباء اللذين بكوا بالدمع الساخن غضبا علي موت ابناءها بتلك الطريقه البشعه وتقلصت اكبادنا الما ونحن نسمع نحيب الامهات التي سرقت اعمارها في لحظه اهمال فمات الابن او الابنه التي ضيعت الامهات عليه سنين العمر وسمعنا وعودا بتطوير اجهزه الاطفاء وتدريب رجالهم ودعمهم بالادوات والمعدات التي تساعدهم في اداء عملهم الانساني الهام و.......... نام الناس في عاصمتنا ونام المسئولين في حكومتنا ونمنا جميعا ببلاده كآن ماحدث لا يعنينا ونسينا او تناسينا ماحدث ومايحدث ... لذا حين شاهدت مجلس الشوري يحترق امام عيني وتآكل النيران اسقفه وحوائطه وتاريخه وتاريخنا حين شاهدت مجلس الشوري يحترق امام عيني تتصاعد منه اعاصير الادخنه الخانقه تحتل سماء العاصمه كلها وتكتم انفاس ابناءها حين شاهدت مجلس الشوري يحترق امام عيني والنيران المستعره تدور بين جدرانه كالوحوش المفترسه لم احزن علي مجلس الشوري فقط لكني حزنت علي حال الوطن كله وقتها جلست امام التلفزيون ادعو الله الا تمتد النيران لبقيه الاماكن والعقارات المجاوره الوزارات والمنازل والمحلات جلست ادعو الله الا تشتعل النيران في قلب القاهره فنشهد باعيننا في لحظه تعيسه حريقا ثانيا للقاهره وكنت اسآل نفسي وانا ارتجف يارب اذا كان مجلس الشوري يحترق بهذه الطريقه الموجعه امام اعيننا ورجال المطافيء ومطافىء وزاره البترول وطيارات الجيش ورجال الدفاع المدني جميعهم عاجزين علي السيطره علي الحريق واطفاءه وكتم نيرانه فماذا يحدث لا قدر الله اذا انتشرت النيران في المباني المجاوره واتسع نطاقها اكثر واكثر وقتها ماذا سنفعل وماذا سيحدث فينا ؟؟؟؟ واستجاب الله لدعائي ودعاء الملايين من ابناء العاصمه المذعورين خوفا من انتشار الحريق وامتداد السنتهم لمنازلهم تآكلها وتآكلهم وتقضي عليهم ، وحمدا لله حوصرت نيران مجلس الشوري داخل جدرانه ولم تآكل الا اسقفه واثاثه وقاعاته الرئيسيه وتاريخه وتاريخنا وتحول المبني الاثري العريق لواجهه بلا وجود حقيقي وبكينا علي التاريخ الذي احترق وبكينا علي الحاضر العاجز عن حمايتنا واستبد بي الخوف علي اليوم وغدا وبعد الغد ولكني وهاانا اعلنها انني لم احزن علي مجلس الشوري قدر حزني علي احتراق قاعه قصر ثقافه بني سويف التي استشهد فيها عشرات المبدعين المصريين ولم احزن علي مجلس الشوري قدر حزني علي حريق عماره المعادي وضحاياه البؤساء !!! لم احزن علي احتراق المبني التاريخي الاثري قدر حزني وغمي علي ضحايا الحرائق التي قصفت النيران اعمارهم وحرقت قلوبنا حزنا عليهم فكيف لي احزن علي المباني الخاويه مهما كانت قيمتها التاريخيه في وجداننا وقد اعماني الحزن علي حياه الشباب المبدع الجميل الذي قصفت ايامه الحرائق الغاشمه فاحرقتنا وتركتنا احياء بلا قلوب وبلا اكباد وبلا احساس ؟؟ كيف لي احزن علي المباني التاريخيه وقد قتلني الكمد علي حاضرنا الردىء الذي عجز وسيعجز عن حمايه اي مواطن من اي حريق فلو اندلعت النيران في منزلك لن تجد من ينقذك واذا اندلعت النيران في مكتب عملك لن تجد من ينقذك واذا اندلعت النيران في دار سينما لن تجد من ينقذك واذا اندلعت النيران في ستاد كوره لن تجد من ينقذك واذا اندلعت النيران في مدرسه اطفالك لن تجد من ينقذهم !!!! انا لم احزن علي مجلس الشوري لكني حزنت علي حالنا و...... يامن ستتحدثون كثيرا وتخرجوا علينا في البرامج التليفزيونيه وتصدعوا رؤوسنا بكلامك الجميل ووعودكم الاجمل تهاجموا الحكومه التي ستدافع عن نفسها وتؤكد لنا ان كل شيء تمام وتقرؤن علينا مرثيات الحزن والاسي علي حالنا يامن تكتبون المقالات شماته في الحكومه التي احترق مبانها التاريخي وتهاجمونا نحن الشعب الراضي الساكن قليل الحيله الشعب الذي لا يقول لا ولا يتكلم ولا ينتفض ولا يغضب يامن ستعتبروا حريق مجلس الشوري فرصه ل " فش الغل " وتصفيه الحسابات ومهاجمه من ترغبون في مهاجمته في اي وقت وكل وقت ياايها الناس في الوطن الجميل نحن جميعا في خطر !!! ورحمه الله علي ضحايا بني سويف وعقار المعادي وكل ضحايا اي حريق صغير عجزنا عن محاصره نيرانه واطفاءها !!! نحن جميعا في خطر واللوم والندب والبكاء والهجوم والغضب والصمت والتجاهل لن يجدي شيئا !!! وحين تشتعل النيران لا قدر الله لن تفرق بين حكومه ومعارضه ولن تفرق بين غني وفقير ولن تفرق بين مسلم ومسيحي ولن تفرق بين قاطني الاحياد الراقيه وبين سكان العشوائيات فنحن جميعا في خطر !!! يامن تتحدثون وتتحدوثون كفاكم كلام فنحن جميعا في خطر !!! فكروا ماذا سنفعل لتآمين حياتنا المهدده بماس كهربائي تافه او " عقب سيجاره " او " شراره " !!!!
الفقره الاخيره - استفزني جدا مانشر في احد الجرائد عن الاهتمام العاجل بوضع خطه لتآمين الاماكن الاثريه من الحريق !!! وماذا عنا !!! ماذا عن حياتنا !! ماذا عن منازلنا ومدارسنا وجامعتنا وانديتنا وشوراعنا وملاعبنا وجوامعنا وكنائسنا !!! ماذا عنا ... عن اماكن العمل التي نذهب اليها المستشفيات والمحاكم والمكاتب والمصانع ودواوين الحكومه !! ماذا عنا ... عن حياتنا !!! الن تضعوا خطه لتآمينها وحمايتنا !!! استفزني جدا ان نخرج من كارثه حريق مجلس الشوري باهتمام قاصر بالاماكن الاثريه والتاريخيه فقط !!! نحن البشر اهم !!! نحن اللذين صنعنا التاريخ ونعيش الحاضر ونطمح في مستقبل جميل !!! نحن الاهم !!! نحن ابناء هذا الوطن من اصغر طفل فينا لاكبر شيخ اهم مليون مره من اي مبني مهما كانت قيمته التاريخه او الاثريه !!! ماهي خطتكم العاجله لتآمين حياتنا وحمايتها ؟؟؟؟؟؟
الجمله الاخيره - ليس مهما لماذا اشتعل الحريق اي حريق لكن المهم جدا كيف نتعامل مع الحريق وكيف نحاصره وكيف نطفىء نيرانه وكيف ننقذ ضحاياه !!! هذا هو المهم وليس صرف التعويضات للضحايا وليس مواساتهم وليس وضع الخطط العاجله للتآمين والحمايه !!!! فهل لو طالبنا الحكومه بتطوير جهاز الاطفاء ورفع كفاءته وتجهيز رجاله بالمعدات والادوات والمواد الكيماويه القادره علي اطفاء اي حريق ، هل لو طالبنا الحكومه ان تحمينا وتحمي حاضرنا وممتلكاتنا وتاريخنا وعاصمتنا وتراثنا من الحريق سنطالبها باكثر مما تقوي عليه ؟؟؟؟؟!!!
السطر الاخير - ان اكبر الحرائق من مستصغر الشرر !!!!!

هل سيكذبني احدهم ........؟؟؟

سادخل في الموضوع مباشره وبلا اي مقدمات .... كم عدد القضاه في مصر ؟؟ كم عدد القضاه الجالسين فوق المنصه في الجلسات ينظرون القضايا ويفصلون في النزاعات ويصدورن الاحكام .... وقبل ان تجيبوا .. وقبل ان تعرفوا اجابتي ، تذكروا معي ان الشعب المصري يقترب من الخمسه وسبعين مليون مواطن وانه يزيد كل يوم عن اليوم السابق له ، تذكروا اننا في الامس القريب كنا ستين مليون وقبل ان تآتي حملات تنظيم النسل ثمارها وصلنا خمسه وسبعين مليون مواطن .ومازلنا نزيد كل يوم وكل ثانيه !!! والخمسه وسبعين مليون مواطن يعيشوا معا ويتفاعلوا معا ويتشاجر بعضهم مع بعض ويغضب بعضهم من بعض ويبيع كل ثانيه احدهم للاخر شقه بعقد مليء بالمشاكل ويشتري كل دقيقه احدهم من الاخر سياره يكتشف سريعا انها عطبه وغير مطابقه لمواصفات العقد ، الخمسه وسبعين مليون مواطن تتزوج واحده منهم من رجل منهم تكتشف في ليله الدخله انه مخادع وكاذب ومتزوج من اخري لكنه اخفي عليها ويتزوج رجل منهم فتاه يكتشف سريعا انها عصبيه ومدلله وكسوله و" مابتعمرش بيوت " ، الخمسه وسبعون مليون مواطن يدخلون المحاكم كل ساعه وكل دقيقه وكل ثانيه لاسباب مختلفه قضايا جنائيه ضرب وسرقه وقتل ونصب وسب وقذف وشيكات ومخدرات واستيلاء علي مال عام واختلاس ورشوه ، قضايا مدنيه تعويض وفسخ عقد والزام ومطالبه وصحه توقيع وحيازه . قضايا تجاريه بسبب الشراء والبيع والاسهم والبنوك والديون والتجاره والافلاس ، قضايا شرعيه طلاق وخلع ونفقه ومتعه واجر حضانه ومسكن حضانه ومصاريف مدارس ورؤيه ، قضايا ايجارات ، قضايا ضرائب ، قضايا فصل تعسفي ومطالبه بالعوده للعمل ومطالبه بالاجر المتآخر ،الخمسه وسبعين مليون مواطن يقود بعضهم سيارات فيدخل محكمه المرور ويتزوج بعضهم فيدخل المحاكم الشرعيه ومحاكم الاسره وينحرف بعضهم فيدخل المحكمه الجنائيه ويتاجر بعضهم او يقترض من البنوك او تتعسر احواله فيدخل المحكمه التجاريه ويؤسس بعضهم شركات ويبيع اسهم فيدخل المحاكم الاقتصاديه ويحرروا عقود ويطالبوا بتعويضات ويسجلوا ملكياتهم فيدخلوا المحاكم المدنيه ، الخمسه وسبعون مليون مواطن يدخلون المحاكم كل ساعه وكل دقيقه وكل ثانيه بنزاعاتهم ومشاجراتهم وغضبهم واحباطاتهم ومستنداتهم ينتظرون الحل العادل لمشاكلهم والقصاص العادل من المعتدين عليهم والرد العادل لحقوقهم السليبه ، الخمسه وسبعون ميلون مواطن يدخلون المحاكم كل ساعه وكل دقيقه وكل ثانيه يبحثون عن العدل الذي لم يجدوه خارج المحاكم ويشكون للقاضي من الظلم ينتظرون منه رفعه عنهم وبسرعه يتظلمون للقاضي من المعتدين عليهم ينتظرون منه عقابهم وبسرعه و.......... كم عدد القضاه في مصر المنوط بهم الفصل في كل تلك المنازعات والنظر في كل تلك القضايا واصدار هذا الكم الهائل من الاحكام في هذا الكم الهائل من الخصومات القضائيه ؟؟؟ مليون قاضي !!!!! خمسمائه الف قاضي ؟؟؟؟ مائتين وخمسون الف قاضي ؟؟؟؟ كم قاضي يحتاجه هذا الوطن بمواطنيه الخمسه وسبعون مليون للفصل في منازعاته ورفع الظلم عنه ورد الحقوق المغتصبه والقصاص من المعتدين ؟؟؟ كم قاضي يحتاجه هذا الوطن بمواطنيه الخمسه وسبعين مليون للجلوس في محاكمه والبت السريع في المنازعات المحتدمه بين ابناءه !!!!!!! مليون قاضي !!! خمسمائه الف قاضي ؟؟؟ مائتين وخمسون الف قاضي ؟؟ مارآيكم اذا قلت لكم ان عدد القضاه في الهيئه القضائيه في مصر لا يزيد عن خمسه او سته الاف قاضي فقط !!!!!!! نعم عدد القضاه لا يزيد عن خمسه او سته الاف قاضي تقريبا - اكثر مائه او اقل مائه لا اعرف بالضبط - لكن مااعرفه ان الهيئه القضائيه في مصر تقترب من الاحدي عشر الف عضوا تقريبا من اصغر معاون نيابه لاكبر مستشار في محكمه النقض !!! احدي عشر الف عضو يشكلوا معا النيابه العامه والقضاء ، واذا كانت النيابه قد يصل عدد اعضاءها من اجمالي الهيظه القضائيه حسب تقديراتي لقرابه الخمسه الاف عضو من اصغر معاون نيابه وصولا للسيد النائب العام فانه القضاه الجالسين فوق المنصه للفصل في المنازعات واصدار الاحكام لا يتجاوز عددهم سته الاف عضو تقريبا يغيب بعضهم عن المحاكم اما بسبب الانتداب في اعمال اخري او الاعاره لاماكن اخري او لاسباب شخصيه ، سته الاف قاضي تقريبا من اصغر قاضي جزئى في اصغر محكمه وصولا للساده المستشارين الاجلاء في محاكم الاستئناف العالي ومحاكم الجنايات ومحكمه النقض ، سته الاف قاضي تقريبا موزعين بين القضاء الجنائي والمدني ينظرون في جميع المنازعات الجنائيه والمدنيه والشرعيه والتجاريه وقضاء العمال ومحاكم الاسره وقضايا الضرائب والايجارات وقضاء المستعجل وقضاء التنفيذ ، سته الاف قاضي تقريبا ينتشرون في خريطه الوطن من مرسي مطروح لاسوان لحلاليب وشلاتين للعريش وشرم الشيخ مرورا بالعاصمه والمحافظات واصغر القري والمراكز والنجوع ، ينتشرون في المحاكم الجزئيه والابتدائيه ومحاكم الاستنئاف العالي ومحكمه النقض ، سته الاف قاضي تقريبا يتعين عليهم النظر في منازعات ومشاجرات وقضايا الخمسه وسبعون مليون مواطن والوطن باسره !!!!!!! لاتصدقوني بالطبع وتتصورني ابالغ او اتحدث عن جهل !!!!! لا تصدقوني بالطبع !!! انا نفسي عندما قرآت ماكتبه لم اصدق نفسي رغم انني متاكده وواثقه مما اقوله ومما اكتبه لكني لا اصدقه !!!! هذا الوطن الذي يسكنه خمسه وسبعين مليون مواطن ويزيد وبه مئات الالوف من الاطباء ومئات الالوف من المهندسين ومئات الالوف من المحامين ومئات الالوف من الموظفين بالحكومه ومئات الالوف من الموظفين بالقطاع العام وقطاع الاعمال ومئات الالوف من الموظفين بالقطاع الخاص والشركات الاستثماريه ومئات الالوف بالبنوك والعمل المصرفي .. هذا الوطن لايوجد به الا سته الاف قاضي !!!!!!! سته الاف قاضي يتعين عليهم النظر في مئات القضايا يوميا و قراءه ملفاتها ومستنداتها والانصات لخصومها وسماع شكاوهم ومناقشه ادلتهم ، يتعين عليهم الفصل في تلك القضايا واعاده الحق لاصحابه ورفع الظلم عن المظلوم وعقاب الظالم والقصاص منه !!! سته الاف قاضي اجلاء اكفاء يبذلون كل الجهد بمنتهي الجديه والبراعه والكفاءه يتعين عليهم النظر في مئات بل الوف القضايا يوميا !!! قاضي محكمه الجنح في احدي الدوائر يصل عدد قضاياه لستمائه وسبعمائه قضيه في الرول !!! قاضي محكمه الاسره في احد الدوائر يصل عدد قضاياه لمئتين وثلثمائه قضيه في الرول !!! دائره استئناف عالي يصل عدد قضاياها لمائه قضيه في اليوم !!!! دائره جنايات يصل عدد الجنايات امامها لعشره واثني عشره قضيه في اليوم !!!! واليوم يبدآ من التاسعه صباحا وينتهي حين ينتهي السيد القاضي من نظر قضاياه ربما في الرابعه مساءا وربما في العاشره مساءا !!! كم قضيه ينظرها كل قاضي من السته الاف قاضي يوميا وكم قضيه يقرآها كل قاضي من السته الاف قاضي شهريا وكم قضيه يفصل فيها كل قاضي من السته الاف قاضي سنويا !!!!!!! سته الاف قاضي بعضهم يجلس في المحكمه ثلاث ايام بالاسبوع وبعضهم يجلس في المحكمه اسبوعا في الشهر يسمعون المرافعات وينظرون القضايا ويتسلموا من الخصوم مستنداتهم وادلتهم واوراقهم ومذكرات دفاعهم وبقيه الاسبوع او بقيه الشهر يقبع السته الاف قاضي في منازلهم يفحصون الاوراق ويقيمون الادله ويعملوا القانون ويصدروا الاحكام !!!! سته الاف قاضي !!!!!!!!!!! لماذا لايوجد لدينا مليون قاضي او نصف مليون قاضي او ربع مليون قاضي ؟؟؟ فاذا كان القاضي حاليا ينظر في مائه قضيه في اليوم سينظر حين يزداد عدد القضاه في عشره قضايا فقط !!! واذا كانت القضيه تآخد في المحكمه سنتين وثلاث فلن تستغرق حين يزداد عدد القضاه اكثر من شهر وفقط !!! واذا كانت الناس تشعر اليوم ان العداله البطئيه ظلما بين فغدا ستحس ان تحقق العداله وبسرعه واعاده الحقوق لاصحابها ورفع الظلم عن الضحايا سيغير حياتهم للافضل والاجمل !!! اذا كانت الناس اليوم - رغم ملايين القضايا التي تنظرها المحاكم سنويا - تعزف عن دخول المحاكم لاحساسها ان القضايا ستؤجل وتؤجل حتي تضيع الحقوق و" تطلع الروح " فغذا حين يزداد عدد القضاه وعدد المحاكم وعدد الدوائر وتختفي من حياتها اجراءات التقاضي البطيئه وستري الناس بعيونها وتشعر بقلوبها ان الحق قادم والقصاص موجع والعداله عظيمه !!! لماذا لايوجد لدينا مليون قاضي او نصف مليون قاضي او ربع مليون قاضي ؟؟؟؟ هل يحتاج تعيينهم لقرار .. اذن ايها الساده المعنيين بالامر لماذا لا تآخذون القرار !!! هل يحتاج تعيينهم لخطه .. اذن ايها الساده المعنيين بالامر لماذا لاتبحثون الامر وكيفيه تنفيذه والجدول الزمني الذي يحتاجه والامكانيات الماليه التي تلزمه وتشرعوا في تنفيذ هذه الخطه !!! هل يحتاج زياده عدد القضاه لاعداد طويل .. اذن لماذا لا نبدآ ؟؟؟؟ هل يحتاجون ميزانيه ودرجات ماليه .. اذن لماذا لا نبحث عن موارد للتمويل ؟؟؟؟ هل يحتاجون لمحاكم وقاعات وابنيه مجهزه ... اذن لماذا لا نبني ونستعد ؟؟؟؟؟ ان وجود عدد سته الاف قاضي في وطن عدد سكانه خمسه وسبعين مليون مواطن امرا غريب غريب غريب ويحتاج لتغيير سريع سريع سريع !!! ان زياده عدد القضاه يمنح الناس العداله ويمنح القضاه امكانيه تحقيق العداله ويمنح الوطن الطمآنينه فلا امان ولا طمآنينه ابدا في وطن لا تشعر الناس فيه انها ستآخذ حقها من المحكمه وبسرعه !!!!!!!!
الفقره الاخيره - لماذا لا تزيدوا عدد القضاه ؟؟؟؟؟ سؤال لم اجد له اجابه ابدا ولم افهم الصمت حياله !!!! لكني اسآل نفسي طول الوقت وانا اري المحاكم واحوالها واري القضاه والعبء الرهيب الذي يحملوه علي اكتافهم واري عدد القضايا وكثره مستنداتها واوراقها واري تكدس القاعات وقله الاكسوجين فيها واري المعاناه التي ترتسم علي وجوه القضاه في صمت وشموخ وهم يعملون في ظروف صعبه وسط مئات المتقاضين والمحامين ترتفع علي منصاتهم ملفات القضايا كالمسلات العاليه ، اسآل نفسي طول الوقت لماذا لا تزيدوا عدد القضاه !!!!!!!!
الجمله الاخيره - كلما سمعت حديثا عن الجهود المبذوله للقضاء علي بطء التقاضي سآلت نفسي لماذا لا تزيدوا عدد القضاه ؟؟ كلما كنت في المحكمه واجل القاضي القضيه التي احضر فيها شهرين وثلاث شهور في التآجيله الواحده سآلت نفسي لماذا لا تزيدوا عدد القضاه ؟؟؟
السطر الاخير - للاسف انصب حديثي علي عدد القضاه في الهيئه القضائيه ولم اتطرق للقضاء الاداري الذي لا يزيد عدد اعضاءه عن ثلاثه الاف منوط بهم الفصل في المنازعات الاداريه بين الحكومه والجهات الحكوميه وبين الناس وهم يحملون عبئا رهيبا وينظرون في عدد قضايا رهيب و.... يحضرني هنا واقعه كنت احد اطرافها حين وقفت امام قضاء مجلس الدوله منذ عشرين عاما في قضيه مستعجله بالمعني القانوني وطلب خصمي محامي " الحكومه " الاطلاع علي المستندات التي قدمتها فمنحه السيد القاضي شهرين للاطلاع فالتمست منه منحه اجلا اقصر لان " القضيه مستعجله ياريس والخطر حال " فهز السيد القاضي رآسه تآسيا واشار لي لمئات القضايا امامه وقال " كل القضايا دي مستعجله والخطر حال " و........ لماذا لا تزيدوا عدد القضاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكلمه الاخيره - هل سيكذبني احدهم ويقول لي لا تتحدثي فيما لا تعرفيه فعدد القضاه في مصر مائه الف قاضي علي الاقل و لاينظر اي منهم الا في خمسه او عشر قضايا علي الاكثر في اليوم ومحاكمنا لاتشكوا من بطء الاجراءات والمتقاضين راضين والعداله بخير ؟؟؟؟؟؟ والله والله ... ساكون وقتها اسعد واحده في هذه المجره الشمسيه !!!!!
نشرت الاربعاء ١٤ اغسطس ٢٠٠٨

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008

الضرب في الميت حرام !!!!!!!!!!!!!!!!

انا مواطنه مصريه صالحه مثل الملايين من ابناء وبنات هذا الشعب نحترم القانون ونخضع لكل نصوصه الامره ونبتعد عن نواهيه المؤثمه سواء كان قانون العقوبات او قانون البيئه او قانون الصرف الصحي ونخاف من الحكومه وضباطها وامناء شرطتها وعساكر مرورها ودفتر مخالفتهم وردارهم وعصاهم الموجعه ونبعد عن الشر ونغني له " المصريين اهما حيويه وعزم وهمه " ونسدد وسنسدد الضرائب قبل ميعادها حتي لو غضبنا قليلا او اكتئبنا قليلا او " اتزنقنا قليلا " لكننا سنشتري انفسنا دائما بالبعد عن " الغوله وعينها الحمرا " ونعيش حياتنا وايامها تحت شعار " ياحيطه دارينا " و" راضيين وشاكرين وحامدين " علي الصحه و" العيال " وراحه البال !!! مواطنه مصريه صالحه مثل الملايين من ابناء وبنات هذا الشعب ب "احب عمرو موسي واكره اسرائيل " واشجع فريقنا القومي وارقص في الشوارع حتي مطلع الفجر احتفالا بحصوله علي كآس الامم الافريقيه واحترم الست ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ واحمد بهاء الدين ويوسف ادريس وصلاح جاهين وفؤاد حداد واحب علي اسماعيل وكمال الطويل ومحمد الموجي واسماعيل ياسين ورشدي اباظه وشاديه واحمد زكي وسعاد حسني وصالح سليم والخطيب وحسن شحاته وعاطف الطيب وصلاح ابو سيف ويوسف شاهين ولااحلم مثل الملايين من ابناء وبنات هذا الشعب الا بالستر والصحه و" حسن الختام " !! وهاانا اقترب من الخمسين وصحيفتي الجنائيه بيضاء فلم اتشاجر مع جارة مهما كانت بذيئه عملا بالمثل الشعبي " اصبر علي جار السو لتجي له مصيبه يايرحل " ولم انزل من سيارتي حين اصطدم بها في الشارع المزدحم احد العابثين و" خسف بابها " ايمانا مني بان "العايط علي الفايت قله عقل " وان الشكوي لغير الله مذله ولم اصرخ في وجه احد السفهاء او قليلي الادب اللذين ساقهم القدر في طريقي " يحرقون دمي " لم اصرخ فيهم " ماتعرفش انا مين " لاني تعلمت من ابي ان " كلنا ولاد تسعه " ولانه " لا فضل لعربي علي اعجمي الا بالتقوي " ولان " من تواضع لله رفعه" وتعلمت الصبر والجلد و" الله مااطولك ياروح "و" اعد من واحد لمليون "قبل فتح فمي والتعبير عن غضبي والصراخ في من يستحق " الضرب علي رآسه بالشبشب" ايمانا مني بان " الادب سيد الاخلاق " و" اللي بيشتم بيشتم نفسه " وان " العفو عن المقدره شيمه الكرام "واعتدت الغناء داخل سيارتي بصوت عالي جهوري كلما ادرت موتورها وسرت بها في شوارعنا المزدحمه حفاظا علي صحتي النفسيه وتنفيسا عن الغضب والتوتر والعصبيه الذي يولدهم المرور وحاله المرزي في نفسي و" سواح وانا ماشي ليالي سواح وانا ماشي في حال سواح " واستغفر ربي والتمس عفوه ورحمته كلما استبد بي الغضب وكلما تملكني الضيق وكلما انفلتت اعصابي ارهاقا وتوترا اذكر نفسي بانني " احسن من غيري والحمد لله علي كل حاجه " وانام ليلي قريره العين ااكل " رز مع الملائكه " سعيده بحياتي وقانونها المريح " امشي عدل يحتار عدوك فيك !!!" انا مواطنه مصريه صالحه حتي الان و" ربنا يكفينا شر المستخبي !!!!" وحين صدر قانون المرور الاخير وقبل سريانه وبدء العمل به ربطت الحزام حول وسطي وتشاجرت مع ضيوفي من يجلسون بجواري في السياره "ياتربط الحزام ياتنزل من غير مطرود " وحين رن التليفون المحمول فجآ وانا اقود سيارتي " اتخضيت " والقيت به من الشباك احتراما وخضوعا طوعيا لقانون المرور ولائحته التنفيذيه ولكل القوانين واشتريت شنطه الاسعاف قبل صدور اللائحه التنفيذيه التي تحدد مواصفاتها ومكوناتها وملئتها بالشاش والقطن والبلاستر وصبغه اليود والميكركروم والديتول و" البيتادين " و"الفازلين " وجميع مقاسات وانواع الجبائر والاربطه الضاغطه وزدت عليهم ادويه الاسهال والامساك والصداع وحبوب منع الحمل باعتبار ان مالن ينفع لن يضر وضعت حقيبه الاسعاف و" الطفايه" و" المثلث العاكس " في مكان ظاهر يسمح لكل مآموري الضبط القضائي بالتآكد من خضوعي الطوعي التام لقانون المرور وكل احكامه وابتسمت عند كل اشاره مرور وكلما رآيت عسكري او امين شرطه اطمئنه انني والحمد لله " خاضعه للقانون جدا جدا !!!!!" لكني وللاسف الشديد ومنذ اللحظه الاولي لليوم الاول من شهر اغسطس وحين نفذت التعديلات الاخيره لقانون المرور وعلق سيفها البتار فوق رؤوسنا استبد بي القلق وتملكتني الهواجس و"ركبتني العفاريت " احس ال "عو" يطاردني وسيطاردني بسببها كل يوم وكل ساعه ، منذ اللحظه الاولي لليوم الاول من شهر اغسطس كرهت سيارتي وانتظرت بسببها الايام "الغبرا " قادمه قادمه لا محال فبسبب تلك التعديلات الاخيره وعقوباتها المستحدثه من غرامات ماليه رهيبه قد تصل لالف بل وثلاثه الاف جنيه والتي عاقب بها القانون المخالفين لبعض احكامه ك" قياده المركبه بشكل يؤثر في صلاحيه الطريق للمرور " و" التسبب في تعطيل حركه المرور " وعقوباته البدنيه والتي تنص علي حبس قائد السياره اذا "سار عكس الاتجاه " و " اعاقه حركه المرور والوقوف في الاماكن المحظور الوقوف فيها " وسحب التراخيص لمده قد تصل لسته شهور او سنه اذا "تكلمت في المحمول " او " السير ببطء " او " استخدام اله التنبيه في غير موضعها " بسبب كل هذا ونتيجه له طار النوم من عيني واحتلت الكوابيسي ليالي الطويله اعيش متوجسه قلقه متوتره عصبيه انتظر القبض علي وحبسي في كل لحظه وكل ثانيه واري نفسي خلف القضبان ابكي اتضرع للقاضي قبول دفاعي وتبرئتي واري نفسي انام فوق " البرش" والمح دموعي تنسال علي خدي وانا ملقاه في سجن النساء مدانه بارتكاب الجرم الاكبر ومخالفه قانون المرور ولن يشفع لي وقتها التشبث امام القاضي بانني احترت في السياره لا اعرف ماذا افعل بها ووقفت في الشارع صف ثاني مجبره مضطره لانه لايوجد صف اول ممكن الوقوف فيه بعد ان لففت بالسياره مره واثنين وعشره بحثا عن مكان "اركن " فيه السياره ركنا قانونيا امنا فلم اجد وبحثت عن اماكن انتظار يمكن ترك السياره فيها فلم اجد وبحثت عن منادي يآخدها و" يريحني " فلم اجد وانني توسلت لسايس الجراج القريب من المحكمه ان يستبقي السياره لديه و" عينيك ليك " فلم تكفيه عيني ولم يستجب لرجائي وانني كدت اطوي السياره واضعها في حقيبه يدي لكن مقاس حقيبه يدي كان صغيرا عليها فلم تفلح محاولتي وكدت اقذف بها في عرض الطريق اتخلص منها لكني خشيت اغلاقها للطريق وارتكابي جريمه اخري تضاف مده عقوبتها لمده الجريمه الاصليه وانني احترت و" غلب حماري " ولم اجد امامي للاسف الشديد الا ايقاف السياره في الاماكن المحظوره تستظل بيافطه ممنوع الوقوف و" اللهم اني لا اسآلك رد القضاء ولكني اسآلك اللطف فيه " وياسيدي القاضي التمس منك استخدام منتهي الرآفه بحالي وحال سيارتي !!!!!!! اري نفسي خلف القضبان ابكي اتضرع للقاضي قبول دفاعي وتبرئتي لتوافر حسن النيه وانتفاء القصد الجنائي وعدم تعمدي السير عكس الاتجاه واغلاق الطريق وتعطيل المرور لكني " والله العظيم ياسعاده القاضي " اجبرت للسير عكس الاتجاه لان جميع الشوارع التي تحيط بعملي مغلقه بيافطه ممنوع الدخول وانني عجزت عن الوصول لمكتبي الا بالسير عكس الاتجاه مجبره مضطره متحمله شتائم الاخرين ونظراتهم الناريه التي تصمني بقله الوطنيه والضمير ومخالفه قانون المرور وتعديلاته عامده متعمده مع سبق الاصرار والترصد و" ياريت ياسعاده القاضي يخلوا شارع داخل وشارع خارج فنستريح كلنا " !!! منذ الاول من اغسطس وانا قلقه احصي في اموالي اجنب الجزء الاكبر منها لسداد مخالفات المرور الفوريه والتصالح فيها املا في انقضاء الدعوي العموميه ضدي وانا لا اكف عن استخدام اله تنبيه السياره بداعي وبغير داعي انبه الماره العابرين للطريق من وسط السيارات لوجودي حتي لا يصطدموا باجسادهم المترنحه بسيارتي وتتحسب علي " اصابه خطآ" ، انبه السياره الصغيره التي تسير علي الطريق الدائري في الحاره اليسري ببطء وتآني ضروره فتح الطريق والسماح لي بالمرور وانا متعجله اهرول لحضور الجلسه التي سيشطبها القاضي لعدم حضوري في الميعاد المقرر ، انبه سيارات النقل الديناصوريه والتي تسير كالدراجه في عرض الطريق تتلوي وتنتقل بين الحاره والاخري انبههم انني اسير خلفهم مرتبكه لا اعرف مكان خطوتي القادمه انبههم كي لايصدموني وكي لا يغلقوا الطريق في وجههي ، انبه سائق العربيه " الكارو " الذي نام وتركه حماره يقوده ويقودنا ان يستيقظ ويشد لجام حماره بعيدا عن طريقنا السريع !!! وفكرت في بيع السياره و" الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح " لكني اقطن في احد الاحياء الجديده خارج القاهره في مكان لا تصله المواصلات العامه وليس له اتوبيسات ولا محطه مترو وتعتبر سيارات التاكسي الوصول اليه سفرا يستلزم مضاعفه الاجره و" اصلي حارجع فاضي " وفكرت في البقاء في منزلي لا اغادره و" من ساب داره اتقل مقداره " لكني الاقساط الشهريه التي يتعين عليها سدادها وفاتوره الكهرباء التي ضاعفت الحكومه قيمتها " في الخباثه " والاكل والشرب واللبس و"اللذي منه " يجبروني علي العمل و" الايد البطاله نجسه " !!!! واحترت واحتار دليلي وارتبكت اكثر واكثر فانا المواطنه الصالحه التي عاشت ومازالت تحترم القوانين كلها ولم تكتب شيكا بدون رصيد ولم تسب احدا او تشتمه ولم تتشاجر مع احد او تضربه ولم تسرق احد او تنصب عليه ولم ترتكب اي جنايه او جنحه والتي تخاف السجن ولا تعتبره "للجدعان" اصبحت مهدده وبسبب ذلك القانون بالحبس والبهدله وقله القيمه !!!!!! وياايها المجتمع ان رآيتني خلف القضبان ابكي تآكد ان قانون المرور وتعديلاته الاخيره قد طال حريتي وحرمني منها وانني " مظلومه والله العظيم ياسعاده القاضي ومعنتش حاعمل كده تاني !!!!!!" .........
الفقره الاخيره - كتبت اكثر من مره عن انعدام الذوق والاخلاق في القياده وكتبت اكثر من مره اشكو من حال المرور والشوراع والتكدس والفوضي التي تضرب في مدننا وكتبت اكثر من مره اطالب ببذل كل المجهود الجماعي لتحسين حال المرور في شوارعنا حرصا علي ادميتنا وعلي سلامتنا ولكن ...... قبل ان تهددونا بالحبس وبالغرامات الماليه الباهظه يتعين عليكم ايجاد وتوفير اماكن تسمح لنا بركن السيارات بطريقه ادميه حضاريه ونظموا الشوارع " داخل وخارج " بشكل يتيح لقائدي السيارات الوصول للاماكن المستهدف الوصول اليها بسهوله ويسر و وفروا المواصلات العامه التي تسهل علينا ترك سيارتنا الخاصه في اماكنها والتنقل بسهوله ويسر بين ارجاء العاصمه لقضاء مصالحنا وتآديه اعمالنا بطريقه ادميه محترمه وراقبوا الطرق بحيث لا يغلق احدهم الحاره الشمال تعسفا ولاينتقل احد المجانين بين الحارات الثلاث برعونه واهمال كل دقيقه واصلحوا حال الشوارع والطرق واغلقوا الحفر والمطبات و" عاقبوا الكبير قبل الصغير " واضربوا الجميع علي بطونهم ولو كان لهم " ضهر كبير وجامد " وحين نجد اماكن للركن وجراجات لترك السيارات بشكل امن ومواصلات عامه تنقلنا من اقصي الشرق لاقصي الغرب بطريقه ادميه يسيره وحين تنساب الطرق وينتظم الناس في الحارات المروريه ويعرف كل شخص الحاره التي يسير فيها ويعطي اشاره واضحه حين يرغب في الانتقال منها وحين يعبر المشاه الطرق من الاماكن المخصصه فلا نضطر للصراخ فيهم بابواق السيارات حفاظا علي حياتهم وعلي انفسنا !!! حين تتوافر جميع الوسائل الادميه للسير في الشوارع والقياده الامنه فيها وقتها اعدموا من يخالف قانون المرور واي تعديلات جديده ستدخلوها عليه !!!! اما الان فالضرب في الميت حرام !!!!!
الجمله الاخيره - يحتاج تنفيذ قانون المرور الجديد لخمسه مليون عسكري مرور ينتشروا في كل الشوارع والحارات والازقه والطرق السريعه حتي يتمكنوا من رصد جميع المخالفات التي يرتكبها قائدي السيارات بالعبور السريع من الحاره اليمين واغلاق الحاره الشمال بالبطء و" الاستهبال " وطلوع الكباري من منازلها والسير عكس الاتجاه والوقوف في الممنوع والامساك بالعابرين من المشاه وسط السيارات والزام سيارات النقل بالحاره اليمني والزام السيارات الخاصه بالسرعه القانونيه ويحتاج تنفيذ القانون لمئات الالوف من المعاول لهدم المطبات الصناعيه البدائيه التي زركش بها الناس الطرق ولرفع السلاسل والحواجز التي يضعها الناس امام منازلهم تآمينا لاماكن ركن سياراتهم وللامساك بالمخالفين لكل بند واي بند من تلك المواد المستحدثه فيه !!!!! فان لم تعاقبوا كل الناس علي كل خطآ مهما كان يسير سيتحول القانون لحبر علي ورق ويتحول سيفه البتار لخيال مآته وستزداد الشوارع فوضي وتكدس وازدحام !!!!!
السطر الاخير - لا اصدق " الشريرين " ممن يقولون ان الامر كله لا يعدو ان يكون " سبوبه " كبيره لاحد المستوردين ممن سيبيع الملايين من شنط الاسعاف والمثلثات العاكسه وان كل التعديلات التي ادخلت علي قانون المرور وكل عقوباته ليست الا غطاء لمصلحه ذلك المستورد الكبير ال " مسنود قوي " !!! لم اصدق هؤلاء الشريرين ولا اشاعاتهم المغرضه ولاني مواطنه صالحه اتصور ان المصلحه العامه واصلاح حال الناس وتخفيف الضغط والهم عنهم كانت ومازالت هي الدافع الوحيد لادخال تلك التعديلات علي قانون المرور واننا جميعا سنخضع لتلك النصوص الامره وعقوباتها الرادعه تحقيقا لمصالحنا المستقبليه ولتحسين حياتنا في الوطن حتي لو كنا لا ندرك او نصدق ذلك !!!!!!!
الكلمه الاخيره - الطريق الي جهنم مفروش بالنوايا الحسنه !!!!! لااعرف من قال تلك العباره ولا اعرف لماذا تذكرتها الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نشرت في ٦ اغسطس ٢٠٠٨ - في جريده روز اليوسف اليوميه